إنهم يشربون الكالونيا!
لنفترض جدلاً أن الوازع الديني لديك منخفض.. أو لنقل غير ذي تأثير..
أوَليس من المفترض أن يكون لديك وازع صحي على الأقل؟!
كارثة أن تذهب حياة الإنسان سدى دون ثمن يستحق.. وكارثة أكبر أن
يخلّف هذا الذهاب مأساة موجعة يدفع ثمنها الآخرون.. وهؤلاء الآخرون قد
يكون الحكومة ممثلة بمستشفياتها.. قد يكونون أولادك.. قد يكون زوجتك..
قد يكون أصدقاؤك.. وقد يكونون غير ذلك..
لماذا اللف والدوران.. لنتحدث بصراحة أكبر..
نشرت جريدة في السعودية "الوطن" خبرا يقول إن شابين سعوديين توفيا
وأدخل الثالث
العناية المركزة بأحد المستشفيات العامة جراء تناولهم عطر "الكالونيا"..
وإن عينات الشبان الثلاثة سوف ترسل إلى المختبر بالرياض لتحليلها
والتأكد من أسباب التسمم بالكالونيا، وإن البلدية ـ وهذه فوق البيعة ـ ستقوم
بجولات على المحلات التجارية لمصادرة ما هو مخالف للتعليمات حفاظا
عـلى صحة وسلامة الناس، وإن هذه الكالونيا مازالت غير معروفة المصدر!
من السذاجة بمكان أن يتم التساؤل: عن أي شيء يبحث هؤلاء الذين
يشربون الكالونيا؟ ومن أي شيء يهربون؟
هؤلاء وغيرهم بالتأكيد كثير.. يقعون فريسة لهذه المواد الكيميائية بحثا عن
لحظات أنس وهمية.. أو هروب من لحظات قاتمة السواد..
في قضايا المسكرات بالذات ترتسم أمامي ألف علامة استفهام: في حال
تلاشى الوازع الديني، هل تقبل النفس البشرية أن تشرب الكالونيا؟ هل تقبل
النفس البشرية أن تشرب مسكرات يتم إعدادها في دورات مياه تمتلكها
عمالة؟
وفي حال كان ذلك مقبولاً، كيف يجرؤ الإنسان على المخاطرة بحياته، هكذا
بسهولة؟
لا أعتقد انهم شربوا الا لان قلوبهم خاوية عن ذكر الواحد الاحد