سولاف3
سولاف3
ماشاء الله

أسلوب قصصي رائع ....


تابعي ... كتبت الرد قبل أن اكمل قراتها .... لاعجابي بأسلوبك :)

وفقك المولى
مناير العز
مناير العز
هذا الجزء إهداء لـ
عيون الكون
سولاف
ومن قبلهم كان

أشكر لكن مروركن

حبيباتي الأروع من القصة ردودكن والاستمتاع بقرائتها

وبسم الله نستهل هذا الجزء

0000000000000000000000000000000000000000000

رغم تفوق لـمـار في المدرسة في جميع المواد الدراسية بما فيها الجغرافيا إلا أنها لم تسمع ببلد اسمه (الاس) وهي متأكدة من ذلك

لطالما لعبت مع أخوتها لعبة الأطلس .. كان أحدهما يمسك الأطلس فاتحا على إحدى الصفحات ويختار اسم مدينة أو نهر أو أي شيء ثم يعطيها للآخر ليبحث عن موقع تلك المدينة وهكذا

حاولت لمار تذكر الأطلس .. وقالت في نفسها لا بد أنني في بلد غريب ربما في أوروبا أو أمريكا

أين بالضبط لا أدري ؟؟

واستعرضت أسماء الدول الأوربية بريطانيا هولندا فرنسا اسبانيا ... أي من هذهـ الدول يسميها أو ينطقها أهلها ألاس؟؟

لم تتوصل إلى نتيجة وخطر في بالها أن تسأل ميري عن القارة ما هي؟

ولكن ما ترجمة كلمة قارة؟

ذهبت لمار إلى ميري لتسألها في أي قارة هي من العالم ولكن..

ميري لم تفهم مقصد لمار ورغم أن لمار رسمت لها رسما تقريبيا لشكل القارات .. إلا أن ميري حسبتها تسأل عن موقع المدينة من البلد

وباءت محاولات لمار بالفشل ... فميري ملت من أسئلة لمار المتكررة عن نفس الموضوع

وفي ذلك اليوم دخلت لمار على ميري في المطبخ بعد عودتها من العمل وسألتها وهي تردد أوروبا أمريكا آسيا ... علها تفهم أنها تستفسر عن القارات

ولكن ميري منزعجة فهي متعبة من العمل وهي الآن تعد الغداء ولا تريد أن تسمع هذهـ الأسئلة التي ليس لها داعي في نظرها

غسلت يديها ثم نشفتهما وأمسكت بيد لمار وأخذتها إلى الصالة حيث جلستا إلى الطاولة

وقالت لها يا ابنتي .. أنت حقا بمقام ابنتي ونحن نرعاك رعاية تامة .. أتفهّم أنك تريدين العودة لبلادك .. ولكن هذا ليس بمقدورنا .. فالجهات المسئولة ستحاسبنا على إيوائك غير الرسمي وقد يتهموننا باختطافك بينما لم نفعل ذلك

اقبلي بوجودك معنا مؤقتا ولا تكرري هذهـ الأسئلة التي لن تخرجي منها بفائدة

أنا أؤمن بأن الرب سيجعل لك مخرجا من هذا الأمر ولكن لا تتعجلي

يوما ما يا ابنتي ستتعلمين لغتنا حتى الإتقان وستتكلمين بطلاقة وستسألين وتسمعين إجابة لأسئلتك المحيرة

ثقي يا عزيزتي أنك ستعرفين كل ذلك لاحقا .. وما عليك سوى الانتظار قليلا

00000000000000000000000000000000000000000000000000000

الحق أن ميري كانت تستطيع مساعدة هذهـ الطفلة العربية جذابة الملامح الرقيقة الحسنة الأخلاق

تستطيع أن تساعدها على العودة إلى بلادها إما بالاستعانة بالسفارة أو بالشرطة

ولكن هذا يتنافى مع ما كانت ميري تخطط له

فهي تنظر إلى لمار على أنها هبة السماء

وهي تعوضها عن فقدان ابنتها الصغيرة قبل عشرين سنة

وعن غياب ابنها كارلوس

لقد عزمت على تبني هذهـ الفتاة .. فقد أحبتها كثيرا

وأعجبتها كثيرا

كل شيء في لمار مثل السحر يعمل عمله في من يعرفها

عيناها براقتان جميلتان بريئتان

وجهها سمح ولطيف

أخلاقها هادئة ومؤدبة (هذا الهدوء لم يكن من طبعها ولكن الغربة فرضته عليها)

ذكية ونبيهة

إنها أكثر مما تتمناه ميري

فكيف تفرط بها؟

لن تسمح بهذا الأمر أن يحصل ... ستصور أمر عودتها بغاية الصعوبة .. وتحاول جاهدة أن تغمرها بالحب والحنان والرعاية حتى تحبها هي الأخرى

وستنسى ولو قليلا أمر عودتها لبلادها

ويبقى أمر ديانتها .. لا بد أن تغير من مفاهيمها الإسلامية .. حتى تستطيع إدخالها الديانة النصرانية

0000000000000000000000000000000000000000000

المشكلة التي تواجه ستوفيوس وزوجته هي أن هذهـ الفتاة بلا هوية وليس معها أوراق ثبوتية رسمية .. مما جعلهما لا يخرجان بها كثيرا
تخرج مرة واحدة في نهاية الأسبوع ... وفي الأماكن الهادئة فقط ، حيث يذهبون للنزهة ..

وفي المساء كل ليلة تعطي ميري دروسا للمار في اللغة والثقافة العامة للبلد

00000000000000000000000000000000000000

ومرت سنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة كاملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

الوضع لم يتغير كثيرا .. فأبو أحمد لا يزال يبحث عن ابنيه المفقودين داخل وخارج السعودية

وأحمد لا حس ولا خبر

ولـمـار هدأت أسئلتها نوعا ما .. وتطورت لغتها بشكل ممتاز ... كما أنها اعتادت هذهـ الحياة

وطبعا فاتتها سنة دراسية كاملة ولكن ... ما بيدها حيلة !

بينما ستوفيوس وميري يحاولان جهدهما أن يوفرا للمار كل ما تحبه وترتاح له ويغدقان عليها المحبة والحنان

فعندما تدخل ميري من العمل تضمها لصدرها وتمسح على شعرها وتدلعها عندما تناديها فتقول: لوري

تشتري لها الهدايا ما بين وقت وآخر

وترعاها عندما تمرض

وكانت تعاملها معاملة الأم تماما

أما ستوفي فهو الآخر يحبها ويحميها ويخاف عليها كثيرا

وفي أيام الشتاء الجميلة يصحبها للتزلج على الثلج ... ولا يبتعد عنها كثيرا حتى لا تسقط فتكسر ساقها أو يدها

كان يحرص أن لا تتعرض لأي شيء يجعلها تذهب للمستشفى حتى لا يفتضح أمرها

أما لمار فعرفت أنها لن تستطيع العودة الآن ... فأضمرت في نفسها أن تنتظر حتى الوقت المناسب

طيف أمها وأبيها وأخوتها لا يفارقها أبدا

تشتاق إليهم وتتذكرهم كلما أغمضت عينيها لتنام

ثم تنزل دمعة حارة على وجهها الطفولي لتصور مدى الأسى في نفسها المعذبة

0000000000000000000000000000000000000000000000000000

خلال تلك السنة وفي عيد الكريسماس وجد ستوفي وميري هذا العيد مناسبة للتأثير على الطفلة المسلمة

قالا لها بقي على العيد أسبوع واحد وسنحتفل بذلك ... سنشتري لك الملابس الجميلة والهدايا والحلوى وسنذهب لنبارك هذا العيد في الكنيسة

ولـمـار لا تعرف لفظ الكنيسة ماذا يعني بالطبع وكذلك الكريسماس ؟؟

ولا تعرف شيئا من طقوس النصارى إلا القليل مما تراه في التلفاز

وهي بظنها أنه احتفال وطني

وقبل العيد بيوم واحد حملت لها ميري صليبا ذهبيا معلقا بسلسلة لتلبسه في عنقها

طرقت عليها الباب لتعطي لمار فستانها الجديد وحذاءها وعقدها الذهبي وقدمته لها

فرحت لمار بها ثم شكرتها على هذهـ الهدايا

خرجت ميري وأغلقت الباب خلفها

نظرت لـمـار إلى الفستان بفرح غامر .. فهي لم يسبق لها أن رأت مثل هذا الفستان الجميل فستان أبيض حريري

ومعه قبعة وردية بشرائط ذهبية وحذاء أبيض راقي

لبستها وأحست نفسها في تلك اللحظة أميرة في أحد الأفلام الكرتونية ، أو سندريلا في حفلة الأمير

ثم انتعلت ذلك الحذاء الأبيض الناعم

وقفت أما المرآة وهي ترفع شعرها تارة وتسدله على كتفها تارة وتدور حول نفسها ثم تنظر إلى المرآة بإعجاب فقد تغير جسمها في الآونة الأخيرة حيث تطور جسمها وكأنه استعداد لدخول مرحلة المراهقة أو الشباب

فقامتها أطول من الصيف الماضي

التفتت حيث العلبة الحمراء الداكنة وفتحتها لتفاجأ بالذهب فيها حملته ثم دققت في الشكل المصاغ أمامها

إنه صليب ... وتذكرت في العام الماضي عندما نبهتم جارتهم أسماء إلى وجود بعض الملابس التي تحمل رسم صليب

ثم طلبت منها أمها بالتعاون مع أختها الصغيرة لمياء أن يبحثن في ملابسهن عن هذا الرسم ويطمسنه

قامت لمار ولمياء بنبش دولابهن والتفتيش عن علامة صليب ولكن لم يجدن شيئا إلا بعض التقاطعات العشوائية والتي ظننها صليبا

وعندما فتشن في دولاب أخوانها الصغار وجدا رسما لصليب على قميص لمحمد أخيها

فصرخن في فرحة ونشوة وكأنهن أمسكن بالشيطان وكل واحدة منهن تقول لأمها أنا لقيته أول

فقالت أمهن: ما شاء الله عليكم يا بناتي بعطيكم مكافأة ... انتهبوا لعلامة الصليب والرسومات الشيطانية ورمز اليهود لا تشرون شيء فيها هذي الرسومات

فرسخت من تلك اللحظة في ذهن لمار أن الصليب منافي للعقيدة الإسلامية فهو يرمز للديانة النصرانية

اهتزت لمار في مكانها وهي تمسك بالصليب الذهبي في يدها .. واقشعر جسمها لذلك

ماذا تفعل به؟

مستحيل تلبسه ولكن ماذا تقول لميري عندما تقول لها لن ألبس الصليب؟

رمت نفسها على السرير فقد أصيبت ببعض الخيبة والإحباط رغم الفرحة التي عمت أجواءها قبل قليل

يا ترى ما العمل؟

غدا الحفلة وعليها أن تسايرهم وتلبس صليبهم ... هل يعقل أن ألبس الصليب وأنا أحاربه قبل ذلك

في الغد ستتضح الأمور

0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

سنعرف كل ذلك إن شاء الله في الجزء الخامس

أتمنى أن تقضوا أوقات ممتعة معها

إلى اللقاء غدا بإذن الله
سولاف3
سولاف3
بصراحة ... أنتِ مميزة بقلمكِ :26:
مناير العز
مناير العز
السلام عليكم

سولاف حياك حبيبتي

يسلم لي هالكلام الحلو الله يحلي أيامك كلها ومن يقرا

---------------------------------------------------------------------------------------

في ليلة عيد الميلاد يحتفل الجميع بهذهـ المناسبة والتي تأتي في منتصف الشتاء القارس

والجميع تشع الفرحة في وجهه ويعمل بنشاط ماعدا فتاة واحدة في تلك الديار البعيدة

من صباح ذلك اليوم لـمار تعمل وتمشي بلا فكر

فقد أحست بتضييق الخناق عليها

ماذا يريدون منها ؟ هل يريدونها نصرانية مثلهم؟

ومع حلول المساء لبست لـمـار ملابس العيد والحذاء والقبعة

ولبست الفرو ليقيها البرد

وجلست على سريرها والهواجس تنتابها كل حين

دخلت ميري لتجد لـمـار تجلس بحزن على السرير فسألتها عن سبب حزنها ... وفي نفس الوقت لاحظت أن لـمـار لم تلبس الصليب

فردت عليها لـمـار: أنا مسلمة وما أقدر ألبس الصليب لأنه حق النصارى

قالتها بصدق وبراءة

ظهر الضيق على وجه ميري وسرعان ما ردت عليها
- ابنتي العزيزة من قال أن هذا يخص النصارى إنه مجرد رسم جميل وتذكاري
ونحن كلنا مسلمون وكلنا نصلي ولكن أنت أفضل مننا ... لأنك تحافظين على صلاتك .. بينما أنا وستوفي لا نتذكر الصلاة إلا عند النوم ... نعم عندما أريد النوم أسترجع ما فعلته في نهاري فأتذكر أني نسيت الصلاة

فرحت لـمـار وقالت: مسلمين مثلي؟؟

قالت نعم.. ولكن ... تعرفين نحن نعيش في بلاد بعيدة عنكم في السعودية وعندنا تقاليد خاصة بنا وصلاتنا تختلف قليلا بسبب اختلاف اللغة الجو والثقافة

فردت لـمار في دهشة : ولكن المسلمات يتحجبن وأنت لا؟؟

قالت نعم .. كم أود ذلك ولكن ظروف حياتنا تختلف ... الإسلام في القلب يا عزيزتي .. يكفي أن نؤمن بوجود الرب وأن نعامل الناس بإخلاص ونساعدهم عندما يحتاجون المساعدة

وكانت ميري تريد من خلال حديثها خلط الأمور في عقل الصغيرة لـمـار ...

فصارت لـمـار في بلبلة فكرية وشكوك تشوش عليها يقينها وإيمانها وإسلامها

إلا أنها رغم محاولات ميري مازالت تنظر للصليب بريبة وترفض لبسه

وعندما أخذت ميري الصليب لتعلقه عليها .. قبلتها على جبينها أولا ثم ألبستها الصليب ولكن..

مدت لمار يدها بخوف وشدته بعيدا وكأنه حبل المشنقة

وصوت أمها يتردد في أذنها : الصليب للنصارى وما يحب المسلمين والمسلمين ما يلبسونه

ثم قالت لميري وهي تتخذ قرارها: لن ألبسه أنا آسفة

ثم قامت وأعرضت عنها

ميري تمالكت نفسها وقالت للمـار بهدوء: لا تصعّبي الأمور، فهذا العقد (ولم تقل الصليب) هو مجرد كرت دخول للكنيسة

ولن يسمحوا لك بدخول الكنيسة .. البسيه الليلة فقط .. لتري الحفلة ولن يؤثر ذلك عليك

هيا عزيزتي سارعي قبل أن يذهب الوقت علينا

لم ترد لـمـار وظلت واقفة ومعرضة عنها

ستوفي... في الصالة ينادي عليهما ويقول أنهم تأخروا ويجب أن يلحقوا بالحفلة

ميري لم تيأس من لـمـار فظلت تذكرها بالكعك وبابا نويل والحفلة الرائعة وووو...

ولـمـار كأنها التمثال لا تستجيب لذلك

في نفسها قالت ميري: يا لها من عربية عنيدة جدا ... ولكن ستتحسرين يا لـمـار عندما ترين الصور وإن فاتنا كريسماس هذهـ السنة فلن يفوتنا العام القادم

ثم قالت بصوت ظاهر للـمـار: لن نرغمك على شيء عزيزتي ... لك ما تريدين ... ستجلسين في المنزل ولكن لن ننساك في الحفلة ... سنجلب لك الحلوى والهدايا ونصورها حتى تستمتعي بذلك ..
كم تمنيت أن تذهبي معنا ولكن لن يسمحوا لك بالدخول ما لم تلبسي العقد الذهبي.. ولكن لا تقلقي فلن نتأخر عليك

وخرجت

لمار كانت كمن دخل في دوامة .. أحست بالدوار ورغبة في البكاء وضيقا في التنفس

فرمت نفسها على السرير لتبكي وتبكي وتبكي وتتذكر أهلها وأعيادهم السابقة وصلاة العيد في الصباح وكل شيء جميل هناك

حتى نامت وهي تحلم بذلك كله

0000000000000000000000000000000000000000000

ثم رأت للمرة الثانية حلما رأته عندما نامت أول مرة في هذا البيت

رأت امرأة بملابس بيضاء مستلقية على فراشها وتقول ليحفظك الله يا بنتي .. لا تيأسي وابحثي .. فأنا قريبة منك

ثم رأتها تنزع صليبا علق في رقبتها وهي تقول أبعديه عنك إنه لا يناسبك

وعندما فاقت من نومها قبيل الفجر ... كانت الأنوار مفتحة والفستان مازال عليها وكذلك الحذاء

العلب المفتوحة كما هي .. فهذهـ علبة على التسريحة .. وأخرى على الأرض

ثم تذكرت الصليب فبحثت عنه

إنه على التسريحة في علبته .. إذن لم تأخذه ميري وتركته لها

تذكرت منامها وقالت: لن ألبسه ... مستحيل هم نصارى ويبون يخلوني زيهم ... لا مستحيل .. أنا أحب ديني وأهلي وبلادي

يارب ترجعني بأسرع وقت .. أنا كرهت هالمكان ومليت ...

وانخرطت في البكاء من جديد

ولم تتوقف إلا عندما تسلل إلى غرفتها ضوء الفجر الأزرق البارد

غسلت وجهها وصلت الفجر ودعت ربها كثيرا .. فهي التي رباها والدها على أن ترفع كفها كلما أرادت شيئا ليحققه الله

فهو الواحد الأحد وهو على كل شيء قدير

ومرت تلك الحادثة بسلام

وميري لم تعد تحدثها بذلك الموضوع حتى لا يكون هناك رد فعل أسوأ مما حصل

جاء فصل الربيع الجميل ثم اقترب فصل الصيف ... الذي أكملت فيه لـمـار سنة كاملة على غيابها عن أهلها

00000000000000000000000000000000000000000000000

في ذلك الصيف أراد ستوفي وميري السفر كعادتهما ولكن...

كيف يسافران ومعهما لـمـار ؟؟

لن يستطيعا السفر بالطائرة أو السفر بعيدا وليس أمامهما سوى السفر لأحد القرى الريفية القريبة من العاصمة حيث يسكنان

وقررا السفر لمدة أسبوع واحد يستجمان في تلك النواحي الريفية ويتفرجان على الآثار الإغريقية القديمة التي تكثر في هذا البلد (الاس)

في هذهـ البلدة الصغيرة يكثر السياح الوافدون لرؤية الآثار وللاستجمام بجانب الشاطئ المتوسطي الجميل

سافر الجميع بالسيارة القديمة التي يمتلكها ستوفيوس والتي لا يحركها أكثر من مرة في الأسبوع... فقط عندما تستدعيه الحاجة لذلك

هذهـ السيارة التي لم يسافرا عليها من فترة طويلة حيث كانوا يستقلون القطار أو الطائرة

تجلس لمار في الخلف حيث تشاهد منظر المغادرة من العاصمة الشامخة بمبانيها

ثم إلى الطريق الذي تحيط به بعض المصانع والمزارع والقرى الصغيرة

ساعة مرت من الوقت وهي مسافة الطريق حتى وصلوا

وفي بهو الفندق يتوزع فيه سياح قادمون من خارج البلاد للإقامة هنا

أخذت لـمـار توزع النظر فيما بينهم لعلها تتعرف إلى أحد أو ترى وجوها عربية

لاحظت ميري نظرات لـمـار فأخذتها حيث بعض الملصقات والإعلانات عن رحلات بحرية للسباحة أو للصيد الذي تشتهر به هذه المدينة الصغيرة

لـمـار لم يخف عليها ما أرادته ميري من أن تصرف نظرها عن السياح

ولم يلبثوا أن صعدوا إلى غرفتهم في الدور السابع

اخذوا بالاستعداد للنوم باكرا حتى يخرجوا للجولة السياحية في الصباح الباكر

000000000000000000000000000000

في الصباح نزلوا حيث الإفطار الفندقي الشهي

وحيث البوفيه المفتوح والمنوع مابين مأكولات غربية وشرقية تلبي حاجات السياح القادمين من كل مكان

أخذت لـمـار صحنها لتدور حول البوفيه المقسم إلى مقبلات وقسم حلويات وقسم البيض وقسم السلطات وهكذا

دارت حتى ابتعدت عن أعين ستوفي وميري ثم وقفت في قسم البيض .. فهو طبقها المفضل

في هذا المكان المزدحم سمعت كلمات عربية من مكان ما هنا

ثم التفتت لتلتقي عيناها بعيني رجل يقف مع زوجته ويتشاوران

الزوجة سحبت زوجها بعيدا عن عيني الفتاة المراهقة بنظرها

أخذت لـمـار البيض وبعض الخبز وهي تفكر هل ستذهب لهما ؟؟

لـمـار حبيتي عجلي حتى لا تفوتنا الرحلة ... ناداها ستوفي بذلك

أسرعت إلى الطاولة وهي تفكر بالرجل العربي وزوجته

وعندما انتهوا من الإفطار صعدوا إلى الغرفة ليحملوا أمتعتهم ... فالرحلة البحرية مدتها سبع ساعات ولا بد من بعض المئونة رغم أن الرحلة تقدم لهم طعام الغداء

صعد السياح القادمين من خارج البلاد وداخلها إلى السفينة الكبيرة والذين يصل عددهم فوق المائتين

وتجمع الجميع داخل السفينة... فهذا في المقصورة حيث الكراسي والتلفاز

وآخر على حافة السفينة حيث البحر والأسماك

وهناك في السطح مجموعة مستلقين على الكراسي البحرية تحت أشعة الشمس

يلمع هنا فلاش الكاميرا

وهناك أطفال يلقون ببعض الفيشار والكريسبي للأسماك

000000000000000000000000000000000000000

لـمـار تقف في أحد الزوايا وتحس كمن فوّت على نفسه فرصة ذهبية عندما لم تلحق بالرجل العربي

وفي نفس الوقت تحس بمراقبة ستوفي وميري لها .. مما يضيق عليها الخناق

أخذت تتجول بينما ميري تقول لها: لا تتجولي يا ابنتي حتى لا تصابي بدوار البحر

ولكن لـمـار تعللت بأنها لا تحب الجلوس

عندما دخلت المقصورة وجدت الرجل العربي وزوجته يجلسان وأمامهما كوبي شاي

فرحت وتجرأت لتقول لهما بالعربية: ممكن مساعدة

ردت المرأة : يعني شو بنساعدك ... شو بدك ... تكلمي معي مو مع زوجي

الرجل العربي ذي السحنة الشامية قال: ماظنيتك عربية بتتكلمي زينا .. لكن شو عندك .. تكلمي

ومن خلفها سمعت شخصا يقول : لا تكملي ... تعالي هنا

إنه شخص يتكلم العربية وقبل أن تستدير لترى الرجل كانت تفكر ... من يكون هذا الرجل الذي يناديها من خلفها؟

هذا الرجل ... يكون من؟؟

00000000000000000000000000000000000000000000000000000

نكمل إن شاء الله في الجزء السادس
LovelySoma
LovelySoma
السلام عليكم سولاف حياك حبيبتي يسلم لي هالكلام الحلو الله يحلي أيامك كلها ومن يقرا --------------------------------------------------------------------------------------- في ليلة عيد الميلاد يحتفل الجميع بهذهـ المناسبة والتي تأتي في منتصف الشتاء القارس والجميع تشع الفرحة في وجهه ويعمل بنشاط ماعدا فتاة واحدة في تلك الديار البعيدة من صباح ذلك اليوم لـمار تعمل وتمشي بلا فكر فقد أحست بتضييق الخناق عليها ماذا يريدون منها ؟ هل يريدونها نصرانية مثلهم؟ ومع حلول المساء لبست لـمـار ملابس العيد والحذاء والقبعة ولبست الفرو ليقيها البرد وجلست على سريرها والهواجس تنتابها كل حين دخلت ميري لتجد لـمـار تجلس بحزن على السرير فسألتها عن سبب حزنها ... وفي نفس الوقت لاحظت أن لـمـار لم تلبس الصليب فردت عليها لـمـار: أنا مسلمة وما أقدر ألبس الصليب لأنه حق النصارى قالتها بصدق وبراءة ظهر الضيق على وجه ميري وسرعان ما ردت عليها - ابنتي العزيزة من قال أن هذا يخص النصارى إنه مجرد رسم جميل وتذكاري ونحن كلنا مسلمون وكلنا نصلي ولكن أنت أفضل مننا ... لأنك تحافظين على صلاتك .. بينما أنا وستوفي لا نتذكر الصلاة إلا عند النوم ... نعم عندما أريد النوم أسترجع ما فعلته في نهاري فأتذكر أني نسيت الصلاة فرحت لـمـار وقالت: مسلمين مثلي؟؟ قالت نعم.. ولكن ... تعرفين نحن نعيش في بلاد بعيدة عنكم في السعودية وعندنا تقاليد خاصة بنا وصلاتنا تختلف قليلا بسبب اختلاف اللغة الجو والثقافة فردت لـمار في دهشة : ولكن المسلمات يتحجبن وأنت لا؟؟ قالت نعم .. كم أود ذلك ولكن ظروف حياتنا تختلف ... الإسلام في القلب يا عزيزتي .. يكفي أن نؤمن بوجود الرب وأن نعامل الناس بإخلاص ونساعدهم عندما يحتاجون المساعدة وكانت ميري تريد من خلال حديثها خلط الأمور في عقل الصغيرة لـمـار ... فصارت لـمـار في بلبلة فكرية وشكوك تشوش عليها يقينها وإيمانها وإسلامها إلا أنها رغم محاولات ميري مازالت تنظر للصليب بريبة وترفض لبسه وعندما أخذت ميري الصليب لتعلقه عليها .. قبلتها على جبينها أولا ثم ألبستها الصليب ولكن.. مدت لمار يدها بخوف وشدته بعيدا وكأنه حبل المشنقة وصوت أمها يتردد في أذنها : الصليب للنصارى وما يحب المسلمين والمسلمين ما يلبسونه ثم قالت لميري وهي تتخذ قرارها: لن ألبسه أنا آسفة ثم قامت وأعرضت عنها ميري تمالكت نفسها وقالت للمـار بهدوء: لا تصعّبي الأمور، فهذا العقد (ولم تقل الصليب) هو مجرد كرت دخول للكنيسة ولن يسمحوا لك بدخول الكنيسة .. البسيه الليلة فقط .. لتري الحفلة ولن يؤثر ذلك عليك هيا عزيزتي سارعي قبل أن يذهب الوقت علينا لم ترد لـمـار وظلت واقفة ومعرضة عنها ستوفي... في الصالة ينادي عليهما ويقول أنهم تأخروا ويجب أن يلحقوا بالحفلة ميري لم تيأس من لـمـار فظلت تذكرها بالكعك وبابا نويل والحفلة الرائعة وووو... ولـمـار كأنها التمثال لا تستجيب لذلك في نفسها قالت ميري: يا لها من عربية عنيدة جدا ... ولكن ستتحسرين يا لـمـار عندما ترين الصور وإن فاتنا كريسماس هذهـ السنة فلن يفوتنا العام القادم ثم قالت بصوت ظاهر للـمـار: لن نرغمك على شيء عزيزتي ... لك ما تريدين ... ستجلسين في المنزل ولكن لن ننساك في الحفلة ... سنجلب لك الحلوى والهدايا ونصورها حتى تستمتعي بذلك .. كم تمنيت أن تذهبي معنا ولكن لن يسمحوا لك بالدخول ما لم تلبسي العقد الذهبي.. ولكن لا تقلقي فلن نتأخر عليك وخرجت لمار كانت كمن دخل في دوامة .. أحست بالدوار ورغبة في البكاء وضيقا في التنفس فرمت نفسها على السرير لتبكي وتبكي وتبكي وتتذكر أهلها وأعيادهم السابقة وصلاة العيد في الصباح وكل شيء جميل هناك حتى نامت وهي تحلم بذلك كله 0000000000000000000000000000000000000000000 ثم رأت للمرة الثانية حلما رأته عندما نامت أول مرة في هذا البيت رأت امرأة بملابس بيضاء مستلقية على فراشها وتقول ليحفظك الله يا بنتي .. لا تيأسي وابحثي .. فأنا قريبة منك ثم رأتها تنزع صليبا علق في رقبتها وهي تقول أبعديه عنك إنه لا يناسبك وعندما فاقت من نومها قبيل الفجر ... كانت الأنوار مفتحة والفستان مازال عليها وكذلك الحذاء العلب المفتوحة كما هي .. فهذهـ علبة على التسريحة .. وأخرى على الأرض ثم تذكرت الصليب فبحثت عنه إنه على التسريحة في علبته .. إذن لم تأخذه ميري وتركته لها تذكرت منامها وقالت: لن ألبسه ... مستحيل هم نصارى ويبون يخلوني زيهم ... لا مستحيل .. أنا أحب ديني وأهلي وبلادي يارب ترجعني بأسرع وقت .. أنا كرهت هالمكان ومليت ... وانخرطت في البكاء من جديد ولم تتوقف إلا عندما تسلل إلى غرفتها ضوء الفجر الأزرق البارد غسلت وجهها وصلت الفجر ودعت ربها كثيرا .. فهي التي رباها والدها على أن ترفع كفها كلما أرادت شيئا ليحققه الله فهو الواحد الأحد وهو على كل شيء قدير ومرت تلك الحادثة بسلام وميري لم تعد تحدثها بذلك الموضوع حتى لا يكون هناك رد فعل أسوأ مما حصل جاء فصل الربيع الجميل ثم اقترب فصل الصيف ... الذي أكملت فيه لـمـار سنة كاملة على غيابها عن أهلها 00000000000000000000000000000000000000000000000 في ذلك الصيف أراد ستوفي وميري السفر كعادتهما ولكن... كيف يسافران ومعهما لـمـار ؟؟ لن يستطيعا السفر بالطائرة أو السفر بعيدا وليس أمامهما سوى السفر لأحد القرى الريفية القريبة من العاصمة حيث يسكنان وقررا السفر لمدة أسبوع واحد يستجمان في تلك النواحي الريفية ويتفرجان على الآثار الإغريقية القديمة التي تكثر في هذا البلد (الاس) في هذهـ البلدة الصغيرة يكثر السياح الوافدون لرؤية الآثار وللاستجمام بجانب الشاطئ المتوسطي الجميل سافر الجميع بالسيارة القديمة التي يمتلكها ستوفيوس والتي لا يحركها أكثر من مرة في الأسبوع... فقط عندما تستدعيه الحاجة لذلك هذهـ السيارة التي لم يسافرا عليها من فترة طويلة حيث كانوا يستقلون القطار أو الطائرة تجلس لمار في الخلف حيث تشاهد منظر المغادرة من العاصمة الشامخة بمبانيها ثم إلى الطريق الذي تحيط به بعض المصانع والمزارع والقرى الصغيرة ساعة مرت من الوقت وهي مسافة الطريق حتى وصلوا وفي بهو الفندق يتوزع فيه سياح قادمون من خارج البلاد للإقامة هنا أخذت لـمـار توزع النظر فيما بينهم لعلها تتعرف إلى أحد أو ترى وجوها عربية لاحظت ميري نظرات لـمـار فأخذتها حيث بعض الملصقات والإعلانات عن رحلات بحرية للسباحة أو للصيد الذي تشتهر به هذه المدينة الصغيرة لـمـار لم يخف عليها ما أرادته ميري من أن تصرف نظرها عن السياح ولم يلبثوا أن صعدوا إلى غرفتهم في الدور السابع اخذوا بالاستعداد للنوم باكرا حتى يخرجوا للجولة السياحية في الصباح الباكر 000000000000000000000000000000 في الصباح نزلوا حيث الإفطار الفندقي الشهي وحيث البوفيه المفتوح والمنوع مابين مأكولات غربية وشرقية تلبي حاجات السياح القادمين من كل مكان أخذت لـمـار صحنها لتدور حول البوفيه المقسم إلى مقبلات وقسم حلويات وقسم البيض وقسم السلطات وهكذا دارت حتى ابتعدت عن أعين ستوفي وميري ثم وقفت في قسم البيض .. فهو طبقها المفضل في هذا المكان المزدحم سمعت كلمات عربية من مكان ما هنا ثم التفتت لتلتقي عيناها بعيني رجل يقف مع زوجته ويتشاوران الزوجة سحبت زوجها بعيدا عن عيني الفتاة المراهقة بنظرها أخذت لـمـار البيض وبعض الخبز وهي تفكر هل ستذهب لهما ؟؟ لـمـار حبيتي عجلي حتى لا تفوتنا الرحلة ... ناداها ستوفي بذلك أسرعت إلى الطاولة وهي تفكر بالرجل العربي وزوجته وعندما انتهوا من الإفطار صعدوا إلى الغرفة ليحملوا أمتعتهم ... فالرحلة البحرية مدتها سبع ساعات ولا بد من بعض المئونة رغم أن الرحلة تقدم لهم طعام الغداء صعد السياح القادمين من خارج البلاد وداخلها إلى السفينة الكبيرة والذين يصل عددهم فوق المائتين وتجمع الجميع داخل السفينة... فهذا في المقصورة حيث الكراسي والتلفاز وآخر على حافة السفينة حيث البحر والأسماك وهناك في السطح مجموعة مستلقين على الكراسي البحرية تحت أشعة الشمس يلمع هنا فلاش الكاميرا وهناك أطفال يلقون ببعض الفيشار والكريسبي للأسماك 000000000000000000000000000000000000000 لـمـار تقف في أحد الزوايا وتحس كمن فوّت على نفسه فرصة ذهبية عندما لم تلحق بالرجل العربي وفي نفس الوقت تحس بمراقبة ستوفي وميري لها .. مما يضيق عليها الخناق أخذت تتجول بينما ميري تقول لها: لا تتجولي يا ابنتي حتى لا تصابي بدوار البحر ولكن لـمـار تعللت بأنها لا تحب الجلوس عندما دخلت المقصورة وجدت الرجل العربي وزوجته يجلسان وأمامهما كوبي شاي فرحت وتجرأت لتقول لهما بالعربية: ممكن مساعدة ردت المرأة : يعني شو بنساعدك ... شو بدك ... تكلمي معي مو مع زوجي الرجل العربي ذي السحنة الشامية قال: ماظنيتك عربية بتتكلمي زينا .. لكن شو عندك .. تكلمي ومن خلفها سمعت شخصا يقول : لا تكملي ... تعالي هنا إنه شخص يتكلم العربية وقبل أن تستدير لترى الرجل كانت تفكر ... من يكون هذا الرجل الذي يناديها من خلفها؟ هذا الرجل ... يكون من؟؟ 00000000000000000000000000000000000000000000000000000 نكمل إن شاء الله في الجزء السادس
السلام عليكم سولاف حياك حبيبتي يسلم لي هالكلام الحلو الله يحلي أيامك كلها ومن...
أسلوبك أختي جدا مشوق ورائع ، كلماتك أدخلتني جو القصة وبنت مسارحها حولي فكأنني أشاهد لمار الطفلة التي لم تتغير فطرتها أمام عيني وكأنني ألمح الخبث في عيون ماري ...

بانتظار التكملة على أحر من الجمر .... :26: