إن فكرة قدوم طفل جديد للأسرة يشعل البهجة في قلوب الآباء، و لكن قد لا تكون هذه المشاعر هي نفسها مشاعر إخوة الطفل. فقد تستثير هذه الفكرة في الأخوة غيرة شديدة تجاه هذا المولود الجديد. و قد تعتمل في داخلهم مشاعر مختلفة و متناقضة لهذا الدخيل و هذا شيء طبيعي. و أكثر ما يثير الأخوة هو الاهتمام الكبير الذي يحظى به الطفل الرضيع، فبالرغم من أنهم يعلمون أنهم محبوبون من آبائهم و أمهاتهم، إلا أن تحول الاهتمام إلى هذا المخلوق القادم من الخارج يجعلهم يشعرون بأنهم مهملون.
كيف تستطيع أن تساعد أطفالك ليتقبلوا هذا المولود الجديد؟.
العلاقات الأسرية و التنافس الأخوي:
إن علاقة الأخوة مع بعضهم البعض هي علاقة معقدة حتى في أفضل الحالات. هناك مشاعر قوية تنتابهم بين الحب و الكره في نفس الوقت، و تتنامى معهم هذه المشاعر خلال فترة طفولتهم و قد تمتد إلى فترة البلوغ. و حتى تستطيع أن تنشئ علاقة جيدة بين الأخوة، يجب عليك أولاً فهم كيف تتفاعل علاقاتهم مع بعضهم البعض.
إن التنافس الأخوي هو حقيقة واقعة، و لا بد من وجود بعض المشاكل بين الأخوة، لكن أكثرها مشاكل بسيطة. و في الواقع إن الأطفال يستطيعون حل الكثير من هذه المشاكل وحدهم. و مع ذلك قد يحتاجون في بعض الأحيان إلى تدخل الكبار.
و قد يصبح الكبار في وضع لا يستطيعون معه التصرف بشكل صحيح. و هنا سوف نحاول أن نقدم لكم بعض النصائح لتتمكنوا من التعامل مع هذه المواقف.
الإعلان عن قدوم الطفل الجديد:
إن الحديث عن الطفل المتوقع مع الأقارب و الأصدقاء، و تحضير غرفة المولود و تلقي الهدايا يثير في الأخ الطفل مشاعر الغيرة، لذا يجب إشراكه بالموضوع قدر المستطاع، ليشعر بأنه يترقب هذا المولود هو أيضاً.
1. يمكن إشراك الأطفال الأخوة في التحضير لاستقبال المولود الجديد، كاختيار قطع الأثاث و الملابس و غيرها من الاحتياجات الجانبية، و هذا يهيؤهم للتأقلم مع الوضع الجديد المتغير.
2. توزيع الهدايا من و إلى الأخوة الكبار:
إن المولود الصغير سوف يتلقى الكثير من الهدايا حال ولادته، لذا سيشعر الأخ الأكبر بالغيرة بصورة لا إرادية و سيتولد داخله شعور بالمقت لهذا الدخيل، خصوصاً حين ينشغل الآباء بالمولود الجديد.
و قد يفرح الطفل أن يختار هدية للطفل الجديد و أن يختار هدية أيضاً له هو.
3. دعي الطفل يفتح هدايا المولود بنفسه، و دعيه يلعب قليلاً ببعضها إن أمكن ككرسي الطفل المولود و عربة الطفل (هذا في حال كان عمر الطفل صغيراً و وزنه غير كبير).
4. و يمكنك شراء هدايا لأطفالك الآخرين و إعطاءها لهم على أنها هدايا قدمت لهم من الأقارب.
5. دعي الطفل يساعد في الاهتمام بالمولود، كأن تطلبي منه إحضار ملابس الطفل أو الحفاظات أو المناديل الورقية، أو تحضير الرضاعة إن كان عمر الطفل مناسباً لذلك مع إعطائه الإرشادات المناسبة.
6. تحملي الطفل الكبير لو تصرف بحماقة و لا تنهريه، بل عامليه بلطف. اجلسي معه وحدكما إن أمكن، و أظهري له حبك له و افتخارك به. أعلميه أنك تحبينه كما كنت و أنه ما زال المفضل عندك.
حاولي تخصيص وقت له وحده، اخرجا معاً في رحلة قصيرة إلى مكان يحبه كثيراً. و أخبريه أنك ستسمحين له بشراء ما يريد بحدود مبلغ معين. و دعيه ينطلق و يختار ما يريد دون تدخل منك، إلا طبعاً إن اختار شيء غير مناسب لسنه أو فيه خطورة عليه. و عندما تعودان أخبريه أنك قد قضيت معه وقتاً رائعاً جداً و أنك سوف لن تنسي هذه الرحلة، و اطبعي على جبينه قبلة و انظري إليه بابتسامة كبيرة و ضميه إليك ثم أخبريه أنه يستطيع أن يذهب الآن للعب بلعبته التي اشتراها.
تهيئة الأخوة لاستقبال خبر حملك بالمولود الجديد:
ما هي الطريقة الأفضل لإخبار طفلك بالحمل؟ و إلى أي مدى من التفاصيل تشرحين له؟
هناك عدة نقاط يجب على الأم أن تضعها في الاعتبار حين تفكر في إخبار طفلها بموضوع حملها:
1. إن كان الطفل في عمر ما قبل المدرسة أو أصغر يجب الانتظار قليلاً قبل أن تخبره بالأمر، لأن فترة تسع شهور هي فترة طويلة جداً على الطفل لاستيعابها، و قد يصبح الوضع محيراً له إن كانت بطنها صغيرة جداً.
2. بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فسوف يكون الوقت المناسب هو الوقت الذي تعلن فيه الأم هذا الخبر للآخرين، فليس مناسباً أن يعلم الطفل بالأمر من خارج الأسرة.
3. الطريقة التي تخبر بها الأم طفلها بأمر حملها تعتمد على سن الطفل، فيجب ألا تستخدم مصطلحات غبر مفهومة للتعبير عن الموضوع. فكلما كانت العبارات بسيطة كلما كان أفضل. و بالنسبة لموعد الولادة يجب ألا تذكر الأم الموعد بالشهور إنما الأفضل أن تخبر الطفل أنها ستلد في الصيف أو الشتاء أو في مناسبة معينة.
4. قد يفيد أن تستخدم الأم الصور أو تسجيل الفيديو للطفل الأكبر لكي تفهمه كيف يكون الأمر.
التواصل:
تحضير الأخوة لاستقبال المولود الجديد قد يعني الحديث معهم، وتوقع ارتيابهم و قلقهم و الإجابة على أسئلتهم.
1. أخبري الطفل ببساطة ما سيحدث حين يقترب موعد الولادة. و أين و مع من سيبقى حين تلدين.
2. أخبري الطفل كم ستبقين في المستشفى.
3. دعيه يضع اقتراحات معك و والده لاسم المولود الجديد.
4. جهزي حقيبة المستشفى و لا تنسي أن تضعي صورته معك على مرأى منه.
5. قد لا تستطيعين إزالة كل مخاوف الطفل تجاه هذا الأمر، و لكن مع القليل من الحب و الصبر، سوف يصبح طفلك و أخيه المولود في النهاية أفضل أصدقاء.
دعواتكم
