قصة مصورة لرجل مفقود

الملتقى العام

هذه قصة فيها موعظة بليغة ,, في أن العبد يرضى بقضاء الله وقدره ..

وأنه مهما حصل لهذا الإنسان من مصاعب يظنها شرا ,, فليس الأمر كذلك .. فقد يحمل الشرُ في جنباته خيرا وفرجا وعاقبة حسنة ..

فإلى القصة الممتعة :





أراد رجل السفر فركب البحر في سفينة .. خاضت به البحر مع أصحاب له ,

فلما توسطت السفينةُ البحرَ , هبت عليها عاصفة شديدة .. وأمطارٌ .. وأعاصير .. وصواعق .. فتلاطمت بهم الأمواج ..




فلم تستطع السفينة الصمود .. فتحطمت وتناثرت أخشابها وسقط ركابها يمنة ويسرة ,, فمنهم من غرق وهلك ومنهم من تعلق بخشبة منتظرا مصيره المجهول ..


وتفرق من نجى من ركاب السفينة فأصبح لايَرى بعضهم بعضا .. وكلٌ رحلت به الأمواج إلى جهة غير معلومة ..


ومن أولئك صاحب هذه القصة وفارسها .. فقد تشبت بخشبة وألقى بجسده عليها ممسكا بها .. كطفل متعلق بأهداب والده .. يخشى أن ينصرف ويتركه في وسط صحراء قاحلة ..


غربت الشمس وأشرقت يومان متتاليان والرجل على هذه الحال .. وقد تملكه اليأس الخوف .. فمرة يذهب به خياله .. أنه سيكون لقمة سائغة لأسماك القرش المفترسة فيرجف قلبه كلما لمحها من بعيد وهي تقفز .. ويخيل إليه أنها تستعد لافتراسه ..




ومرة يُمني نفسه بالنجاة ويصبّر نفسه .. لعل سفينة تمر فتنقذه .. فيلهج بالدعاء ويسكب العبرات ..


وبينما هو غارق في أفكاره وفي المصير الذي ينتظره إذ بالأمواج تقترب به شيئا فشيئا ألى جزيرة مهجورة في وسط البحر لم تطأها قدم إنسان .. فلما لمحها بصره .. فكأنه عريس زُف ألى عروسه .. فمن شده فرحه باليابسه , أجهش بالبكاء .. وفي الحمد والثناء .. وكأنه ولد من جديد ..




رست به خشبته المتهالكة إلى شاطئ الجزيرة ,, فلم يكد جسده المنهك يقوى على النهوض حتى سقط ..


وشيئا فشيئا حتى مشى متجولا في هذه الجزيرة لعله يجد بها طعاما يقيم به صلبه ..


ولقد ضاق صدره لما تبين له أنها خاوية من السكان إلا من بعض الأشجار القليلة المثمرة .. فأكل وشرب حتى عادت إليه عافيته .. وأصبح على هذه الحال أياما .

ثم بدت له فكرة .. فجمع بعض الأخشاب والأغصان لعلها تحميه من لهيب الشمس المحرقه نهارا , ويأوي إليها ليلا لو فاجأه حيوان مفترس أو خطر مجهول لا يعلمه ..





ومرت الأيام وهو على هذه الحال يأكل من ثمار الاشجار ومن خيرات البحار يشوي سمكة أو سمكتين صغيرتين يتبلغ بها , ولا يكاد يجد لذة في طعامه بسبب الهم الذي ملأ قلبه ,

وبينما هو ذات يوم يطبـخ غداءه وقد وضع سمكة فوق ( نار هادئة ) بجوار كوخه المتهالك

أراد أن يتجول قليلا حول كوخه , منتظرا غداءه .


وفي طرفة عين .. هبت رياح فتطايرت بعض أوراق الأشجار اليابسة .. ونقلت اللهب إلى الكوخ فاشتعل بما فيه ,, واحترق كل ما يملكه هذا الرجل !!




فلم يكد الرجل يفرح بهذا المأوى الذي يزيل عنه شيئا من وحشة الليل واخطاره حتى احترق وتدمر ..

فجلس الرجل حزينا كئيبا .. دموعه تسابق عبراته .. وهو يقول يارب يارب ارحم ضعفي لقد قذفت بي الأمواج إلى هذه الجزيرة النائية , ثم ازدادت عليّ المصائب فاحترق بيتي .. يارب ماهذا المصير !


وبينما هو في هذا الحزن العميق .. إذ لمح من بعيد سفينة كبيرة متجهة إلى جزيرته فلما كادت أن تقترب منها توقفت فجأة .. وأنزلت قاربا ليبحر في المياه الضحلة وبه رجلان ..


فهرول الرجل المكلوم إلى الشاطئ يلوح بيديه .. لعلهم يرونه فينقذونه .. فإذاهم يتقدمون نحوه .. حتى وصلوا إليه .. وقالوا له لقد جئنا لإنقاذك , ولنلبي نداءك

فقال لهم .. ومن أخبركم أني هنا , وأي نداء تتكلمون عنه . ؟ !!

فقالوا : رأينا الإشارة التي أرسلتها لنا ..

قال : وماهي الإشارة , فأنا لم أفعل شيئا .. !!

فقالوا : لقد رأينا الدخان المتصاعد في السماء , فقلنا : هذا يطلب النجدة وساقنا الله إليك ..




===========

فانظروا كيف أصبحت مصيبة احتراق مسكنه سببا لفرجه ,,,

by G-html
منقوووول للفائدة
6
722

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بندوره
بندوره
عسى ان تكرهوا شيئ وهو خير لكم
pizza girl
pizza girl
سبحان الله العظيم
جزاك الله خير أختي
سرتاوية
سرتاوية
نقل موفق وجزاك الله خيراً
)( اليـاقوتهـ )(
سبحان الله العظيم
جزاك الله خير أختي
انبثاق الإبداع
سبحاااااااااااان الله

الخيرة فيما اختاره الله

جزاك ربي الفردوس الاعلى