بحور 217

بحور 217 @bhor_217

عضوة شرف عالم حواء

قضية سمر قند

الأدب النبطي والفصيح






من يتابع معي هذه القصة لابد أن يكون طويل النفس ..

ولكني أعدكم أنها تستحق المتابعة ..

وسوف أخبركم بمصدرها في النهاية ..


كانت ليلة ميتة لا يتردد في صدرها نفس من نسيم

،ولاتبدو فيها حركة حياة ،عمياء لاتبصر فيها عين من نجم يسطع في

السماء أو مصباح يزهر على الأرض وقد أوى كل حي في سمر قند إلى مضجعه

ونامت المدينة تحت أثقال من الصمت والظلام ولم يبق متيقظا فيها إلا

هذا الرجل الذي خرج من داره يخوض لجة الليل مارا إلى غايته ولا يقف

ولا يلتفت ....وفارق المدينة واحتواه الغاب وطنت في أذنيه أصوات

هوامه وحشراته وكان الغاب موحشا غارقا في ظلمتين ظلمته وظلمة الليل

ولكن الرجل لم ينتبه إلى وحشته وظلامه وقد كان له من ضخامة المطلب

الذي يسعى إليه وعظم الخطر الذي يقدم عليه شاغل عن التفكير في ثقل

هذه الليلة ......... حتى إذا بلغ الصخرة التي تقوم عند باب المعبد

وقف وأحجم وخالطته هيبة شديدة ووقر على صدره شيء لم يجد مثله في

الغاب الموحش ولم يكن غلاما تفزعه الأشباح ولا كان جبانا رعديدا ولكن

ما وضعوه في نفسه وهو صغير من أسرار المعبد وعجائبه جعله يشب ويكتهل

ولا يزال أمامه مثل الطفل الصغير وكان فارس البلد غير مدافع وبطل

المعارك المكفهرة ولكن المعبد غير الميدان ولئن واجه في الميدان

رجالا مثله ففي المعبد قوى لا يراها وخفايا لا تصنع معها شجاعة

شيئا ... ولم يدخله قط ، إنما يدخله هؤلاء النفر من الشيوخ الذين

مارسوا من أنواع العبادة والرياضات ما جعلهم أهلا لدخوله ثم لا يخرجون

منه أبدا ولا يجوز لهم أن يعودوا فيروا نور الشمس ولا زهر الروض وكان

يشعر بأن لهؤلاء الكهنة في قلبه مهابة ومحبة ويحس بالخوف

منهم ....... وطال وقوفه عند الصخرة وهو يتهيب أن يقرعها بيده ....

وجعل يحدق في الظلام فرأى شخصا عظيم الهامة له لحية بيضاء عريضة قد

نبع من الأرض ففزع وارتاع .. ولكنه سمع صوتا إنسانيا يناديه باسمه

فعلم أنه الحارس الموكل بباب المعبد فلحق به وقلبه يخفق تطلعا إلى

ما وراءه من خفايا وأسرار....






والبقية تأتي إن شاء الله ..
41
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
جميل

نتابع بشوق

لاتتأخري
كلمة سر
كلمة سر
هيا يا غالية أكملي نحن في الانتظار
بحور 217
بحور 217
فاجتاز به سردابا طويلا ملتويا تضيئه مصابيح نحاسية منقوشة يخرج
منها لهيب أزرق يتراقص فيلقي على الجدران الصخرية ظلالا عجيبة وفي

السرداب تماثيل آلهة ( ولا إله إلا الله ) ذات صور بشعة مرعبة يومض من
عينيها ضوء أحمر فيكون لها منظر يخلع قلوب الجبابرة ... وفي

السرداب شقوق يدخل منها الهواء فيصفر صفيرا مخيفا ... ثم دخل به

غرفا منقورة في الصخر حتى انتهى به إلى قاعة الكهنة الذين لا يراهم

أحد لأنهم لايخرجون من المعبد والذين كانوا حكام البلد وملوكه وأصحاب

الكلمة فيه لا يجرؤ على مخالفة أمرهم أحد إلا حقت عليه لعنة آلهة المعبد !!!

لم يستطع الرجل من دهشته أن يدير نظره فيما حوله أو أن يملأ عينيه من

الكهنة ومن كان معهم .. وسمع كلاما ينصب في أذنيه بصوت خافت

رهيب ... وفهم أن المتكلم يذكر ماضي سمر قند وسالف مجدها وكيف هبط

عليها هؤلاء المسلمون هبوط البلاء فأزاحوا عرشها وحطموا جيشها وحكموا

وملكوا أمرها ثم أفاض في الكلام على الخطة التي اختطها لإفساد أخلاقهم

ودينهم وإضعافهم وإلقاء الخلف بينهم وكانت خطة شيطانية ارتجف

لسماعها ..ثم عاد المتكلم فقال :

غير أنا رأينا أن نرجيء خطتنا ونرمي آخر سهم في جعبتنا وذلك أنا

سمعنا أن لهم ملكا عادلا يقيم في دمشق فأزمعنا أن نرسل رسولا يرفع

إليه شكايتنا ويشرح له مظلمتنا ثم نرى ما هو فاعل .. وقد اخترناك

لمعرفتك بالعربية وشجاعتك لتكون أنت الرسول .. فهل أنت راض ؟؟؟

قال : نعم .

قال: امض بتوفيق الآلهة !!

وخرج وما تسعه من فرط الزهو الأرض وأحس أنه سيطير ورأى ظلام الليل

أبيض مضيئا ولقد اعتدها نعمة كبرى أن دخل المعبد وكلم الكهنة وكان

موضع ثقتهم ونجواهم وأن أولوه شرف القيام بأضخم مهمة عهدوا بها إلى

أحد .. وشعر أن حرية سمر قند وشرفها في يمينه وكان لفرط شجاعته

يتمنى لو كلفوه حرب المسلمين وإخراجهم من بلده ولم يكن يعرف مبلغ

قوتهم وجلال ملكهم وأن هذا القطر كله في جنب دولتهم كالساقية التي

جاءت تغالب البحر ... ولو مد البحر وأزبد وهاج لاقتلع الساقية من

منبعها فشربها فضاعت فيه فلم يبق لها أثر ..

وشد الرحال وسافر .....







والبقية تأتي إن شاء الله .
عطاء
عطاء
راائعة يابحور000رجاء خاص 0000لاتطيلي علينا
بحور 217
بحور 217
شكرا لكم ..

أحلام كلمة سر ..

عطاء ..

وددت لو كتبتها لكم كاملة ولكنها طويلة ولا يمكنني ذلك ..

سأحاول أن أقتطف اللحظات من أجلكم ..وأعود إليكم سريعا لإكمالها ..

ولكن تذكروا أنني وضعت شرطا لمن يريد المتابعة ..

لا بد من طول النفس فاصبروا ..