كيف يعالج المؤمن الوساوس الشيطانية

الملتقى العام

كيف يعالج المؤمن الوساوس الشيطانية



كيف يعالج المؤمن الوساوس الشيطانية

اجاب عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك

التاريخ 24/2/1430
السؤال
فضيلة الشيخ: تسأل إحدى الأخوات عن وساوس تجول بخاطرها تتعلق بذات الله ووجوده، وهي قلقلة من هذه الوساوس وتخشى على إيمانها، بل باتت تشك في إخراج تلك الوساوس لها عن الإيمان، وتتساءل ما العلاج؟





الجواب
الحمد لله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ، فبين سبحانه وتعالى أن هذا القرآن شفاء لما في الصدور من وساوس الشيطان وما يتولد عنها من شكوك وأوهام وخيالات وشهوات، ومن هذا الشفاء أن بين لنا سبحانه عداوة الشيطان وما يريده بنا وما يريده منّا، (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، وكل ما يقع في القلب مما يعارض الحق أو يشكك فيه، أو يزين المعصية، فمن وساوس الشيطان.
ومن شفاء القرآن لما في الصدور من الوساوس الاستعاذة بالله واللجأ إليه سبحانه، ودعاؤه بطلب العصمة من شر الشيطان، قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُو السَمِيع العَلِيم) ، ونزغ الشيطان يكون بتزيين الباطل وتكريه الحق، فمن وفقه الله لجأ إليه سبحانه، واحتمى بحماه من شر هذا العدو، والله تعالى سميع الدعاء، قريب مجيب، يجيب دعوة الداع إذا دعاه، وهو العليم بأحوال عباده، وبما في نفوسهم، (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ، وقد ذكر الله عبده المستعيذ به بهذين الاسمين: السميع، العليم، ليقوى رجاؤه لربه في حصول ما يرجوه من العصمة والسلامة من نزغات الشيطان.
وأنفع التعويذات من الشيطان: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ..) إلى آخر السورة، ومن رحمة الله بعبده المؤمن وتيسيره أنه لا يؤاخذه ولا يحاسبه على الخواطر السيئة والوساوس، وإن كانت من أقبح الوساوس، ما دام المؤمن لا يصدقها، بل يبغضها ويكرهها، وقد كان شيء من ذلك حصل لبعض الصحابة رضي الله عنهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال: "وقد وجدتموه"؟ قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان"(1)، وفي رواية قال الرجل: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالحديث لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به(2)، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"(3)؛ أي كيد الشيطان، ومعنى ذلك أن الشيطان إذا عجز عن صد المسلم عن دينه صار يلقي الوساوس فتؤذي صاحب الإيمان، وتسبب له القلق، خصوصاً إذا كان يجهل أنها لا تضره ولا تقدح في إيمانه، فيخشى على إيمانه ويقلق لذلك، كما حصل لذلك الصحابي، فطمأنه النبي صلى الله عليه وسلم، بل قال له: (ذلك صريح الإيمان)، يعني بغضه وكراهته لذلك الوسواس من الإيمان، ودال على صدق الإيمان.
وقد أرشد صلى الله عليه وسلم من ابتلي بهذه الوساوس أن يستعيذ بالله ويعرض عن التفكير في ما يلقيه الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته"(4)؛ أي ليقطع التفكير ويعرض، وجاء في رواية: "فليقل: آمنت بالله وبرسله"(5)، فهذا علاج نبوي شاف بإذن الله.
فاحمدي الله أيتها الأخت المسلمة، وتوكلي على الله، واطمئني واستشفي بهذا العلاج النبوي، واحذري من طاعة الشيطان وتصديقه، فإن الشيطان إذا وجد من الإنسان استجابة طمع فيه وزاد في الوسوسة والتخويف حتى يقنطه من رحمة الله، أما إذا استعاذ المسلم بالله من شر الشيطان، ولم يلتفت لوساوسه ولم يصدقه فإنه ييأس منه ويكف شره.
واعلمي أن مما يحفظ الله به عبده المؤمن الأذكار في الصباح والمساء، وفي أدبار الصلوات، وعند النوم، كآية الكرسي، وقل هو الله أحد والمعوذتين، (قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، وكذلك اللجأ إلى الله بطلب العصمة والسلامة من نزغات الشياطين وحضورهم: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) .
نسأل الله أن يعافيك، وأن يثبتَك، ويحفظك من شر الشيطان، وكل ذي شر إنه سميع عليم.

---------------------
1. مسلم (132).
2. عند أحمد 2/397 (9145)، وغيره.
3. رواه أحمد 1/235 (2097)، وأبو داود (5112) وغيرهما.
4. متفق عليه البخاري ( 3102)، ومسلم (134=214).
5. مسند أحمد 2/331 (8358)، وهو عند مسلم بدون: "وبرسله" (134=212).

كيف يعالج المؤمن الوساوس الشيطانية

التعامل مع الوسواس القهري

اجاب عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك

التاريخ 9/3/1425
السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتليت بالوسواس القهري فى كل أوجه حياتى، وخاصة فى أمور الطهارة من الحدث والوضوء والصلاه، وأعالج منذ سنة ونصف عند طبيب نفسى ، وفى بعض الأحيان يتغلغل الوسواس حتى فى الأعتقاد، شكواى ولاشكوى لغير الله أنى أجد صعوبه بالغة في حياتى، وبالأخص فى هذه الأمور، فما فتواكم؟
أعانكم الله و عافاكم، أرجو أن تشعروا بمعاناتى وتسرعوا فى الرد.






الجواب
الحمد لله، نسأل الله أن يشفيك من هذا البلاء وأن يعيذك من كيد الشيطان، والواجب على من ابتلي بالوسواس في الطهارة أو في الصلاة، أن لا يستجيب لما يلقي الشيطان في نفسه من أن طهارته أو صلاته لم تصح، حتى يضطره إلى تكذيب الطهارة وإعادة الصلاة، فالذي أوصي به من ابتلي بهذا النوع من الوسواس أن يستعين ويستعيذ بالله وأن لا يستجيب لوسواس الشيطان، ولا يلتفت لما يلقيه في قلبه من الشك في الطهارة أو في الصلاة، بل عليه أن يتوضأ ويمضي ويصلي ولا يعيد شيئاً، ولو جاء في نفسه أنه أحدث، ولو جاء في نفسه أنه لم تصح منه تكبيرة الإحرام، أو لم يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة فلايلتفت إلى ذلك، بل يمضي ويصبر ولو وجد في نفسه ضيقاً يدعوه إلى الإعادة والتكرار، ومتى صبر المسلم أو المسلمة وقاوم هذا الوسواس، مستعيناً بربه ملتجئاً إليه صرف الله عنه كيد الشيطان وعافاه من شره، وما ذكرت في السؤال أن الأمر وصل إلى الاعتقاد، فاعلم أنه لا يضر الإنسان ما يجده في نفسه من أفكار ووساوس باطلة هو يبغضها ويكرهها، وما دام أنه على ذلك فإنها لا تضره، بل إن كراهته وبغضه لهذه الوساوس يدل على صحة إيمانه وقوة إيمانه، فلولا ما معه من الإيمان لما خاف من هذه الخواطر، ولما قلقت نفسه من ورودها على قلبه، ومن لطف الله بعباده أنه سبحانه تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها،مالم تتكلم به أو تعمل به) وفي رواية عند ابن ماجة بسند صحيح (إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم، ما لم تعمل أو تتكلم به، وما استكرهوا عليه). إذاً فلا عليك أيها الأخ السائل، ولا يضرك ما تجده في نفسك من هذه الوساوس الرديئة، فأنت والحمد لله تؤمن بالله ورسوله وكتابه ودينه، فإذا وجدت في نفسك هذه الخواطر فقل: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ولا تشغل نفسك به، بل أعرض عنها وتشاغل وقل: آمنت بالله ورسوله. والله أعلم.





3
448

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مايكبرني لقب
مايكبرني لقب
جزاك الله خيرررررر

موضوع مفيد مره غريبه مافي ردود
ندى الروح 66
ندى الروح 66
يمكن محد فية وسواس الله يشافي كل مريض موا مهم الردود المهم انه يستفيد منه كل مريض
أطه k
أطه k
جزاكي الله الف خير