في غزة: والدة الشهيدة "حنين البطران" تبحث عنها في ثلاجة الموتى

الملتقى العام



غزة- ديما عايدية- نساء من أجل فلسطين



غزة التي لم يعد الألم قادراً على تحمل دموعها، وانتحب البكاء من أنينها، وجفت الأقلام من قصصها التي لم تنتهي بعد، وشاب رأس أطفالها قبل شيوخها، كل زقاق فيها يشهد على قصة مؤلمة لأسر وأمهات وآباء وأبناء عاشوا حكايات إجرام العدو الصهيوني، وتركتهم أمواج الحروب ليشهدوا على المجزرة.
قصص المآسي كثيرة، ولكن الأصعب أن تكرر مشاهد المأساة بعد عام من وقوعها في نفس اللحظة وبنفس المكان!
قبل عام من الآن كانت الطفلة "حنين البطران" تعمر أزقة حي التفاح مرحاً و ابتهاجاً، عرفها الناس من حولها ببشاشة طلتها و روحها الطفولية الشفافة، واشتهرت بطيبة قلبها وحسن أخلاقها، لم تكن تسلك طريقاً إلا وقد ألقت السلام على من فيه جميعاًً، وهكذا يشهد لها سكان حيها.
رحلت حنين وكانت لأمها اسم على مسمى، فيا للحنين حين يغرق أمها فتضج من فرط الوجع وتهرول باحثة عنها في أركان المنزل و في أرجاء الحي، ويطرق سمعها صوت الطيران الغاشم وأزيز البرد فتسترجع رغماً عنها ذكرى حنين.
اسـتشهدت "حنين البطران" في الاجتياح الغاشم لمنطقة الأبراج حيث كانت تقيم هناك مع أسرتها خلال حرب الفرقان، وأصيب والدها أيضاً في نفس الحادثة، يوم الثلاثاء 12/1، أدركت الأم تاريخ استشهاد ابنتها، وقبل أن ترحل ذكراها مع مغيب شمس ذلك اليوم انطلقت الأم مسرعة باتجاه مستشفى الشفاء، تحمل معها شوقها وحزنها ومرارة فقدها، وإلى ثلاجة الموتى وعلى أبوابها وقفت تصيح بالعاملين هناك للسماح لها بوداع ابنتها! فصورة ذلك اليوم ما تزال عالقة بذهنها ولا تزال تحفظ مكان ابنتها في ثلاجة الموتى. أخذت تنادي:"ابنتي..قطعة قلبي..ساعدوني لأراها لأودعها قبل أن توارى التراب.."
عندما سألها العاملين في ثلاجة الموتى عن سبب حضورها اكتشفوا أن الأم تكرر مشهد رحيل ابنتها الذي وقع في نفس الوقت وفي ذات المكان قبل عام!
يقول محمد.أ وهو أحد الموظفين في مستشفى الشفاء شهد فصول القصة:" حضرت في مستشفى الشفاء والدة الشهيدة "حنين البطران" والتي استشهدت في حرب الفرقان الأخيرة، تطلب منا السماح لها بوداع ابنتها والتي كما تقول أنها موجودة في ثلاجة الموتى، كانت تريد منا مساعدتها لتشاهد ابنتها للمرة الأخيرة، وبعد أن هدءنا من روع الأم وفهمنا منها سبب حضورها عرفنا أن يوم الثلاثاء هو الموافق لاستشهاد ابنتها".
وتغيب شمس ذلك اليوم على دموع والدة حنين التي ألجمت قلوب من كانوا هناك وقطعتها أجزاءً تنتحب على حالها.
ثم وقفت الأم بحزم، انتفضت بلوعتها، تريد أن تحتضن ابنتها تريد أن تقبلها كسابق عهدها وقالت:" إن لم تتركوني أرى ابنتي سأذهب إلى ثلاجة الموتى وأكسر القفل وسأراها بنفسي.."
ومن حولها لا يملك لها إلا الصمت و الدعوات بالصبر.
حنين هي واحدة من مئات الأطفال في غزة انتزعت طفولتهم قذائف الغدر وحصدت أعمارهم قبل أوانها.
و والدة حنين هي واحدة من مئات الأمهات سبقتهم قطع قلوبهم تحت التراب و لم يبقى لهم إلا الذكريات المؤلمة.
الطفلة حنين رحلت وفارقت أهلها لكن ذكراها لم تفارق أهل حيها، و قصتها جريمة حرب سيحاسب القانون يوماً ما المجرم الصهيوني الذي تمادى في قطع أعمار أطفال غزة، إلى ذلك الوقت لا تملك الأقلام إلا أن تدون قصتها و ترفع الدعوات لوالدتها بالصبر والسلوان.
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مرجانة زمان
مرجانة زمان
لا حولة ولا قوة الا بالله
ربي يثبت ويصبر قلبها يا رب
واجمعها معها في جنة الفردوس الاعلى مع الشهداء والانبياء
الى متى سيضل هذا الحاااااااااال المبكي على امة محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الى متى ؟؟؟
وردة ذات شوك
وردة ذات شوك
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
اللهم آآآآآآآآآآآآآمين:44:
قلب سلطان
قلب سلطان
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
صباح الخير يا أمي
لا حولة ولا قوة الا بالله ربي يثبت ويصبر قلبها يا رب واجمعها معها في جنة الفردوس الاعلى مع الشهداء والانبياء الى متى سيضل هذا الحاااااااااال المبكي على امة محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الى متى ؟؟؟
لا حولة ولا قوة الا بالله ربي يثبت ويصبر قلبها يا رب واجمعها معها في جنة الفردوس الاعلى مع...
خمائل ورديه*
خمائل ورديه*
لا حولة ولا قوة الا بالله ربي يثبت ويصبر قلبها يا رب واجمعها معها في جنة الفردوس الاعلى مع الشهداء والانبياء الى متى سيضل هذا الحاااااااااال المبكي على امة محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الى متى ؟؟؟
لا حولة ولا قوة الا بالله ربي يثبت ويصبر قلبها يا رب واجمعها معها في جنة الفردوس الاعلى مع...