د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

لماذا بكى عثمان ؟؟ خطبة الجمعة 14/7/1426هـ

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون :
أخرج الترمذي رحمه الله في سننه عن هانئ مَوْلَى عُثْمَانَ بن عفان رضي الله عنه انه قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي ، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟؟!
فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ، قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) وهو حديث حسن...
. أيها الإخوة في الله :
إن القبرَ هو اولُ منزلٍ من منازل الآخرة ، ولذلك يستعد له الصالحون ، ويحسبون حسابهم مخافة الوقوع في فتنته ، ولذلك سيكون الحديث في هذا اليوم حول القبر وفتنته وقانا الله منها.

أيها المسلمون : لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر أصحابه بين الفينة والأخرى بفتنة القبر وعذابه ، حتى يستعدوا لمصيرهم المحتوم ، فمرة يذكرهم بأهوال القبر ، ومرة يحضهم على الاستعاذة من فتنة القبر وعذابه ، وأحيانا يستغل وجوده في المقبرة ، وأحيانا يذكرهم بذلك في خطبه ..
اخرج البخاري رحمه الله بسنده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة..
يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ، حتى يحذر أمته من عذاب القبر وفتنه ، لعمله أن ما بعد القبر اشد وأنكى ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ)
فلابد إخواني في الله أن نأخذ المسالة ، مأخذ الجد ، وان نسحب لذلك المقر مليون حساب ، حتى ول أدركنا الموت لكنا على أهبة الاستعداد ..
إخواني : إن أول فتنة تلاقي الإنسان في قبره ، سؤالُ الملكين منكر ونكير له..عن ربه ودينه ونبيه .فان كان من أهل الصلاح ثبته الله ووفقه للإجابة، كما قال صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أُتِيَ ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) *

وفي حديث آخر يقول ( فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ فِي الْإِسْلَامِ .. فَيُقَالُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصَدَّقْنَاهُ ؟ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا.. فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا . فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَيُقَالُ عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا ، فَيُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي ..فَيُقَالُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟؟ فَيَقُولُ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا.. فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُعَذَّبُ *احمد بسند صحيح...هذا شيء عن فتنة القبر ..
أما عذابه فثابت بالكتاب والسنة ، وان من نعم الله علينا إننا لا نسمع عذاب أهل القبور ، وإلا لما دفن بعضنا بعضا ..ولما تهنينا بعيشة أبدا.. جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ( لولا أن تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر
إخواني ك وان مما يثب عذاب القبر من القرآن قوله تعالى ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) فهذه الآية تدل على أن فرعون وآله فرعون يعيشون في عذاب دائم قبل يوم القيامة..
أما من السنة فالأحاديث في ذلك كثيرة منها على سبيل المثال ما رواه زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رض الله عنه قَالَ : ( دخل رسول الله في حائط لبنى النجار فيه قبورهم قد ماتوا في الجاهلية قالت : فخرج رسول الله فسمعته يقول : استعيذوا بالله من عذاب القبر قالت : فقلت : يا رسول الله و للقبر عذاب ؟ قال : إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم )
ِ أيها الإخوة
إن عذاب القبر أنواع ، يعذب فيه كلُ إنسان بحسب ذنوبه ..فمنهم من( َّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ ) ..و( بَعْضُهُمْ يَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ ..ويَفْرِشُ له مِنَ النَّارِ وَيلْبِسُُ مِنَ النَّارِ وَيفْتَح لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ) والعياذ بالله ..

أيها المسلمون : ومما ينبغي أن يعرف لا يقتصر العذابُ على الكافر والمنافق فقط ... بل قد يعذب بعضُ المسلمين على جرائمهمُ التي ارتكبوها في الدنيا..
فمن ذلك على سبيل المثال المشي بالنميمة بين الناس ، وعدم التطهر من البول ..يدل عليه ما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ ( يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ .. وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ.. كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ..وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بِكِسْرَتَيْنِ أَوْ ثِنْتَيْنِ فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا ، وَكِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا فَقَالَ لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا * البخاري
وفي حديث آخر يبين خطر عدم التنظف من البول (تنزهوا من البول فان عامه عذاب القبر منه )
المثال الثاني الغلول .., الغلول : هو أخذ شيء من الغنائم قبل توزيعها ، ويدخل في ذلك الأخذ من بيت مال المسلمين بدون حق.
والدليل على ذلك ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال ...أَهدى رجل لرسول الله غلاما يقال له مدعم .. فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ فقتله ..فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كلا..ْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا ) فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ) متفق عليه .
اسأل الله تعالى أن يجيرني وإياكم من فتنة القبر وعذاب القبر ، وعذاب النار..وان يحمينا من فتنة المحيا والممات .وفتنة المسيح الدجال ..انه ولي ذلك والقادر عليه ..

الخطبة الثانية
الحمد لله ولي من أطاعة..أمرنا بفعل الخير ودلنا عليه وحذرنا من فعل الشر ودلنا عليه..فاشهد ألا اله إلا هو وحده لا شريك له .واشهد أن محمدا عبده ورسوله ..صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون :
سمعتم قبل قليل نبذة عن القبر وأهواله ..والخافي أعظم .. والمسلم الذكي الفطن يستعد لذلك المكان وما بعده من أهوال .. وهنا أحب أن أقف وقفات سريعة لعل الله ينفعنا بها:

أولا: إذا كانت قبور الناس أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ..فلا داعي إذا إلى تزين القبور وبنائها وتنويرها وزراعتها ورش الماء عليها ..وما يقوم به الجهلة إنما هو من باب البدع التي ما انزل الله بها من سلطان ..

الوقفة الثانية : على المسلم أن يستعيذ بالله من عذاب القبر وفتنته دائما وابدأ ، كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل..بل أمر المسلم أن يستعيذ من ذلك في كل صلاة ..فقال صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) مسلم .......
وجاء في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي اسمع منه 0 قال زيد وهو راوي الحديث : ثم اقبل علينا بوجهه فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار ، فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر ، قال : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، قالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، قال : تعوذوا بالله من فتنه الدجال ، قالوا : نعوذ بالله من فتنه الدجال )
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (اللهم رب جبرائيل ، و ميكائيل ، و رب اسرافيل ، أعوذ بك من حر النار ، و عذاب القبر )
وكان من دعائه أيضا (اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل ، و الجبن و البخل ، و الهرم و عذاب القبر ، و فتنه الدجال ، اللهم آت نفسي تقواها ، و زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها و مولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، و من قلب لا يخشع ، و من نفس لا تشبع ، و من دعوه لا يستجاب لها)
الوقفة الثالثة : على المسلم أن يحرص على زيارة القبور بين الفينة والأخرى ..حتى يتذكر مصيره الذي سيؤول إليه ..وينصح بان يتخيل نفسه في احد تلك القبور .. ويحاسب نفسه على تقصيره..
الوقفة الرابعة على المسلم أن يستفيد من الأحداث حوله ،والتي تذكره بالقبر وأهواله والنار وأهوالها ..يرجع إلى ربه ويقلع عن تقصيره ..
فمثلا لو ركبت السيارة وهي في الشمس بعد أن وقفت برهة من الزمن ..ماذا تحس به؟ أما تحس بالضيق والحر وكتم الأنفاس؟؟ ..فتجدك تحرص على فتح النوافذ وتحريك المكيف ..المطلوب ..اعتبر نفسك في القبر ..ولا تفح النوافذ ولا تحرك المكيف ..هل تستطيع أن تعيش؟؟..اترك الإجابة لكل عاقل..
وهكذا على المسلم أن يستفيد من الأحداث التي حوله ..كانقطاع التيار في يوم حار مع شدة الرطوبة..
وأخيرا : إخواني في الله علينا أن نحرص على حياتنا في القبر اشد من حرصنا على حياتنا في البيوت ..فأكثر الناس الآن يحرصون بناء بيوتهم على أحسن طريقه ، ويهتمون بتكيفها وبلاطها وفرشها وأدوات الراحة فيها ، وهم يعلمون أن بقاءهم فيها محدود ، ويتركون الأهم من ذلك وهو المنزل الأول من منازل الآخرة ، وهو القبر ، فالاستعداد لوسائل الراحة فيه تكاد تكون عند البعض معدومة ، بل و لا تخطر على باله أصلا ..وعند البعض الآخر فيها كثير من التقصير ..
فحري بالعاقل أن يستعد لذلك المنزل بالأعمال الصالحة وترك المعاصي ، وليحرص كل الحرص دائما وابدأ على عمل وسائل الراحة في تلك الحفرة المظلمة ..
فو الله لن تنفعنا الأموال ولا الأولاد ولا المناصب ولا الجاه إذا أصبح ذلك المنزل حفرة من حفر النار والعياذ بالله ..
ولنعلم أخواني في الله أن من أسباب الوقاية من عذاب القبر الشهادة في سبيل الله تعالى يؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( للشهيد عند الله خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه . ويرى مقعده من الجنة . ويحلى حلية الإيمان . ويزوج من الحور العين . ويجار من عذاب القبر . ويأمن من الفزع الأكبر . ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها . ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته )
اسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة في سبيله ، وان يعيذنا من عذاب القبر وفتنه ، وان يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ,,
9
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم ثوبان
أم ثوبان
فضيلة الشيخ مشبب القحطاني

جزاك الله خير على هذه التذكرة
rawnd
rawnd
الله يجزيك الخير ياريت اتقولنا الامور التي تجنبنا العذاب غير الشهاده ومشكور على الموضوع الرائع
خوخة المنفوخة
فضيلة الشيخ مشبب القحطاني جزاك الله خير على هذه التذكرة
فضيلة الشيخ مشبب القحطاني جزاك الله خير على هذه التذكرة
سحابة الجود
سحابة الجود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد والله يجزاك الجنه
الموضوع رائع جدا ودعوه صادقه لكل من شغلته الدنياء
بملذاتها ونس اوتناسى ان الله لاتغيب عنه شارده ولاوارده
اللهم اهدي جميع البشر ونحنومعهم بأن نلتفت إلى ماعندالله
وماعندالله باقي وماغيره زئل هناك طلب ممكن أنقل الموضوع
لمنتدى أخر والله يجزاك خير
مجالس الذكر
مجالس الذكر
رضي الله عنك يافضيلة الشيخ وأرضاك في الدنيا والآخرة
وجعلها الله في موازين حسناتك