فـــــــــارس الأحلام(خاص بالمسابقه)

فـــــــــارس الأحلام




الظلام والهدوء يعم المكان....الامن صوت همسات وضحك مكتوم....كانت تراقب خواتها وهم يناظرون من طرف الباب ....
وابتسمت وهي تشوف حماس خلود ونوره وتدافعهم عند الفتحه البسيطه من شق الباب...ماقدرت خلود تتحمل الضغط اللي عليها ...و بصعوبه خلصت نفسها من مكانها ....
وبصوت عالي: افففف ترى ماصارت !!هو جاي يخطها هي !!يعني هي اللي المفروض تناظر ..احنا اعرسنا وانتهى وشوله هالعذاب!!
امل ببرود:غبي اللي عرض نفسه للرفض ....يعني حاله بيكون مثل اللي قبل...
خلود:لا ياحلوه....ابوي هالمره حالف مايرد أي احد الا بسبب مقنع...
التفت نوره وبصوت هامس : قصري حسك انتي وياها... ....عبد الرحمن وابوي لايسمعونك يالخبله ....
خلود: خلاص سكتنا...
نوره تأشر لها:تعالي ...لايفوتك الظاهر بيطلع اللحين...
وبدون تفكير ...مسكت خلود امل وجرتها ولما قربتها من طرف الباب .... كانت امل تراقب بلا مبالاه اللي دخلوا المجلس ...
ثلاثه شباب ورجال كبيير بالسن...حاولت تخمن منهو العريس المرتقب....من مكانها قدرت تتبين ملامحهم ....
لكن للاسف ولا واحد حست وهي تناظره بحب من النظره الاولى...ولا نبضات قلبها تسارعت...ولا الاكسجين اختفى ...ولا الزمن والمكان توقف ...

مشاعرتجتاحها بس لما تختلس النظر لخالد...
تنهدت بحزن وانسحبت بهدوء وراحت لغرفتها ورمت نفسها على السرير وهي تتأمل السقف...
هالسقف اللي احتضن كل احلامها الورديه ...ورسمت تحته احلى صوره لشريك حياتها....لكن للاسف كل اللي خطبوها مافيهم أي لمحه من هالصوره وكان الرفض دايم هو ردها....

صورة فارس الاحلام كانت مطابقه لابن الجيران خالد ...كانت تغذي هالحب بشوفته وهوطالع من بيتهم....ومن دريشة غرفتها عاشت حب من طرف واحد ومااحد يدري عنه غيرها......من صغرها وهي تكتم حبها البرئ له...وتعشم نفسها انها رح تكون له في يوم من الايام...وترفض كل من خطبها على امل انه لما يقرر الزواج رح تكون هي اول من يفكر يتزوجها...لكن للاسف رفضها لكل من تقدم لها زعل ابوها وبدى يحاصرها بالاسئله ...
وغرقت في دوامه من الافكار....وماحست بدخول امها الغرفه ....
"امل ....امـــــــل...
تنبهت على صوت امها الحنون ....عدلت جلستها ....وجهزت نفسها للكلام اللي توقعت تسمعه من امها عن الخطيب المنتظر....تنهدت بحزن...الي متى بتظل ترفض ....نزلت راسها لما شافت نظرات التصميم في عيون امها....اكيد رفضها هالمره رح يكون صعب....





(2)

اليوم زواجها ....يوم تاريخي في حياتها ....وقفت وناظرت في المرايه...تأملت وجهها الجميل وملامحها الناعمه....وحست بحزن يجتاح كيانها....
جلست على الكنبه وهي تتذكر الايام الماضيه ....اشلون ابوها وافق يرميها هالرميه ؟؟
حتى خواتها ماحاولوا يغيرون رايه...واللي قهرها موقف امها اللي باركت هالزواج ....وماحاولت تضعف قدام دموع امل....
حست بيد حانيه على كتفها ومن خلال غمامه من الدموع شافت امها ...وما قدرت تتحمل اكثر وانهارت على كتف امها ....
ام عبد الرحمن بصوت حنون:امل حبيبتي ...ليش هالصياح ...خلاص يمه ...لا تقطعين قلبي...
امل: يمه ماابيه...مااحبه ...هالزواج غصب!!
رفعت ام عبد الرحمن وجه امل واحتضنته بكفوفها: لا مهوب غصب...لكن انتي لو خليناك على هواك ماكان تزوجتي...ماادري وش كنتي تنتظرين ...العمر يمه يجري وانا وابوك نبي نشوفك عروس قبل مانموت...وصدقيني احمد هو احسن من تقدم لك...رجل ملتزم وطيب وابن حلال ...
امل بعصبيه:احمد بالذات ماابيه ...فقير ومنتف...شفتي الشقه اللي بيسكني فيها؟!!
قاطعتها امها بحزم: بنادي اختك خلود تعدل مكياجك ....والفقر مهوب عيب ....
ناظرت امها بحزن....وحست داخلها ببركان غضب وممكن ينفجر في أي لحظه....الكل متوقع انها رح ترضى بالحياه اللي انجبرت عليها....

لكن رح تثبت لهم غلطتهم ....




(3)


فتحت عيونها بتثاقل لما سمعت صوته
"امــــل..."
جلست وردت ببرود:"خير ان شاء الله..."
حاول احمد يكتم غيضه:"خير!!ومن وين يجي الخير... متى ناويه تصحين ان شاء الله...جاي من الدوام ابي غدا ....ترى تعبت والله كل ماجيت من الدوام وانتي نايمه...
امل :قلت لك مليون مره ....مارح اصحى من النوم عشان غداك ...المطاعم في كل مكان..
احمد بعصبيه:"لو بغيت المطاعم ادل طريقها....لكن انتي الظاهر فسرتي حبي لك وصبري عليك ضعف...طول هالايام وانا اقول اصبر يااحمد مردها تعقل...ضيوفي وماقبلتي تستقبلينهم...بيتك ومهملته وبس مقابله هالتلفزيون طول الليل ونوم في النهار...لكن الصبر له حدود...وانا مليت من هالحياه...."
قاطعته ببرود:"مليت مني....الله يبشرك بالخير خلااااص ودني بيت اهلي ...."
ناظرها احمد نظره غربيه ارعبتها .....

مر على زواجها اربعه شهور...كان كل ماحاول يتقرب منها صدته...وتتعمد اهمال وجباتها كزوجه وتقابل غضبه برود ....وتطالبه بالطلاق في كل نقاش بينهم....
لكن عمره ماناظرها هالنظره وبصوت حازم:اوديك ياامل بيت اهلك....الظاهر فعلا وصلنا لطريق مسدود....
قامت بحماس وفي داخلها مشاعر مختلفه....فرح...حزن...حنين ...وألم....
وفي زمن قياسي كانت في السياره...لاول مره تحس بخوف منه...انفاسه الغاضبه توترها....مانطق ولا حرف...ولما وصلت بيت اهلها نزلت من السياره ...سبقها وشال شنطتها وحطها عند باب اهلها وركب سيارته بدون مايكلمها...
وقفت في مكانها تراقبه وهو يبتعد عنها....
احست احساس غريب يجتاح كيانها .....