الميكروسكوب... ثورة علمية أثبتت فعاليتها في علاج العقم!!

تأخر الحمل

الدراسات تشير إلى الارتفاع المستمر لمعدلات عدم الإنجاب عند الجنسين

الميكروسكوب... ثورة علمية أثبتت فعاليتها في علاج العقم!!


الحيوانات المنوية

حوار - عبدالرحمن محمد المنصور
يعرف العقم على انه عدم القدرة على الحمل أو الإنجاب بعد مرور سنة على الزواج، مع افتراض أن الزوجين يعيشان تحت سقف واحد خلال تلك الفترة, ويمارسان حياتهما الزوجية بصورة طبيعية دون استخدام موانع للحمل ويذكر الدكتور صالح عبدالرحمن بن صالح استشاري جراحة المسالك البولية والعقم والجراحة المجهرية - مستشفى الملك خالد الجامعي. أستاذ الجراحة المساعد - كلية الطب- جامعة الملك سعود أن العوامل العائدة للرجل تشكل مانسبته 25% لوحده أو مايقارب 50% مجتمعا مع عوامل تعود للزوجة في أسباب تأخر الحمل.
ويُشير في لقاء مع (الرياض) إلى انه يجب التفريق بين الضعف التناسلي المؤقت والذي يتم تجاوزه وحله بالعلاجات وبين الضعف التناسلي الدائم أو مايسمى بالعقم وهو حالة مستمرة يقف الطب عاجزا عن علاجها ولكنها لا تشكل أكثر من 5% بفضل الله ورحمته.

ارتفاع مستمر
بداية نود التعرف على العقم عالميا في ارتفاع مستمر؟
تشير الكثير من الدراسات إلى أن معدلات العقم عند الجنسين في ارتفاع مستمر. وقد يكون لتغير النمط الغذائي والعوامل البيئية المحيطة بنا دور مهم في هذا الارتفاع. كما يمكن أن يكون السبب عائدا لتأخير الرغبة في الإنجاب لكثير من المتزوجين حديثا والتخطيط له بعد فترة من الزواج ومن المعلوم أن تقدم العمر يؤثر سلبا على معدل الخصوبة عند كلا الجنسين.




دوالي الخصية
ماهي الأسباب الشائعة لتدني الخصوبة عند الرجال؟
أولا: الإصابة بدوالي الخصيتين وهو يشكل مانسبته 35% من أسباب العقم الأولي ويصل إلى 80% في حالات العقم الثانوي. تكمن الإشكالية في الدوالي إلى تسببها في حدوث ارتجاع للدم المؤكسد للخصية مما يؤدي إلى رفع حرارتها ومن ثم تأثيره على إنتاج الحيامن وتتم معالجته بعملية جراحية بسيطة ، بعدها تزيد كفاءة الحيوانات المنوية بعون الله وتوفيقه بنسبة 80% وتزداد فرص حدوث الحمل بنسبة من 50 إلى 60%.
ثانيا: العيوب الخلقية مثل الخصية المعلقة في الناحيتين أو عدم وجودهم من المنشأ.
ثالثا: التعرض للعلاج الإشعاعي والكيميائي بالنسبة لمرضى السرطان.
رابعا: التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترة طويلة لأن ارتفاع درجة حرارة الخصية يؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية وهذا يمكن أن يشاهد في استعمال حمامات البخار أو السونا وكذلك في مياه العيون الحارة (الكبريتية) التي تستخدم أحيانا للتشافي من بعض الأمراض.
خامسا: وجود صديد في السائل المنوي وهو سبب نادر الحدوث حيث لا تتعدى نسبة وجوده بين الرجال المصابين بالعقم ل 1% فقط، وهو عائد في الأغلب لالتهابات غدة البروستات .
سادسا: الخلل الهرموني يعد أيضا من أسباب حدوث العقم، مثل ارتفاع هرمون الحليب عند الرجل أو انخفاض هرمونات الغدة النخامية، ويقاس عليه ارتفاع الهرمونات المؤنثة عند الرجل نتيجة للسمنة أو تناول أغذية معالجة بالهرمونات المؤنثة بغرض التسمين مثل الدواجن المعالجة. هنا تجدر الإشارة إلى أن الأسباب الهرمونية ما إن تتم معالجتها تزداد فرص حدوث الحمل بنسبة كبيرة للغاية بحول الله وقوته.
سابعا- يمثل انسداد القنوات المنوية حوالي 13% من حالات العقم عند الرجال، وتتم عمل عدة فحوصات لتحديد مكان الانسداد ومن ثم تحديد طريقة علاجه والتي تعمل وبنجاح كبير إذا ماأجريت على يد متخصص في الجراحات المجهرية.

علاج العقم
ماهي الطرق الحديثة لعلاج العقم عند الرجل؟
حدث في السنوات الأخيرة الكثير من الإنجازات الطبية في علاج العقم عند الرجال وأصبح من الممكن علاج أغلب الحالات التي كانت تعتبر ميئوسا منها بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً. ومن أبرز التقنيات الحديثة التالي:
الأولى: تقنية العلاج الجراحي المجهري:

أصبح بالإمكان إجراء معظم العمليات الجراحية المتعلقة بعقم الرجال بالمجهر (الميكروسكوب) مما أدى إلى زيادة فاعلية العملية، وكذلك ساهم في التقليل من المضاعفات الجانبية التي قد تحدث. هنا تجدر الإشارة إلى أن استخدام الميكروسكوب الجراحي يتطلب توافر الخبرة المهنية والتدريب المكثف حتى تتحقق فوائده المرجوة.




ومن أمثلة هذه العمليات:
ربط دوالي الحبل المنوي بالميكروسكوب: تعتبر تقنية الميكروسكوب الجراحي أحدث طريقة أدخلت حديثاً لعلاج دوالي الحبل المنوي.
ودوالي الحبل المنوي للتذكير تعتبر أكثر عملية تمارس لعلاج العقم الذكوري على مستوى العالم،
إن ربط الدوالي بطريقة الميكروسكوب أثبتت فعاليتها مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى بما فيها الربط بالمنظار، حيث إن معدل رجوع الدوالي (الانتكاسة) في حدود 1% ونسبة المضاعفات أقل من 5%، كما أن الشق الجراحي صغير في حدود 2 سم. وقد تم إجراء مايقارب 200 عملية جراحية منها في المستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود خلال السنة الماضية وتكللت جميعها بالنجاح مع نسبة رجوع تقارب 0.5% (نصف في المائة) وهذا بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل توفر الإمكانيات المتطورة في المستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود التي لاتقتصر فقط على الكادر الطبي المؤهل بل والأجهزة الدقيقة المتقدمة.

استخراج الحيوانات المنوية من البربخ أو الخصية بالميكروسكوب -
(Micro TESE/ MESA)
هذه أحدث عملية للبحث عن الحيوانات المنوية في الحالات التي لم تجد فيها الطرق الأولية في الحصول على حيوانات منوية مثل إعطاء العينة ورشف الخصية بالإبرة أو أخذ خزعة من البربخ أو الخصية.
وهي عملية دقيقة تحتاج إلى خبرة عالية وتجري فقط في مراكز العقم المتقدمة في العالم.
وتستغرق العملية 2- 3 ساعات وتحتاج إلى تخدير عام وتتلخص طريقة هذه العملية بالمسح الدقيق للخصية عن أي منطقة يكون فيها إنتاج للنطف حتى ولو صغيرة وذلك باستخدام جهاز الميكروسكوب الجراحي وهذا يختلف عن أخذ العينة من الخصية عشوائياً لدقتها ولأنها لا تتسبب في أضرار جانبية على أنسجة الخصية على المدى البعيد، وتكون النتائج إيجابية حتى في حالات الضمور أو الفشل التام في الخصية وبنسبة تصل إلى 60%.
ويمكن في مثل هذه الحالات الصعبة تجميد الفائض من النطف المستخلصة لسنين عديدة واستخدامها فيما بعد للحقن المجهري.
حالات الترميم للمسالك التناسلية وعلاج انسداد القنوات المنوية بالميكروسكوب:-
وهذه تعتبر من أصعب العمليات المهجرية، حيث إن قطر القنوات المنوية قد يصل إلى أقل من قطر شعرة الرأس مما يستدعي استخدام خيوط جراحية وأدوات ترميمية غاية في الصغر.
هذه العمليات تجرى لحالات الغياب الكامل للحيوانات المنوية من السائل المنوي نتيجة انسداد هذه القنوات بفعل التهابات أو عمليات سابقة في المسالك البولية وغيرها مثل عمليات إصلاح الفتق الاربي.
تصل نسبة نجاح هذه العمليات في إعادة خروج الحيوانات المنوية في السائل المنوي إذا تمت على يد متخصص في الجراحة المجهرية إلى 95% بعد عون الله وتوفيقه واعتمادا على مكان الانسداد ومدته.




ثانياً: تقنية الحقن المجهري للحيوانات المنوية مباشرة:
(ICSI)
وتقوم هذه التقنية على حقن الحيوانات المنوية في البويضة مباشرة.
ولا بد لها من ناحية الرجل من وجود الحيوانات المنوية المكتملة النمو والتي عادة ما يتم الحصول عليها من الخصية أو البربخ.
وعالميا تقدر نسبة نجاح مثل هذه التقنية عند توفر الأجواء المناسبة مثل عمر الزوجة إلى ما يقارب 30- 50% وهي النسبة التي - ولله الحمد - تتم في مراكزنا الطبية المتخصصة في المملكة.
ثالثاً: حقن الحيامن ذات الرأس المدورة أو المستطيل:
(Spermatid)
الحيامن ذات الرأس المدور أو المستطيل هي عبارة عن حيوانات منوية في المرحلة الأخيرة لما قبل النمو الكامل.
وهذه التقنية رغم نتائجها الضعيفة إلا أنها قد نتجت عن ولادة مواليد باستخدامها خاصة الحيامن المستطيلة وأصبحت تمارس في الكثير من المراكز الطبية.
رابعاً: تقنيات متطورة قيد الأبحاث:
من أهم التقنيات التي تدرس حديثا ولها زخم علمي كبير هو تنمية وزرع الخلايا الجذعية للإنسان ثم تحويلها إلى خلايا متخصصة مثل الكبد أو الكلى أو القلب مما يعني ترميم أعضاء تالفة في جسم الإنسان.
هذه التقنية والتي أثبتت نجاحها على مستوى التجارب المخبرية لن يكون بمستغرب أن تساعد في علاج حالات عقم الرجال الذين ليس لديهم حيوانات منوية أو النساء اللاتي ليس لديهن بويضات في المستقبل القريب بحول الله وقوته.
كما تجدر الإشارة إلى أن مراكز البحث الكبرى في العالم تدرس حاليا إمكانية استخدام الجينات والتعديل الوراثي في علاج حالات العقم المتقدمة كما يتم حاليا دراسة إمكانية تطوير الحيوانات المنوية الغير مكتملة النمو إلى حياة بالغة خارج الجسم ومن ثم استخدامها في الحقن المجهري.

جريدة الرياض
2
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دقاتf قلبه
دقاتf قلبه
جزاكي ربي خير ..ربي يرزقنا الذرية الصالحة
ana_majnona
ana_majnona
الله يجزيكي الخير
والفضل اولا واخرا لله سبحانه وتعالى