رسالة الى..الأخت الغالية/أثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير حفظها الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الغالية/أثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أختي في الله...قرأت مقالتك...فأسِرتني
وتفكّرت بنصائحك...فوعظتني
ورددت أسئلتك...فأبكتني
وتدبرت كلماتك... أخيتي أتدرين ما فعلت؟!
لقد بهَرَتني...بل ذكّرتني..أجل ذكّرتني بمصيري... ومآلي... وسفري الأخير الذي لاشك فيه
سفري إلى الله...إما إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض
واما إلى نارٍ تتأجج...أوقِدَ عليها ألف عامٍ حتى ابيضّت
وأوقِدَ عليها ألف عامٍ حتى احمرّت وأوقِدَ عليها ألف عامٍ حتى اسودّت
فهي سوداء كسواد القار أو أشدّ...
أختي في الله...لقد رميتي بذات الحجر الذي كان إمامنا وقدوتنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
يرميه في بركة الحياة حين تركد مياهها...في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين
فتتلاطم فيها أمواج الإيمان...والخوف من الله عز وجل..
أجل أخيتي... فما هذه الحياة إلا بركة من ماء...يحركها نسيم التذكرة..وتيار العبرة
فإذا ما توقف ذلك النسيم... وسكن ذلك التيار.. هدأت أمواج الإيمان
التي هي بالأصل أعمالنا...وزادنا لآخرتنا...وطاعاتنا التي ندخرها ليومٍ تشخص فيه الأبصار
وتبلغ القلوب الحناجر...فموجةٌ هي خوف من القبر وضمته..وأخرى صلاةٌ في جوف الليل..وتلك
دموعٌ حرّى...تساقطت على وجنات خائفٍ من عذاب الله وحسابه..
وهذا صيامٌ في الهوا جر...وصدقةٌ لمسكين في جنح الظلام..
فإذا ما ركدت بحيرة الحياة... وسكنت أمواجها... وذلك بالجري وراء الشهوات..
والإنغماس بالملذات... وحب الدنيا وزخرفتها...
واتباع النفس ورغباتها..
حينها... تتعفن مياهها وتأسن... وتنتشر بها الهوامّ... وتتغير رائحتها..
ويفسد طعمها.. وتنتشر الأوبئة والأمراض فيها...
وتصبح مرتعاً..للجن والشياطين..
أتدرين أخيتي ما ذاك الحجر...؟
إنه ذكر الـمـــــــــــــــــــــوت...!!!
أجل ذكر الموت وحالاته...وعميق سكراته...وشدة غصاته...وعظيم كرباته...ولهيب زفراته...
أختاه...أخرج البيهقي عن الوضين بن عطاء قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أحسّ من الناس بغفلةٍ من الموت, جاء فأخذ بعضادتي الباب, ثم هتف ثلاثاً:{يا أيها الناسُ,
يا أهل الإسلام, أتتكم المنية راتبةً لازمةً, جاء الموتُ بما جاءَ به,
جاء بالرَّوح والراحةِ, والكثرةِ المباركةِ لأولياء الرحمن,
من أهلِ الخلود الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها؟!
ألا لكلِّ ساعٍ غاية...وغايةُ كل ساعٍ الموتُ
سابقٌ... ومسبوق}
وكان عليه الصلاة والسلام دائماً ما يذكر أصحابه بالموت فيقول:
{أكثروا من ذكر الموت, فإنه يمحص الذنوب,ويزهد في الدنيا
فإن ذكرتموه عند الغنى...هدمه,
وإن ذكرتموه عند الفقر... أرضاكم بعيشكم}
وقال بعض العلماء:من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث:--
تعجيل التوبة.. قناعة القلب.. ونشاط العبادة
ومن نسي أو تناسى الموت عوقب بثلاث :---
تسويف التوبة...وترك الرضا بالكفاف... والتكاسل في العبادة
فما أحوجنا في هذا الزمان إلى من يذكرنا بالموت والإتعاظ بمن سبقنا
من الآباء.. والأمهات.. والأخوان.. والأخوات..وكل المخلوقات!!!
ليتنا أخيتي نكثر من رمي الحصى في بركة هذا الزمان.. علّ الله أن يرحمنا...
ويذكرّنا بما نسيناه... ولم ينسانا...ألا وهو ملك الموت...
أختك في الله /أم طلال