حلوه بعيون زوجي
13

قال الطبيب : أود أن أقدم اعتذاري حول خطأ قامت به إحدى الممرضات ، فقد مالت إبرة المغذية عن العرق ، مما أدى إلى إصابتها بمايكروب أدى إلى انتفاخ يدها ، وقد وصفت لها مضادا حيويا لمدة خمسة أيام ، وستتعافى من ذلك بإذن الله .
قلت : هذا غير مهم .. عفا الله عنها .. لن أطالبها بشيْ.. فقد شاهدنا ما هو أسوأ من ذلك ، وبإمكاننا الخروج والعودة وقتما تشاؤون .
لكنه أصر على بقائها تحسبا لمضاعفات خطيرة تحصل ليدها ، وافقت مرغما ، وسارت هذه الأيام ونحن في قمة سعادتنا و ولم تحدث مضاعفات ليدها ولله الحمد .
وعادت غادة إلى سابق عهدها تفرح بي إذا حضرت ، فأحملها وأسير بها في جنبات المستشفى ، وهي تشير بصوت غير مسموع إلى أشياء كثيرة تشاهدها ، وكانت تبكي كلما أردت الخروج عند انتهاء وقت الزيارة .
في يوم الاثنين ، وبعد نهاية العمل ذهبت إليهم ، كانت غادة في أفضل حال ، ذهبت إلى الطبيب ، فتحدثت معه بشأن الخروج ، فقال لي لا بأس ، وكتب لها ورقة الخروج ..
عدت إليهما بالورقة ، وكأنها ورقة براءة لسجين محكوم عليه بالإعدام ، فرحت أمها كثيرا ، وبدأت تلملم أغراضها ، حملت غادة ، ولم آخذها بجولة في المستشفى فلديها جولة أفضل .
نزلنا من الدور العلوي ، ومررنا بالدور الأول الكئيب ، طلبت من أمها أن نزور غرفتهما القديمة فرفضت ، كانت رائحته نتنة ، تبعث في النفوس اليأس ، وقرب النهاية والموت ، وعادت رائحة الموت إلى أنفي أشمها مرة أخرى ..
أسرعت الخطى ، ونزلنا إلى الدور الأرضي ، ومررنا بأماكن كانت تذكرنا ببداية مرضها ، كانت الأم تسير وهي تبكي بهدوء ، أحسست به في بطء حركتها وعدم دقة مشيها .
أقسمت في داخلي أن لا أزور هذا المكان ما حييت ، وصلنا إلى السيارة ، وضعت الحقيبة في الخلف ، وانطلقنا نحو الشقة .
تنهدت أمها وقالت : ما أقساها من ستة عشر يوما مرت علي وأنا في ذلك المستشفى ، يا لها من أيام سيئة عشتها هناك ,كنت أشاهد الموت كل يوم ,كنت أتوقع موتها في كل يوم لا بل في كل لحظة .. شاهدت مناظر تذهب بالعقل ، كنت وقتها أدعو الله أن يثبتني .. ما أقساها من ايام .. ثم أخذت تجهش في بكاء حاد ..
طمأنتها أن هذا ابتلاء من الله ، أنصبر أم نجزع ، أنحتسب أم نسخط ، والحمد لله على كل حال ،هاهي غادة تعود إلى سابق عهدها ، كل يوم تتحسن فيه شيئا بسيطا ، وستعود كما كانت بإذن الله كما يقول الطبيب .
ذهبت إلى بيت أختي وأخذنا ندى ، كان لقاء مؤثرا بين الأم وابنتها ، بكت الأم وقتها ما لم تبكه في الأيام السابقة ، فرحت ندى بغادة كثيرا ، وتساءلت قائلة : رجعوا غادة ؟
بعد يومين ، كانت غادة تسير كما يسير طفل في شهره الثامن أو التاسع ممسكة بالجدار أو بالكنب ، وبدأت تتكلم كما يتكلم من هو في ذلك العمر ، كانت تقول بابا .. ماما .. ، وبدأ شيئا من صوتها يخرج.
بعد ثلاثة أيام أخرى ، كنت أسير في صالة البيت وغادة ممسكة بي من الخلف تسير ببطء وتسقط أحيانا ، ولكنها فرحة ووجهها مشرق ...
بعد مضي أسبوعين بدأ صوتها يسمع وبدأت تمشي بشكل أفضل ..
بعد مرور شهر كنا في رحلة برية ، وقفت غادة وندى جنبا إلى جنب ، ثم انطلقا في سباق مثير ، كنت أصرخ لبث الحماس فيهما ، كي أر من تسبق الأخرى ، بينما أمهما جلست في ركنٍ تبكي فرحا ..
حلوه بعيون زوجي
وطبعا هنا ابوها طلب منها انها تكتب للي يقرو القصه كلمات بسيطه

(على ذمة الراوي)


14


السلام عليكم ..
أنا غادة ..
لقد طلب مني أبي أن أتحدث إليكم هنا ..
أنا الآن عمري إحدى عشرة سنة ، وأدرس في الصف السادس ، يسرني أن أخبركم أن يدي لم تعد ترتعش ، وعيناي لم تعد تتقلب ، بل أني عدت سليمة تماما بعد مرور ثلاثة أسابيع تقريبا من تلك الوعكة التي مررت بها كما يذكر والداي ..
أعرف أني قد سببت ألما لأمي وأبي ، لكن لم يكن ذلك بيدي ، بل هو أمر قضاه الله سبحانه وتعالى كي يزيد في حسناتهما أو يمحو من سيئاتهما ..
أنا الآن سليمة تماما ، قدماي لم تعد مقوستين ، كما أن صحتي رائعة ولله الحمد والمنة .
لكن أبي مازال يعاني آثار ذلك المرض ، فقد شاهدته عندما يمرض أحد أخوتي الصغار كيف كان يقلق ويطالب أمي أن توليهم اهتمامها ..
أصبح أبي لا يطيقنا نمرض ، يفزع و يخاف أن تتكرر تلك الحادثة .. هذا ما أثرته تلك القصة على أبي ..
أما أمي .. فقد لاحظتها عندما كان أبي يسألها عن تفاصيل معينة في قصة مرضي عندما قرر الكتابة عنها كانت تصمت أحيانا تتدافع عبراتها وأحيانا تنفجر باكية رغم مرور عشر سنوات على تلك الحكاية أو تطالب أبي بعدم نبش الماضي المر لنعيش الحاضر الحلو ..
لقد لاحظت أبي وهو يكتب كان يشعر ببعض الألم ، كان يكتب يوما ليتوقف أياما ثم يعود مرة أخرى للكتابة ، كان كمن يشعر بألم ليتوقف كي يزول ثم يعاود مرة أخرى ..
لا أطيل عليكم آمل أن قصتي لم تسبب لكم ألما أيضا ، وأنها أضافت لكم شيئا .. والسلام عليكم .







وبس خلاص خلصت قصتي الي حبيت انكم تقرونها وتعطرون صفحتي بردودكم الحلوه

مع السلامه
لايف إز سويت
لايف إز سويت
رااااائعه بكل ماتحمل الكلمه من معنى
اشكرك جزيل الشكر
اروع قصه قرأتها
رمضان 511
رمضان 511
الحمد الله
لايف إز سويت
لايف إز سويت
واقعيه اسلوب الكاتب وسرده للقصه
تفاصيل الاحداث
جدا جدا رائعه
اشكرك جزيل الشكر ع روعة اختيارك
<<دموعي ماوقفت من بداية القصه