د . محمد العريفي ((أحسن النية لوجه الله ))‎

ملتقى الإيمان

أحسن النية لوجه الله
د . محمد العريفي


جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص .. وعشت معهم سنين .. لا أذكر أني رأيت منهم ابتسامة .. بل ولا حتى مجاملة بضحك على طرفة .. أو تفاعل مع متحدث .. كنت أظن أنهم نشئوا هكذا ولا يستطيعون غيره ..
ثم تفاجأت برؤيتهم في مواطن معينة .. ومع بعض الناس – من الأغنياء وأصحاب النفوذ تحديداً – يحسنون الضحك والتلطف ..
فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلا لمصلحة .. فيفوتهم بذلك أجر عظيم ..
إذن المؤمن يتعبد لله تعالى بأخلاقه ومهارات تعامله .. مع جميع الناس .. لا لأجل منصب أو مال .. ولا لأجل أن يمدحه الناس .. ولا لأجل أن يزوج أو يسلف مالاً .. وإنما ليحبه الله ويحببه إلى خلقه ..
نعم .. من اعتبر حسن الخلق عبادة .. صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني والفقير .. والمدير والفراش ..
لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشارع .. ومد يده إليك ؟ ودخلت يوماً آخر على مسئول كبير فمد يده .. هل هما متساويان ؟ في احتفائك بهما .. وتبسمك وبشاشتك ؟
لا أدري !!
أما رسول الله (عليه الصلاة والسلام) فكانا عنده متساويين في الاحتفاء والنصح والشفقة ..
وما يدريك لعل من تزدريه وتتكبر عليه يكون عند الله خيراً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه ..
قال (عليه الصلاة والسلام) ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )

وقال للأشج بن عبد قيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله ) ..
فما هما الخصلتان : قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
استبشر الأشج (عليه الصلاة والسلام) .. وقال : ما هما يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ( الحلم .. والأناة ) ..
وسئل (عليه الصلاة والسلام) عن البر ؟.. فقال : ( البر حسن الخلق ) ..
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) ..
وقال (عليه الصلاة والسلام) : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) ..
وقال (عليه الصلاة والسلام) : ( ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) ..
وقال (عليه الصلاة والسلام) : ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) ..
ومن حسن خلقه ربح في الدارين .. وإن شئت فانظر إلى أم سلمة (عرضي الله عنها) ..
وقد جلست مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام) .. فتذكرت الآخرة وما أعد الله فيها ..
فقالت : يا رسول الله .. المرأة يكون لها زوجان في الدنيا .. فإذا ماتت .. وماتا ..
فإذا ماتت وماتا ودخلوا جميعاً إلى الجنة .. فلمن تكون ؟
فماذا قال ؟ تكون لأطولهما قياماً ؟ أم لأكثرهما صياماً ؟ أم لأوسعهما علماً ؟ كلا ..
وإنما قال : تكون لأحسنهما خلقاً ..
فعجبت أم سلمة .. فلما رأى دهشتها قال عليه الصلاة والسلام :
ياااا أم سلمة .. ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ..
نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة ..
أما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة في قلوب الخلق .. وأما خير الآخرة فهو ما يكون له من الأجر العظيم ..
ومهما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحات .. فإنها قد تفسد عليه إذا كان سيء الخلق ..
ذُكر للنبي (عليه الصلاة والسلام) حالُ امرأة ..
وذكر له أنها تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل .. لكنها تؤذي جيرانها بلسانها ..( يعني سيئة الخلق ) ..
فقال (عليه الصلاة والسلام) : ( هي في النار ) ..
وقد كان النبي (عليه الصلاة والسلام) الأسوة الحسنة ..
في كل خلق حميد .. كان أكرمَ الناس .. وأشجعَهم .. وأحلمَهم ..
كان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها ..
كان أميناً صادقاً .. يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين .. والفساقُ قبل الصالحين ..
حتى قالت خديجة (رضي الله عنها) أول ما نزل عليه الوحي .. لما رأت تغير حاله .. قالت :
والله لا يخزيك الله أبداً .. ( لمـــاذا ؟؟ ) ..
إنك لتصل الرحم ..
وتحمل الكل ..
وتكسب المعدوم ..
وتقري الضيف ..
وتعين على نوائب الحق ..
وتصدق الحديث ..
وتؤدي الأمانة ..
بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة .. فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
وكان (عليه الصلاة والسلام) خلقَه القرآن ..
نعم خلقه القرآن .. فإذا قرأ ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .. أحسن .. نعم أحسن إلى الكبير والصغير .. والغني والفقير .. إلى شرفاء الناس ووضعائهم .. وكبارهم وصغارهم ..
وإذا سمع قول الله : ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ) .. عفا وصفح ..
وإذا تلا : ( وقولوا للناس حسناً ) .. تكلم بأحسن الكلام ..
فمادام أنه (عليه الصلاة والسلام) قدوتنا .. ومنهجه منهجُنا ..
تأمل حياته (عليه الصلاة والسلام) .. كيف كان يتعامل مع الناس .. كيف كان يعالج أخطاءهم .. ويتحمل أذاهم ..
كيف كان يتعب لراحتهم .. وينصب لدعوتهم ..
فيوماً تراه يسعى في حاجة مسكين .. ويوماً يفصل خصومة بين المؤمنين ..
ويوماً يدعو الكافرين ..
حتى كبرت سنه .. ورق عظمه .. ووصفت عائشة حاله فقالت :
كان أكثرُ صلاة النبي (عليه الصلاة والسلام) بعدما كبر جالساً ( لمـــاذا ؟؟ ) ..
بعدما حطمه الناس .. نعم .. حطمه الناس ..
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
بل بلغ من حرصه (عليه الصلاة والسلام) على الخلق الحسن .. أنه كان يدعو الله فيقول – ( اللهم كما أحسنت خَلْقي فأحسن خُلقي )
وكان يقول : ( اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت )
فنحن نحتاج إلى أن نقتدي به (عليه الصلاة والسلام) في أخلاقه ..
مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم ..
بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام ..

إشارة ..
أحسن النية .. لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله ..

5
417

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01




,’,
دمتم بخير


أعظمُ جنود الله

نظرتُ إلى النار

فوجدتُها تُذيب الحديد فقلتُ :
النار أعظمُ جنود الله


ثم نظرتُ إلى الماء
فوجدتُهُ يطفئ النار فقلتُ :
الماء أعظمُ جنود الله


ثم نظرتُ إلى السحاب
فوجدتُهُ يحمل الماء فقلتُ
: السحاب أعظمُ جنود الله


ثم نظرتُ إلى الهواء
فوجدتُهُ يسُوق السحاب فقلتُ
: الهواء أعظمُ جنود الله



ثم نظرتُ إلى الجبال
فوجدتُها تعترض الهواء فقلتُ
: الجبال أعظمُ جنود الله



ثم نظرتُ إلى الإنسان
فوجدتُهُ يقف على الجبال وينحتها فقلتُ
: الإنسان أعظمُ جنود الله
ثم نظرتُ إلى ما يقعد الإنسان فوجدتُهُ

النوم فقلتُ :
النوم أعظمُ جنود الله



ثم وجدتُ أنّ ما يذهبُ النوم هو
الهمُّ والغمُّ فقلتُ :
الهمُّ والغمُّ أعظمُ جنود الله



ثم نظرتُ فوجدتُ أنّ الهمَّ والغمَّ محلُهما
القلب
فقلتُ : القلب
أعظمُ جنود الله




ووجدتُ هذا القلب لا يطمئنُ
إلا بذكر الله
فعملت أنّ أعظمُ جنود الله ذكرُ الله
قال تعالى :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } (28) سورة الرعد
الامــيــرة01
الامــيــرة01
حياتي كلها احلام
جزاك الله خير
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين




عن ابن عباس رضي الله عنه قال .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).رواه ابو داود
شرقاويه والعز ليه
الامــيــرة01
الامــيــرة01