وعـــد

وعـــد @oaad_6

عضوة فعالة

ثق بربك لا بنفسك !!

ملتقى الإيمان

ثق بربك لا بنفسك

كنت أتأمل أوراق التعريف والدعاية لكثير من الدورات التدريبية التي تجد إقبالا متزايداً في واقع عامة الناس لكونها تنتشر تحت مظلات نفسية ؛ تربوية أو إدارية ، فوجدت أن القاسم المشترك بينها هو : الوعد بإيقاد شعلة "الثقة بالنفس" بما أسموه برمجة عصبية ، أو تنويماً إيحائياً ، أو طاقة بشرية أو كونية ، والهدف من ورائها هو تحرير النفس من العجز والكسل والسلبية لتنطلق إلى مضمار الحياة بفاعلية وإيجابية وتصل إلى النجاح والتميّز والقدرات الإبداعية ..
قطع علي تأملاتي صوت ابنتي تقرأ بفاتحة الكتاب : ] إياك نعبد وإياك نستعين هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد وخلق الإنسان ضعيفاً ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله إياك نعبد وإياك نستعين وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين [ فمنه يستمد العلو ، وبدوام الإلحاح والطلب منه واتباع هدي نبيه تتحقق الرفعة ...
احذر – أخي - ولا يشتبه عليك قول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " . فالمؤمن القوي ليس قوياً من عند نفسه ، ولا بمقومات شخصيته ، ولا بتدريباته وبرمجته للاواعي ! وإنما هو قوي لاستعانته بربه ، وثقته في موعوداته الحقة ...
تأمل مشهد الثقة بالرب في كلمات قوة الإيمان من موسى - عليه السلام - أمام البحر والعدو ورائه : ( كلا إن معي ربي سيهدين ) ، ثقته لم تكن في نفسه ، وقد أُعطي – عليه الصلاة والسلام - من المعجزات وخوارق العادات ما أعطي !!! وإنما كانت كل ثقته على ربه ، بتوكله عليه ، فهو الذي يستطيع أن يجعله فوق القدرات البشرية ، بل يجعل لعصاه الخشبية قدرات لا يستطيعها أساطين الطقوس السحرية ...

تأمل – أخي الكريم – هذه الكلمات النبوية "استعن بالله ولا تعجزن ".....
إنها كلمات الحبيب صلى الله عليه وسلم يربي أمته على منهج الإيجابية والفاعلية ليس على طريقة أهل البرمجة اللغوية العصبية ..
لم يقل : تخيل قدرات نفسك ...
لم يقل : أيقظ العملاق الذي في داخلك وأطلقه...
لم يقل : خاطب اللاواعي لديك برسائل ايجابية ، وبرمجه برمجةً وهمية ...
وإنما دعاك – عليه الصلاة والسلام - إلى الطريقة الربانية وخاطبك مخاطبة عقلية بعبارات إيمانية فقال : "استعن بالله ولا تعجزن "...
فاستعن به وتوكل عليه وخذ بما شرع لك من الأسباب الشرعية فكن دائم التفقد لقلبك مراعياً حق ربك في إخلاص نية العبودية ، وخذ بعد ذلك بما أباح لك من الأسباب الكونية التي أثبتتها العلوم التجريبية ...
استعن بقدرته ولا تعجزن بنظرك إلى قدراتك وإمكاناتك ، فأنت بنفسك ضعيف ظلوم جهول ....وأنت بالله عزيز ...أنت بالله قوي ...أنت بالله قادر ...أنت بالله غني ...
ومن هذا الوجه ، ومن منطلق فهم معاني العبودية ، وفقه النصوص الشرعية قال الشيخ الكريم والعلامة الجليل بكر أبو زيد – حفظه الله - في كتابه "المناهي اللفظية ": أن لفظة الثقة بالنفس لفظة غير شرعية وورائها مخالفة عقدية .....
فيا أخا الإسلام : إن رجوت - في زمان تخلّف عام يعصف بالأمة - رفعة وعزة ونهضة وإيجابية...
وإن أردت قدرات اتصال وتواصل -على الرغم من الصعاب - بفاعلية...
وإن رغبت في نفض الإحباط عنك ، والتطلع إلى الحياة بنظرة استشرافية تفاؤلية ؛ فعليك بمنهج العبودية على الطريقة المحمدية ففيه السعادة الأبدية ، ودع عنك طريقة باندلر وجرندر الإلحادية المسماة بـ"البرمجة اللغوية العصبية " فوراءها حركة العصر الجديد "النيو - اييج" المنطلقة من معهد "إيسلان "بالولايات المتحدة الأمريكية لتنشر عقيدة وحدة الوجود بفلسفتها الثيوصوفية ، ممزوجة بتدريبات حياتية فتبث عبر تنويماتها الإيحائية وطقوسها التأثيرية السحرية : ثقة بالنفس وهمية وقدرات تميّز مادية تشهد على زيفها فضائحهم الأخلاقية ، ومرافعاتهم القضائية التي ملئت سيرتهم الذاتية .
فحذار من هذه التبعية إلى جحر الضب الذي حذرك منه نبيك وقدوتك في الأحاديث النبوية ، وحذار من استبدال الطريقة الربانية بتقنيات البرمجة اللغوية العصبية ، فإنها من حيل إبليس الشيطانية وتزيينه للفلسفات الإلحادية ؛ لتتكل على نفسك الضعيفة وقدراتك البشرية فيكلك لها رب البرية ، ويمدك في غيك بحصول نتائج وقتية ، وشعور سعادة وهمية ...حتى تنسى الافتقار الذي هو لب العبودية فتحرم من السعادة الحقيقية التي تغنى بها من وجدها وبيّن أسباب حيازتها فقال:
ومما زادني شرفـاً وتيـهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيـاً

منقووووووووووول
46
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الأمل الخالد
الأمل الخالد
:27: الله يجزاك خير ياعزيزتي وعد :26: :26:
hutaf
hutaf
السلام عليكم
والله اود ان اشكرك يا اخت وعد علي هذه الكلمات و الاستشهاد بالنصوص القرانية و السنية.
المشكلة في هذا الوقت اننا نعلم الانسان كيف يكون واثقا بانه مخلوق لا يقهر وانه يستطيع ان يفعل كل ما يريد وان له طاقة لا حدود لها حتي يكاد الانسان يظن نفسه انه خالد في هذه الدنيا الفانية وانه قوة لايمكن ان تقهر.
انا مع استثمار قوة الانسان و طاقته الكامنة في نفسه في التمسك بحبل الله و اعلاء كلمة الاسلام و تعلم كل ما فيه ان يقربه الي الله.
واخيرا ارجو منك يا وعد ان تأذني لي في نسخ هذه المقالة و ارسالها ال بعض اصدقائي و زملائي عسي الله ان يهديهم جميعا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وعـــد
وعـــد
الأمل الخالد
وإياك أختي
hutaf
شاكرة لك مرورك وتعليقك وعسى الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا اللهم آمين ,,,
وهي يا أختي فتنة عظيمة والله المستعان
fraternity
fraternity
جزاك الله خيراًوفي ميزان حسناتج...
الغنية بالله
الغنية بالله
جزاك الله خيراً.. موضوعك رائع .. نعم " إن الله يحب المتوكلين " ..