وداعاً للرجيم القاسي

علاج السمنة والنحافة

وداعاً للرجيم القاسي
أحدث الطرق العلاجية بدون تدخل جراحي



تعتبر السمنة إحدى المشاكل الصحية بين شعوب العالم المختلفة، وتعرف السمنة بزيادة وزن الجسم بمقدار 20% أو أكثر عن الوزن المثالي للفرد. وطبقاً لهذا التعريف سوف نجد أن ما لا يقل عن 20 -30% من البالغين الذكور، و30 -40% من الإناث يعانون من السمنة.
أسباب السمنة
1- دور الوراثة في السمنة:
الاستعداد الوراثي يورث من الآباء للأبناء خصوصاً إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما بديناً، إلا أنه ليس من المعروف على وجه الدقة السبب المباشر وراء حدوث الخلل في التفاعلات الكيميائية المختلفة والذي ينتج عنه تراكم الدهون، وقد افترض بعض الباحثين أن العيب يكمن في غدة تحت المهاد (الهيثو ثلامس) الموجودة في قاع المخ وهذه الغدة تحتوي على مركزين لتنظيم عملية الأكل أحدهما يعطي إشارة بالإحساس بالشبع والامتناع عن الأكل وتسمى (مركز الشبع) وأعتبر الباحثون أنه ربما تكون هناك بعض المواد الكيميائية التي تفرز بصورة غير طبيعية وتؤدي إلى زيادة تنبيه هذه المراكز أو تثبيطها، مما يؤدي إلى الإفراط في الأكل أو تأخر الإحساس بالشبع. وهناك نظريات أخرى كثيرة فيرى بعض الباحثين أن زيادة هرمون الإنسولين بالدم يعتبر ظاهرة وراثية تؤدي إلى الزيادة في تصنيع الدهون وتراكمها بالجسم.
2- دور الغدد الصماء في السمنة :
اضطراب هذه الغدد تؤدي إلى ظهور السمنة في حالات قليلة مثل اضطرابات غدة الهيبو ثلامس، الغدة النخامية، الغدة الدرقية، الغدة الكظرية، الغدد الجنسية مثل أمراض قصور الخصية عند الرجال ومرض تحوصل المبيضين عند الإناث، وغدة البنكرياس مثل حدوث ورم بخلايا بيتا في البنكرياس والنوع الثاني من مرض السكر(غير معتمد على الإنسولين).
3- الأسباب الأخرى للسمنة
مثل البعد عن ممارسة الرياضة، الأطعمة، كمية الطعام، وأيضاً نوعيته، فهناك بعض أنواع للأطعمة تساعد على زيادة معدل تكدس الشحوم بالجسم، الأمراض التي تصيب غدة تحت المهاد مثل: بعض الالتهابات المخية أو السحائية أو أورام في هذه المنطقة مما يؤثِّر على مراكز الأكل وزيادة شهية المريض، واضطرابات الحالة النفسية، بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل وأدوية مضادات الحساسية ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية الصرع.
علاج السمنة
- طرق علاج السمنة عديدة فمنها الأساليب غير الجراحية الحديثة من أنظمة غذائية وبرامج رياضية ملائمة وأجهزة العلاج الطبيعي الحديثة مثل أجهزة إذابة الدهون بالموجات فوق الصوتية وتفتيت الدهون بالموجات مع المجال المغناطيسي والأشعة تحت الحمراء وأجهزة تقوية العضلات وشد وتقليل حجم مناطق الجسم المختلفة، وأيضاً الليزر والإبر الصينية والموكشا، وهناك أيضاً العلاج الدوائي وأخيراً التدخل الجراجي.
- واختيار برنامج العلاج في الأساليب غير الجراحية يحتاج إلى طبيب متخصص على دراية تامة بالأصول العلمية الطبية والتي تختلف حسب حالة كل مريض، كما يحتاج إلى خبرة وافية في هذا المجال لكي يقوم بتكييف البرنامج مع ظروف كل مريض بالنظر إلى العمل اليومي الذهني والبدني والمسئوليات وكذلك الحالة المرضية لكل على حدة وذلك تبعاً لظروف كل مريض، ويمكن أن يقوم الطبيب المختص بتفصيل برامج متغيرة ربما يومياً في بعض الحالات.
النظام الغذائي
المناسب لحالات السمنة
- يحتاج إلى طبيب متخصص وملم بجميع جوانب المريض وبخاصة الحالة الصحية العامة والظروف المحيطة والحالة النفسية للمريض، وتكون هذه الأنضمة متغيرة دائماً وملائمة لظروف المريض وتنقسم إلى شقين رئيسيين:
أ- أنظمة غذائية بالسعرات الحرارية وتنقسم إلى: أنظمة غذائية عديمة المواد الكربوهيدراتية وأخرى قليلة المواد البروتينية والدهنية، أو عديمة المواد البروتينية والدهنية.
ب- أنظمة غذائية تعتمد على التفاعل بين الأطعمة المتناولة وزيادة معدل الحرق بالجسم وزيادة معدل توليد الطاقة والسعرات الحرارية المفقودة وتسمى هذه الأنظمة بالأنظمة الكيميائية ومنها: يانج بن - فتة الحليب أو رجيم د.هاز - رجيم والب - رجيم ستل مان - مايو كلينك - سكارس ديل - فاخ - ترهيولير لأصحاب الوزن الزائد، بيروه - د.جو ريتشارد لإنقاص الوزن وحل المشاكل النفسية والبدنية - وهناك أيضاً رجيم النقط والرجيم على الطريقة المصرية ورجيم د. أتكنز - ورجيم الرز - الشوربة الحارقة - الفواكه - ورجيم الملوك والرؤساء - ورجيم رجال الأعمال. ورجيم عدم الخلط - ورجيم اليوم المفتوح أسبوعياً - ورجيم الوجبة المفتوحة يومياً.
طريقة حسب السعرات الحرارية اللازمة للمحافظة على أو إنقاص الوزن
- الفرد العادي البالغ يحتاج يومياً متوسط 30 سعراً حرارياً لكل كيلو جرام من وزن الجسم، فمثلاً إذا افترضنا شخصاً ما وزنه 70 كجم ويقوم بنشاط حركي معتدل فإنه يحتاج يومياً إلى 30 سعراً حرارياً ? 70 = 2100 سعر حراري، أي أن غذاءه يجب أن يحتوي على هذه الكمية من السعرات الحرارية.. أما لعلاج السمنة فيجب اتباع نظام غذائي قليل السعرات يتراوح بين 10 - 20 سعراً حرارياً لكل كيلو جرام من وزن الجسم المثالي، فمثلاً إذا كان الوزن المراد الوصول إليه هو 70 كجم فإن عدد السعرات الحرارية الواجب اتباعها يومياً يتراوح ما بين 700 -1400 سعر حراري حسب المجهود اليومي الحركي والذهني للفرد، وعلى أن يكون 50% من هذه السعرات في صورة نشويات وسكريات وحوالي 30% من هذه السعرات في صورة بروتينات وحوالي 20% دهون، ويفضَّل أن تكون النشويات من النوع المعقد التركيب الذي يحتوي على كمية من الألياف.
المشي أفضل من الجري لحرق الدهون
- يفضل مع النظام الغذائي والأساليب الأخرى غير الجراحية لإنقاص الوزن أن يصاحب بمشي يومي، وقد أثبتت الدراسات الفسيولوجية العالمية الحديثة (علم وظائف الأعضاء) أن الجسم في حالة المشي يقوم بتحويل الدهون إلى جولوكوز لحرقه (أثناء دَين الأوكسجين والاختزال غير الأوكسيجيني) وتوليد الطاقة، أما في حالة الجري فيقوم بتكسير البروتينات لتحويلها إلى جولوكوز لحرقه وتوليد الطاقة، لذا لا ينصح بالجري لحرق الدهون ولكن يفضّل المشي حتى لا تصاب العضلات بالضعف والإرهاق.
التمرينات السويدية وأجهزة تنبيه العضلات
- لعلاج السمنة الموضعية أو زيادة حجم وتكدس مناطق معينة من الجسم بالدهون (مثل البطن أو الأرداف) ويمكن أن يضاف إلى البرنامج بعض التمرينات السويدية ولكن لصعوبة عملها عند معظم الأشخاص المصابين بالسمنة، تستعمل الأجهزة الحديثة (مثل التيار الروسي أو تيارات الفاراديك والحلفانيك) لتنبيه العضلات والتي تقوم بعمل ليس أقل من 2000 انقباضة لجميع طبقات العضلات المنبهة في حين أن أقصى أداء نقص بواسطة الفرد لا يمكن أن يتعدى 300 - 500 انقباضة في حالات الرياضيين للألعاب الفردية أو الجماعية المختلفة لذا أثبتت هذه الأنواع من الأجهزة الحديثة نجاحاً كبيراً في العشر السنوات الأخيرة وخاصةً إذا استخدمت تحت إشراف متخصص يقوم بتوجيه الأخصائيين وإيضاح أماكن وطريقة تركيب الاكتروات على مواقع التنبيه التي تختلف من عضلة لأخرى وأيضاً من فرد لآخر.
- والتفسير العلمي لهذه الأنواع من الأجهزة، أن ترددات هذه التيارات المنبهة تقوم بعمل انقباض العضلات فتقوم بتهويتها وأيضاً زيادة معدل التمثيل الغذائي والاحتراق في هذه المنطقة وبالتالي حرق الدهون المتراكمة بين الألياف العضلية والتي حولها، وبالتالي تكون هناك فائدتان الأولى شد المنطقة والثانية تقليل حجم المنطقة، لذا يظهر مع الذين يواكبون النظام الغذائي مع هذه الأساليب تحسن سريع وملحوظ في المقاسات التي تظهر الفرد بنزوله أضعاف الكيلوجرامات المفقودة فعلاً.
- وهناك بعض المدارس الحديثة التي تنصح الذين لا يرغبون في اتباع حمية معينة بإنقاص مقاسات الجسم وظهوره بصورة متناسقة على اعتبار أن المهم هو المظهر العام وأن الوزن الفعلي لا يعلمه إلا صاحبه.
علاج السمنة بالأدوية
- على الرغم من أن العلاج بالأدوية يعتبر إحدى الوسائل العلاجية المتبعة في بعض المراكز المتخصصة، إلا أن هذا الأسلوب لا يخلو من بعض العيوب والآثار الجانبية للدواء التي تظهر في صورة أعراض مرضية على الفرد لذا لا ينصح باستعمال الأدوية إلا في الحالات السببية (مثل هرمون الإليتروكسين لمرضى المصابين بالسمنة الناتجة عن قلة نشاط الغدة الدرقية) أو بعض الأعشاب الطبيعية التي تساعد على الشعور بالامتلاء والشبع وزيادة معدل احتراق الدهون بالجسم وأيضاً لاحتوائها على ألياف طبيعية تقلل من احتمالات حدوث الإمساك المصاحبة لمعظم أنواع الحميات الغذائية.
أما الأدوية التي تستخدم لعلاج السمنة فمنها: أدوية تؤثّر على الجهاز العصبي - أدوية تزيد من توليد الطاقة الحرارية - أدوية تؤثّر على الجهاز الهضمي- أدوية هرمونية - أدوية تقلل من تراكم الدهون في مواضع معينة بالجسم.
العلاج الجراحي للسمنة
كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن العلاج الجراحي للسمنة مثل: شفط الدهون واستئصال أجزاء من المعدة والأمعاء أو تدبيس الفكين وتضييق فراغ المعدة، غير أن الجراحة لا تعتبر حتى الآن العلاج الأمثل للسمنة، حيث إن هناك شروطاً معيَّنة يجب توافرها قبل الإقدام على إجراء هذه العمليات.
الإبر الصينية والبذور والمغناطيس والليزر
كثر الكلام في السنوات الأخيرة عن استعمال الإبر الصينية وهذه الوسيلة ليست حديثة، حيث إنها استعملت في الصين منذ أزمنة بعيدة في علاج كثير من الأمراض، وهي تعتبر إحدى الركائز العلاجية في الطب الصيني، ولكنها كعلم بدأ بفرنسا.
وتعتمد هذه الطريقة في غرس الإبر وتثبيتها في أماكن معينة بصيوان الأذن، حيث يؤدي ذلك إلى تنبيه مراكز إحساس بها، والتي تقوم بدورها بإرسال إشارات عصبية إلى مراكز الشبع بالمخ فتنشطها وبذلك يقل الإقبال على تناول الطعام، ويستمر هذا الأثر باقياً ما دامت الإبر في مكانها وغالباً يتم تغييرها أسبوعياً. وقد يستغرق هذا البرنامج العلاجي عدة أسابيع، وقد يحتاج للتكرار عدة مرات. ويشترط لنجاح هذا النوع من العلاج إن يلتزم الفرد بنظام غذائي تحت إشراف طبي متخصص.
وبالإضافة إلى التنبيه العصبي الذي تحدثه الإبر الصينية فإنها تسبب تغيرات كيميائية معينة في الجسم تؤدي إلى إنقاص الوزن. فقد أشار بعض الباحثين إلى أن السمنة تسبب قصوراً في وظيفة المحور المهادي - النخاع - الكظري مما يؤدي إلى نقص إفراز هرمون الكورتزون، كما تؤثِّر في نفس الوقت على وظيفة الجهاز العصبي السمبثاوى مما يقلل من إفرازات هرمون الأدرينالين.
وبناء عليه يتضح أن الأشخاص البدناء لديهم قصور في إفراز هرمون الكورتيزون والأدرنالين في الدم. ويؤدي استعمال الإبر الصينية إلى تنشيط وظيفة كل من المحور المهادى - النخاع - الكظري، والجهاز العصبي السمبثاوي ما يساعد على رفع معدل الكورتيزون والأدرنالين في الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة وبالتالي انخفاض الوزن. والإبر الصينية ليست لها أي أعراض جانبية خطيرة على وجه الإطلاق، إلا أن بعض الحالات يحتاج لتكرار هذه الوسيلة عدة مرات حتى تظهر استجابتها، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب يستحب الانتقال إلى العلاج عن طريق نقاط مدارات الجسم Meridian channel ويعرف العلاج عن طريق الأذن باسم Quriculo acupuncture أما العلاج عن طريق مدارات الجسم. Body acupuncture ويمكن إيضاً استخدام البذور الصينية والمغناطيس على هذه النقاط، كما يستعمل الليزر لزيادة تقوية عمل هذه النقاط.
منقول جريدة الجزيره

* دكتوراه الروماتيزم والطب الطبيعي والتأهيل مركز الورود الطبي
13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام أريج
ام أريج
موضوع قيم

جزاكي الله كل خير على النقل المف
نوووونةالمزيوووونة
جزاك الله خير
فررررح
فررررح
يعطيج العافية ماقصرتى
جزيرة الكنز
جزيرة الكنز
بارك الله فيج وجزاج الله خير
ابتسامة يأس
ابتسامة يأس
مشكورة وجزاك الله الجنة