خيرٌ ادَّى إلى خيرات!!!!

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الفاضلات :)

السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

هل سبق أن حدث مع إحداكن أن ذهبت لتقوم بفعل خيرٍ ما،

ثم فتح الله عليها من وراءه بخيرات لم تكُن في حُسبانها؟

لقد تكرر هذا معي حتى أنني رأيت أن أطلعكن عليه ،

لعل هذا يدخل السرور على قلوبكن الطيبة ،

ويكون عونا لنا جميعا على عدم التردد في فعل الخير مهما كان ضئيل الحجم،

ولعلنا جميعا نتبادل المواقف التي حدثت معنا ..... فتعم الفائدة ،....ونكتسب أفكاراً جديدة لفعل الخير

ولعل هذا يكون سببا في أن نجتمع في الجنة
برسول الله صلى الله عليه وسلم؛
إن شاء الله
.

والآن سأبدأ بقصتي الأولى:

ذهبت مع أسرتي لقضاء أسبوع في قرية سياحية تطل على شاطىءالبحر ، ورزقنا الله تعالى بشاليه يطل على البحر مباشرة ،
وبينما كت اجلس ذات يوم بعد شروق الشمس
في الشُرفة أراجع بعض ما أحفظه من القرآن الكريم ، لاحظت امرأة في أواخر العشرينيات تمشي مع طفلتها التي بدت في الثالثة من عمرها حتى جلستا على الشاطىء الذي كان خاليا تمام إلا منهما.


ولم أهتم بأمرهما ، بل ظللت اراجع ، وأقوم بالتسميع لنفسي ،
وكنت أحياناً أنظر نحو الشاطىء.


فلمحت المرأة تبدأ في تعنيف ابنتها ، وتلوِّح بيديها...فظللت أراجع ،
واسمِّع ...حتى رأيت المرأة قد بدأت تحتدّ على طفلتها ،
وبدأ التعنيف يُصاحَب بضربات مُفاجئة للطفلة على كتفها،
ثم ظهرها....وشعرت بالأسى لهذه الطفلة وفكرت في إنقاذها ،

ولكني قلت لنفسي

: " لعللها أخطأَت، ولابد من توجيها " .

فعُدتُ إلى مراجعتي ، ولكني فوجئت أن التعنيف صاحبه في هذه المرة صفعة قوية على خد الطفلة التي صرخت صرخة قوية جعلتني أقوم من فوري والدماء تغلي في رأسي ، واتجه إلى الأم.... فأنا الآن أرى مُنكراً ولابد من أن أغيِّره ، تنفيذا لوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم .

فلما رأتني المرأة فوجئت ، فلعلها كانت تظن أن أحداً لا يراها.

فقلت لها: السلام عليكِ ، فلم ترد من المفاجأة .
فقلت ُلها: هل هذه ابنتك؟
فقالت وهي تتعجب من حديثي معها :" نعم"
فقلتُ لها : كم هي جميلة ولطيفة ونظيفة ، ينبغي لك أن تفخري بها، و ان تحمدي الله أن أعطاك ِهذه النِعمة .


فلعلك تعلمين أن الكثير من الأزواج يتمنون الذُّرِية،

وينفقون الكثير من الأموال في العلاج.... ولكنهم لا يحصلون عليها إلا بإذن الله .

وهذه الطفلة التي لا تكاد تصل إلى مستوى رُكبتك،
كيف تضربينها بهذا العُنف؟
لابد انها فعلت شيئا ًساءك.


قالت: نعم ، نحن هنا ضيوف على أقارب لنا ، وهي تقوم بإزعاجهم بتصرفاتها.

فسألتها : هل أنت مُسلمة ؟
قالت: طبعا، والحمد لله .
قلت لها : ألا تعرفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن الضرب على الوجه؟
لقد كرَّم الله هذا الإنسان ، فكيف نُهينه ؟
إن هذه الطفلة -وكل الأطفال - مليئة بالطاقة ،
فإن لم تتحرك كثيرا فينبغي لك أن تخافي عليها ن مرض ما .

وإن كانت تزعج أهل البيت ، فإما أن تربيها وتعلميها بالرِّفق،
وإما أن تقضي معظم الوقت خارج الشاليه، حتى تنطلق وتعود وهي ترغب في النوم،
وإما ألا تنزلي ضيفة عند أحد حتى تكبر بالقدر الذي يجعلها تحافظ على سلوكها في وجود االكبار.

فبكت المرأة :icon33: وقالت لي: إن زوجي لم يُتح لنا أن نذهب للمصيف هذه العام ، وهذه فُرصة .

قلت لها: إذا كانت هذه الفرصة على حساب ابنتك ، فهي ليست فُرصة ، بل مُصيبة.

وحاولت ان اداعب ابنتها ،ولكنها أعرضت عني.... فقد كانت فَزِعة !!!


فقالت لي الأم : أنا أيضا عصبية المزاج لأنني لا أصلي هذه الأيام!!!

فسألتُها ، ولماذا؟

قالت : لا ادري، أنا أشعر بنُفور شديد منها وأشعر بتثاقُل كلما همُمتُ بالوضوء للصلاة .

فحدَّثتُها عن روح الصلاة، وكيف أنها لقاء مع الله عز وجل، وكيف يمكننا أن نحصِّن أنفسنا من الشيطان :30: الذي يصدنا عن الصلاة بالتحديد،
لأنه يبكي كلما سجدنا لأنه أُمر بالسجود ولم يسجد فله النار،
بينما أُمرنا نحن بالسجود فسجدنا فلنا الجنة بإذن الله .

واقترحتُ عليها أن ترقي نفسها بالفاتحة وآية الكرسي ، والمعوِّذتين ،
ففعلت ،
ثم قلت لها :

ينبغي أ ن تبدأي الآن ،

ولا تسوِّفي فيقوى عليك الشيطان من جديد ويصدك
.


أنا أشعر الآن بالرغبة في الصلاة، ولكني لا أملك ثيابا تسترني بالشكل المطلوب للصلاة ، وحتى الأسرة التي أنزل عندها أفرادها لا يُصلون :( !!!

فتذكرت الإسدال الذي أصلي به، وطلبت منها الانتظار لمدة ثوان، وجريت إلى الشاليه الخاص بنان وأحضرت لها الإسدال الذي كان جديداً ، وبينما أنا خارجة من غرفتي إليها لمحت الكتاب الذي أحضرته معي لعلي أجد وقتا لقراءته،
وكان بعنوان : " تربية الأولاد في الإسلام " وهو يتحدث بأسلوب رفيق ، ولطيف، وهادىء عن كيفية تربية لطفل من خلال تعاليم القرآن والسنَّة النبوية الشريفة ، وسيرة الصحابة والصحابيات الكرام.

فقلت : " سبحان الله لعلي أتيت به من أجلها، فهي في أمس الحاجة إليه "

وجريت إليها بالكتاب والإسدال، ففرحت كثيرا ،

وقالت لي: هل أراك مرة ثانية ؟

فقلت لها: نعم إن شاء الله ، هل ترين تلك المئذنة؟
فقالت لي: نعم .
فقلت لها إنها لمسجد القرية ، فهل تقابليني في صلاة الظهر لننال ثواب الجماعة؟

قالت لي: نعم إن شاء الله ، وسأحضر قبل موعد الصلاة لأقضي بعضا مما فاتني من الصلوات . ...والآن سأذهب لأغتسل ، وأتوضأ لصلاة الصبح .


وتركتها وأنا لا أدري هل ستفعل ذلك أم أنها تتهرب مني.


ولكني لم أنشغل بها كثيرا ، بل دعوت لها بالهداية وعدت إلى مراجعتي لما أحفظ .

وفي المسجد قبل أذان الظهر كانت فرحتي لا توصف حينما رأيتها تجلس في انتظار الصلاة مرتدية الإسدال،
فلما رأتني هبت واقفة، وعانقتني ،

وهي تبكي ، قائلة
:" لقدأنقذني الله بك، كم هي حلوة الصلاة، وكم تريح صدورنا"

ففلت ُلها: إن الله أراد بك خيرا، فالفضل له وحده :) "

وبعد الصلاة تمشينا قليلا على شاطىء البحر، فقالت لي: أنا أريد أن أُطلعك على شيء يجول في صدري...أنا أتمنى أن أرتدي الحجاب ...لقد آلمني سؤالك لي صباحاً : هل أ،تِ مُسلمة" نعم بالفع لإن الحجاب يميزنا عن غيرنا منغير المسلمين، كما أنه طاعة لله ، وستر لعوراتنا "

فزادت فرحتي بها، فسألتُها: " وما يمنعك؟"
قالت : إنني عروس جديدة،وقد اشتريت ملابس كثيرة قبل عُرسي،ولن أستطيع شاء ملابس جديدة للحجاب، ولن أستطيع الظهور امام الناس بثوب واحد أو اثنين فقط.

فقلت ُلها،وأنا لا أكاد أصدِّق: إن كان هذا هو المانع الوحيد، فلا تقلقي ،
سوف يرزقك الله إن شاء بملابس أنيقة لحجابك.


وأخذت رقم تليفونها وعنوانها ، وبالفعل أكرمني الله تعالى -بعد العودة من المصيف- بشراء مجموعة من أغطية الرأس الأنيقة لها،
كما اتصلت بأخواتي في الله الذين يتناسب حجمهم مع حجمها، فأعطينني لها الكثير من الملابس ،
فذهبت بها إليها مع مجموعة من الأشرطة التي تتحدث -برفق-عن:


التوبة ،
وحب الله لعباده ،
و الرحمة،
ومجاهدة النفس،
والجنة ،
والحياء،
والحجاب


فوجدتها تنتظرني مع والديها وإخوتها ،
والجميع ينظرون إليَّ بسعادة :) ، وهم لا يُصدِّقون ما حدث.

وقد حدثتني والدتها أنهم جميعا تحدثوا معها بخصوص الصلاة والحجاب....دون جدوى.


فقلتُ لها: لعل دعاءك لها بالهداية جعل الله تعالى يضعني في طريقها .

وتم بفضل الله ارتداءها للحجاب ، :icon28:
واستمرت ت بيننا الاتصالات لفترة،
فإذا بها والحمد لله قد تحسنت علاقتها بربها، ومع ابنتها، بل ومع زوجها ايضا.

فحمدت الله تعالى على فضله ....فلولا أني خِفته أن يعاقبني إن تركت تلك الطفلة على ذلك الحال، لما حدث كل ذلك.

فالحمد لله وحده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه :27:


***

والآن أنا في انتظار أن تبحثي وسط ذكرياتك عن خير فعلتيه،
فمن الله عليك بسببه بخيرات كثيرة .
43
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rainyheart
rainyheart
هيا يا فاعلات الخير أين القصص؟
ام سمسومه
ام سمسومه
ماشاء الله تبارك الرحمن قصة رائعه اخيتي بارك الله فيك

اما قصتي ففي يوم من الايام كنت في السوق واذا بي أرى عامل من عمال النظافة كعادتهم في الشارع

فرجعت اليه وناديته واعطيته مالا لوجه الله ومشيت في دربي

فوقفت امام محل لاشتري بعض الاغراض وكان اطفالا يلعبون فاذا بهم يختبئون خلف سيارتي

ولم انتبه لهم وركبت سيارتي بغية الرجوع للخلف واذا بصاحب المحل ينادي علي بصوت عالي

فتوقفت فجأه ...

والحمدلله شكررت ربي كثيرا وتذكرت عامل النظاقه والصدقه

فصدقت يا رسول الله عندما قلت (بادروا بالصدقة ,فإن البلاء لا يتخطاها)

وقوله عليه الصلاة والسلام(الصدقة تسد سبعين بابا من السوء)

والحمدلله على كل حال
المسلمه
المسلمه
لي عودة ان شاء الله
rainyheart
rainyheart
ماشاء الله يا أم سمسومة :) ، إنها قصة رائعة
والأجمل منها انك تذكرت فضل الله عليكِ ،
وربطتي هذه القصة بحديث النبي الكريم
فجزاك الله خيار كثيرا وزادك عِلما وحِكمة .


أختي المسلمة :27: :
في انتظارك إن شاء الله
rainyheart
rainyheart
وفي انتظار قصصكن أخواتي :)

سأحكي لكن قصتي الثانية :


إتصلت بي صديقة فاضلة تقول أن لديها زكاة مال وتود أن تتعرف على أسر شديدة الفقر، ويُفضَّل أن يكون لديها يتامى،

فقلت لها : ما رأيك أن تعطي هذه الأموال لأختي في الله : "حنان"،

فتقوم بتوزيعها لك؟ أنا أعلم ضيق وقتك"
ولكنها قالت : نعم إن وقتي ضيق للغاية،

ولكني أسعد كثيرا حين أرى الفرحة على وجه الفقير،
كما أنني أرجو أن أمسح على رؤوس اليتامى ،
فأحصل على الحسنات بعدد شعر رؤوسهم.

فقلت لها: نعم معك حق....هذا هو رقم تليفون حنان


فقالت لي: لا ، أنا أريدك أن تأتي معي،
فأنا لا أعرف حنان،
يمكنك أن تتفقي معها ، ثم تخبرينني بالموعد.


فقلت لها: كم أتمنى أن آتي معك ولكن هذه الزيارات تتسبب لي في ألم نفسي شديد، وأظل بعدها بأيام أشعر باكتئاب ينغَّص عليَّ حياتي" :(

قالت: عسى أن يجعل الله تعالى هذا الألم وذلك الاكتئاب في ميزان حسناتك ...هيا نذهب معا ، لعل هذه الزيارات تكون عِظة وتذكرة لنا"

ففكرت في كلامها، وقلت": نعم لماذا لا أحتسب ما أشعر به من ألم واكتئاب بسبب هذه الزيارات عند الله تعالى؟!! :icon33:

واتفقنا على الذهاب معا .

وأرد الله سبحانه أن أرى العديد من الأسر التي لا تكمن مشكلاتها في الفقر ، بقد ما تكمن في المشكلات الصحية و الاجتماعية التي وجدتُ فيها بالفعل- كما قالت صديقتي- عِظة وتذكرة !!!!
فحمدت الله الذي عافاني مِمَّا ابتلاني بهم ،
وحمدت الله أنهم صابرون وشاكرون رغم ظروفهم الغاية في السوء.


وبعد أن تمت الزيارات بحمد الله ، لمحت في إحدى الشوارع الضيقة
مبرِّد ماء( ثلاجة) وقد وُضع –كصدقة جارية - ليشرب منه المارون بالشارع، ولكنه كان مكسوراً بشكل أوقفه عن العمل .


فتذكرت قريبتي التي كانت تتمنى أن تضع مثل هذا المبرِّد في مكان يحتاج إليه بالفعل، والتي طلبت مني أن أبحث لها عن مكان مناسب...فسألت حنان" لماذا تم إصلاح هذا المبرد"؟
قالت إن الذي تبرع به لم يظهر منذ أن وضعه، وقد أصيب بحادث سيارة، وأصبح حاله كما ترين.

وعلىالرغم أن هذا الشارع يمر به الكثير من طلاب المدارس، وركاب القطار الذي تقترب محطته من هنا، هذا فضلاً عن سكان هذا الحي الذين يكونون في أمس الحاجة إليه في فصل الصيف...إلا أن أحدا لم يقُم بإصلاحه .
فحدثتها عن قريبتي، فقالت إن هذه فرصة طيبة.


واتصلتُ بقريبتي وأعطيتها رقم تليفون حنان، وبدلا من شراء مبرِّد جديد، تم إصلاح هذا المبرِّد، وعاد من جديد يسقي المارّة ماءً عذبا ً باردا ً.

فشعرت بفضل الله الكريم علىَّ :)

لقد أعطاني صديقة تنصحني في الله

ثم ألهمني أن أحتسب أجري عند الله ولا أتردد في الذهاب معها

وأكرمني بمعرفة حنان التي تَدُلُّني على الخير، وتُعينني عليه

ورزقني بزيارة مَن أتعلم منهم الصبر والشكر رغم كل الظروف

ثم أجرى على يديَّ هذا الخير الذي يُعد من خير الصدقات، وهو " سُقيا الماء"

فله الحمد حمدا كثيرا طيِّبا مباركا فيه

كما يحب ويرضى.