*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
الخطوة الثالثة : إعادة التركيز :
خطوة إعادة التركيز هي خطوة العمل الحقيقي ، وهي أن تعمل من حول وساوس وإلحاحات مرض الوسواس عن طريق تحويل الإنتباه إلى شئ آخر حتى ولو لبضع دقائق .....
ولنرجع لمثالنا من اجل التوضيح :

في البداية من الممكن أت تختار سلوك معين لإستبدال غسل اليدين مثلا ، من الممكن أن تتخذ القرار للمشي او التمرين أو القراءة أو اللعب على الكمبيوتر أو الخياطة أو لعب كرة السلة
إذا ... لنطبق الخطوات الثلاث التي أخذناها لحد الآن :
عندما يأتي الوسواس أعد تسميتع على أنه وسوسا ولح متطفل ، ثم صحح التنسيب على أساس أنك مصاب بحالة مرضية ولست أنت السبب ثم أعد تركيز إنتباهك إلى العمل الآخر الذي إخترته لنفسك من رياضة وغيره .
إبدأ عملية إعادة التركيز عن طريق عدم تصديق الرغبات الملحة وقل لنفسك :
(( انا أحس بعرض من اعراض الوسواس إذا أنا احتاج أن أقوم بعمل آخر...)
فالهدف من هذه المرحلة هو التوقف عن الإستجابة لأفكار مرض الوسواس مع الإقرار بأن هذه الأحاسيس المزعجة ستضايقك لفترة قصيرة .
وستبدأ بالعمل من حولها عن طريق القيام بسلوك مختلف ، وستتعلم أنه حتى لو أن الشعور بمرض الوسواس القهري كان موجودا فلن تتحكم هذه الوساوس بما ستفعله ، بل أنت ستتخذ القرار عما ستقوم به ، وليس الوساوس هي التي ستوجهك .
إن إعادة التركيز ليست عملية سهلة ، فصرف النظر عن الأفكار والمضي إلى السلوك الآخر يتطلب الجهد الكبير وهناك قاعدتين حتى تتدرب على إعادة التركيز :
1_ قاعدة ال 15 دقيقة :

الفكرة هي ان تؤخر استجابتك للوساوس لوقت ما ، ومن المفضل ان يكون الفاصل الزمني على الأقل 15 دقيقة قبل أن تفكر بالإستجابة للوسواس ، ولكن ممكن في البداية عندما يكون الوسواس في أشده أن تجعل مدة الإنتظار أقصر على سبيل المثال 5 دقائق ، ولكن القاعدة هي ذاتها دائما :
(( لا تستجيب للوساوس من غير ان يكون هناك تأخير لبعض الوقت ))
تذكر أن فترة الإنتظار هذه هي ليست فترة ركود إنما هي مدة للعمل وذلك عن طريق تصحيح التسمية وتصحيح التنسيب وأعادة التركيز وذلك بالقيام بعمل آخر ....
_ بعد إنتهاء مدة الإنتظار إسأل نفسك أن كان هناك أي تغير في شدة الوسواس وسجل ذهنيا أي تغيير.
إن أي تغيير سيعطيك الشجاعة للإنتظار مدة اطول ، ستتعلم أنه كلما كانت مدة إنتظارك أطول كلما ستتغير وساوسك وتضعف ، عموما كلما جربت قاعدة ال 15 دقيقة كلما أصبحت العملية أسهل ، بعد فترة ممكن ستتغير المدة إلى 20 أو 30 دقيقة أو أكثر من ذلك .
من المهم جدا أن تغير من إنتباهك بعيدا عن الوساوس وان تغادر الأفكار لحظيا ، والأهم من ذلك أن لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري وقم بأي نشاط بناء .
ولتعلم انه قد تستجيب مرة من المرات لهذه الوساوس فلا تعتبر نفسك إنهزمت بل يكفي أن تعرف أنك استجبت للوسواس وأنت تعرف أنه وسواس ، وفي مثالنا تقول في نفسك :
( أنا لم أغسل يداي لأنها وسخة ولكن غسلتها بسبب مرض الوسواس القهري ، لقد تغلب علي المرض هذه الجولة , ولكن في المرة القادمة سانتظر مدة أطول )
_ إن هذا أفضل بكثير من الأستجابة للوسواس من غير أن تقوم بتسجيل فكرة ذهنية عن حقيقته .
2_ قاعدة الإحتفاظ بدفتر يومي :
ان الإحتفاظ بدفتر العلاج السلوكي كسجل لنجاحات اعادة التركيز هو أمر جيد ، ولا يحتاج الدفتر لأن يكون مبهرجا ، الفكرة هي ان يكون لديك سجل مكتوب ليذكرك بنجاحك .
الدفتر مهم لأنك ستعود إليه لترى أي العادات التي ساعدتك في إعادة التركيز إلى أعمال اخرى بشكل أكبر، وبنفس الوقت سيساعدك الدفتر لبناء ثقتك بنفسك حينما ترى أن عدد إنجازاتك تزداد ، فكلما كبرت قائمة نجاحاتك سيعطيك ذلك حافزا روحيا ، سجل نجاحك فقط ولا بد ان تتعلم تشجيع نفسك ، وأعط نفسك جائزة حتى ولو كانت الجائزة القول لنفسك :
( كم أنت رائع لعملك الدؤوب لمساعدة نفسك )

الخطوة الرابعة : إعادة التقييم :
خطوة إعادة التقييم دورها أن تقييم أن هذه الوساوس كانت قبل أن تبدأ بالعلاج الذاتي يدفعك للقيام بعادات قهرية ولكن بعد ممارسة ملائمة للخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا مع الوقت أن تعطي قيمة أصغر بكثير لوساوس والحاحات المرض وسوف تدرك أن لا معنى للإهتمام بالوساوس ولن تأخذ الإلحاح مأخذ الجد .
وبالتالي ومع الوقت لن تضع أي قيمة لشعور مرض الوسواس القهري وتهمله ولا تلتفت إليه خاصة بعد أن إكتشفت حقيقته وعرفت قيمته .
تلخيص الخطوات الأربع :
* بالإمكان أن نختصر الخطوات الأربع بثلاث كلمات :
توقع و أقبل وعلى أساس ذلك قيم

_ فالتوقع يعني : كن جاهزا واعلم أن الوسواس سيأتي لذلك كن مستعدا له حتى لا يأخذك على حين غرة .
_ وكلمة أقبل تعني : أنه ما دمت أكتشفت حقيقة المرض فاقبل بقدومه الى دماغك ولا تصرف من طاقتك في التهجم على نفسك ولومها .
_ وكلمة قيم ( بشد الياء ): كونك أصبحت تعرف سبب الأفكار , وكونك اصبحت مستعدا لإستقبالها وكونك تعلمت كيف تهملها وتلتف من حولها بإشغال نفسك بامور اخرى ، وكونك لن تنفعل في كل مرة وكأنها فكرة جديدة ، ولن تتضايق من نفسك كونك سوف تتعرف على حقيقة الوساوس في اللحظة التي سيحصر فيها الوساوس ، بذلك وبشكل نشط فكريا سوف تقييم هذه الوساوس وتعطيها القيمة الحقيقية الواقعية لها وتهملها ولا تهتم بها ....

* الوسواس لن يختفي بسرعة ولكن سوف يهمل وكأنه غير موجود وتتابع حياتك بشكل طبيعي ...
ولنضرب مثالا لتوضيح هذ ه النقطة :
تصور أنك تقود سيارة وهناك بداخلها جرس إنذار يرن ويزعجك دائما فتقول :
(( لا أستطيع أن أفعل شيئا في الوقت الحالي حتى يتوقف جرس الإنذار عن العمل ، ولكني سوف أتغاضى عن الصوت وسوف أكمل طريقي في قيادة السيارة ، وليبقى الجرس المزعج يرن فهو لا يهمني ولا يؤثر علي فانا أقود السيارة ولم أتأثر ))

هذه الجملة تماثل في مرضنا الجملة التالية حيث تقول عندما يأتيك الوسواس :
إنه مجرد وسواسي الغبي ، ليس له أي معنى ، لا داعي للإ هتمام به ، لست انا السبب ، هذه الوساوس لت تؤثر على خط سير حياتي وبرامجي ، هذه الوساوس لن تختفي في المدى القصير لكن مع الوقت سوف تختفي وتزول ...
*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
خامسا: الخاتمة :
الوسواس والالحاح حالة مرضية سببها خلل كيمياوي في المخ ، إذا جابهتهما وجها لوجه واصطدمت بكامل قوتك بهما محاولا أن تطردهما من زهنك ، فستتغلبان عليك في كل مرة ، لكن كن ذكيا :
تنحى جانبا والتف من حول الوساوس لتنتقل للمرحلة التالية ، خاصة انك تعلمت الأن كيف تستخدم ذكائك في مواجهة عدو قوي ، والدرس هنا يتعدى التغلب على مرض الوسواس ، فباتخاذك زمام الأمر في تصرفاتك ستأخذ زمام امر عقلك ، وكذلك ستاخذ زمام حياتك ، وختاما لنقل جميعا :
نحن المصابين بمرض الوسواس القهري لا بد لنا ان نتعلم كيف ندرس عقولنا ، لا أن نأخذ المشاعر المتطفلة مأخذ الجد ،
لا بد ان نعلم أن هذه المشاعر تخدعنا ، سنقوم بتغيير إستجابتنا للمشاعر هذه ، وسنقومها بشكل تدريجي ومعتدل ، وبهذا سنحصل على نظرة جديدة للحقيقة ، ونتعلم أنه حتى المشاعر الملحة المتطفلة ستكون إنتقالية وليس لها دوام ،
إنها ستبدأ بالتقلص لو لم نستجب لها ، بالطبع إننا دائما نتذكر ان هذه المشاعر تزداز حدة وتغمرنا لما نستسلم لها ، لابد لنا ان نعرف الوساوس هذه على حقيقتها ثم نقاومها ، وان لا نربط بين وجود هذه الوساوس ومستوى ايماننا , فلا علاقة لوجودها بموضوع الإيمان ،
نحن بطريقة الخطوات الأربع نضع قواعد لفرض سيادة على انفسنا بكل ما تعنيه من معاني نحن نزيد من ثقتنا بانفسنا ، ونحس بطعم الحرية ، ستتحسن قدرتنا لإتخاذ قرارات قمنا بإختيارها
نحن نحصل على غدراك عميق للطريقة التي تمكننا من إستعاجة حياتنا الطبيعية ..
ولن يغيب عن بالنا في أي لحظة قوله صلى الله عليه وسلم :
( ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له )
وقول لقمان لإبنه من رواية سعيد بن المثيب :
( يا بني : لا ينزلن بك أمر رضيته أم كرهته ، إلا جعلت في الضمير أن ذلك خيرا لك ، ولعل ما صرف عنك أعظم مما إبتليت به ، ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك )

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

أسأل الله الكريم ان يكتب لنا الفائدة جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* أختي رحلة الخلود إنتظريني قليلا *
لان الان الوقت متاخر جدا ( سهرت حتى انتهي من الكتابة بناء على طلب اخواتي الحبيبات ) ولا أستطيع ان اكتب الذي وعدتك به
sanuoreta
sanuoreta
مشكوره عزيزتي بشائرالفجر موضوعج مهم واااااااااايد ومفيد
تسلمين يا الغاليه
:42:.............................................. :27: ..........................................:42:
العامريه
العامريه
الله يجزاك عنا خير ماجزى اخت عن اخواتها ..
ويجعل ماكتبت في موازين اعمالك..
موضوع قيم جداً والجميع لابد سيستفيد منه
بارك الله فيك اختي بشائر.
وبانتظار المزيد.:27:
Bathoon
Bathoon
MAY ALLAH BLESS YOU SISTER, MASHALLAH.......INSHALLAH THIS WELL BE HEAVY IN YOUR SCALE YOOM EL QEIAMA YARAB AMEEEEEEEEN:27: :27: :27: