& رمش المها &
& رمش المها &
كان أبو ذر رضي الله عنه لا يعيش له ولد , فقيل له:


( إنك امرؤٌ لا يبقى لك ولد .. فقال : الحمد لله كل ذلك في كتاب الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء ويدّخرهم في دار البقاء) ..
أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه ..




وتموت ابنة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما
وكان راكباً في طريقه لمكة ويأتيه الخبر فنزل عن دابته وصلى ركعتين ,
ثم رفع رأسه للسماء وقال:


(الحمد لله وإنا لله , عورة سترها الله , ومؤونة كفاها الله , وأجر ساقه الله) ...


ثم ركب ومضى في رعاية الله .. والله يفعل ما يشاء , فكِلِ الأمور إلى القضاء ..






ومات لعبدالله بن عامر سبعة أبناء في يوم واحد
والأمر كما تعلمون مهول ومزعج وفظيع ,
فكيف استقبله هذا الرجل ؟
قال:
الحمد لله , إني مسلم مُسلّم ...





يمضي الصغير إذا انقضت أيامه
إثر الكبير , ويولد المولود


والناس في قسم المنية بينهم
كالزرع منه قائمٌ وحصيدٌ





وفي سلوة الحزين يُذكر أن أعرابية فقدت أباها ثم وقفت بعد دفنه فقالت:


(يا أبتي , إن في الله عوضاً عن فقدك , وفي رسوله صلى الله عليه وسلم من مصيبتك أسوة .. ثم قالت : ربي لك الحمد , اللهم نزل عبدك مفتقراً من الزاد , مخشوشن المهاد , غنياً عما في أيدي العباد , فقيراً إلى ما في يدك يا جواد , وأنت يا ربي خير من نزل بك المرملون , واستغنى بفضلك المقلون , وولج في سعة رحمتك المذنبون , اللهم فليكن قرى عبدك منك رحمتك , ومهاده جنتك)




ثم انصرفت راضية محتسبة مأجورة بإذن الله غير مأزورة ..





فإذا ابتليت بمحنة فاصبر لها
صبر الكريم فإن ذلك أسلمُ


وإذا ابتليت بكربة فالبس لها
ثوب السكوت فإن ذلك أسلمُ


لا تشكون إلى العباد فإنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ






ويقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعدما دفنه فيقول:


(كل ذلك في كتاب , الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم إني أرجوك له وأخافك عليه , اللهم فحقق رجائي فيه , وآمن خوفي عليه) ...
وحاله :



أبكيه ثم أقول معتذراً له
وفِّقت حين تركت ألأم دارِ


جاورت أعدائي وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري


يا كوكباً ما كان أقصر عمره
وكذاك عمر كواكب الأسحار


درّت عليك من الغمام مراضع
وتكنفتك من النجوم جواري




فيا أيها المصاب


يا أيها المكروب


المصيبة واقعة فوطّن نفسك على أن كل مصيبة تأتي فهي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره


فسلم الأمر لله
فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة


واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ أو يضروك بشيء , لم ينفعوك ولم يضروك إلا بشيء قد كُتِب لك أو عليك ..


ولو كان لرجل مثل أحُدٍ ذهباً ينفقه في سبيل الله , لم يقبل الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره , ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ..


وإن مات على غير هذا أدخل النار والعياذ بالله.



ما قد قُضِي يا نفس فاصطبري له
ولكِ الأمان من الذي لم يُقدرِ


ثم اعلمي أن المقدّر كائن
حتماً عليكِ صبرتِ أم لم تصبري
وجودنت
وجودنت
الله يجزاك خير
& رمش المها &
& رمش المها &
يتبع
& رمش المها &
& رمش المها &
وممـا يكشـف الكربـة



الاستعانة بالله والإتكال عليه والرضا بقضائه والتسليم لقدره


روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
(ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد غيري ؟

قالوا : بلى ..

قال :
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوساً فضحك
ثم قال :
" أتدرون ممّ ضحكت ؟ "

قالوا :
الله ورسوله أعلم ..

قال صلى الله عليه وسلم :
" عجبت للمؤمن ,
إن الله عز وجل لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له).
فليعلم المكروب أن حظه من المصيبة ما يحدث له ,
فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ,
من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر ,
ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله .

فقضاء الله نافذ كالسيف
وأمره واقع لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه
ولكن العبد هو الذي يربح أو يخسر بحسب رضاه وسخطه , جعلنا الله من الراضين بقضائه وقدره.
ولنعش أيها الأحبة مع الراضين دقائق غالية قليلة،

لنتخذهم أسوة وقدوة ومثلاً من باب:

سيروا كما ساروا لتجنوا ما جنوا

وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

قال أبو الحسن المدائني عليه رحمة الله:دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك في مرضه رحمهم الله جميعاً
فقال :
يا بني كيف تجدك ؟
قال :
تجدني أبتاه في الموت.
قال :
يا بني ,
لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك.
فقال الابن :
يا أبتي ,
والله لأن يكون ما تحبه أحب إلي من أن يكون ما أحبه.
ثم مات عليه رحمة الله.ويروي الإمام أحمد في الزهد عن زياد بن أبي حسان
أنه شهد عمر رحمه الله حين دفن عبد الملك ابنه ,
قد استوى قائماً عند القبر وأحاط به الناس فقال:
والله يا بني ,
لقد كنت باراً بأبيك ,
والله ما زلت مسروراً بك مذ وهبك الله لي إلى أن استودعك الله في المنزل الذي صيّرك الله إليه ,
فرحمك الله وغفر ذنبك وجزاك بأحسن عملك ,
ورحم كل شافعٍ يشفع لك بخير شاهد أو غائبٍ ,
رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمر الله والحمد لله رب العالمين , وإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم انصرف ورجع إلى مجلسه.
وكان قبل وفاة عبد الملك قد هلك أخوه سهل وهو من أحب أخوته ,
وهلك مولاه مزاحم وهو عزيز عليه ,
كل ذلك في أوقات متتابعة ,
فلما استوى في مجلسه جاء الربيع بن ثبرة عليه رحمة الله فقال:
عظّم الله أجرك يا أمير المؤمنين ,
ما رأيت أحداً أصيب بأعظم من مصيبتك ,
ما رأيت مثل ابنك ابناً ,
ولا مثل أخيك أخاً ,
ولا مثل مولاك مولىً قط.
فطأطأ رأسه عمر رحمه الله،
فقال أحد الحاضرين :
لقد هيّجت عليه.
فقال :
كيف قلت يا ربيع ؟ أعد.
قال :
فأعدت عليه ,

فقال :
لا والذي قضى عليهم الموت ,
ما أحب أن شيئاً كان من ذلك لم يكن.

فيا أيها الكـون منه استمــع
ويا أذن الدهــر عنه افهـــي


& رمش المها &
& رمش المها &
و من كشف الكربة


روى ابن أبي حاتم بسنده عن خالد بن يزيد عن عياض عن عقبة
أنه مات له ابن يقال له يحيى،
فلما نزل بقبره قال له رجل:

والله إن كان لسيد الجيش فاحتسبه.

فقال والده :
وما يمنعني أن أحتسبه وقد كان من زينة الحياة الدنيا وهو اليوم من الباقيات الصالحات؟.


فلله ما أحسن فهمهم ,
ولله ما أحسن تعزيتهم لأنفسهم ..
وثقتهم بما أعطى الله عز وجل من ثواب للصابرين ...

ولا ينُسى إن نُسِي أمر يوم وقع الطاعون بأرض الشام كما في السير للذهبي فخطب الناس عمرو رضي الله عنه
فقال:
إن هذا الطاعون رجز ففروا منه بالأودية والشعاب.

فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه فغضب وجاء يجر ثوبه ونعلاه في يده قائلاً :
لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمعوا ,
الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم , يستشهد الله به أنفسكم ويزكي أعمالكم.


فبلغ ذلك معاذاً رضي الله عنه وهو يتوق للشهادة فقال :
اللهم اجعل نصيب أهل بيت معاذ الأوفر منه.

لأنه يعلم أن من أصيب به له مثل أجر الشهيد,
فتصاب ابنتاه الاثنتان وتموتان
فدفنهما بقبرٍ واحد وحمد الله واسترجع،
ثم أصيب ابنه عبد الرحمن وهو من أعز أبنائه.فقال معاذا لابنه:
كيف تجدك؟

قال :
أبتاه , الحق من ربك فلا تكن من الممترين.

فقال معاذ رضي الله عنه :
ستجدني إن شاء الله من الصابرين.

ثم توفي رحمه الله ,

ثم أصاب الطاعون كف معاذ رضي الله عنه وأرضاه ,
فجعل يقبلها ويقول:
لهيَ أحب إليّ من حمر النعم
ثم يغشى عليه

فإذا أسري عنه قال:

يارب غم غمك واخنق خنقك فوعزتك إنك لتعلم أني لأحبك.

ثم لقي الله عز وجل بعد أن احتسب أهل بيته جميعاً فماكان إلا الرضا والتسليم بقضائه وقدره.



كل ما كان من قضـاءٍ فيحلــو

بفؤادي نزولــه ويطيــبُ

من اجمل ما قرأت
منقول