اصــايل
اصــايل
يعطيك العافيه يالطير المهاجر
وجعله الله في موازين حسناتك

وننتظر بفارغ الصبر البقية.....
نورا2000
نورا2000
جزاك الله الف خير
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
"البراءة "
جزاك الله خيراً على المداخلة الطيبة
بارك الله فيك



"أصايل "

" نورا "

جزاكم الله خيراً على المرور
وبارك الله فيكم
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
الحلقة (2)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلا يزال الحديث إخواني الكرام موصولا بذكر شيء من القصص الصحيحة الثابتة وما فيها من دروس وعبر

فمن هذه القصص :

عن ابن مسعود قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بـ(الجِعرانة) – موضع بين مكة والطائف ازدحموا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عبدا من عباد الله بعثه الله عز وجل إلى قومه فكذبوه وشجوه فكان يمسح الدم عن جبينه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) قال عبد الله بن مسعود: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي الرجل يمسح عن جبهته.

وفي رواية أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.


هذه قصة عظيمة جداً أيها الأحبة الكرام :

فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء آذاه قومه ولكن لم يقتصر الأذى على السب أو الشتم بل تمادوا وضربوا هذا النبي ولم يضربوه ضربا عاديا بل ضربوا وجهه فسال الدم من جبينه ولكن مع هذه الإساءة لم يرفع يديه ويدعو عليهم
بل دعا لهم وقال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

ولا بد أحبتي الكرام أن نقف مع هذه القصة بعض الوقفات فمن هذه الوقفات :

لقد تعرض الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام إلى أنواع من الأذى في سبيل دعوة الناس وهدايتهم إلى دين الله تعالى ومع هذا صبروا واحتسبوا فلا بد علينا أن نقتدي بالأنبياء والرسل وكما قيل :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم == إن التشبه بالكرام فلاحُ

فنبذل النصيحة للناس وحتى لو أصابنا شيء من الأذى فلا بد أن نصبر ونحتسب

فيا أخي الكريم إذا رأيت شخصا يفعل أمرا منكرا حاول أن تنصحه

ويا أختي الكريمة إذا رأيت امرأة ارتكبت مخالفة شرعية فحاولي نصحها وتوجيهها

وإن جاءك شيء من الأذى فهو في ميزان حسناتك أما أن نترك نصح الأبناء والأقارب والأهل ومن فعل أمورا مخالفة للشرع بحجة خوف الأذى فهذا لا ينبغي أبدا

ولكن مع هذا أخي الكريم وأختي الكريمة لا بد أن نحدث الناس بأسلوب مناسب وخطاب هين لين ممتثلين قول الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ومتذكرين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .

وانظر يا أخي الكريم وأختي الكريمة

إلى حال الأنبياء والمرسلين وقت المصائب والأزمات فهذا نبيٌّ قد ضرب فسال الدم من وجهه فدعا الله عزوجل ولم يتسخط ولم يحتج على أمر الله تعالى

وانظر إلى حال يعقوب عليه الصلاة والسلام في شدة الحزن وفي شدة الكرب قال ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله )

وانظر إلى حال يونس عليه الصلاة والسلام {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87

وانظر إلى نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{41} ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{42} وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ}

فإذا وجدت شيئا من الأذى ونزل بك البلاء أو الحزن أو الهم أو الغم فتوجه إلى الله وتذلل إليه تكن أسعد الناس بإذن الله.

فبعض الناس قد يصاب بهم عظيم لا يعلم به إلا الله إذا وجد شيئا من الجحود
أو الإساءة من الناس بل قد يزيد عليه الأمر فيصاب بمرض نفسي نسأل الله العافية والسلامة ...

فبعض الناس قد يصاب في شخص عزيز عليه فيموت ابنه أو قريبه أو صديقه أو قد يصاب بحادث أو غير ذلك فتجده أحيانا يشق ثوبه ويضرب وجهه بل ويعترض على ما قدره الله تعالى

وما علِم هذا المبتلى أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل أي الناس أشد بلاء: قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى العبد على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة. أخرجه ابن ماجه.

فإذا فقدت ابنا أو بنتا فالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كل أبنائه في حياته إلا فاطمة رضي الله عنها
وإذا كنت فقدت زوجةً فالنبي صلى الله عليه وسلم فقد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
وإذا فقدت صديقا أو زميلا فالنبي صلى الله عليه وسلم فقد حمزة وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة الكرام الذين كان يحبهم صلى الله عليه وسلم أشد الحب ولكن مع شدة البلاء صبر واحتسب ولجأ إلى الله سبحانه وتعالى .


فلا بد أن نتوجه إلى الله تعالى فهو سبحانه بيده مقاليد الأمور :

يا من يرجا في الشدائد كلها = يا من إليه المشتكى والمفزعُ
مالي سوا قرعي لبابك سلما= فإذا رددت فأي باب أقرعُ


وقد يقول أحد الإخوة الكرام وهل هناك دعاء لكشف الهم والكرب؟

فالجواب نعم

هناك دعاء عظيم جدا علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام وهذا الدعاء مداره على الانطراح بين يدي الله والتذلل إليه والتضرع له سبحانه وتعالى

فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان والحاكم

فاحفظ أخي الكريم واحفظي أختي الكريمة هذا الدعاء ففيه خير عظيم .


ولنتأمل إخواني الكرام في حسن خلق هذا النبي الكريم وصفحه عمن ظلمه واعتدى عليه فقوم هذا النبي قد ضربوه وأدموه فالأصل أن يدعو عليهم بأن ينزل الله عليهم العذاب ولكن قابل الإساءة بإحسان عظيم

( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) فما أعظمه من خلق وأدب وما أجمله من دعاء .

وفي هذا درس لنا إخواني الكرام بأن نحسن أخلاقنا فالأخلاق أمرها عظيم في الإسلام
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة فأعادها مرتين أو ثلاثا قالوا نعم يا رسول الله قال أحسنكم خلقا". رواه أحمد وابن حبان.

وانظر إلى ما ذكره الله تعالى عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن

(( فهذه كانت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتبسة من مشكاة القرآن فكان كلامه مطابقا للقرآن تفصيلا له وتبيينا وعلومه علوم القرآن وإرادته وأعماله ما أوجبه القرآن وندب إليه وإعراضه وتركه لما منع منه القرآن ورغبته فيما رغب فيه وزهده فيما زهد فيه وكراهته لما كرهه ومحبته لما أحبه وسعيه في تنفيذ أوامره وتبليغه والجهاد في إقامته فترجمت أم المؤمنين لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول صلى الله عليه وسلم وحسن تعبيرها عن هذا كله بقولها : كان خلقه القرآن وفهم هذا السائل لها عن هذا المعنى فاكتفى به واشتفى)).

ومن الأخلاق المهمة الصفح عمن ظلم والتجاوز عن المخطئ فقد قال الله تعالى : {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فصلت34

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء أخرجه أبوداود ...

فأين هذا الخلق العظيم الرفيع من بعض الأزواج إذا وجد من زوجته خطأً مد يده وضربها بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى الطلاق وما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خيركم خيركم لأهله ...

وأين هذا الخلق العظيم الرفيع من زوجة وجدت من زوجها خطأ يسيرا فغضبت منه وذهبت إلى بيت أهلها ولكنها لم تشعر وللأسف الشديد بأنها أغضبت ربها ...

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم برجالكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى )

بل حتى الخدم في البيوت لا بد من الصبر عليهم وتحملهم فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم نعفو عن الخادم فصمت ثم أعاد عليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة .

فانظر إلى هذا التوجيه العظيم من النبي الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم.

فبعض الناس قد يضرب خادمه ويقطع راتبه ويسيء إليه أشد الإساءة نسأل الله العافية والسلامة وهذا أمر لا ينبغي أبدا ...

فلنحرص على حسن الخلق في جميع الأمور فبحسن الخلق تتقرب إلى الله وبحسن الخلق يحبك الناس...


نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن ينفعنا بما سمعنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين
.

==========

والبقية تأتي إن شاء الله تعالى
المذهله
المذهله
الله يجزاكي الجنه الطير المهاجر ويجعل مانقلتي في ميزان حسناتك :27: