‏{‏وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏} حملة كل يوم آية ..

الملتقى العام

{‏وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏} أي‏:‏ السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات‏.‏
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها‏.‏
وهؤلاء المذكورون{‏ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ‏} أي‏:‏ جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم‏.‏

‏‏{‏وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏}
وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين‏.‏
والمقربون هم خواص الخلق،{‏عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ‏}أي‏:مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من ‏‏ الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى‏.‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا‏}أي‏:‏ على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار‏.‏{‏مُتَقَابِلِينَ‏}‏ وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم‏.‏

{‏يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ‏}
أي‏:‏ يدور على أهل الجنة لخدمة وقضاء حوائجهم، ولدان صغار الأسنان، في غاية الحسن والبهاء،{‏كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ‏} أي‏:‏ مستور، لا يناله ما يغيره، مخلوقون للبقاء والخلد، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا يزيدون على أسنانهم‏.‏
ويدورون عليهم بآنية شرابهم {‏بِأَكْوَابٍ‏} وهي التي لا عرى لها،{‏وَأَبَارِيقَ‏} الأواني التي لها عرى،{‏وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ‏}أي‏:‏ من خمر لذيذ المشرب، لا آفة فيها‏.‏

{‏لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا‏} أي‏:‏ لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها‏.‏

ولا هم عنها ينزفون، أي‏:‏ لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا‏.‏
والحاصل‏:‏ أن جميع ما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة،
كما قال تعالى‏:‏ ‏
{‏فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى‏} وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا‏.‏

{‏وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ‏}أي‏:‏ مهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه‏.‏

{‏وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ‏} أي‏:‏ من كل صنف من الطيور يشتهونه، ومن أي جنس من لحمه أرادوا، وإن شاءوا مشويا، أو طبيخا، أو غير ذلك‏.‏

{‏وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ‏} أي‏:‏ ولهم حور عين، والحوراء‏:‏ التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء،
والعين‏:‏ حسان الأعين وضخامها
وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها‏.‏

{‏كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ‏} أي‏:‏ كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن ‏‏، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت‏.
فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر‏.‏
وذلك النعيم المعد لهم{‏جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏} فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم‏.‏



{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا‏} أي‏:‏ لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه‏.‏ ‏{‏إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا‏} أي‏:‏ إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوس وأسلمه من كل لغو وإثم





نسأل الله من فضله‏.‏
49
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

* مصقوعه بقدر *
الله يجزاك الجنه ..
قلب الأمة
قلب الأمة
الله يجزاك الجنه ..
الله يجزاك الجنه ..
وياكِ يااااااارب
ترانيم قلبي
ترانيم قلبي
بارك الله فيك وجزاك الجنان
رسيل798
رسيل798
جزاك الله خير وجمعنا واياكم في الجنه
دموووووووووووع
الله يجزيك الفردوس الأعلى من الجنة