مشاهد من رحلتي ..!! ( 1 - 2 ) .. أدركتني رحمة الله ..!؟

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شد الناس الرحال , وأعملوا المطي , وضربوا بجناح السفر

يبتغون بلادا بعيدة , أو مواطن قريبة

كل له مبتغى , وكل له حاجة ومأرب!!

ونحن هزنا الشوق , وساقنا الحنين , إلى بلاد تهوي إليها القلوب

وتحن إليها النفوس!

بلاد تشرفت بلقاء الأنبياء , واهتزت طربا بنزول وحي الله , حملت أجمل الذكريات

ورسمت للأمة أعطر الحكايات!

فكم من بقعة وطأها النبي الكريم فتشرفت!

وكم من بقعة شهدت نزول جبريل بالوحي عليه فأنست وتزينت!

وكم من بقعة مر بها صحابي جليل ففرحت وتواضعت!

سالت أودية نجد بأعناق مطينا , ورمتنا قفارها وأسلمتنا لأرض الحجاز

أرض الأنبياء والمكرمات

تمنيت الحجاز أعيش فيه &&& فأعطى الله قلبي ماتمنى

تنسمنا عبيرها , ورشفنا من زمزم سلسبيلها , وكحلنا أعيننا بأنوار قدسها!

فلله هاتيك العبرات , ولله تلك الزفرات!

جلست قبيل الفجر تداعبني نسمات السحر , وألمح يمنة ويسرة أنوار الرحمات!

وفجأة !!

دبت إلى قلبي المجهد عقارب الهم ! وتسللت إليه عناكب الغم!

على حين غفلة ! أو على حين فترة!

هموم وأفكار مشوشة , وأهداف وأشغال متراكمة

ونحن البشر الضعفاء, والمساكين الفقراء!

أقيمت الصلاة وتقدم ذاك الإمام صاحب الصوت الندي , والقراءة البديعة!

كبر فتردد الصوت في مسامعي فكاد القلب يطير!

كبرت معه وكأنني أكبر لأول مرة ! نعم

فالله أكبر من كل شيء !

أكبر من الهموم , وأكبر من الغموم , وأكبر من الأعداء , وأكبر من الطواغيت!

تتضائل أمام عظمته الأحزان والغموم

وتضمحل أمام سطوته الجبابرة والملوك

وتخنس أمام رحمته الهموم!

هل انتهى الأمر؟ بل فيه بقية فرحمة الله واسعة!

قرأ بعد الفاتحة السورة الجليلة فاطر!

مر على الآية الثانية التي فتحت أبواب الأمل , وأشرعت سبل الرجاء

وانقشعت معها سحب الهم , وأقلع معها دخان الغم!

( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )


الله أكبر , فكم سكبت هذه الآية على القلب من نعيم الرجاء

ومن رحيق الإيمان , ومن عبق الثقة بالله!

بالله عليكم اقرأوا ماذا يقول هذا الداعية رحمه الله فيها:

في هذه الأيه الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الاية الاولى وحين تستقر هذة الصورة في قلب بشري يتم فيه تحويل كامل في تصوراتة ومشاعرة واتجاهاتة وموازينة وقيمة في هذة الحياة جميعاً.
إنها تقطعة عن شبه كل قوة في السماوات والأرض وتصلة بقوة الله وتيئسة من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض وتصلة برحمة الله وتوصد أمامه كل باب في السماء والأرض وتفتح أمامه باب الله وتغلق في وجهه كل طرق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه الى الله .
ورحمة الله تتمثل في مظاهر لايحصيها العد ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكوينه وتكريمه بماكرمه وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته وفيما أنعم عليه ما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير.
وما من نعمة يمسك الله معها رحمته حتى تنقلب هي بذاتها نقمة وما من محنة تحفها رحمة الله حتى تكون هي بذاتها نعمه ينام الإنسان على الشوك مع رحمة الله فإذا هو مهاد وينام على الحرير وقد أمسكت عنه فإذا هو شوك القتاد ويعالج أعسر الأمور مع رحمة الله فإذا هي هوادة ويسر ويعالج أيسر الأمور وقد تخلت رحمة الله فإذا هي مشقة وعسر ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام ويعبر من دونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار.
ولا ضيق مع رحمة الله إنما الضيق في إمساكها دون سواه ولا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن أو في جحيم الهلاك أو في شعاب الهلاك ولا وسعة مع إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم وفي مراتع الرخاء فمن داخل النفس برحمة الله تنفجر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينه ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق والتعب والنصب والكدة والمعاناة!......

المال والولد والصحة والقوة والجاه والسلطان تصبح مصادر قلق وتعب ونكد وجهد إذا أمسكت عنها رحمة الله فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والإطمئنان...
يبسط الله الرزق مع رحمته فإذا هو متاع طيب ورخاء وإذا هو رغد في الدنيا وزاد في الأخرة ويمسك رحمته فإذا هو مثار قلق وخوف وإذا هو مثار حسد وبغض وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض وقد يكون معه التلطف بإفراط أو إستهتار.
ويمنح الله الذرية مع رحمته فإذا هي زينه في الحياة ومصدر فرح واستمتاع ومضاعفة للأجر في الأخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء وسهر بالليل وتعب بالنهار !
ويهب الله الصحة والقوة مع رحمته فإذا هي نعمة وحياة طيبة والتذاذ بالحياة ويمسك رحمته فإذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح ويدخر السوء ليوم الحساب !

ويعطي الله الجاه والسلطان مع رحمته فإذا هي أداة إصلاح ومصدر أمن ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والاثر ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على فوتهما ومصدر طغيان وبغي بهما ومثار حقد وموجدة على صاحبهما لا يقر معهما له قرار ولا يستمتع بجاه ولا سلطان ويدخر بهما للاخرة رصيداً ضخماً من النار !
ومن رحمة الله أن تحس برحمة الله ! فرحمة الله تضمك وتغمرك وتفيض عليك ولكن شعورك بوجدها هو الرحمة ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة وثقتك بها وتوقعها في كل أمر هو الرحمة والعذاب هو العذاب في احتجابك عنها أو يأسك منها أو شكك فيها وهو عذاب لا يصبه الله على مؤمن أبداً((إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))
ثم إنه متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها ومتى أمسكها فلا مرسل لها ومن ثم فلا مخافة من أحد ولا رجاء في أحد ولا مخافة من شئ ولا رجاء في شئ ولا خوف من فوت وسيله ولا رجاء مع الوسيلة إنما هي مشيئة الله مايفتح الله فلا ممسك له ومايمسك فلا مرسل له والأمر مباشرة الى الله يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك ...
ومابين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه بلا وساطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة وفي رجاء وفي ثقة وفي إستسلام.
والله أعلم




ترقبوا الحلقة القادمة:

ماهذه المخلوقات في الحرم؟ أهي مؤامرة أم عبادة؟
104
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
بورك قلمك وبوركت كلماتك

كم اتمنى الذهاب لتلك البقعه عاجلا غير اجل اللهم ييسرها علي وكل مسلم
سماالكون
سماالكون
بوركتي غاليتي

ولا عدمنا ابداعك
بنت عتيبة الموحدة
بورك قلمك وبوركت كلماتك كم اتمنى الذهاب لتلك البقعه عاجلا غير اجل اللهم ييسرها علي وكل مسلم
بورك قلمك وبوركت كلماتك كم اتمنى الذهاب لتلك البقعه عاجلا غير اجل اللهم ييسرها علي وكل مسلم
ألف شكر على التشريف

يسر الله لك إليها طريقا عاجلا على خير وبر وبركة وايمان
بنت عتيبة الموحدة
بوركتي غاليتي ولا عدمنا ابداعك
بوركتي غاليتي ولا عدمنا ابداعك
وأنت بوركت ياكريمة

ولا عدمنا مرورك وتشريفك
طالبة التميز
طالبة التميز
كلمات رائعه لاحرمك الله الاجر