عسى أن يكون خيرا

الملتقى العام

عسى أن يكون خيرا
قال مسروق: ( كان رجل بالبادية له حمار وكلب وديك. وكان الديك يوقظهم للصلاة، والكلب يحرسهم، والحمار ينقلون عليه الماء ويحمل لهم خيامهم، فجاء الثعلب فأخذ الديك فحزنوا عليه وكان الرجل صالحاً، فقال: عسى أن يكون خيراً. ثم جاء ذئب فبقر بطن الحمار فقتله، فقال الرجل: عسى أن يكون خيراً، ثم أصيب الكلب بعد ذلك فقال: عسى أن يكون خيراً.ـ ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا سُبيءَ من كان حولهم وبقوا سالمين، وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من أصوات الكلاب والحمير والديكة فكانت الخيرة في هلاك ما كان عندهم من ذلك كما قدر الله سبحانه وتعالى فمن عرف خفي لطف الله رضي بقدره.









من ترك شيئاً لله.. عوضه الله خيراً منه
قال شجاع الدين الشرزي (أمير القاهرة في وقته): بينما أنا عند رجل بالصعيد..وهو شيخ كبير شديد السمرة.. إذ حضر أولاد له بيض حسان..فسألناه عنهم فقال: هؤلاء أمهم إفرنجية..ولي معها قصة فسألناه عنها.. فقال: ذهبت إلى الشام وأنا شاب أثناء احتلال الصليبيين له.. واستأجرت دكاناً أبيع فيه الكتان.. فبينما أنا في دكاني إذ أتتني امرأة إفرنجية زوجة أحد قادة الصليبيين.. فرأيت من جمالها ما سحرني.. فبعتها وسامحتها في السعر.. ثم انصرفت.. وعادت بعد أيام فبعتها وسامحتها.. فأخذت تتردد علي.. وأنا أتبسط معها.. فعلمت أني عشقتها.. فلما بلغ الأمر من مبلغه.. قلت للعجوز التي معها: قد تعلقت نفسي بهذه المرأة فكيف السبيل إليها؟.. فقالت: هذه زوجة فلان القائد.. ولو علم بنا.. قتلنا نحن الثلاثة.. فما زلت بها.. حتى طلبت مني خمسين ديناراً.. وتجئ بها إلي في بيتي.. فاجتهدت حتى جمعت خمسين ديناراً.. وأعطيتهاإياها.. الليلة الأولى..؟؟! وانتظرتها تلك الليلة فيالدار..فلما جاءت إلي أكلنا وشربنا.. فلما مضى بعض الليل.. قلت في نفسي: أما تستحي من الله!! وأنت غريب.. وبين يدي الله.. وتعصي الله مع نصرانية!!.. فرفعت بصري إلى السماء وقلت: اللهم إني أشهدك أني عففت عن هذه النصرانية.. حياءً منك وخوفاً من عقابك.. ثم تنحيت عن موضعها إلى فراش آخر.. فلما رأت ذلك قامت وهي غضبى ومضت.. وفي الصباح.. مضيت إلى دكاني.. فلما كان الضحى.. مرت علي المرأة وهي غضبى.. ووالله لكأن وجهها القمر..فلما رأيتها.. قلت في نفسي: ومن أنت حتى تعف عن هذا الجمال؟.. أأنت أبو بكر.. أو عمر.. أم أنت الجنيد العابد.. أو الحسن الزاهد.. وبقيت أتحسر عليها.. فلما جاوزتني.. لحقت بالعجوز.. وقلت لها: ارجعي بها.. الليلة.. فقالت: وحق المسيح.. ما تأتيك إلا بمائة دينار.. قلت: نعم. فاجتهدت حتى جمعتها.. وأعطيتها إياها.. الليلة الثانية..؟؟! فلما كان الليل.. وانتظرتها في الدار.. جاءت.. فكأنها القمر أقبل علي.. فلما جلست.... حضرني الخوف من الله.. وكيف أعصيه مع نصرانية كافرة.. فتركتها خوفاً من الله.. وفي الصباح.. مضيت إلى دكاني.. وقلبي مشغول بها.. فلما كان الضحى.. مرت علي المرأة وهي غضبى.. فلما رأيتها.. لمت نفسي على تركها.. وبقيت أتحسر عليها.. فسألت العجوز.. فقالت: ما تفرح بها.. إلا بخمسمائةدينار.. أو تموت كمداً.. قلت: نعم.. وعزمت على بيع دكاني.. وبضاعتي.. وأعطيهاالخمسمائة دينار.. فبينما أنا كذلك.. إذ منادي النصارى ينادي في السوق.. يقول: يامعاشر المسلمين إن الهدنة التي بيننا وبينكم.. قد انقضت.. وقد أمهلنا من هنا من التجار المسلمين أسبوعاً.. فجمعت ما بقي من متاعي وخرجت من الشام وفي قلبي الحسرةما فيه.. ثم أخذت أتاجر ببيع الجواري.. عسى أن يذهب ما بقلبي من حب تلك ما فيه.. فمضى لي على ذلك ثلاث سنين.. ثم جرت وقعة حطين.. واستعاد المسلمون بلاد الساحل.. وطُلب مني جارية للملك الناصر.. وكان عندي جارية حسناء.. فاشتروها مني بمائةدينار.. فسلموني تسعين ديناراً.. وبقيت لي عشرة دنانير.. فقال الملك: امضوا به إلى البيت الذي فيه المسبيات من نساء الإفرنج.. فليختر منهن واحدة بالعشرة دنانير التي بقيت له.. الجائزة.. فلما فتحوا ليالدار.. رأيت صاحبتي الإفرنجية.. فأخذتها.. فلما مضيت إلى بيتي. قلت لها: تعرفيني؟!.. قالت:لا.. قلت: أنا صاحبك التاجر.. الذي أخذت مني مائة وخمسين ديناراً.. وقلت لي: لا تفرح بي إلا بخمسمائة دينار.. ها أنا أخذتك ملكاً بعشردنانير.. فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. فأسلمت وحسنإسلامها.. فتزوجتها.. فلم تلبث أن أرسلت أمها إليها بصندوق.. فلما فتحناه.. فإذافيه الصرتان التي أعطيتها.. في الأولى الخمسون ديناراً.. وفي الأخرى المائة دينار.. ولبسها الذي كنت أراها فيه.. وهي أم هؤلاء الأولاد.. وهي التي طبخت لكم العشاء.. نعم.. ومن ترك شيئاً لله.. عوضه الله خيراً منه.. والعبد قد يختفي من الناس..ولكن أنى له أن يختفي من الله.





:::::::



إن في الابتلاء من العبر وكنوز الحكم ما يشد عضد المؤمن المصاب؛ لأنه يسوق المؤمن لأكمل النهايات التي لم يكن ليعبرها إلا على جسر من الابتلاء، فظاهره امتحان وباطنه رحمة ونعمة، وكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء!
ففي الحديث " إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها " حسنه الألباني في الصحيحة (1599)





:::::::




لا تيأس مهما ضاقت عليك الأمور أو استغلقت، وتأمل معنى اسم الله "اللطيف" الذي لطف علمه حتى أدرك الخفايا والخبايا، وما احتوت عليه الصدور ودقائق الأمور، فهو عالم بضعفك وحالك، ومن معانيه اللطيف بعباده الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من سبل لا يشعرون بها، وقصة يوسف ـ عليه السلام ـ شاهد هذا



( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ).


واعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة، بل هو رحمة خاصة تصل العبد من حيث لا يشعر بها، فإذا قال العبد يا لطيف الطف بي ..فمعناه تولني ولاية خاصة بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة، وبها تدفع عني جميع المكروهات، فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير وأعانه عليه فقد لطف به، وإذا قيض الله له أسبابا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف له. السعدي بتصرف




:::::::
قال صلى الله عليه وسلم : { مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اَللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ! يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ } .





:::::::

روت أم سلمة رضي الله عنها فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله تعالى : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله تعالى له خيرا منها)) رواه مسلم.




:::::::
جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ وَرَقُهُ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا فَإِذَا سَكَنَتْ اعْتَدَلَتْ وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ " .








من هنا وهناك





هذه الكتب هدية لاحلى بنات
متفائلون



http://sub5.rofof.com/07qvdxw1/Mtfa'ilwn.html



هل عرفتم كيف يتجدد السحر
http://sub3.rofof.com/07ceibw2/Hl_3rftm.html



نهاية العالم



http://sub3.rofof.com/07cgjpf2/Nhaytul3alm.html



النخبة من رسائل الجوال



http://sub3.rofof.com/07gmcuk2/Al-nkhbh_mn.html



الذكور والاناث فروق واختلافات



http://sub3.rofof.com/07nsljd2/Al-dhkwr_walanath.html



ابتسم للحياة



http://sub3.rofof.com/07peqdx2/Abtsm_Llhyah.html
3
551

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حلوة تميم
حلوة تميم
جزاك الله خيرا
برنسيسة الشمال
جزيتي خيرا

حقيقة الموضوع رووووووعه
شموخ الإباء
شموخ الإباء
جزيتي خيرا أختي أم ملاذ على هذا الطرح الرائع