الجريمة التي هزت جنوب الرياض «معلمة الحائر» التي دهسها زوجها

الملتقى العام

الجريمة التي هزت جنوب الرياض «معلمة الحائر» التي دهسها زوجها



اتجهت أنظار وسائل الإعلام مؤخراً إلى منطقة «الحائر»، الواقعة في أقصى جنوب منطقة الرياض، بعد أن هزتها جريمة قتل بشعة أصابت أهلها بالذعر والذهول، وجاء في تفاصيل الحادث أن الزوج ذهب لإيصال زوجته التي تعمل معلمة بعد انتهاء دوام يوم دراسي إلى منزل ذويها لاصطحاب أبنائها الذين تركتهم برفقتهم، وإثر خلاف على الراتب قام الزوج بصدم الزوجة بسيارته، وقام بدهسها عدة مرات، ثم لاذ بالفرار، لكن الدوريات الأمنية تمكنت من القبض عليه. «سيدتي» تمكنت من الوصول إلى الشقيقة الكبرى للمعلمة القتيلة، وبعد تقديم واجب العزاء باسم أسرة «سيدتي» خرجنا بهذا الحوار:.


الرياض: عتاب نور ـ تصوير: فواز المطيري


كيف تلقيت خبر الحادث؟
لا أودّ أن أعيد ما أحاول نسيانه، لأنني كلما تذكرت ذلك اليوم أصابني الانهيار.
< هل أنت مقيمة في حائر؟
بل في الرياض.
< وأهلك ألم يسمعوا صرخات استغاثة من الفقيدة خارج المنزل؟
والله لا أعلم، ولم أسأل أحداً، ولا حتى أرغب في السؤال أو الخوض في هذا الموضوع.
< حالياً هل استقرت أمور الأهل؟
لا يزال الجميع في حالة من الانهيار.
< والدتك بالتحديد كيف تصفين لنا حالتها؟
والدتي مصابة بانهيار، واضطررنا جميعاً لملازمتها والوقوف إلى جوارها منذ الحادث، حتى أنني لم أعد إلى منزلي بالرياض سوى بعد مرور أسبوعين على الحادث، بعد تعرض شقيق زوجي لأزمة صحية طارئة. ولا أخفي عليكم ما أشعر به من قلق وتوتر على والدتي، وهو ما يدفعني لمحاولة الاتصال بها هاتفياً وبشكل يومي، ولكن أحياناً تتعثر وسائل الاتصال بها بسبب سوء الإرسال، ممّا يجعلني دائماً في حالة قلق عليها.
< وبالنسبة لأبناء الفقيدة؟
كلهم بخير، والحمد لله على كل حال.
< يقال إن زوجها مريض نفسياً؟
لا أود أن أتكلم عنه، فقد حصل ما حصل، والذي رحل لن يعود، ولن يفيد الكلام، هي واجهت مصيرها، وهو سيواجه مصيره.
< وماذا تقولين لزوجها في السجن؟
لم يعد ينفع الكلام.
< برأيك كيف كان تفاعل المجتمع مع هذه القضية؟
كل من سمع بالحادث سواء كان على معرفة بنا، أم لا، جاء لتقديم واجب العزاء.
إلى هنا واعتذرت الشقيقة الكبرى للفقيدة عن مواصلة الحديث، كما اعتذرت عن إجراء أي لقاء مع والدتها نظراً لظروفها الصحية.

الجيران
كما التقت «سيدتي» بـالسيدة التي ترتبط بصلة قرابة وجيرة مع أهل الفقيدة، وأجرينا معها الحوار التالي:
< هل لنا أن نتعرف من خلالك على الفقيدة وعمرها؟
عمرها يتراوح ما بين 28 إلى 30 سنة.
< كيف تصفينها لنا؟
كانت امرأة معروفة بالطيبة، ملتزمة دينياً، بل إنها تعتبر داعية، وتقوم بإلقاء محاضرات سواء في المدرسة، أو في المساجد التي تتولى فيها تحفيظ القران الكريم بعد صلاة العصر يومياً في منطقة المساير.

تفاصيل الجريمة
< كي حصلت الجريمة؟
كما هو معتاد ذهب زوجها وأحضرها من المدرسة بعد انتهاء دوامها في فترة الظهر، وذهب بها لمنزل والدها لتأخذ أبناءها، وعندما وصل إلى هناك، يقال إنه صدمها بالسيارة، ثم قام بربطها بحبل وسحبها بواسطة السيارة، وعندما انقطع الحبل قام بدهسها بالسيارة عدة مرات، كانت كفيلة بأن تجعلها تلفظ أنفاسها الأخيرة وتفارق الحياة، في حين لاذ هو بالفرار، وتمكنت دوريات الشرطة من إلقاء القبض عليه في فترة قصيرة.
< ألم يسمع أحد أي نداء استغاثة صادر من المعلمة؟
رغم أنها كانت فترة الظهر، وهو وقت ازدحام نظراً لخروج الطلاب والطالبات من مدارسهم، ومع ذلك لم يسمعها أحد، حتى المحلات التجارية التي في نفس المنطقة لم تسمع صوت استغاثتها.
< كيف تم اكتشاف الحادثة؟
بعد أن فر الزوج تاركاً زوجته على الطريق وقد تحولت إلى أشلاء، تجمهر الناس حولها، وطلبوا سيارة الإسعاف حيث تم نقلها إلى مستوصف.
< هل تعتقدين أنّ راتب الزوجة، كما قيل، كان سبباً للخلاف بين الزوجين؟
لا أعلم، ولكن المعروف أنّ الزوج عاطل عن العمل، وهي التي تدفع إيجار المنزل، كما أنها اشترت له سيارة، وكانت تقوم بدفع راتب العاملة المنزلية.
< هل الزوج بالفعل مصاب بمرض نفسي؟
يقال إنه خريج مستشفى الأمل، وهو مدمن سابق، كما أنه حاول الانتحار.

4 أبناء
< كم لها من الأبناء؟
أربعة أبناء، أكبرهم في العاشرة، والثاني في السابعة، أما الثالث فيبلغ السنتين، وأصغرهم رضيع لم يتجاوز الأربعة أشهر.
< وكيف تصفين لنا حال والدتها ووالدها بهذا المصاب؟
والدها رجل مسن ومقعد بالفراش، أما والدتها فلم تقو على تحمل الصدمة، وأذكر أننا عندما ذهبنا لتقديم واجب العزاء، تم استدعاء الطبيب ليصرف لها بعض الأدوية المهدئة.
< كم لها من الإخوة والأخوات؟
لها أربعة أشقاء وشقيقات.
< هل هناك صلة قرابة تجمع بين الزوجين؟
نعم، هما ولدا عم، كما إنّ أخا الفقيدة متزوج من شقيقة الزوج القاتل.
< ألم يحضر أهل الزوج من رماح لتقديم واجب العزاء؟
لا أعلم، وكل ما أعرفه أنّ أحد أشقاء الزوج حضر من رماح لاصطحاب شقيقته، بالإضافة إلى أبناء شقيقة الجاني والعودة بهم إلى رماح.
< ما هي صلة القرابة التي تربطكم بأهل الفقيدة؟
هم من أبناء عمنا، تجمعنا بهم رابطة الجوار والقربى، فمنذ أكثر من 25 سنة ونحن نقيم معاً في منطقة الحائر.

المدرسة
رغم الفترة القصيرة التي قضتها المعلمة في أروقة متوسطة الحائر، كمعلمة لمادة الرياضيات، إذ لم يمضِ على تعيينها سوى ثلاثة أسابيع، إلا أن المعلمات والإداريات في المدرسة أشدن بأخلاقها، وبالتزامها الديني، وحرصها على مواعيد العمل.

وزارة التربية والشرطة
للاستفسار عن موقف إدارة التعليم من الجريمة التي تعرضت لها المعلمة، أكد، خالد البشر، مسؤول العلاقات العامة بإدارة تعليم البنات، لـ «سيدتي» بعدم وجود أي علاقة للإدارة بما حصل للمعلمة، طالما أن الحادث وقع خارج أسوار المدرسة.



عند اتصال «سيدتي» بشرطة الحائر، أشار مصدر إلى عدم السماح بالإدلاء بأي تصريح بعد تحول القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإتمام التحقيقات واتخاذ اللازم.


رأي الشرع


لمعرفة حكم حصول الزوج على راتب زوجته، أشار الشيخ الدكتور محمد النجيمي، عضو المجمع الفقهي، وعضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية، إلى ذلك بقوله: "اتخذ المجمع الفقهي في الدورة السادسة عشرة بدبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، في عام 2006م، قراراً ينص على أن راتب الزوجة لها، وأنه لا يجوز للزوج أن يأخذ من راتبها شيئاً إلا في حالات معينة، وعليه أن ينفق عليها، وأن تعامل في بيته كما كانت تعامل في بيت أهلها، فإذا كانت صاحبة خدم وسائقين، وكانت تقيم في بيت فاره عند أهلها، فعلى الزوج أن يوفر لها خدماً وسائقين وبيتاً فارهاً. ويجوز للزوج أن يأخذ من راتب زوجته إذا تسبب عملها في استقدام خادم أو سائق، ففي هذه الحالة فالزوجة ملزمة بدفع تكاليف الاستقدام أو الراتب.
أما إذا كان السائق أو الخادمة من مستلزمات بيته، فليس على الزوجة شيء، وبالتالي لا يجوز أن يأخذ شيئاً من راتبها إلا بطيب نفس منها".
وأضاف الشيخ النجيمي: "نادينا، ومازلنا ننادي، بألا يكون الفحص الطبي قبل الزواج مقتصراً على الثلاسيميا والأنيميا المنجلية والإيدز، ولابد أن يضاف إليه المخدرات والحالات النفسية المستعصية كالانفصام، والاكتئاب، وما إلى ذلك، فقد أصبح من الضرورة حتى لا يصبح الناس ضحايا لمثل هؤلاء المرضى النفسيين".


رأي الطب


استنكرت، أمل الخليفة، الاختصاصية النفسية وعضو منظمة العفو الدولية، وعضو منظمة اليونيسيف، أن يتحول المرض النفسي في المجتمع السعودي إلى شماعة لتعليق الجرائم، وقالت: "إذا حُكم على كل من ضرب زوجته أو قتل أبناءه بأنه مريض نفسياً فهل يعني ذلك أنّ كل الشعب السعودي مرضى نفسيين؟ لذلك لابد من معرفة كيفية التفريق ما بين المريض النفسي والمريض العقلي، فغالباً ما يعاني المريض النفسي من اضطرابات منذ الطفولة أدت إلى إصابته بمرض نفسي لاحقاً، ومن المفترض لجوء المريض إلى عيادة نفسية بحثاً عن العلاج، حيث يخضع لسلسلة من القواعد العلاجية التي يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان مريضاً أم لا!
والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا يتم تزويج شخص مريض نفسياً؟.
وعن الانعكاسات النفسية لهذه القضية على أبناء الفقيدة، أشارت الخليفة: "بالتأكيد هم الآن يعيشون في صدمة، ومن المفترض معرفة ماذا سمعوا عن هذه الحادثة وماذا رؤوا؟ وكيف أصبحت نظرتهم للحياة؟ ومن الخطورة أن يتم نقلهم إلى مكان آخر، فهذه ستكون بالنسبة لهم صدمة أخرى قبل أن يفيقوا من الصدمة الأولى".
38
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

♥ عبير الجنة ♥
الاستاذه لولوه
حسبي الله ونعم الوكيل
الدانهـ
الدانهـ
لاحول ولاقوة الا بالله...
ام عموري7
ام عموري7
حسبي الله ونعم الوكيل
{..آحساس طفله..
{..آحساس طفله..
لاحول ولاقوة الابالله
الله يرحمها ويرحم جميع موتا المسلمين يارب
والله يكون بعون اولادها ياقلبي كباار بسم الله عليهم