MoOn LiGhT

MoOn LiGhT @moon_light_17

عضوة فعالة

لـــــبـــيــــك ربــــــي ~ ( يوجد انشودة )

ملتقى الإيمان











WIDTH=706 HEIGHT=693











الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين أما بعد


فإن الله خلق الخلق ليعبدوه وجعل غاية الخلق هي عبادته وحده لا شريك له قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّلِيَعْبُدُونِ)

وسخر لهم ما في السموات والأرض ليكون ذلك عونا لهم على طاعته قال تعالى( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَلَكُم مَّافِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِعِلْمٍ وَلاهُدًى وَلاكِتَابٍ مُّنِيرٍ)

ثم شرع لهم من الشرائع المتضمنة لتحقيق مصالح الدنيا والآخرة سواء كانت هذه المصالح في أبدانهم أو في معاشهم أو في آخرتهم

وهذه هي الغاية التي من أجلها يعمل العاملون، والعاقل إذا نظر فيما شرعه الله يجد أنه يحقق السعادة والفلاح في الدارين فالتوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة يريح النفس ويجعل متعلقها واحدا

وليس كالكافر المشرك الذي تتشعب نفسه بين آلهة كثيرة قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاًسَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُلِلَّهِ بَل ْأَكْثَرُهُمْ لايَعْلَمُونَ)

وكذلك في سائر أركان الإسلام من الفوائد والمنن الإلهية التي لا تحصى مما يعود على النفس أو يعود على المجتمع أو يعود على الكون بأسره

إذ من المعلوم أن فعل الصالحات وترك المنكرات يصلح الكون ويبارك في الخيرات ويستنزل المدد الإلهي قال تعالى موضحا أن الطاعات تزيد البركات

( وَلَوْأَنَّ أَهْل َالْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)

وبالمقابل فإن كثرة السيئات تفسد الحياة والأحياء قال تعالى( ظَهَرَالْفَسَادُ فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِبِمَاكَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)


والنظر في هذا الباب لا يمكن الإحاطة به ولكن نذكر منه ما يناسب المقام فمن نظر في فوائد الزواج وما يحققه للبشرية من تناسل وتكاثر وسلامة من الأمراض المتعلقة بالعلاقات المحرمة يدرك عظم شأن اللواط والزنى

فكم تكبدت لبشرية اليوم من أمراض ومن أرواح ومن أموال بسبب الامراض الناشئة عن هذه الفواحش القذرة

وعلى هذا فقس بقية المحرمات وبقية الأمور التي شرعها الله لعباده وفي أضدادها

وبعد هذه المقدمة اليسيرة حول المنافع المترتبة على الشرائع الإلهية

يأتي الحديث عن الحج وهل فيه منافع دنيوية فأقول إن الله ذكر ذلك في كتابه فقال جل ثناؤه

( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَارَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)

قال ابن جرير رحمه الله بعد أن ساق أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية : (وأولى الأقوال بالصواب قول من قال عني بذلك ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة وذلك أن الله عم لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة ولم يخصص من ذلك شيئا من منافعهم بخبر ولا عقل فذلك على العموم في المنافع التي وصفت)


وقد يسأل البعض هل في الحج منافع بدنية دنيوية كتقوية الجسم من خلال المشي والطواف والسعي

فأقول إن هذه المنافع تأتي تبعا للمنافع الأخروية ولا ينبغي قصدها ابتداءا

ولو قصد الإنسان الحج وممارسة رياضة المشي فإن أجره أقل ممن قصد الحج لذات الحج بمعنى أنه لم يجعل أمرا آخر شريكا لنية الحج

مثال آخر يزيد الأمر وضوحا: لدينا رجل شرع في الطواف لذات الطواف طلبا للأجر، ورجل قال له الطبيب يجب عليك أن تمشي كل يوم 2 كيلو متر يوميا فرأى أن الطواف عبادة وفيه مجال للمشي فجعل يطوف كل يوم كذا وكذا سبعا ليكون قريبا مما أوصاه به الطبيب

فهل يستوي هو ومن قصد الطواف طلبا للأجر الأخروي ؟

لا يستويان ولكل خير ونصيب من الأجر، وعلى العموم فالمنافع الدنيوية المجردة المترتبة على الأعمال الصالحة لا تقصد لذاتها بل تأتي تبعا للمقصود الأكبر من العبادة وهو تحقيق العبودية

والجزاء على قدر ما يقوم في النفس من التقوى لا على قدر ما ينالها من المشقة، فإن تساويا فللمسلم نصيب من الأجر بقدر نصبه

لكن شريطة أن لا يتقصد المشقة طلبا للأجر فإن الله غني عن أن يعذب الإنسان نفسه .




د. محمد بن عبدالله السحيم



10
592

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

احساسي انا111
احساسي انا111
جزاكي الله خير الجزاء اختي
MoOn LiGhT
MoOn LiGhT
واياك اختي

up
دلوعه جنان
دلوعه جنان
جزاك الله خير
مرج
مرج
جوزيتي خيرا اختي الغاليه
د رة عالم حواء
جزاك الله جنة عرضها السموات و الارض و كتبه في موازين حسناتك اللهم آميين