تفسير سورة الكهف للشيخ ابن عثيمين

ملتقى الإيمان

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

في البداية أهنئكن بالشهر الكريم ، ثم أهدي لكن هذا الموضوع اللذي أرجو أن تتابعوه للاستفادة وهو تفسير سورة الكهف للشيخ ابن عثيمين رحمه الله و سورة الكهف هي سورة مكية ، والسور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة أما المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة حتى وإن نزلت بغير المدينة مثل قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة ( 3) فقد نزلت بعرفة عام حجة الوداع.

وسوف أكتب في كل يوم أو يومين جزء من الموضوع فأرجو المتابعة

بسم الله نبدأ :

( الحمد لله اللذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )

( الحمد ) هو وصف المحمود بالكمال محبة و تعظيما ، وبقولنا محبة وتعظيما خرج المدح ، لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم ، بل قد يمدح الإنسان شخصا لا يساوي فلسا ولكن لرجاء منفعة أو دفع مضرة ، أما الحمد فإنه وصف بالكمال مع المحبة والتعظيم

(لله) هذا اسم علم على الله مختص به لا يوصف به غيره ، وهو علم على الذات المقدسة تبارك وتعالى.

(اللذي أنزل على عبده الكتاب) جملة ( الحمد لله اللذي أنزل ) هل هي خبر ، أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر عباده بأنه محمود ، أو هي إنشاء وتوجيه على أننا نحمد الله على هذا ، أو الجميع؟
الجواب: الجميع ، فهو خبر من الله عن نفسه ، وهو إرشاد لنا أن نحمد الله عز وجل على ذلك

(عبده) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وصفه تعالى بالعبودية لأنه أعبد البشر لله عز وجل ، وقد وصفه تعالى بالعبودية في حالات ثلاث:

1- حال إنزال القرآن عليه كما في هذه الآية

2- في حال الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم قال تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)

3- و في حال الإسراء به قال تعالى : ( سبحان اللذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)

يعني في أشرف مقامات النبي صلى الله عليه وسلم وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه عبد ، ونعم الوصف أن يكون الإنسان عبدا لله .

( الكتاب ) أي القرآن ، سمي كتابا لأنه يكتب أو لأنه جامع ، والقرآن صالح لهذا وهذا فهو مكتوب وهو أيضا جامع.

( ولم يجعل له عوجا ) لم يجعل لهذا القرآن عوجا بل هو مستقيم




بإذن الله أكمل الباقي في يوم آخر إن أردتم ذلك فإلى لقاء قريب بإذن الله
8
661

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مروج الذهب
مروج الذهب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : -

جزاكِ الله خيراً أختي بياض الثلج

وجعله الله في ميزان حسناتك

استمري أختي وفقكِ الرحمن
بياض الثلج
بياض الثلج
بعون الله نكمل :

(قيما) وقيما حال من قوله(الكتاب) يعني حال كونه قيما

ومعنى قيما أي مستقيما غاية الاستقامة ، وهنا ذكر نفي العيب أولا ثم إثبات الكمال ثانيا . وهكذا ينبغي أن تخلي المكان من الأذى ثم تضع الكمال ، ولهذا يقال التخلية قبل التحلية ، يعني قبل أن تحلي الشيء أخل المكان عما ينافي التحلي ثم حله

وفي قوله تعالى( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا(1) قيما) تنبيه ، وهو أنه يجب الوقوف على قوله ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) لأنك لو وصلت لصار في الكلام تناقض ، إذ يوهم أن المعنى لم يكن له عوج قيم

ثم بين تعالى الحكمة من إنزال القرآن في قوله ( لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) الضمير في قوله (لينذر) يحتمل أن يكون عائداعلى (عبده ) ويحتمل أن يكون عائداعلى ( الكتاب) وكلاهما صحيح ، فالكتاب

نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل أن ينذر به ، والكتاب نفسه منذر ، ينذر الناس

(بأسا شديدا من لدنه ) أي من قِبَل الله عز وجل ، والبأس هو العذاب ، والإنذار هو الإخبار بما يخوف

(ويبشر المؤمنين) التبشير الإخبار بما يسر

( المؤمنين ) اللذين آمنوا بما يجب الإيمان به ، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث حين سأله جبريل عن الإيمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)

وقوله تعالى( اللذين يعملون الصالحات ) يفيد أنه لابد مع الإيمان من العمل الصالح ، فلا يكفي الإيمان وحده بل لابد من عمل صالح ولا يكون العمل صالحا إلا إذا تضمن شيئين :

1- الإخلاص لله تعالى : بأن لايقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة

2- المتابعة لشريعة الله: ألا يخرج عن شريعة الله عز وجل سواء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره

ومن المعلوم أن الشرائع بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كلها منسوخة بشريعته صلى الله عليه وسلم

وضد الإخلاص : الشرك ، والاتباع ضد الابتداع ، إذا البدعة لاتقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشرع ، ولهذا نقول : كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة ، بل هي ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

فمن عمل عملا على وفق الشريعة ظاهرا لكن القلب فيه رياء فلا يقبل لفقد الإخلاص ، ومن عمل عملا خالصا على غير وفق الشريعة فإنه لايقبل ، إذا لابد من أمرين : إخلاص لله عز وجل ، واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا لم يكن صالحا.


يتبع بإذن الله
بياض الثلج
بياض الثلج
يعني ما رديتوا تبون أكمل والا لأ

لن أكمل حتى تطلبوا مني ذلك
rodey
rodey
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أشكرك يا أختي علي هذا التفسير وأطلب منك أن تكمليه وأن وجد عندك أي تفسيرات أخري لا تبخلي علينا بها
rodey
rodey
يلا بسرعه أنا منتظره علي شوق