بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل الرابع : الفتن التي تغربل الامة 00

تحدثنا في الفصل الثالث ، عن الفتن التي قد تكون سمة من سمات هذه الفترة الزمنية الحالية 00
و قلنا أن هذه الفترة الصعبة عبارة عن غربلة ربانية تتطهر فيها الأمة من المنافقين، و المخذلين، لتعود خلافة غراء على منهج النبوة ، و قد بينا أن الله لن يظلم هذه الأمة :

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف:76)
)وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101)



فالناس في هذه الفتنة بين مجاهد باع نفسه لله ، و ما أقلهم أمام من باع نفسه للدنيا! فأهلكته الفتن و غره بالله الغرور00
(صحيح) (كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
حيث يتحول الصالحون إلى أرض الجهاد و موطن الخلافة، إلى الشام

(مسند أحمد ، ج: 5 ، ص: 249)

(حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا حماد ،عن الجريري ،عن أبي المثنى، وهو لقيط بن المثنى ،عن أبي أمامة، قال: ثم لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق )
اللهم اجعلنا من خيار الناس و لا تجعلنا من شرارهم00

و هكذا يظهر لي أخوتي أن الأمة ستكون في وقت عصيب، و سيلهي الله النصارى بعضهم ببعض، إلا من أبى من المسلمين و دخل في أحلافهم0
سنوات عصيبة يموت من مات على بينة، و يبقى من بقي على بينة، ليدخل الناس في خلافة المهدي الذي سيبايع له في القدس00 في سبع أو تسع سنوات من الأمن و الرخاء، تنعم فيها الأمة نعماء لم تنعمها من قبل 00فلقد تعبت الأمم من الحروب و انكفأت الحضارة المادية 0

ـ( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
(4083 )( حسن)

(حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول خذ ).

هذا هو حال المسلمين 00تغيير في نظام الحكم و تحول إلى الخلافة 00قلة في العدد و نقاء في السريرة 00أموال لا تحصى و خليفة لا يمنع
تعطي الأرض و تمطر السماء و تكثر الماشية 0



(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )
( 711 ) (الصحيحة)

(يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أوثمانيا . يعني: حجة . )
- والآن سأتحدث حول الفترتين التي يحكم في كلا منهما مهديٌ، يحكم على منهاج النبوة00
و قبل البدء في ذلك أريد من الأخوة الكرام التنبه لأمر مهم، و هو عدم المغالاة في المهدي، حتى ليضعه البعض في مصاف النبوة، و لا نقول عنه سوى أنه رجل صالح من هذه الأمة، يُمكن له الله الحكم، فيعدل في الامة 0

ما بعد الحكم الجبري ؟
أولا: و بعيد عن الأرقام و التأويلات التي قد تربك البعض، نقول: مما لا شك فيه أن الأمة اليوم تعيش مرحلة الحكم الجبري واقعا ملموس، و قد بينت السنة المطهرة أن الأمة تنتقل من هذا الظلم إلى العدل مباشرة ، أي أن الأمة تتحول بشكل غير تدريجي إلى حكم الخلافة التي هي على منهاج النبوة 00و أركز على هذا الأمر، كي لا يعتقد البعض أن الأمة ستنتقل بالإصلاح التدريجي نحو الخلافة 00
و لو كان هذا الأمر صحيح ، لكان هناك تدرج في أفضلية الحكام الذين يتناوبون على حكم فترة التغيير، يرافقه تدرج في زوال الظلم، و هذا يقتضي مجيء حاكم أصلح مما لدينا اليوم، فيرفع جزء من الظلم عن كاهل الأمة ، ثم يأتي من هو أصلح منه ، حتى يأتي المهدي و هو أصلح الجميع 00و لكن هذا التدرج يخالف السنة و يخالف الواقع 00 واليكم الدليل :

ـ( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع)
(1529 ) (الصحيحة )

(لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ) 0

أما عن مخالفة هذا التدرج للواقع00 فنحن نعلم كيف تحرك الحقد الذي ملئ صدور اليهود و النصارى، لمجرد ظهور بعض بوادر الصحوة لدى المسلمين، و ها نحن نترقب المواجهة التي لا يعلم منتهاها إلا الله 0
إذاً 0 أي تغير لدى المسلمين نحو الأفضل يعني المواجهة، و المواجهة تعني التغيير الثوري و المفاجئ، لأن المواجهة تأول إلى أحد ثلاث أمور:
إما النصر و الخلاص من التبعية، و بالتالي يكون المسلمون أحرار في تقرير نظام الحكم لديهم 0
وإما أن تكون المواجهة تعني الهزيمة و مزيد من التبعية و الخنوع0
و إما أن تكون مواجهة من العيار الثقيل، تنتهي بدمار شبه كلى لدى كلا الفريقين، و بالتالي يستطيع كل طرف اختيار نظام الحكم الذي يريد بعيدا عن تأثير الطرف الأخر 00و أنا أرجح الخيار الثالث و الله أعلم

فمن هو هذا الخليفة ؟ و هل ذكرت السنة مهدي واحد أو أكثر ؟
الصحيح أن السنة ذكرت أكثر من مهدي، و أظن أن من ذكروا في السنة ثلاثة أو أربعة00 و سنرى ذلك عند الخوض في التفاصيل:

أخوتي : ذكرت السنة ، مهدي يحكم هذه الأمة سبع سنين أو تسع سنين من الرخاء و النعيم، يأتي زمانه بعد عهد من الظلم و الجور، و أسمه محمد بن عبد الله، قرشي النسب ، من عترة محمد صلى الله عليه و سلم ، و هو أجلى الجبهة، و اقنى الأنف،كما في الحديث التالي :

ـ( سنن أبي داود أول كتاب المهدي)
(4285 ) ( حسن)

( حدثنا سهل بن تمام بن بزيع ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" المهدي مني أجلى الجبهة ) الجلي: هو انحسار الشعر عن مقدم الرأس )، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين )"" .

ـ( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(5073 ) (صحيح )

(لتملأن الأرض جورا و ظلما، فإذا ملئت جورا و ظلما، يبعث الله رجلا مني اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي، فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها، و لا الأرض شيئا من نباتها، يمكث فيكم سبعا أو ثمانيا، فإن أكثر فتسعا)
الآن من المتن الأخير نستنتج أن المهدي يمكث في هذه الأمة، سبع أو ثماني أو تسع و بعدها00 ماذا يحدث؟؟
و هنا أرجو الانتباه و التمعن و تحكيم النص00نحن الآن أمام أمرين :
الأول: أن نقول أن هذا المهدي هو من قال عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم :(منا الذي يصلي خلفه أبن مريم )
و أنتهاء المكث هنا يعني : تسلم عيسى الخلافة و الحكم من المهدي 0

فيكون الأمر كالأتي:
يأتي المهدي بعد عصر من عصور الجور، فيعدل في الناس سبع أو تسع ، و تنعم الأمة في هذه الفترة نعماء لم ينعموها قط ، حتى يتمنى الأحياء الأموات ، ثم يسلمها لعيسى عليه السلام 00ودليل هذه النعماء هو :
(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(4083 ) (حسن(

(حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول، يا مهدي أعطني، فيقول خذ)

فهل هذا الأمر يصح ؟؟
إطلاقا00 فرسولكم يقول أن هذه السنوات تنعم فيها الأمة نعماء لم تنعمها من قبل 00و نحن نعلم أن المهدي الذي يسلم الملك لعيسى عليه السلام يدرك في حكمه أموراًً عظام، لا تستوعبها مدة عشرون عام، و ليس فيها من الأمن و النعماء شيء سوى رائحة الشهادة 00فالخليفة الذي يسبق نبي الله عيسى ستكون في عصره الملاحم، و ما أدراك ما الملاحم؟؟ ( يرتد ثلث و يقتل ثلث ) ، ثم يدرك في خلافته فتح قسطنطينية ، و روما و فتح الهند ، و أخيرا خروج الدجال00

(مجمع الزوائد ، ج: 7 ، ص: 335)
(عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر جهدا يكون بين يدي الدجال، قالوا: أي المال خير يومئذ ؟ قال : غلام شديد يسقي أهله الماء وأما الطعام فليس، قالوا: فما طعام المؤمنين يومئذ؟ قال : التسبيح والتكبير والتهليل ، قالت عائشة : فأين العرب يومئذ ؟ قال : العرب يومئذ قليل ) رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

(مسند إسحاق بن راهويه(4-5 ) ج: 1 ، ص: 168)(8 )
(أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية، قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بيتي وأنا أعجن، فقال: بين يدي الدجال ثلاث سنين ، يمسك السنة الأولى السماء ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها، فذكر مثله وقال في الإبل يمثل لهم شياطين على نحو إبلهم أحسن ما كانت وأعظمها ضروعا، وتمثل كنحو الآباء والأبناء، وقال: لا يبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس إلا هلكت، وقالت أسماء، فقلت: يا رسول الله إنا لنعجن عجيننا فما نخبز حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال :يجزئ بهم ما يجزئ أهل السماء التسبيح والتقديس)

(مسند أحمد ، ج: 6 ، ص: 75)
(4 ) (حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا حماد، قال: ثنا علي بن زيد، عن الحسن، عن عائشة، ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا يكون بين يدي الدجال، قالوا: أي المال خير يومئذ؟ قال: غلام شديد يسقي أهله الماء واما الطعام فليس، قالوا، فما طعام المؤمنين يومئذ؟ قال: التسبيح والتقديس والتحميد والتهليل، قالت عائشة: فأين العرب يومئذ؟ قال: العرب يومئذ قليل)

(و من حديث أم شريك في الدجال )
( ليفرن الناس من الدجال في الجبال ، قالت: أم شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم قليل) .
أخرجه مسلم ( 8/207 ) - والترمذي( 3926) - وأحمد( 6/462 ) .

فهل يعقل أن يصف رسولنا صلى الله عليه و سلم فترة حكم خليفة تمر فيها مثل هذه الأحداث بالنعماء؟ و أي نعماء00 نعماء لم تنعمها أمته من قبل00 و أي نعماء أن يفر الناس من الدجال في الجبال 00و يجب الأنتباه أخوتي لأمر ،فالرسول صلى الله عليه و سلم، يذكر في تسلم أحد المهدين الخلافة كالتالي :
ـ( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الخامس)
(2371 ) (الصحيحة )

(المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة ). و في حديث آخر ( تأتيه الخلافة هنيئة و هو في بيته )

و نحن نعلم أيضا أنه ذكر أن الخلافة تأتي لمهدي بعد مشاق و أمور عظيمة ، كمبايعته بين الركن و المقام، و كغزو جيش لذلك المهدي، و هو ما زال عائذا بالحرم، حتى يهلك الله هذا الجيش00 إذاً 00 بالمقارنة 00
فالتي تأتيه هنيئة هو مهدي هذا الزمان، و التي نرجو من الله أن يكون زمانها قريب، فهو يبايع له بإجماع المسلمين، الذي قد تحدثنا عن اجتماعهم للجهاد في الشام، و لا عجب فالمهدي مجاهد منهم، و قد خبروا دينه و خلقه، و هم في ذلك الوقت صفوة الله على الأرض00
أما في عهد الثاني00 فتكون مبايعته في الحرم في زمن من الظلم و القهر الشديد، و وجود سلاطين ظلمة، و الذي يبعث له بالجيش المخسوف ، وقد وردت نصوص بأنه السفياني و الله أعلم، و لكن حتى و لو لم يكن هو السفياني، فهو رجل جبار يحكم في الشام تحديدا، و ليس في العراق كما يخطئ البعض ، وهو الذي يبعث بجيش الخسف و الله أعلم 0
بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل الخامس : فترة ما بعد المهدي الاول 0

أخوتي الأفاضل كان حديثنا في الفصل السابق يدور حول خلافة المهدي، و استقرأنا من خلال النصوص النبوية ، حتمية وجود نظامي حكم على منهاج النبوة ، يفصل بينهما مرحلة زمنية شبه غامضة00 و لكن كل الإشارات تدل على أنها من أسوأ ما مر على هذه الأمة00 فبعد سنوات النعيم التي تشهدها الأمة في خلافة المهدي، و التي يصفها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله (تعظم فيها الأمة و تكثر الماشية) صحيح 00

نعم00 الأمة بحاجة إلى التكاثر في النسل بعد حرب ضروس، و هي بحاجة إلى الماشية بعد اختفاء الحضارة و تبعاتها 00كذلك الأمر فالأمة بحاجة إلى التدرب على السلاح الجديد القديم( السيف و النبل) و غيره ، ثم يموت المهدي، و يخلف من بعده خليفة00 و على الأغلب سيكون خليفة يسير بالأمة على نهج المهدي 00و لكن النفوس قد بدأت تتغير و النعمة بدأت تبلغ من النفوس كل مبلغ 00فالمال كثير و البشر قليل و الأرض اتسعت على ساكنيها، و النساء أضعاف الرجال عددا0

(مسند الحارث – زوائدالهيثمي - ج: 2 ، ص: 788)
(793 ) (حدثنا إسماعيل ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة كل تقول انكحني , انكحني )

(مسند إسحاق بن راهويه( 1-3) ، ج: 1 ، ص: 390 )
(3 ) (أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة كلهن يقول: أنكحني، أنكحني، أنكحني)
(الفردوس بمأثور الخطاب - ج: 5 ، ص:85)(أبو هريرة لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريباَ من ثلاثين امرأة كلهن تقول انكحني انكحني)
و في رواية الكشمهيني : يذكر( وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون نسوة )


و في الصحيحين جاءت الرواية لتقول: خمسين أمرأة0
(5437) (متفق عليه )

(عن أنس ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد "" . وفي رواية: "" يقل العلم ، ويظهر الجهل "" . متفق عليه ")

و قد أوردت هذه الروايات و التي تتأرجح فيها الأعداد بين الثلاثين و الخمسين00 و كل يحدث كنتيجة لهلاك الرجال في الحرب دون النساء ، و إذا كان هذا التبدل في النسبة يبدأ بثلاثين ضعف ، فهذا ما ستأول إليه الحرب القادمة، و الله اعلم ، ثم يزداد الفارق ليبلغ الخمسين بعد الملحمة و قبيل نزول نبي الله عيسىعليه السلام 00

سمات حكم المهدي و ما بعده-
1 - قيام خلافة إسلامية في القدس0
2 - نقص شديد في عدد الأمة و يغلب تعداد النساء 30 ضعف على الرجال 0
3 - كثرة المال والماشية0
4 - نزول البركات من السماء و إخراج الأرض نباتها كأحسن ما يكون0
5 - أتساع رقعة الأرض بسبب النقص في العدد0
6 - استقطاب مركز الخلافة للمسلمين حتى أن مدينة رسول الله تترك و تهجر 0
7 - تضع الحرب أوزارها لسنوات عدة و ينتشر الأمن و الرخاء0

هذه بعض ملامح هذه الخلافة فما هي التفاصيل ؟
نعلم أن الإنسان بطبيعته يلجأ إلى الله في الشدائد و يتوب إليه ، و لكنه ما ان تطمئن نفسه و يشعر بالأمان، حتى تراه ينزع إلى الدنيا و زينتها و بالخصوص إذا نشأ جيل جديد لم يعايش فترة الكرب و الشدة ، و هذا ما ابتليت به أمة الإسلام في عصر الفتن، فقد تألب على عثمان رضي الله عنه من لم يصاحب رسول الله ، و لم يشهد ما شهده عثمان ، و لو أخطأ عثمان رضي الله عنه لكان الأولى بالصحابة أن يقوموه، لا هؤلاء الفتية
،و مما أثر عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال:

(الأحاديث المختارة- ج: 3 ، ص: 123)
(عن عبدالرحمن بن عوف قال : ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء فلم نصبر)00 قال أبو عيسى هذا : حديث حسن ، و السراء: هي رغد العيش و سعة الدنيا 0

و هذا يذكرنا بقول الله عز و جل (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59)

جاء في الحديث الصحيح
( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
( 4194 ) ( صحيح )

(فتنة الأحلاس هرب و حرب، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي ، يزعم أنه مني و ليس مني ، و إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل: انقضت، تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، و فسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتطروا الدجال من يومه أو غده)

هذا الحديث يصف لنا كبار الفتن التي تحيق بالأمة00 أولها الاحلاس و التي هي حرب و هرب , و الهرب : هو هروب المؤمنين إلى الشام في الفتنة من كل الأمصار، ثم تنجلي الحرب و يعم الأمن ، فتأتي الدنيا و زينتها لتفتن ضعاف النفوس، و تتغير النفوس و يغير الله أحوال الناس بتغير حكامهم عليهم، و تدب الفتنة من جديد، يحدثها خليفة هاشمي النسب، زنديق الملة ، يقتتل المسلمون فيما بينهم ثم يصطلحون، و تجتمع كلمتهم على رجل غير خليق بالحكم ،ما يلبث الله أن يضرب الناس بفتنة الدهيماء00
و تزحف الأمصار بعضها على بعض، و تقاتلهم الروم و تعود بيزنطة و روما، و تعود قسطنطينية و روما عاصمتا الكفر و العدو الأول للمسلمين، و يبقى الناس في هرج و اختلاف، حتى يبايع لرجل بين الركن و المقام، و تعود الخلافة من جديد ، فيردع الروم، و يدخل المسلمون معهم في صلح آمن00
هذه هي الخطوط العريضة لأحداث هذه الفترة 00
و دعونا الآن نجري قراءة في بعض تفاصيل هذه الفترة00 سنذكر بعض سماتها00 ثم نعرضها على الصحيح من السنة00 ثم ندعمها بالآثار الضعيفة و المرسلة للاستئناس00
1 - يظهر الكفر و الشرك في هذه الأمة و تعود بعض القبائل لعبادة طواغيتها التي عبدتها في الجاهلية0
2 - يظهر الجهل و يرفع العلم حتى تستفتي فلا تجد من يفتيك0
3 - يفشو الزنا و تظهر الخبائث0
4 - يظهر الخسف و المسخ و الزلازل0
5 - يظهر الهرج و القتل الشديد0
6 - تكثر الموالى و تظهر لهم شوكة 0
7 - تترسخ القبلية من جديد و يعود المفهوم القبلي القديم 0
ـ
( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه)ُ
(3952 ) ( صحيح )

(حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، أنه حدثهم، عن أبي قلابة الجرمي عبد الله بن زيد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض، يعني الذهب والفضة ، وقيل لي: إن ملكك إلى حيث زوي لك، وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة ، وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، وإنه قيل لي: إذا قضيت قضاء فلا مرد له، وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه، ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة، وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين، وستعبد قبائل من أمتي الأوثان، وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه نبي، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل ) (00 قال أبو الحسن: لما فرغ أبو عبد الله من هذا الحديث قال ما أهوله ).

(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(3988 ) ( صحيح )

(حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش، عن أبي إسحق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، قال: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل .) (قال الألباني: صحيح دون: "" قال: قيل ). .

هذه الطائفة هي خاصة من خصائص هذه الأمة، و هي موجودة في كل زمان حتى يأذن الله بزوال هذه الأمة00 و أنت ترى اليوم المجاهدين و شيخهم يعيشون في غربة عن هذه الأمة00 نزعوا أنفسهم عن أوطانهم و اختاروا ما عند الله فطوبا لهم 0

(2219 ) (صحيح )
(حدثنا قتيبة ، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) 00 قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح .
ـ
( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
(7418 ) (صحيح)

(لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، و حتى تعبد الأوثان، و إنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي، و أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي)
أخوتي في الله 00لا يظن أحدكم أن هذا الأمر واقع بعد نزول عيسى عليه السلام بزمن00 فنزول نبي الله عيسى هو أحد الآيات الكبرى التي تسبق قيام الساعة، و خروج الدابة، و خروج الشمس من مغربها0 0 بدليل الحديث الصحيح التالي: و سنقتصر على الجزء الأخير منه 0

(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
(4075 ) ( صحيح )


( 0000000ثم يرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلقة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم، ويستظلون بقحفها، ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي القبيلة، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم ريحا طيبة ، فتأخذ تحت آباطهم، فتقبض روح كل مسلم، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تتهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة)
نحن نعلم أن الملحمة الكبرى قد قسمت الناس الى فسطاطين، ففسطاط الإيمان فسطاط عيسى عليه السلام ، يبعث الله عليه تلك الريح الطيبة و التي لا تبقي مسلما على الأرض، و الحديث يشير إلى أن ذلك يتم و هم في رغد العيش الذي يزامن عهد عيسى عليه السلام ، و بالتالي من بقي من الناس هم فسطاط الكفر و النفاق، و قد فقدوا مسمى مسلم و خرجوا من دائرة الإسلام يوم ارتدوا في الملحمة، و لحقوا بالكفار و المشركين و هؤلاء لا يعبأ بهم الله ، فهم بالأصل غير مسلمين بارتدادهم الذي ذكرنا 00
و هذا إن دل على شيء00 فهو يدل على أن من قصدهم رسول الله قد تم ارتدادهم قبل الملحمة، سواء من أرتد منهم بسبب الملحمة، أو من أرتد لهوى في نفسه و هم كثر 00

(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ- عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(4045 ) (صحيح )

(حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت قتادة يحدث، عن أنس بن مالك قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته منه، إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا ، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد) .

( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4050 ) ( صحيح )

(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي ووكيع، عن الأعمش، عن شقيق ،عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل ).

أعلموا أخوتي أن الأحاديث التي تشير إلى رفع العلم أكثر من أن تحصى00 و أخطاء البعض في بسط هذه الأحاديث على الواقع00 فأعتبر البعض أن هذه الأحاديث تخص عصرنا الذي نحن فيه، و أولها تأويل غريب، و قد ظهر هذا الخلط لورود حديث يشير إلى انتشار العلم المادي، و نقص العلم الشرعي00 فقاسوا هذا على ذاك0


(سنن النسائي- المجتبى- ج: 7 ، ص: 244)(6 ) ( أخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا وهب بن جرير، قال: حدثني أبي، عن يونس ،عن الحسن، عن عمرو بن تغلب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم إن من اشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظهر العلم، ويبيع الرجل البيع فيقول: لا ، حتى أستأمر تاجر بنى فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد )
هذا الأمر وقع كما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يراه جليا من عايش فترة الستينات من القرن الماضي، حيث رأينا آثاره فيما بعد 00و علمنا كم من الجهل قد حمل العامة ممن عايش تلك الأيام و ما قبلها، و لكن اليوم أفضل من الأمس، من حيث ازدياد أهل العلم و كثرة الملتزمين و الحمد لله ، و كثرة وسائل المعرفة، و التي تقرب العلم لأبسط الناس، أما متن الحديث00 فلم ينفي وجود العلماء بالقدر الذي تشير إليه الأحاديث السابقة ، فهو نفاه في الحي و لم ينفه في بقعة أكبر من ذلك0
أما الجهل الذي تشير إليه الأحاديث السابقة ، فالجهل يأتي في الزمن الذي يفشو فيه الزنا ، و قد يقول من لم يتدنس بهذا الرجس، و هذا بعيد اليوم عن الكثير من شباب الأمة00
كذلك يظهر الجهل في الزمن الذي يكون فيه عدد النساء قد و صل إلى خمسين ضعف من عدد الرجال، و هذا عامل يساعد على ذلك، ألا ترى إلى حديث رسول الله ( و تمر المرأة بالنعل فتقول كان هذا لرجل ) لندرة الرجال و ميل النساء0
لابد أن أنوه هنا على أن سبب الجهل هو هلاك العلماء، لا إعراض الناس عن العلم، و لا يتصورن أحدكم أن يختص الله العلماء بالموت دون الناس، و إلا لرفض الناس هذا العلم الذي يجلب الموت، و لو كان الموت هو من الحروب لكان هلاك العلماء يتم بنسبة مساوية لهلاك بقية الناس
، و لكن حكام الظلالة هم من يتسبب في هلاكهم، لأنه بقدر ما يكون الجهل مستحكم بالناس، يسهل السيطرة عليهم 00

ـ( سنن الترمذي 38- كِتَاب الْعِلْمِ 5- بَاب مَا جَاءَ فِي ذَهَابِ الْعِلْمِ)
(2652 ) (صحيح )

(حدثنا هارون بن إسحق الهمداني، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا ، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ) - وفي الباب عن عائشة وزياد بن لبيد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى هذا الحديث الزهري عن عروة عن عبد الله بن عمرو وعن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا -

ـ( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )(صحيح )
(يتقارب الزمان، و يقبض العلم، و يلقى الشح ، و تظهر الفتن، و يكثر الهرج ، قيل: و ما الهرج ؟ قال: القتل)
بقايا المجد
بقايا المجد
اود ان اعتذر عن الخطأ الذي ورد في نقل البريد الالكتروني للباحث

فقد راجعت البحث في موقعه 00فأكتشفت انني اخطأت في نقل العنوان البريدي

والصحيح هو كما يلي
: xxxxxxxxxxxxx

والمعذرة مرة اخرى 00
بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل السادس : عودة العصبية القبلية بعد زوال الحضارة 0

سأتكلم الآن عن العصبية و القبلية التي تنمو في الفترة التي تلي سقوط الحضارة 0
طبيعي أن ينمو هذا النظام، و الذي كان يحكم المجتمعات منذ ما قبل الإسلام، ثم أتى الإسلام ليهذب هذا النظام الاجتماعي، و ليحوله من شكل :
(و ما أنا إلا من غزية إن غوت** غويت و إن ترشد غزية أرشد) الى ( انصر أخاك ظالما أو مظلوم)
و قد كان الانضواء تحت كنف القبيلة فيه من الشرف و الرفعة و المنعة، مما يجعل المرء يفخر بانتمائه للقبيلة العظيمة00
ثم جاءت الحضارة المادية، و أنظمة الحكم الجبري، لتقضي على شبكة العلاقات الاجتماعية بشكل منقطع النظير، فقد تهدمت العلاقات الأسرية بشكل متفاوت بين منطقة و أخرى، حتى بات الكثير لا يعلم أكثر من اسمه و اسم جده، و كل هذا يصب في خدمة الطواغيت00
و لكن لو قدر الله و حدث ما نتوقع ، و أطلت الفتنة برأسها، و ظهر الخوف، يبدأ الناس بالعودة إلى أحضان القبيلة تدريجيا في ظل الفقدان التدريجي للأمن 00لذلك ترى مصطلح القبيلة يتكرر بشكل كبير في الأحاديث التي تتكلم عن فترة ما بعد المهدي 0


( سنن أبي داود- أول كتاب الفتن والملاحم)
(4252 ) ( صحيح )

(حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى، قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الله تعالى زوى ، لي الأرض "" أو قال: "" إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق "" قال ابن عيسى: "" ظاهرين "" ثم اتفقا "" لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى )

(صحيح ابن حبان - ج: 15 ، ص: 109)(أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال :حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء ،عن ثوبان، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ، ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكهم وعشرون عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيهلكهم ، ولا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض ، فقال: يا محمد ، إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له، إني أعطيتك لأمتك أن لا يهلكوا وعشرون عامة ، ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم، ولكن ألبسهم شيعا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يفني بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، وإنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الترك وعبادة الأوثان، وإن من أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإنهم إذا وضع السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة، وإنه سيخرج من أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين، وإني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، حتى يأتي أمر الله) - قال أبو حاتم رضي الله عنه الصواب الشرك-

( سنن الترمذي 30- كِتَاب الْفِتَنِ 40- بَاب مَا جَاءَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ كَذَّابُونَ)
(2219 ) ( صحيح )

(حدثنا قتيبة، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) - قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح -.

مما سبق نجد أن المعنى الحقيقي للقبيلة من حيث التجمع و الالتفاف حول قيادة قبلية، سيعود بشكل يفوق التعصب فيها ما كان في الجاهلية الأولى00 كيف لا، و قبائل ترتد عن الإسلام بأكملها00 و طبعا الحديث الذي يرويه أبو هريرة عن رسول الله واضح لا لبس فيه، بأن دوس سترتد عن الإسلام، و تعود إلى جاهليتها الأولى، و تحديد دوس هنا يزيل أي لبس حول أن يكون هذا الحديث يعني ما بعد زمن عيسى ، آي بعد خروج الشمس من مغربها، أي في زمن شرار الناس، فلو كان هذه الردة قد قصد منها زمن ما بعد عيسى عليه السلام، لما كان من ذكر دوس أي فائدة، لأن جميع الناس في ذلك الزمن متساون بالكفر و الردة، و لا ميزة لدوس عن غيرها، أما الأصح فهو أرتداد دوس بعد خلافة المهدي الأول و قبل الملحمة، و هذا يدعمه الأحاديث التي تشير إلى لحاق بعض القبائل بالمشركين في الأعلى00 هذا و الله أعلم

ـ (السنة- المجلد الأول) (78 – صحيح )
(حدثنا بكر بن عبد الوهاب، ثنا ابن أبي أويس، حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب ،عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدونها في الجاهلية)

( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )( 738- الصحيحة )
(أسرع قبائل العرب فناء قريش ، ويوشك أن تمر المرأة بالنعل فتقول: إن هذا نعل قرشي ).

و لي مع حديث فناء قريش وقفة0
لا شك أن فناء قبيلة من القبائل يعني خضوعهم للقتل من قبل الآخرين، و طالما أن القبلية ستعود بعد فناء الحضارة، و سيعود في نفس الوقت حكم الخلافة، و الذي يمثله المهدي، و الذي هو من قريش ناهيك أنه من بني هاشم ، و من عترة الرسول صلى الله عليه و سلم
و إذا أضفنا لكل هذا، الحديث الصحيح التالي:
(22ـ

( السنة- المجلد الثاني )
(1119 ) ( صحيح )

(ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين ، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن القاسم بن الحارث، عن عبدالله بن عتبة ، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش:إن هذا الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أحداثا، فإذا فعلتم، سلط عليكم شرار خلقه فيلحتوكم كما يلحت القضيب)

( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(8175 ) (صحيح )

(يهلك الناس هذا الحي من قريش، قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم)

( مشكاة المصابيح - المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول)
(10- 5388 ) صحيح

(وعن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش ). رواه البخاري .

هذه الباقة من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم تشير إلى أن لقريش يدا في هلاك هذه الأمة، و طالما هذا الأمر لم يحدث في حكمهم السابق فهو سيحدث في الخلافة القادمة مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم0

( مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول )
(25 – 5403 ) صحيح

(وعن عبد الله بن عمر ، قال: كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن ، فأكثر في ذكرها ، حتى ذكر فتنة الاحلاس ، فقال قائل: وما فتنة الأحلاس . قال: "" هي هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ، يزعم أنه مني وليس مني ، إنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل: انقضت تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه . فإذا كان ذلك فانتظروا الدجال من يومه أو من غده) . رواه أبو داود .

ففتنة السراء سببها رجل من قريش، و فتنة السراء واقعة بعد الخلافة القادمة و الله أعلم00
إذاً00 سيلي بعد المهدي الأول خليفة من نسله أو من بيته سيكون سببا لفتنة تأتي على جزء من هذه الأمة0 و قد وجدت في في كتاب نعيم بن حماد ( الفتن )ما يؤكد ذلك و نحن هنا نذكرها للاستئناس 0


(الفتن- لنعيم بن حماد ج: 1 ، ص: 395)(حدثنارشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل ،عن عبد الله بن عمرو، قال: بعد المهدي ,الذي يخرج أهل اليمن إلى بلادهم، ثم المنصور، ثم من بعده المهدي الذي تفتح على يديه مدينة الروم)
المنصور: هو الذي يقود أهل اليمن لقتال قريش

(1158 ) ( حدثنا ضمرة ،عن أبي محمد القرشي، عن أبي بكر الأزدي، قال: ينزل بيت المقدس ملك فيطأه حتى يلبس التاج، وهو الذي يخرج أهل اليمن، وكأني أنظر إلى الصخرة التي يجلس عليها صاحب اليمن، فيبعثون إليه رجلا رسولا فيقتله، ثم رجلا آخر فيقتله، فإذا رأو ذلك عقدوا لرجل منهم ثم ثاروا حتى ينتهوا إليه فيقتلونه)

(1160 )(دثنا الوليد بن مسلم ،عن جراح، عن أرطاة، قال: ينزل المهدي بيت المقدس، ثم يكون خلفاء من أهل بيته بعده، تطول مدتهم ويتجبرون حتى يصلي الناس على بني العباس وبني أمية مما يلقون منهم، قال جراح: أجلهم نحو من مائتي سنة)

(1161 ) (حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي عن عبد السلام بن مسلمة عن أبي قبيل قال لا يكون بعد المهدي أحد من أهل بيته يعدل في الناس وليطولن جورهم على الناس بعد المهدي حتى يصلي الناس على بني العباس ويقولون ياليتهم مكانهم فلا يزال الناس كذلك حتى يغزوا مع واليهم القسطنطية وهو رجل صالح ليسلمها إلى عيسى بن مريم عليه السلام ولا يزال الناس في رخاء مالم ينتقض ملك بني العباس فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي )


طبعا هنا راوي الحديث و هو يعيش في عصر بني العباس يظن أن خروج المهدي قريب، فيقول أن الناس سيذكرون عهد العباسين بالخير لما يلاقوه من ظلم الحكام الذين يلون المهدي0

1- (حدثنا الوليد، عن يزيد بن سعيد، عن يزيد بن أبي عطاء السكسكي ، عن كعب، قال : لا تنقضي الأيام حتى ينزل خليفة من قريش بيت المقدس يجمع فيها جميع قومه من قريش منزلهم وقرارهم، فيغلبون في أمرهم ويترفون في ملكهم حتى يتخذوا اسكفات البيوت من ذهب وفضة، وتمت لهم البلاد وتدين لهم الأمم، ويدر لهم الخراج وتضع الحرب وأزارها)

2- ( حدثنا الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله، عن أبي الزاهرية ،عن كعب، قال: ينزل رجل من بني هاشم بيت المقدس، حرسه إثنا عشر ألفا)

(1163 ) ( حدثنا الوليد، عن أبي النضر، عمن حدثه، عن كعب قال: حرسه ستة وثلاثون ألفا على كل طريق لبيت المقدس إثنا عشر ألفا)

(1164 ) ( قال الوليد، وأخبرني جراح، عن أرطاة، فيطول عمره ويتجبر ويشتد حجابه في آخر زمانه، وتكثر أمواله وأموال من عنده حتى يصير مهزولهم كسمين سائر المسلمين، ويطفىء سننا قد كانت معروفة، ويبتدع أشياء لم تكن، ويظهر الزنى، وتشرب الخمر علانية ، يخيف العلماء حتى إن الرجل ليركب راحلته ثم يشخص إلى مصر من الأمصار لا يجد فيها رجلا يحدثه بحديث علم، ويكون الإسلام في زمانه غريبا كما بدأ غريبا، فيومئذ المتمسك بدينه كالقابض على الجمرة، وحتى يصير من أمره أن يرسل بجارية في الأسواق عليها بطيطان من ذهب، يعني: الخفين، ومعها شرط، عليها لباس لا يواريها مقبلة ومدبرة، ولو تكلم في ذلك رجل كلمة ضربت عنقه )


هذه صفات فترة ما بعد المهدي كما تصفها السنة الصحيحة00 نقص بالعلم نتيجة قبض العلماء بالقتل 00فشو الزنا و شرب الخمر00 و تحدث في عصره و ما بعده الزلازل00

(1165 ) ( قال الوليد: فأخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، قال: ليطافن في مسجدكم هذا بجارية يرى شعر قبلها من وراء ثوبها، فليقولن رجل من الناس: والله ليس الهدى هذا، فيوطأ ذلك الرجل حتى يموت، فياليتني أنا ذلك الرجل)
( حدثنا بقية بن الوليد، وعبد القدوس، وعبد الله بن مروان، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن المشيخة، عن كعب قال: صاحب جلاء أهل اليمن رجل من بني هاشم منزله ببيت المقدس حرسه إثنا عشر ألفا، يجلي أهل اليمن حتى ينتهوا إلى مقدم الأرض، فينزلوا على لخم وجذام فيواسونهم في معايشهم حتى يصيروا فيها سواء، ثم يقبل أهل اليمن بعضهم على بعض، فيقولون أين تذهبون؟ وإلى ما ترجعون؟ فينتدب لهم رجل منهم فيقول أنا رسولكم إلى واليكم هذا برسالتكم، فينطلق حتى يقدم عليه ببيت المقدس بكتابهم ورسالتهم أن يعفيهم ويردهم إلى منازلهم، فيأمر بضرب عنقه ، فإذا أبطأ عليهم بعثوا رجلا آخر، فإذا قدم عليه أمر بضرب عنقه، فإذا أبطأ عليهم بعثوا رجلا آخر فيأمر بضرب عنقه، فيخلصه الله تعالى حتى يقدم عليهم فيخبرهم بقتل صاحبيه وما أراد من قتله، فيجتمعون فيولون عليهم أميرا منهم، ثم يسيرون إليه فيقاتلونه فينصرهم الله تعالى عليه ويقتلوه، ثم يقبلوا على قريش فلا يبقى قرشي إلا قتلوه، حتى يصاب نعل من نعالهم فيقال هذه نعل قرشي )

(81 )حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن سليمان بن عيسى وكان علامة في الفتن قال:


و يدعم ما سبق الحديث التالي:

( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع )
(1953 )الصحيحة :

(يا عائشة ، قومك أسرع أمتي بي لحاقا . قالت: فلما جلس قلت: يا رسول الله جعلني الله فداك لقد دخلت وأنت تقول كلاما ذعرني . قال: وما هو ؟ قالت: تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقا . قال: نعم . قالت: ومم ذاك ؟ قال: تستحليهم المنايا ، وتنفس عليهم أمتهم . قالت: فقلت: فكيف الناس بعد ذلك أو عند ذلك ؟ قال: دبى تأكل شداده ضعافه حتى تقوم الساعة) .


******** ********
بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل الثامن : خروج المهدي الثاني 0


أخوتي في الله : انتهينا من سرد أغلب سمات عصر ما قبل الملاحم، و بيٌنا قدر الظلم الذي يلحق الناس حتى ترتد قبائل بأكملها لتلحق بالنصارى و غيرهم من المشركين0 هذه الفترة العصيبة يبعث الله رجلا من آل بيت محمد صلى الله عليه و سلم ليجمع من بقي من المسلمين في بيت المقدس، مقر الخلافة الأول بعد أن يمكن الله له أمره 0
و الملفت للنظر أن الله يدافع عن هذا الرجل و يحميه و من معه بتدخل مباشر و بآية تكون دليل على أحقيته بالخلافة، فما أن يبايع بين الركن و المقام حتى يأتيه جيش من الشام يرسله أحد الجبابرة في ذلك العصر، و قد ورد في أحاديث ضعفها أهل العلم أن هذا الشخص هو السفياني و قد يكون، فما خروج أبي العميطر في خلافة الأمين العباسي إلا محاولة لإسقاط النص على الواقع كما حدث في فتنة الحرم السابقة، حيث أجتهد من أجتهد فظن أنه في عصر المهدي، فحدث ما حدث و الله يتولى السرائر00
كذلك ما نراه من تسمي بعض خلفاء بني العباس بالسفاح و المنصور أيضا هي إسقاطات للنصوص على الواقع، و قد أخطأ جميعها التوقيت و الله أعلم
إذاً00 هذا المهدي يتولى الله نصره بآيات تقمع الظالمين و تزلزل عروشهم، وذلك بأن يخسف الله بذلك الجيش عن بكرة ابيه 0

( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع)
(1942 ) الصحيحة :

(طائفة من أمتي يخسف بهم ، يبعثون إلى رجل ، فيأتي مكة ، فيمنعه الله منهم ، ويخسف بهم ، مصرعهم واحد ، ومصادرهم شتى ، إن منهم من يكره ، فيجيء مكرها ).

(الإصابة ، ج: 4 ، ص: 343 ، الطبقات الكبرى ، ص: 417)
(قال بن سعد، روى الوليد بن مسلم، عن شيخ من أهل دمشق، عن يونس بن ميسرة بن جليس، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: يكون في بيت المقدس بيعة هدى)

(الفتن لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 362)
(حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبدة المشجعي، عن شيخ حدثهم زمن ابن الزبير أدرك الجاهلية علامة، قال: تنزل الخلافة بيت المقدس تكون بيعة هدى، يحل لمن بايعه بها نساؤهم يقول لا يأخذ عليهم بطلاق ولا عتق)

برغم الضعف في الحديثين السابقين بسبب أن الشيخ الذي روى عنه الوليد بن مسلم ،مجهول 0 فإن الحديث يوافق لب الموضوع الذي تحدثنا عنه، فالمهدي الذي يسبق الملاحم مباشرة يبايع في الحرم، أما المهدي الذي يظهر بعد الحكم الجبري( عصرنا الذي نعيشه ) تكون بيعته في القدس حالما يدخلها المجاهدون، فيبايعونه بيعة هدى و يحل لهم نساء من فيها ( اليهود )

****** ** ******