حـــــَــــــلا
معك حتى عناق الضياء !
تــيــمــة
تــيــمــة
أهي من تأليفك ؟؟

ان كانت كذلك فأصدقك القول لك طريقة رائعة في الكتابة .. كتبت عن بضع لحظات فصلين جميلين ... فكيف ستكتبين عن عدة أيام ؟؟

لكن يهيء الي أن ................... سأنتظر اجابتك ثم أخبرك ...
بحور 217
بحور 217
ومضى يقطع الليالي الطوال والأسابيع والشهور وهو لا

يفتأ يمشي في ظلال الراية الإسلامية المظفرة لم يلق عصا التسيار ولم

يبلغ العاصمة ..... من سمر قند إلى بخارى إلى بلخ إلى هرات إلى

قزوين إلى الموصل إلى حلب إلى دمشق ....دنيا من الخصب والحضارة

والمجد وبلاد كانت ممالك كثيرة ما مملكة منها إلا وهي أضخم وأعظم من

سمر قند ... وما سمر قند في جانب مملكة كسرى وخاقان ؟؟؟ فأين ملك

خاقان وكسرى ؟؟ لقد ابتلعته المدينة المتوارية بين الحرتين .. وراء

رمال الجزيرة .. تلك القرية التي هزها محمد صلى الله عليه وسلم

بيمينه فولدت الأبطال الذين انتشروا في آفاق الأرض وملكوها .....

وكان كلما تقدم ورأى جديدا من دنيا الإسلام تمتليء نفسه فرقا من لقاء

الخليفة ....

وأفاق يوما من ذهوله بعدما صرم في هذه الرحلة أشهرا على صوت الدليل

وهو يهتف باسم دمشق ..

هذه سرة الأرض .. هذه سدة الدنيا هنا التقى العلا والمجد والغنى

والجلال والجمال .. ومن هنا تخرج الكلمة التي تمضي مطاعة .. حتى

تنتهي إلى بلده سمر قند ..وتمضي من هناك حتى تبلغ أرضا أبعد

وأنأى ..هنا يقيم الرجل الذي ملك مالم يملكه في سالف الدهر قيصر ولا

كسرى ولا الاسكندر ولا خاقان ..والذي لا يجد من جبال الصين إلى بحر

الظلمات من يخالف عن أمره أو يرد قوله .

وأمضى ليلته في خان فلما اصبح لبس من ثيابه أحسنها وخرج ليلقى

الخليفة .. . واعترته هيبة شديدة وذكر كيف كانت الأفئدة تتصدع خوفا

من لقاء كسرى وتقف الملوك على بابه وكيف كان يقتل بالظنة ويأمر

بضرب عنق الرجل يقول كلمة لا تعجبه أو يأتيه في ساعة يكون فيها لقس

النفس ضيق الصدر ... وتلمس عنقه وتخيله من الفزع مضروبا ..!!

وفكر في العودة إلى بلده سالما قبل أن يحيق به مصاب لا ينفعه معه مجد

يناله ولا وطن يحرره ولا كاهن يرضيه ..وجعل يسير على غير هدى وكلما

مر على قصر من قصور دمشق ورأى بهاءه ظنه قصر الخليفة ..حتى رأى

قصرا ماله في جلاله نظير له باب هائل عرضه مثل الشارع العظيم له قوس

مشمخرة عالية .. ذات مقرنصات ونقوش قائمة على اسطوانتين من المرمر

الصافي ورأى الناس يدخلون ويخرجون لا يسأل أحد أحدا ولا يمنعه حاجب

ولا بواب فأيقن أنه قصر الخليفة وتشجع وشد من عزمه ودخل ..

ونظر فإذا هو في صحن واسع إذا كنت في طرفه لا تستطيع أن تتبين من في

الطرف الآخر ..قد فرشت أرضه بناصع الرخام فهو يلمع كالمرايا .......

وجعل يمشي خلال الناس ذاهلا لا يدري ماذا يصنع فاصطدم برجل كان يقوم

ويقعد ويذكر اسم الله وتلفت الرجل إلى اليمين وإلى الشمال ونظر إليه

فرآه غريبا فساءله عن حاله فأخبره أنه جاء من بلده يريد لقاء

الخليفة ثم تنبه وقدر أن الرجل سيرتاع لذكر الخليفة بلا تعظيم ولا

تبجيل وأنه سيدفعه إلى الشرطي فيستاقه إلى السجن ....فرأى الرجل

ساكنا كأنه لم يسمع نكرا وقال له :

أتحب أن أدلك على دار الخليفة ؟؟

قال : أوليست هذه داره ؟؟!

قال الرجل مبتسما : هذا بيت الله .. هذا المسجد .. أصليت ؟؟

صلى ؟! وكيف يصلي وهو على دين سمر قند ذلك الدين الذي لا يعرف منه إلا

هذا المعبد المملوء بالأسرار وجعل يفكر : أين هذا المعبد من معبده

المختبيء بين الصخر وأين هذا النور وهذا الجمال من تلك الظلمة وذلك

القبح .... وشك لأول مرة في عمره في دينه الذي نشأ عليه ..!!

وأعاد الرجل سؤاله فقال : لا لم أصل ولا أعرف ما الصلاة ؟؟







والبقية تأتي إن شاء الله .
بحور 217
بحور 217
أشكرك يا حلا كلمتك شجعتني كثيرا ..

ليست من تأليفي يا تيمة وسأخبركم بمصدرها في النهاية إن شاء الله ..
بحور 217
بحور 217
قال له الرجل : وما دينك ؟؟

قال : أنا على دين كهنة سمر قند .

قال : وما دينهم ؟؟

قال : لا أدري .!!

قال : من ربك ؟؟

قال : آلهة المعبد المرعبة ..

قال : وهل تعطيك إن سألتها ؟ وهل تشفيك إن مرضت ؟!

قال : لا أدري ..

ورآه الرجل ضالا جاهلا فألقى في هذا القلب الخالي أصول الدين الحق

بوضوحها واختصارها وجمالها فلم تكن إلا ساعة حتى صار رسول كهنة

سمر قند مسلما مؤمنا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ..

ثم قال الرجل : قم الآن لأدلك على دار الخليفة .. فتبعه وهو يفكر في

جمال هذا الدين وسموه وقد زالت الغشاوة عن عينيه فأدرك الآن سر هذه

الفتوح .. وهذه القوة التي لم يقم لها شيء.

وخرج من المسجد من باب غير الذي دخل منه فما راعه إلا الرجل يقول

له : مشيرا إلى باب من ألواح الخشب . غير مصبوغة ولا منقوشة : هذه

داره !

هذه ؟؟؟! أيمكن أن تكون دار الخليفة دون دور السوقة من رعيته وقد مر

عليها فرأى فيها بهاء وجلالا ؟؟

وتقدم من الباب وهو شاك فرأى كهلا يصلح بالطين جدار المنزل وامرأة

تعجن ..فلحق بالرجل مغيظا محنقا وقال له : ما كان لك أن تكذب علي

وتسخر مني أسألك عن دار الخليفة فترشدني إلى دار طيان ؟؟

فقال الرجل: ويحك هذا والله أمير المؤمنين الذي ليس فوقه إلا الله .

وهذه المرأة هي زوجة الخليفة عمر وبنت الخليفة عبد الملك وأخت

الخليفتين وليد وسليمان وأخت هشام ويزيد وسيكونان خليفتين .. هذه

أمجد امرأة في العرب .. ولقد كان أمير المؤمنين أرفه الناس عيشا

واكثرهم طيبا ولكنه كان فيه عرق من عمر بن الخطاب فنزع به عرقه إلى

ماترى .. فعد إليه فاقرع بابه وانفض إليه شكايتك ولا تخف فوالله ما هو

الملك المتكبر ولا الحاكم الجبار ولكنه عبد لله متواضع هين لين فإذا

رأى الحق أمضاه فلم يقف دونه شيء وإذا غضب لله كانت العواصف والصواعق

دون غضبه قوة ونفاذا .... هذه دار الرجل الذي أورثته شريعة القرآن

تيجان الملوك الأربعة : كسرى وقيصر وفرعون وخاقان فكانت هامته أرفع

من أن يبلغها تاج منها فما سمت إليها إلا العمامة ( تاج العرب ) ..

هذه دار الرجل الذي جبيت إليه ثمرات الأرض فكال الذهب كيلا وأعطاه

لمستحقه باليدين ومنح الفقراء الجوهر وقسم في المحتاجين الدرر وبقي

هو وأسرته بغير شيء ... لأن نفسه أكبر من أن يملأها كل ما في الدنيا

من ذهب وجوهر .. إنها أكبر من الدنيا فلذلك حقرتها وطمحت إلى ما هو

أعظم منها : إلى الجنة !!








أما زلتم معي ؟؟؟فللحديث بقية تأتي إن شاء الله .