الدوافع إلى زيادة محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





لاشك في أن حب النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان، والإيمان

يزيد وينقص،وكلما إزداد إيمان العبد إزداد حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم

لذا كان الصحابة رضي الله عنهم أبر الأمة قلوبا،وهم أوفر الناس نصيبا

من هذه المحبة،فكانت محبتهم له صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة الآباء

والأبناء والزوجات والأموال،وفدوه بآبائهم وأبنائهم،وهذه صحبية جليلة

قتل يوم أحد أبوها وأخوها وزوجها فقالت:كيف فعل رسول الله صلى الله

عليه وسلم؟ فقيل لها:هوعلى خير ماتحبين. فقالت:دعوني أنظر

إليه،فلما رأته قالت: كل مصيبة دونك جلل يارسول الله ..


ولما عذب خبيب بن عدي رضي الله عنه قيل له:أتحب أن محمدا

مكانك، وأنك معافى في أهلك ومالك ؟ فقال: ما أحب أنني معافى



في أهلي ومالي ويشاك محمد صلى الله عليه وسلم بشوكة،أي

وهو أيضا معافى في أهله وماله..وفي ذلك قيل..


أسرت قريش مسلما ***فمضى بلا وجل إلى السياف


سألوه هل يرضيك أنك سالما***ولك النبي فدى من الأتــلاف


فأجاب كلا لسلمت من الردى***ويصاب أنف محمد برعاف



وقاه طلحة بن عبيد الله يوم أحد بيده فشلت يده..


فما هي الدوافع التي تدفع المؤمن إلى الزيادة في محبة النبي صلى

الله عليه وسلم واتباع سنته؟


1ــ زيادة محبة الله عز وجل لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم

من لوازم محبة الله عز وجل وكلما ازداد حب العبد لله عزوجل


ازداد كذلك حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...


وقد ذكر العلماء لمحبة الله عز وجل أسبابا....



منها ــ قراءة القرآن بتدبر..

ومنها ــ التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل،بعد استكمال الفرائض..

ومنها ــ دوام الذكر بالقلب واللسان...

ومنهاـــ إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى...

ومنها ـــ مطالعة القلب لأسماءه وصفاته،ومشاهدتها وتقلبه في رياض معانها...

ومنها ــــ مشاهدة بره وإحسانه،ونعمه الظاهرة والباطنة...

ومنها ـــ الخلوة به وقت النزول الإلهي والإذن العام في الثلث الأخير من الليل...

ومنها ـــ مجالسة المحبين الصادقين،والتقاط أطايب كلامهم...

ومنها ــ المباعدة عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل...

ومنها ــ إنكسار القلب بين يدي الله عز وجل...

فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ، ودخلوا على الحبيب..


2 ــ ومن ذلك معرفة النبي صلى الله عليه سلم ومعرفة شمائله ،وشرف نسبه، وكريم خلقه...


وقد كان يكفي من عاصره صلى الله عليه وسلم أن ينظر إلى وجهه

الكريم فيرى علامات الصدق وآيات النبوة..

قال حســــــــــان :
لولم يكن فيه آيآت مبينة ***** كانت بديهته تأتيك بالخير


فمهما تعرف المسلم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،فإنه

يزداد حبا له وتسليما لأمره...


قال تعالى ((أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون)) "المؤمنون" 69


فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خلقا،وأوسعهم

صدرا،وأصدقهم لهجة ، وأكرمهم عشيرة، وأوفاهم عهدا،


وأوصلهم للرحم،قريبا من كل بر،بعيدا عن كل إثم ،لا يقول إلا حقا، ولايعد إلا صدقا، جوادا بماله...




فجدير بمن كان بتلك المنزلة أن تتوجه القلوب لمحبته، وكلما أطلع

الإنسان على جوانب خلقه الكريم ازداد حبا له،



ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم أكمل الأمة حبا له لما شاهدوه

وعاينوه من أحواله الشريفة وأخلاقه الكريمة..

ولذا قال الله عز وجل حاثا عباده على تدبر أحواله الداعية إلى مزيد

من محبته والتسليم لأمره ونهيه:


((قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا

مابصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) سباء




3 ـــ ومن ذلك دراسة تشريفات النبي صلى الله عليه وسلم وما

فضله الله به على سائر الأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم عليهم أجمعين..

فمن ذلك أنه ساد الكل كما في قوله صلى الله عليه وسلم

ولد آدم يوم القيامة ولافخر] "رواه البخاري ومسلم"


ومن ذلك أن الله عز وجل غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر كما قال

تعالى (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر))"الفتح2 "



ومن ذلك أنه صاحب المقام المحمود يوم القيامة كما قال تعالى

((عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا))والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى...

ومن ذلك أن الله تعالى أقسم بحياته، ولم يقسم بحياة أحد من خلقه


غيره ((لعمرك أنهم في سكرتهم يعمهون))"الحجر72 "



ومن ذلك أن الله عز وجل وقره في ندائه، فناداه بأحب أسمائه

وأسمى أوصافه (ياأيها النبي) وقال: (ياأيها الرسول) ونادى الأنبياء

باسمائهم الأعلام..


ومن ذلك أن الله أمر بتوقيره واحترامه


ومن ذلك أن الله عزوجل اختصه بمعجزة القرآن المبين،وهي باقية إلى

يوم الدين،وله صلى الله عليه وسلم كذلك من المعجزات


الحسية مافاق جميع الرسل !!فمن ذلك حنين الجذع،ونبع الماء بين

أصابعه،وتسليم الحجر عليه،وتكثير الطعام بين يديه،وانشقاق القمر له..


ومن ذلك أمن لكل نبي مثل أجر أمته لأن من دعا إلى هدى كان له

من الأجر مثل أجور من تبعه، وأمته خير الأمم،وهي نصف أهل الجنة..



ومن ذلك أن الله عز وجل حفظ كتابه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له


لحافظون))"الحجر:9 :"وحفظ إجماع أمته فلا تجتمع على ضلالة



وحفظ طائفة من أمته فلا تزال ظاهرة على الحق،ووهبه سبعين الفا

من أمته يدخلون الجنة بغير حساب...




4 ـــ ومما يدفع إلى مزيد حبه صلى الله عليه وسلم معرفة شفقته

على أمته ورحمته بهم،كما وصفه الله عز وجل بقوله:


((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم

بالمؤمنين رءوف رحيم))"التوبة128 "



فمن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم آثر أمته على نفسه بدعوته،ففي

الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله
عيه وسلم





دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة،فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي


لايشرك بالله شيئا] "رواه البحاري :ومسلم"وفي صحيح مسلم عن

ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم :


((فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم))"إبراهيم36 "

وقول عيسى عليه السلام ((إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت


العزيز الحكيم))"المائدة:118 "فرفع يديه وقال "

فقال الله تعالى :ياجبريل اذهب إلى محمد فقل له:


"رواه مسلم" ومن ذلك حرصه

صلى الله عليه وسلم على هداية أمته كما قال تعالى:


((لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)) "الشعراء:3 "




5ــ ومن الدوافع إلى مزيد من محبته صلى الله عليه وسلم قوله عز

وجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا


تسليما))"الأحزاب:56 " قال ابن كثير رحمه الله :المقصود من هذه

الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملاء الأعلى


بأنه يثني عليه في الملاء الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن

الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع


الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي،وقال صلى الله عليه

وسلم :"رواه مسلم والترمذي"


وبعد فهذه جملة دوافع لمزيد من محبة النبي صلى الله عليه

وسلم،منها ماهم اعتقادي خبري كمعرفة شرفه ونسبه وخلقه،ومزيد

شفقته وحرصه


على هداية أمته،ومنها ماهو علمي عملي وهو السبب الأول والأخير،

فالأخذ بالأسباب التي توصل إلى محبة الله عز وجل، وكذلك اعتقاد


شرفه صلى الله عليه وسلم لإخبار الله عز وجل بصلاته وصلاة

ملائكته وأمره عز وجل بالصلاة والتسليم عليه وكثرة الصلاة عليه

وتوقيره صلى


الله عليه وسلم واتباع سنته ومحبة الداعين إليها والعاملين بها من

عوامل محبته صلى الله عليه وسلم ـفنسأل الله تعالى أن يزيدنا


حبا لنبيه صلى الله عليه وسلم كما آمنا به ولم نره،وأن لايفرق بيننا

وبينه حتى يدخلنا مدخله ...


<<>> من كتاب مواقف إيمانيه <<>>



اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلي حبك

اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا ومن الماء البارد عند الظماء


اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأوردنا حوضه وأحشرنا في زمرته


اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته فداه نفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم

 
 
 
31
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الجـمــ ام ـــــان
بنت اسامه
بنت اسامه
شموخ سبيع
شموخ سبيع
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك ونفع بك الاسلام والمسلمين والله يعجزلساني عن ذكرأنجزتك ولكي خالص حبي
ام حنان 2
ام حنان 2
بارك الله فيك غاليتي
وجمعني واياكي في زمرته عليه افضل الصلاه والتسليم
مبدعـــــــه ورائعه بمواضيعك
نتظر المزيد من ابداعتك
ـ أم ريـــــم ـ
وفيك بارك غاليتي وجزاك الله الجنة ورفع قدرك

اسعدني جدا تواجدك العطر