في الذكرى السادسة لغزوة منهاتن من المنتصر؟

الملتقى العام

بســم الله الرحـــمن الرحـــيم




(في الذكرى السادسة لغزوة منهاتن من المنتصر؟)


بعد أيام قلائل سوف تحل الذكرى السادسة لغزوة منهاتن المباركة فمن المنتصر في هذه الحرب؟مرت ست سنوات على أول غزوة جهادية في العصر الحديث تقوم بقتال الكفار في عقر دارهم. وفي الحقيقة إن الإنسان ليعجز أن يتكلم عن هذا المجهود الجبار الذي أحيا آمال الملايين من أبناء الأمة في غد أفضل تحت ظل خلافة إسلامية عنوانها العدل والكرامة. لقد تبع هذا الإنجاز خلال السنوات الست المنصرمة متغيرات كثيرة ، وعصفت رياح كثيرة بالمسلمين ، رفع بها الله أقواما ووضع آخرين. ولا شك أن ممن رفعهم الله المجاهدين في سبيله ، في مقدمتهم المنفذون التسعة عشر للغزوة المباركة ، وآخرون ممن يذبون عن الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ويقارعون طاغوت العصر أمريكا.

لقد عززت الغزوة إيمان المسلمين بالله القوي العزيز، فلم يكن أحد يتصور حتى في منامه أن أمريكا القوة العظمى، التي تمتلك أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم دون منازع، ستضرب في عقر دارها ضربة مدوية ستتركها في أزمة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية من حينها.
ولهذا كان لا بد من النظر مجددا في العديد من خلفياتها وعبرها وآثارها، حتى تكون نبراسا للجميع في سعيهم لاسترجاع العز الإسلامي المفقود

لقد وعد (بوش) الحقير أنه سوف ينتقم ممن كان السبب في هذه العلمية ويقدمهم للعدالة ووعد الشيخ "أسامة بن لادن" حفظه الله أن أمريكا لن تحلم بالأمن والأمان مالم نعشه واقعاً في فلسطين وكل بلاد المسلمين، وكذلك وعد الشيخ الملا "محمد عمر" حفظه الله أيضا بالهزيمة لأمريكا وحلفائها فحشد الحقير أمريكا بكل قواتها وحلفائها وجاءت بخيلها ورجلها لتقضي على (الإرهابيين)كما صرح بذلك الأحمق المطاع فرغم الثمن الباهظ الذي دفعته الأمة من دمار وخراب ودماء سالت أنهاراً إلا أن النتيجة النهائية لهذه الجريمة النكراء التي قام بها بوش وحلفائه ستكون لصالح هذه الأمة بإذن الله, كما تدل جميع المؤشرات والحيثيات والوقائع التي تجري على أرض المعركة المُحتدم أوارها دون إعطاء العدو مجالاً لأخذ لحظة من راحة أو نفس.

إن هؤلاء الأوباش لا يقرأون تاريخ أمتنا وإن قرأوا لا يفقهون من أمرنا شيئاً، وما أروع قول الشاعر :
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر && ضاع قوم ليس يدرون الخبر
إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم عصية على الإستئصال، ولكنها عبر التاريخ تثبت من جديد عندما تتعرض لحملات إستئصالية، إن على أبطال أمتنا أصحاب العقيدة الصحيحة أحفاد الصحابة أحفاد (أبي بكر وعمر وسعد وخالد والمثنى) أن يحملوا العبء والمسؤولية التاريخية لإنقاذ الأمة من بطن الحوت الأمريكي الذي يبتلع الأمة وخيراتها منذُ عقود من الزمن فجاء إلى (أفغانستان والعراق) من أجل أن يبتلعها فابتلع سيوفاً من سيوف الله أنصالها حادة قطعت أحشاءه وجعلته يترنح، الله أكبر لقد بلع بوش وعصابته الطعم وجاء لمنطقتنا متغطرساً ظاناً أنه سوف يستقبل بالورود، والرياحين ...
الله أكبر الله أكبر والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد لله وحده، أعز جنده وهزم الأحزاب وحده، فالحمد لله حمداً كثيراً على مجيئ هذه العصابة، يتقدمهم هذا الأحمق المطاع الذي لا يصلح إلا لرعاية الأبقار ليحكم أمريكا فيظن أنه رسول منتقم مُخلص, فيأتي بجيشه وحلفائه وعملائه وعبيده إلى أفغانستان التي تحطمت عليها إمبراطورية بريطانيا ودفن فيهاالإتحاد السوفيتي، وأما أرض الرافدين أرض القادسية التي تحطمت عليها إمبراطورية الفرس المجوس على يد الغر الميامين الذين حملوا الراية من بعده ففتحوا العالمين، الذين رفعوا راية الإسلام خفاقة فوق إمبروطورية فارس وحدود الصين شرقاً وإمبرطورية الروم إلى الأندلس غرباً،
لقدجاءت أمريكا غازية لديار المسلمين، متكبرة متطاولة مستهزئة بأمتنا مستخفة بها دون أن تقيم لها وزناً ولا إعتباراً تحت كل ذريعة، فجاءت مصممة على مسح الهوية الإسلامية وتدمير قوتها، وجاءت وهي مطمئنة بأنها لن تجد أمامها من يصدها أو يدفع عن الأمة شرها أو تعيق مخططاتها قال تعالى"لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهُم النار ولبئس المصير" (57 :النور).
،نعم لقد استدرجهم الله من حيث لا يحتسبون فختم على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل على عيونهم غشاوة جعلهم ينظرون أن ديار المسلمين هدف ضعيف سهل المنال مما سيجعل النصر السريع لهم بمثابة عرض للقوة العسكرية الأمريكية، وهي القوة التي ستصدم العالم وترعبه وبالتالي يصبح من السهل تنفيذ استراتيجتهم في إعادة صياغة السيطرة على العالم وجلبوا معهم لتنفيذ هذه الاستراتيجية أصحاب الحقد التاريخي (الروافض)عليهم من الله ما يستحقون، الذين اشتركوا مع التتار والمغول في حرق بغداد، وحرقوها وأطلقوا لهم العنان وأفلتوهم من عقالهم ليقتلوا ويذبحوا وينهبوا ويخربوا ويدمروا
وليهلكوا الضرع والزرع ولينتهكوا الأعراض .
لقد كان المخططات الصليبية في هذه الغزوات بعد ابتلاع أفغانستان والعراق أن يبتلعوا باقي بلاد الأمة، ويحولوها إلى ما يجعلها ملكاً خاصاً لهم، أرضاً وثروات، فهم لم يكتفوا بسيطرتهم السياسية على ديار المسلمين عن طريق تنصيب طواغيت يتبعون لهم وينفذوا ما يقررون وإنما جنون العظمة والقوة حولهم إلى قرش مفترس يريد أن يبتلع العالم، وجعل كل مسلم يتحول إلى كائن حي يستهلك بنهم وشراهة ما تنتجة أمريكا بعد العمل على إعادة صياغته فكرياً وثقافياً ونفسياً، وبعد إفقاده ذاكرته وذاته وهويته الإسلامية، وبالتالي يفقد انتماءه لدينه وأمته فيصبح داعياً ومنادياً بالمفاهيم الأمريكية، فيصبح تحت السيطره الكاملة، يتم التحكم به فينفذ ما يُملى عليه ودون اعتراض، وهذا ينادي به الكثير من الذين انسلخوا من أمتنا أي أن أمريكا تريد تحولنا إلى قطعان من الأنعام الضالة التي تأكل وتشرب وتنام وتتناكح فقط، لكن(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال*فلا تحسبن الله مُخلف وعده رُسُله إن الله عزيز ُُذو انتقام" (46،47 : ابراهيم).
، فكان الله سبحانه وتعالى لـ (أمريكا) ومن معها بالمرصاد فبعث لها عباد له أولي بأس شديد يحبهم ويحبونه، يجاهدون في سبيله لا يخافون في الله لومة لائم، (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يُحبهم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " (54 :المائدة)
فهؤلاء الرجال الأشداء الذين بعثهم الله في أفغانستان وفي العراق وغيرهما لا يهمهم ماذا تقول عنهم أمريكا ولا عملاؤها ولا حلفاؤها ولا مشايخ ومفتون ممن يصفونهم بـ (الإرهابيين أو المتطرفين أو الظلاميين) لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
فالمهم عندهم حب الله لهم، وحبهم لله وأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فبهذه العقيدة قلبوا السحر على الساحر، وأوقعوا أمريكا في شر أعمالها من أرض أفغانستان وأرض الرافدين مستنقعاً تغوص فيه يوما بعد يوم، وفخ محكم، وهاهم يدخلونها في ورطة حقيقة وكارثة تاريخية على أيدي أحباب الله.
نعم لقد أنزلوا أمريكا بعون الله وتأييده ومدده من عرض عظمتها ومرغوا أنفها بالتراب، وهم قلة من المؤمنين الصادقين المخلصين الموحدين لله رب العالمين، حفاة عراة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، سلاحهم البنادق والقاذفات يهزمون من يمتلكون الدبابات والمدافع العملاقة والقنابل الذكية والغبية والصواريخ العابرة للقارات والبوارج التي تقصف عن بعد وb52 و الشبح وجميع أنواع الصواريخ والطائرات، سيذكرها التاريخ بأنها كانت بداية النهاية لـ(إمبرطورية الشر الأمريكية).
وها هي (أمريكا) المتورطة تفقد صوابها، فتبحث عن المخرج, وعمن ينقذها, ومن يخلصها من بين أنياب أسود الإسلام، ها هي تسقط على أيدي الذين بعثهم الله من رحم هذه الأمة, فانقضوا عليها ينهشون لحم جنودها، ويصهرون لحمهم بحديد دباباتهم وآلياتهم ومعداتهم, فمن يستطيع أن يُخلصها مما أوقعها الله فيه (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يُعجزون)، فها هي الإدارة الأمريكية تشكل اللجان، وتعقد المؤتمرات, وتستشير السياسيين والقادة السابقين, وتكلف مراكز الأبحاث والدراسات لإيجاد مخرج قبل فوات الأوان, وها هي نفس القيادة الأمريكية الشريرة المتمثلة بـ (عصابة البنتاغون, قادة الحملة الصليبية الجديدة) يظهرون على حقيقتهم أغبياء جهلاء فاشلون عاجزون يتخبطون, لا يدرون ماذا يفعلون أمام ما يلاقونه على أيدي المجاهدين في سبيل الله، وها هم أخذوا يتساقطون ويتهاوون كما تهاوت الأبراج في منهاتن بذلة مخذولين مدحورين.
لقد فرط المجاهدون عقدهم, وأطاحوا بهم واحداً تلو الآخر بعد أن ورطوا (أمريكا) ورطة كارثية, فأين (رامسفيلد) وزير الحرب المغرور المتعجرف والمتغطرس الذي طرد طرداً، وبطريقة مُهينة ومُذلة من (البنتاغون)
,
وأين ( ريتشارد بيرل),
وأين رأس الشيطان (وولفويتز) المُنظرالأول لهذه العصابة,
وأين (دوغلاس فيث)
وأين (اليوت إبرامز),
وكان أخيرهُم، وليس آخرهم (لويس ليبي) مديرمكتب نائب الرئيس في (البيت الأبيض
وأين (توني بلير رئيس وزراء بريطانيا ذنب أمريكا، وحليف عصابة البنتاغون, فلأول مرة في تاريخ بريطانيا يفصل رئيس وزراء من زعامة حزبه, وبالتالي من رئاسة الوزراء وهو على رأس عمله, وذلك بسبب توريط بريطانيا بمعركة كارثية خاسرة،
وأين خوسيه ماريا أزنار رئيس وزراء إسبانيا يومئذ الذي كان يحرض على احتلال احتلال (العراق) بمنتهى الحقد والوقاحة, وكيف لا وهو حفيد أصحاب محاكم التفتيش,
أين الصليبي المتبجح والمغرور (برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا),
إن هؤلاء الأشرار جميعاً سقطوا بقوة الله ثم بفعل المجاهدين الذين يقاتلون في سبيل الله، إنهُم اختصروا من عُمرها بفضل الله وقدره ,فسرعوا بذلك من زوال الظلم والشر والقهر والعذاب الذي تسببه(أمريكا) للبشرية.
وإننا لنستبقي نحن المسلمين ذكرى هذه الانتصارات حية في غدونا ورواحنا نرنو إليها بمزيد من الحنو ونتوجه إليها بكثير من الشوق والحنين وإنها لتزداد توهجا في ضمائرنا في هذه الأيام الحالكات
إن الانتفاع بها لعظيم، وإن فيها الوقدة الذاكية القادرة على أن تضرم في قلوب الملايين من المسلمين حمية الجهاد وحب الاستشهاد، وأن تهز القلوب والأعصاب منهم هزا، وأن تنفض الكرى والسبات عنهم نفضا، وأن تخرجهم من التبلد والخمول إخراجا.
إن ذكرى هذه الغزوة تذكرنا ببدر وحنين و اليرموك والقادسية و حطين تغمر نفوسنا غمرا ولكن لا يحسن بنا أن نرضى منها بالأطياف بل لا بد أن تفعم قلوبنا بمبادئها وأهدافها وأن نعي خططها لنصنع أنفسنا في معملها صنعا مجددا، وإننا نحياها حق الحياة إذا استنتجنا منها الدرس العملي التطبيقي في تحقيق النصر الأكبر، وليس من شك أن هذه الحرب هي التي صاغت المسلمين كما شاء الله لهم أن يكونوا ورفعت لهم أمجادهم، وهي وحدها قادرة على أن تصنعنا بمشيئة الله وقد جعل الله لنا منها قدوة، وجعل لنا في أصحابها أسوة. وإننا مضطرون إن كنا جادين في طلب النصر إلى العودة إليها للتحري و التقصي عما فيها من الأعمال والخطى التي رجعت بالنصر المبين.
إن الله تعالى علّم المسلمين الأولين كيف يصنعون النصر بأيديهم، وما أحوجنا أن نتعلم من هذه الغزوة المباركة كماتعلموا.
إننا مدعوون شئنا أم أبينا إلى خوض معركة فاصلة مع أعدائنا يكتب لنا فيها البقاء أو الفناء، وهذه المعركة هي أشد ما تعرّض له المسلمون من محن في تاريخهم لأنها لا تستهدف من الغلبة الاستيلاء على الحكم فحسب وإنما تستهدف ذات وجودنا روحا وقلبا ووطنا فإما أن نبقى وإما أن نذهب إلى الفناء.

علينا أن نبادر إلى إقرار حقيقة لا تُدفع هي: إن تاريخ هذه الغزوة يعد تاريخ من الانتصارات العظمى في تاريخ الأمة الإسلامية قد قامت على قاعدة راسخة تجعل من الجهاد في سبيل الله الأساس في كيان تنظيم القاعدة ,ومنطلقهم إلى العالم والحياة، إن الوجود الراكد لا يقبله ديننا، بل هو في جوهره إخراج الناس من الركود إلى الحركة، أو من الحركة المشتتة المخربة إلى الحركة المنظمة البناءة التي تهب السعادة وتنشر البشر والخير، وهي القاعدة التي أقام الله عليها الوجود الإنساني كله، قال تعالى:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}
إننا مدينون بدين صعب الوفاء لهؤلاء الذين شابهوا البدريين-رضوان الله عليهم-الذين صنع الله على أيديهم النصر الأول قاعدة مجاهدة الأعداء بالسيف.


1
329

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وجدوحنين
وجدوحنين
اللهم انصر المسلمين في كل مكان