الفجر

الفجر @alfgr_1

محررة فضية

قصة وصــورة خديجة مع طفلتها ورسالة من امرأة سعودية إلى أختها العراقية

الملتقى العام





نعم، أنها خديجة أحمد عبدي:

كردية الأصل،

عربية المنشأ،

بغدادية اللهجة..

كانت ليلة الثلاثاء الرابع والعشرين من مايو/أيار في حي شعبي بالموصل، وبعد أن هجع أصحاب الدار إلى مضاجعهم، وادلهمت ظلمة الليل، وقرأت خديجة كما تفعل كل ليلة المعوذات، وأرضعت نور الهدى واحتضنتها بين ذراعيها.. كان الشر لهم بالمرصاد،

تحت جنح الظلام كان أشباح الكفر البغيض يتقدمون صوب منازل (حي الانتصار)، حيث حلت خديجة ضيفا.. فلم يراعوا حرمة دار، ولا صراخ طفل، ولا شيخوخة عجوز..

فقد أعلن بوش بن فرعون (أنا ربكم الأعلى)، والكافر لايطرق الباب، ولايستأذن أهل الدار، فهذه أخلاق المؤمنين فحسب.. إنما فجروا الباب القديم والجدار المتهالك بعبوات ناسفة.. واندفع جيش البغي يعيثون في البيت تخريبا وتهشيما، وكأن قاعدة عسكرية قد خبأت تحت الأغطية وفي الدواليب..

فزعت خديجة من نومتها، وامتدت يدها قبل كل شيء إلى حجابها ألقته على رأسها، وهي العفيفة التي ما رأى غريب شعرها منذ تحجبت.. وتنقلت الضباع الأمريكية بين الغرف وفوق السطح تنتقي فريستها، وحلقت غربان الأباتشي السوداء فوق سطح المنزل ، فاختطف سراق الليل رجال البيت، أخوها (ضاري) وزوج أختها المضيفة (فاضل)، وألقوهم في المدرعة دون سؤال وتحقيق، جريمتهم أنهم رجال، وكل رجل في العراق مطلوب لفرعون، أما أشباه الرجال وأنصاف الرجال فوزراء وأمراء يسبحون بحمد بوش صباح مساء في أوكار المنطقة السوداء.



الحجاب أرعبهم:

لم يرق للضابط الأمريكي ستر خديجة وعفافها، فصرخ بوجهها: أنت ترتدين ملابس الإرهاب! ثم أرسل من يجرها من دفء فراشها إلى عربة الغزاة، وبثبات المؤمن وعزيمة الواثق، طبعت خديجة قبلة على وجنة نور النائمة، ومشت شامخة الرأس دون أن تدعو برحمة أو شفقة سوى من الله.

قيدوا معصميها، أوثقوا عينيها، ألبسوها كيسا، ساقوها في عربتهم كما تساق الماشية، أشبعوها شتما واهانة وتهديدا، حتى وصل الركب إلى معتقل الغزلاني.. هناك ابتدأ التحقيق، وانخرطت خديجة دون اختيار منها في مدرسة الابتلاء الرباني، كما هو شأن الأنبياء والصالحين في كل زمان ومكان.. وما أشد ابتلاء المرأة الصالحة إذا خلع عنها الحجاب!


وظلم ذوي القربى أشد مرارة:

انه المترجم العراقي.. صباغ أحذية الغزاة كما أنشد السياب يوما.. إذا استنجدت به وجدت الكافر أكثر منه رحمة، لقد توقعت خديجة من الأمريكي الكافر كل سوء، ولم تستجدي عطف المحقق الذي انهال عليها صراخا وتهديدا واتهاما.. لكنها همست إلى المترجم العراقي: ألا تستحي أن ترى أختك دون حجابها؟ ألا تستحي أن تهان أختك أمام الكافر؟ فهالها ما سمعت، وفجعها ما قاله صباغ أحذية الغزاة: تستاهلون.. جا من يكتل الشيعة غيركم انتو السنة؟ شكد ينطيج الزرقاوي حتى تفخخين نفسج؟.. نقلناها كما تقتضي الأمانة العلمية والتوثيق الدقيق.

أبو غريب، مرة اخرى:

وكان مما هدد به المحققون خديجة أنهم سيذهبون بها إلى أبو غريب، حيث ستغتصب هناك كما اغتصبن نساء من قبل، هذا إن لم تعترف أنها إرهابية، وأن زوجها إرهابي.. ثم قيل لها: لا مفر، فقد اعترف زوج أختك أنك إرهابية.. ويشاء الله أن تسمع من خلف الجدار نفس الادعاء الكاذب يقال لزوج أختها في الغرفة المجاورة! فأدركت أنهم كاذبون، وألقى الله عليهما بالثبات والطمأنينة..

تهديد الأم بطفلتها:

ومن أغرب وأبشع وسائل التحقيق أنهم هددوا خديجة بإيذاء طفلتها نور أمامها إن لم تعترف، لكن خديجة لم تصدق هذه التهديدات، وما تخيلت أن بشرا يفعل هذا في القرن الواحد والعشرين.. وأصرت بثبات وتصميم على براءتها من كل تهمة إلا من تهمة الانتماء للعراق وللحجاب!

وكان ذلك من رحمة الله بها.. فقد ذهبت قوة أمريكية في اليوم التالي إلى بيت شقيقتها بحثا عن نور! وحطموا كل شيء بحثا عنها، لكن الله خذلهم، فأبو نور كان قد انطلق بها إلى منزل آخر، وحفظ الله نور وأمها من هذه الجريمة.. وما أدركت خديجة أنهم كانوا جادين في انتزاع اعتراف ولو كاذب منها بالمساومة على طفلتها الرضيعة ذات الثلاثة شهور.. ولكن الله سلّم.


نور تضرب عن الحليب:

حتى نور ذات الثلاثة شهور، أعلنت اضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقال والدتها ومرضعتها لستة وعشرين يوما.. وعبثا حاول الأهل بدائل الحليب بأصنافها.. حتى وضعت على المغذي يوما لما ألمّ بها.. وتشتد معاناة خديجة وتشتد آلامها.. وكل أم أرضعت طفلها تعلم كم شديد هو الألم عندما لايرضع الطفل في وقته، وتسقط من الإعياء، ويأتي الحارس الأمريكي يركلها بقدمه ويجرها من شعرها إلى التحقيق.


كنت أبكي صامتة:

لم تحمل خديجة هموم نفسها وطفلتها الرضيعة فحسب، بل حملت هموم النساء السبعة اللائي كن مسجونين معها: (كنت أقواهن وأشدهن صبرا، كنت أمنع عن نفسي البكاء رغم حزني الشديد على نور، لئلا يرى الأخريات في ذلك ضعفا، فقد كنت بينهم رمز الثبات والصبر والاحتساب.. تعلمت هناك أن أبكي صامتة. لقد خشيت أن نبدو ضعافا أمام السجانين، وشد من عزمنا تأكيد إخواننا الرجال المعتقلين بجانبنا أنهم سيموتون دفاعا عن أعراضنا إذا ما امتدت يد سوء إلى أحدانا..).

ذلك هو العراقي كما عرفته أرض الرافدين لآلاف السنين، يجود بنفسه دفاعا عن عرضه.. أما أشباه الرجال القابعين في المنطقة السوداء تحميهم حراب المحتل، فقد سقطت هذه الغيرة من نفوسهم حينما صافحوا الغزاة ورحبوا بهم.. ولم يعودوا يأبهون لألف خديجة تصرخ في آذانهم الصماء: وامعتصماه! امـرأة عـارية:

ذهلنا يوما وقد قذفوا في زنزانتنا امرأة عارية تماما قد ملأت الكدمات والجروح جسدها، سقطت على الأرض من شدة الإعياء، فهببنا لنجدتها.. ثم جاءت ممرضة للكشف عليها فرفضت قائلة: (لا أريد مزيدا من الكشف، فقد تفحص الجميع جسدي).. ثم جاء علج أمريكي ووقف عند زنزاتنا ينظر بتشفي، ثم قال: أنا الذي أوجعتها ضربا، لأنني أكرهكم جميعا، فقد قتل صديقي بسببكم!). ثم صمتت خديجة عن مزيد من الكلام.. احتراما لغيرة العراقي!


إخسـأ ياحمــار:

رغم توقف خديجة عن تعليمها في المرحلة المتوسطة منذ سنوات عديدة، إلا أنها كانت تعشق اللغة الانجليزية، ولم يخطر ببالها يوما أن معرفتها بعدد من المفردات والجمل سيأتي شفيعا لها وقت المحنة.

يأتيها علج أمريكي في زنزانتها ليراودها عن نفسها، يالحماقته، لم يعرف إلى أي امرأة يتحدث.. كان يقول لها: you are nice (أنت جميلة)، و you are young (أنت شابة)، حتى إذا امتدت يده إلى المنشفة التي اتخذتها حجابا صرخت فيه صرخة سمعها نزلاء السجن جميعا: Go away Donkey (اذهب بعيدا أيها الحمار). فارتعدت فرائصه وهرب يهرول.. ودفعت خديجة لذلك ثمنا أنها وضعت في الحجر الانفرادي يوما كاملا دون طعام وشراب.. لكنها قضت اليوم آمنة مطمئنة بعد أن دفع الله عنها شر هذا الحمار الأمريكي.


التحقيق الأخير:


كانت امرأة أمريكية هذه المرة، فقالت خديجة في نفسها: لعل أنوثتها تجعلها ترق لحالي وقلقي المتفاقم على طفلتي، لكنها أنوثة عسكرية أمريكية قد مسختها إلى حيوان بجلد إنسان وشعر امرأة.. تقول خديجة:

(عجيب ما سألتني إياه أثناء التحقيق: لماذا أنت في الموصل؟ فأجبت بثقة عالية: ظننته وطني أتجول في أرجاءه متى شئت؟ فأجابت المحققة قائلة: كلا، إذا خرجت من دارك وتفقدت جيرانك فأنت متهمة بالإرهاب! وإلا فمن يفجر أنابيب النفط؟ ومن يفجر المساجد؟ فلم أتمالك نفسي وصرخت بها: أنتم من يفعل ذلك، أنتم الإرهابيين! أين هي الديمقراطية التي تنادون بها؟ أهي اعتقالي بتهمة لبس الحجاب؟ ألا تكترثين أنني أم لطفلة رضيعة؟) فكان جواب الأنثى الأمريكية: (أن تموت طفلتك خير لها من أن تحيا مع أم إرهابية!)


وتنتصر خديجة:

هبت الموصل لنصرة نساءها، واعتصم الناس في المساجد وبدأ الشارع بالغليان، وخديجة ما زالت شوكة في حلق سجانيها، لم يحصلوا منها ولا من أي من الأسيرات على اعتراف كاذب، فنفذ صبرهم، وخشوا من تفاقم الأمر.. فخارت عزيمتهم وأدركوا خيبتهم أمام خديجة ورفيقاتها.. فما كان منهم إلا أن أطلقوا سراحهم بشرط . واحد، أن لا يتحدثوا لوسائل الإعلام عما جرى لهن..

وقد أخطأوا يالخيبتهم للمرة العاشرة! فخديجة التي لم تخف في السجن لم تكن لتخف خارجه! وتحتضن خديجة طفلتها، وتعود إلى دارها في بغداد عزيزة مكرمة مرفوعة الرأس..


*************************************
وهذه رسالة من امرأة سعودية الى خديجة (أم نور) وكافة الأسيرات العراقيات

سلام الله ورحمته وبركاته على كل من قرأ كلماتي .. وبعد

أزداد شرفاً ، وأعلو قدراً ، وأتراقص فخراً ، بالكتابه إلى تلك الدرة المكنونه والؤلؤة المصونه وذلك التاج المرصع على رؤوس فتيات هذه الأمه الأسلاميه.. أكتب إلى عنوان الطهر وعلامة العفاف وفخر الرجال وعز الأباء ومجد التاريخ .

أتشرف بالسلام عليكِ والتهنئه الحاره لكِ على النصر العظيم الذي اكرمكِ الله به، وادعو المولى عز وجل ان يكرم به باقي نساء المسلمين في جميع اصقاع الأرض، وان ينصركم على عدوكم وعدونا. اختي الكريمه ام عبد العزيز.. ثقي بأن قلوبنا معكم، وألسنتنا لم تفتر من التوسل إلى المولى عز وجل بأن ينصركم ويخذل اعدائنا ويخزيهم في الدنيا والأخره، وعليكِ بصبر والدعاء والتقوى .

تنـكر لي دهري ولم يـدرِ أنني ................. أعز وروعات الخطوب تهونُ

فظلّ يريني الخطب كيف اعتداؤه ................ وبتٌ أريهِ الصبر كيف يكونُ

لا أريد ان اطيل عليكِ يا غاليه وان كان الحديث معكِ يحلو ويطول .

اختك المحبه : عبير الخيري

من السعوديه


منقول من عضو الساحات
الأخ الفاضل أبولجين ابراهيم
4
711

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام عفراء
ام عفراء
يارحيم يا كريم إرحم نساء العراق وأزل مابهم .
يا عزيز يا قوي يارب انتقم من الكفرة وأنصر إسلامنا يارب .
حنان الكون..
حنان الكون..
يارحيم يا كريم إرحم نساء العراق وأزل مابهم . يا عزيز يا قوي يارب انتقم من الكفرة وأنصر إسلامنا يارب .
يارحيم يا كريم إرحم نساء العراق وأزل مابهم . يا عزيز يا قوي يارب انتقم من الكفرة وأنصر إسلامنا...
يارحيم يا كريم إرحم نساء العراق وأزل مابهم .
يا عزيز يا قوي يارب انتقم من الكفرة وأنصر إسلامنا يارب

اللهم ارنا قوتك بهم يارب اللهم انت القادر فدمرهم وانصر جميع المسلمين

اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
الفجر
الفجر
شكرا على المرور
وأسأل الله أن يتقبل دعائكم وينصر أخواتنا على الظالمين
آمين
de lyon
de lyon
يارحيم يا كريم إرحم نساء العراق وأزل مابهم .
يا عزيز يا قوي يارب انتقم من الكفرة وأنصر إسلامنا يارب