فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

قبسٌ من قصة اسماعيل ~

الأدب النبطي والفصيح

{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادغير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }.



في ظلال هذه العشر المأنوسة الشفيفة .. نعيش
ومن نبع هذه الليالي المباركة ، ومن لذيذ وردها .. نستقي
ليالٍ ..تضاعف بها الحسنات
وتستزاد بها ..الطاعات
من صيام وقيام وصدقات .!
دعونا في هذه السطور القلائل . نختصر رحلة الزمان
ونركب مطايا التاريخ ..
ونشد الرحال إلى مكة ..
ونتوقف عند مشهد هطول الخير ، وبركات السماء عليها ..
حيث تفجر ماء زمزم بوادٍ قفر
غير ذي زرعٍ
عند البيت المحرم ..
فحام الطير ..
و حطت قافلة من جرهم عند أم اسماعيل بعد استئذانها ..
فأذنت لهم بالنزول .. والعيش معها ...
ثم أرسلوا إلى أهليهم ، فجاءوا
وامتلأ الوادي حياة ..
فآنس ذلك أم اسماعيل ، وقرت عينها..واطمأن قلبها
وتحققت دعوة إبراهيم .. فكانت البداية لأن يصبح الوادي ..مهوى الأفئدة ..!
وتمر السنوات .. ويشب إسماعيل بين قبيلة جرهم ويصبح واحداً منهم
ونراه قد أخذ اللغة العربية عنهم وفاقهم بها ،
حتى قالوا عنه :" إن عربيته كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان "!.
وأصبحت لغته ولغة ذريته من بعده .
ونشأ معروفاً بمروءته وذكاءه ،وصلابته .. وتزوج فتاة من جرهم .
وتمر الأيام وترحل أم إسماعيل عن الدنيا ..
ويأتي إبراهيم كعادته ليتفقد أحوال تركته على حد القول الشريف..
ويدق الباب، فتخرج له زوجة إسماعيل، فيبادرها بالسلام ،
ثم يسأل : أين إسماعيل ؟
فترد بوجه متجهم : خرج طلباً للرزق..
وهنا يسأل أخرى : وكيف هي أحوال معيشتكم؟
فتقول متبرمة :حياتنا لاتسر ! فنحن في ضيقٍ شديدٍ ، وشدة محزنة ..
إن حياتي هذه ..لاتطاق ..!
ويرى إبراهيم من خلال كلامها امرأةً بطرةً بعيشها ، يغلبها جانب التشاؤم ،
وأن مثل هذه من النساء تجعل حياة زوجها بعيدة عن أسباب السعادة ..!
وتحيلها إلى تعاسةٍ متصلةٍ ..
فأين السكن الذي يجمع الزوجين هنا ؟ وأين المودة والرحمة ؟!


-إن من النساء من تدفع بزوجها إلى الأمام وتصدق القول :
" إن وراء كل رجل عظيم امرأة .."
ومنهن من تهوي بطموحه ، وتهمش قدراته ، وتحبط همته .. بدوام الشكوى ،
وإبراز السلبيات ، وإظهار المعوقات ..!-


وهنا ، وبعد تفكير يقول إبراهيم :
اقرئي زوجك السلام ، وقولي له :
" غير عتبة بابك "
تعجبت من كلامه واستخفت به ، وودعته متجهمة الوجه كما استقبلته ..!!
جاء اسماعيل، وتلفت كمن يبحث عن شيءٍ سائلاً زوجه وقد آنس شيئاً :
هل من أحد جاءنا ؟
قالت مستخفة : نعم حضر شيخ .. كذا وصفه .. وسأل عنك.. وسألني عن أحوالنا
لاأدري ماشأنه .. لكني لم أخف عنه فأخبرته بمعاناتنا..!
نظر إليها متأملاً هيأتها الدالة على التبرم ، وما فاهت به من كلام .. وكأنه يرى حقيقتها لأول مرة .. ثم سأل:
ألم يوصيك بشيء .. ؟
أجابت : بلى ! أمرني أن أقرأ عليك السلام ، وقال وهو يودع ملتفتاً:
" قولي لزوجك :غير عتبة بابك !."
قال : ذلك أبي والله ..!
ولقد أشار إليّ بالرأي الحكيم
لقد أمرني أن أفارقك ،
فالحقي بأهلك فما عاد بيننا من رباط
ثم طلقها..!
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
حبيبتى فيض
سلم القلم كتابة ونقلا
اسعدنى مرورى بطرحك الجميل
وكل ععام وانت بخير وسعادة غاليتى
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غاليتي فيض جعل الله ما سطرته هنا من معلومات مفيدة صدقة جارية .. والقصة فيها كثير من العبر لمن تتعظ ... فالمرأة هي عتبة بيتها في صلاحها يصلح البيت كله .. وفي فسادها يفسد البيت كله .... وقد تزوج سيدنا إسماعيل من أخرى وتكررت القصة ولكن ختامها كان ثبت عتبة بيتك... جعلنا الله من أمثالها .. بارك الله فيك
وكل عام وانت بخير
ميمي2013
ميمي2013
~ تسلمين علي رووعة طرحكي غلااااااتي بس هذووول الانبياء

ماهو رجال اليوم الي يظلموووووو زوجاتهم ويهينهم عشان كذا يححدث الطلاق السبب الزوج ~ يبي يغير كل يوم

زوجهاااا ~مووفقة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
حبيبتى فيض سلم القلم كتابة ونقلا اسعدنى مرورى بطرحك الجميل وكل ععام وانت بخير وسعادة غاليتى
حبيبتى فيض سلم القلم كتابة ونقلا اسعدنى مرورى بطرحك الجميل وكل ععام وانت بخير وسعادة غاليتى
غاليتي حنين
أشكر لك مبادرتك الطيبة
وشعورك الصادق
والقصة معروفة سمعناها. وقرأناها
ولكني لم أنقل الكلمات
إنما تركت لقلمي يحكي القصة
بوركت أينما كنت ..!
تغريد حائل
تغريد حائل
غاليتي...
ما نثر هنا كنز قيم وعقيدة...
وباحة هذه القصة العظيمة مكتظة بالعبر والمواعظ النفيسة..!
سلّم الله الفكر الراقي، والمداد المغموس بالعلم والمعرفة...
وفقكِ الله، وزادكِ من علمه وفضله درجات!!