أبشركم «سحبت» على «خويتي» ؟

الملتقى العام

د. فايز بن عبدالله الشهري


معظم المجتمعات المعاصرة تأخذ أنماط العلاقات بين الجنسين إطارات اجتماعية مقبولة باسم القرابة أو الصداقة، وهناك علاقات أخرى تنمو بلا إطار مجتمعي تبدأ بين الجنسين باسم الإعجاب والود المتبادل، وقد تنضج في بيئة إنسانية صحية وتنتهي برباط شرعي وهو غاية ما يتمناه المتحابون.
وبالطبع تتفاوت هذه العلاقات ودرجات قبولها تبعا لعادات كل مجتمع ومرجعياته الدينية والثقافية. وعلى كثرة تقلُّبنا في بلاد الله لم نجد صورة للعلاقات بين الجنسين مثل ما هو منتشر في بعض زوايا مجتمعاتنا من علاقات مشوهة تندرج تحت اسم (الخوي) (والخويّة) وهي في غالبها علاقات ذكر وأنثى (لا اقول امراة ورجل) تبدأ مغشوشة بكذبة، وتستمر مؤقتة بنزوة، ثم تنتهي محزنة بمأساة.

أما كيف تنشأ بدايات هذه العلاقات ففي بعض الحالات تبدأ بتطوّع صديق أو صديقة بتقديم رقم هاتف طرف آخر " ليعيش حياته" و"يوسّع صدره" ، أمّا الصورة الأشهر لنظام (الأخوياء) فتنشأ في الغالب عبر حوارات غرف الدردشة الإلكترونية وغرف الألعاب ، ومن خلال الفراغ الذي يقود الى تبادل الجنسين لعناوين " البلاك بيري" (البي بي) الذي انتشر حتى رأيناه على خلفيات بعض سيارات المراهقين في شوارع المدن.
أمّا سيناريو قصص " الخوي والخوية" فغالبها متشابهة مكرّرة تبدأ بكلمات "ذوق"، ورسائل احترام، خاصة من قبل الذكر الصياد، يقابلها تصرفات خجولة ومواقف تمنّع وحياء من قبل الأنثى الطريدة (في حالات اشتهرت كانت الأنثى هي الصياد). وبعد أسابيع لا تطول كثيرا يتحقّق الاعتياد النفسي على وجود طرف آخر يهتم لك وبك .
وهكذا تبدأ "الخوية" صباحها برسائل "الخوي" الندية بتحايا الصباح وتنهي يومها برومانسيات تحية المساء التي تنتقي منها ما تكشفه لبعض المقربات وهي تباهي بوسامة "رفيق الخيال" وسيارته "الكشخة" وهو يواصل رسائله بأرق العبارات المستعارة من جوالات رفاق المساء والسهرة في "استراحة الشلّة" .
وبعد أن ينتهي موسم الحياء والتصنّع تبدأ الرسائل الجريئة وحرارة المكالمات الطويلة، ثم تتحرك الأحداث على مؤثرات المسلسلات التركية، ومقاطع الفيديو كليب فتتعامى العين عن واقعها، ويغيب العقل عن تحليل التصرفات والنتائج لينسج الخيال عوالم وهميّة عن حب لا وجود له، ومستقبل لايمكن ان يتحقق.
وحين تشبك السنّارة تتحرك الرغبات والغرائز فتنتقل الصور والمقاطع ومعها الإلحاح على تكثير مواعيد اللقاء في الأماكن العامة ثم الزيارات الخفيّة في ساعات انشغال من منحوا الثقة أو فرطوا فيها .. حتى يحصل الصيّاد على كل ما يريد سلماً باسم العواطف أو حرباً باسم "الابتزاز" وخشية الفضيحة.
وبعد زمن لا يطول وفي محضر "الشلّة" كلها يكشف" الصياد" كيف "شبّك" واهمة جديدة معلناً أبشركم "سحبت" على "خويتي" " واللي" يبي رقمها ويفكني تراها حلاله" وحين يسأله الرفاق .. ".. كنت تمدحها"؟ فيرد: أشغلتني "الخبلة" "تبي " الزواج . من يتزوج بنت جوال ونت "؟ وبعدين مايصير كلكم تعرفونها.. "واللي خانت ثقة أهلها أكيد بتخونني ".


** مسارات :
قال ومضى: لتسلم من الندامة والملام ... لاتلقِ قلبك على قارعة الظلام ...



14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سندريلا رماح
سندريلا رماح
جزاااااااك الله خير
مصائب يشيب منها الراس
والبنات للأسف في غفله
اللهم احفظ بنات المسلمين
واهدي شباب المسلمين
طريق وطال
طريق وطال
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
أشــ الروح ـــواق
والله اننا في زمن فتن اعوذ باللهمن شرها
مشكووورة على الموضوع الرائع
جواهر حواء
جواهر حواء
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

الحياه صوت وصوره
اللهم استرنا دنيا واخره