ألف معنى

ألف معنى @alf_maan

محررة ذهبية

أسئلة مهمة في تشريك النية وبحث مختصر لفضيلة الدكتور خالد المصلح

الملتقى العام

لانه أخواتي الغاليات كثر الكلام عن العمل الصالح بنية كذا من الدنيا وهل يجوز ذلك ام لا أنقل لكم هذا البحث للشيخ الفاضل

أسئلة مهمة في تشريك النية وبحث مختصر لفضيلة الدكتور خالد المصلح


أولا: تمهيد مهم


: نص الأسئلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )) ، والصلاة والسلام على الرسول القائل ( شفاء العي السؤال )) ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله .
أما بعد

أسئلة حول النية


كنت في صدد بحث بسيط حول النية ، فوجدت قولا للإمام الحافظ ابن حجر - رحمه الله - (( الفتح /م1 /ص18)) :
(( وأما إذا نوى العبادة وخالطها شيء مما يغاير الإخلاص فقد نقل أبو جعفر بن جرير الطبري عن جمهور السلف أن الاعتبار بالابتداء فإن كان ابتداؤه لله خالصا ما عرض له بعد ذلك من إعجاب وغيره والله أعلم )) أ هـ .

السؤال الأول :
أ ) هل هذا القول هو الراجح ؟
ب) إذا كان غير راجح ، فهل يلزم إعادة العبادة ؟
ج ) هل هناك تفصيل ؟



رد فضيلة الشيخ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد، فهذا بحث مختصر حول التشريك في نية العبادة، نفع الله به كاتبه و من يطلع عليه.
اعلم- وفقك الله- أن أسمى المراتب توحيد القصد للواحد الأحد، قال الله تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) (البينة:5) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه))( 1).
وأثر التشريك في النية وحكمه يختلف باختلاف نوعه، وهو على أقسام أربعة:


القسم الأول:
أن يريد بعمل الدنيا الآخرة من كل وجه، يعني: ليس له غرض في الآخرة، إنما غرضه في الدنيا، وهذا الذي يصدق عليه قول الله -جل وعلا- في الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله ) ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ` أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )،وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ,من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) ( 2).

القسم الثاني:

أن يريد الله جل وعلا، لكن يخلط مع ذلك إرادة الدنيا، وهذا على ثلاثة أحوال:

الحال الأولى:
أن يريد من الدنيا ما جاء الشرع بذكره جزاءً للعمل، وهو من حظوظ النفس، ومثاله قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه))( 3) فالنبي صلى الله عليه وسلم رتَّب على صلة الرحم مصلحتين من مصالح الدنيا:
الأولى: البسط في الرزق.
والثانية: الإنساء في الأثر.

فقصد هذا جائز، لكنه ليس في الأجر كالذي لم يقصد إلا الدار الآخرة؛ فإن من قصد ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من مصالح الدنيا المرتَّبة على العمل لم يتمم الإخلاص، لكنه ليس قادحًا فيه، بل ينقص الأجر، وليس ممنوعًا مذمومًا.


وكذلك الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وطلب الغنيمة أو الأسلاب فإن هذا لا يبطل جهاده, وذلك لورود اعتبار هذا القصد من الشارع فقد أخرج مسلم في صحيحه ( 4) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل نظرت إليها؟ فإن في عيون الأنصار شيئاً)) قال: قد نظرت إليها. قال: ((على كم تزوجتها)) قال: على أربع أواق. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث فتصيب منه))، قال: فبعث بعثاً إلى بني عبس، بعث ذلك الرجل فيهم، وروى أبو داود ( 5) بإسناد حسن عن عبد الله بن حوالةرضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئاً، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تكلهم إلي".

لكن لاشك أن هذا التشريك(اشراك نية طلب الاخرة مع نية الدنيا) ينقص الأجر وإن كان لا يحبط العمل, قال ابن رجب رحمه الله:" فإن خالط نية الجهاد مثلاً نية غير الرياء، مثل أخذ الأجرة للخدمة، أو أخذ شيء من الغنيمة، أو التجارة، نقص بذلك أجر جهادهم ولم يبطل بالكلية " ( 6) وقال القرافي رحمه الله: "وأما مطلق التشريك، كمن جاهد ليحصل طاعة الله بالجهاد وليحصل المال من الغنيمة، فهذا لا يضره ولا يحرم عليه بالإجماع؛ لأن الله جعل له هذا في العبادة " ( 7).
ونقصان الأجر وتمامه في هذا النوع بقدر ما معه من نية التعبد وطلب مرضاة الله، وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : ((ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب، إلا تم أجورهم)) رواه مسلم( 8).


الحال الثانية:
أن يريد أمرا مطلوبا للشارع، فهذا جائز تبعا واستقلالا، ومن أمثلته ما أخرجه الشيخان عن ابن مسعود t قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))(9 )، قال القرافي:" فأمر رسول الله بالصوم لهذا الغرض، ولو كان قادحاً لم يأمر به صلى الله عليع وسلم في العبادة " (10 ).

فالصيام بقصد العبادة، وقصد تحصيل العفاف، والنجاة من اشتداد الشهوة جائز لا حرج فيه، بل لو لم يقصد إلا الأخير فقط فأجره ثابت؛ لأنه في تحصيل ثمرة هي مقصودة للشارع, قال الله تعالى( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (النور:33).

الحال الثالثة:
أن يريد ما لم يذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الدنيا، لكنَّه قصد تابع، وليس قصدًا أصليًا، فهذا ينقص الأجر، وله من الأجر بقدر ما معه من إرادة الله والدار الآخرة، ومثال ذلك: أن يعمل عملا صالحًا، ويقصد بالعمل ثواب الآخرة، ولكن يجني منه مصلحة دنيوية، فهذا عمله صحيح، لكنه ناقص.
ويكون مأجورًا على عمله إذا كان يريد أن يستعين بهذا الذي يحصله من أمر الدنيا على أمر الآخرة، مثاله: شخص فقير ليس عنده من المال ما يتمكن به من الوصول إلى مكة، ومشاركة المسلمين في مناسك الحج، وهو يحب الحج، وأن يشهد تلك المشاهد، فجاءه شخص وقال له: أعطيك مبلغا من المال لتحج عن فلان، فقال: نعم ، فأخذ المال ليحج، ولم يحج ليأخذ المال، فهو أخذ المال ليستعين به على طاعة الله عز وجل، وتحصل له مشاركة المسلمين في هذا الموقف العظيم، فهذا لا حرج عليه.


القسم الثالث:
أن يقصد الثمرة التي هي من حظوظ النفس استقلالا، كمن لم يحج إلا ليأخذ،وليس له نظر إلى مشاركة أهل الإسلام في هذه الشعيرة، وليس له نظر إلى الحج، ولا محبة له، إنما نظره إلى هذه الدراهم التي يأخذها، سواء كانت جعالة، أو إجارة، أو على أي وجه آخر، فإنه ليس له من حجه أجر، بل هو عائدٌ بالإثم وليس له في الآخرة من خلاق، كما قال الله جل وعلا: ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ` أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )، واختلف العلماء في إجزاء حج مثل هذا.

ومثله من يستغفر الله تعالى ليحصل على المطر دون قصد وجه الله تعالى، فمن منعه من العلماء قال: إنه جعل الأصل تابعاً، واستدل بحديث( من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى))(11)، وما أخرجه أبو داود( 12) في قصة أجير يعلى بن منية رضي الله عنه الذي استأجره بثلاثة دنانير ليجاهد عنه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمى)) ، وهذا جعل الدين وسيلة لتحصيل الدنيا، فلا خلاق له في الآخرة.

ورجح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال ـ رحمه الله ـ: "وأما من اشتغل بصورة العمل الصالح لأن يرتزق فهذا من أعمال الدنيا, ففرق بين من يكون الدين مقصوده والدنيا وسيلة, وبين من تكون الدنيا مقصوده والدين وسيلة, و الأشبه أن هذا ليس له في الآخرة من خلاق، كما دلت عليه النصوص، وليس هذا موضعها"( 13).

وذهب بعضهم إلى أن عمله لا يبطل، قال الصنعاني ـ رحمه الله ـ:" الثالثة: أن يقصد أمراً مباحاً فقط، كالغنيمة مثلاً، فإنه إذا تجرد قصد المجاهد لها لا غير لم يأثم، إن صحبتها نية أنها كسب من الحلال، أجر أَجْرَ كاسب الحلال " ( 14)، وهو قول ضعيف.


القسم الرابع:
أن يريد بعمل الآخرة ما نهى الشارع عن قصده،كمن يقصد بالجهاد الغنيمة والذكر، فهذا عمله حابط، سواء قرنه بقصد الله تعالى أم لا.
ودليل ذلك ما رواه النسائي بسند جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال: ((لا شيء له)) فأعادها عليه ثلاثاً كل ذلك يقول(لا شيء له)) ثم قال: ((إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً، وابتغي به وجهه))(15 ).
ومما يدل عليه أيضاً ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أبي موسى الأشعري t قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))(16 )، فهذا دليل صريح على أن قصد هذه الأمور ولو كان تبعاً يُبطل العمل، والله أعلم.


كتبه/ د. خالد بن عبد الله المصلح
الخميس 5/6/1414هـ

6
843

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ألف معنى
ألف معنى
للفائدة
متفائله رغم الهموم
جزاك الله خير
{ سمو }
{ سمو }


كيفك ياقمر


موضوع مهم جداً ومفصّل ...؛؛

جزاكِ الله خير على النقل الهادف

ورزقك من خيري الدنيا والآخرة
...؛؛

:26:
ألف معنى
ألف معنى
الف شكر غالياتي

وشكرا سمو حبيبتي على دعوتك الغالية
مشتــ للجنة ــاقة
هذا من اهم ما يجب ان يتعلمه المسلم في دينه وعليه ان يفقه عمله واجره

بارك الله فيك ورفع قدرك وجزاك كل خير في الدنيا والآخرة

لا تحرمينا هذه المواضيع المميزة العظيمة الفادة واستمري بارك الله فيك