الرد على من يُقال إن إقفال المحال بدعة0

الملتقى العام

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
أكثر شيء يرفع ضغط الإنسان هو جرأة البعض على الله سبحانه وتعالى 00ظهرت في الآونة الأخيرة كثيراً ممن يُحتسبوا على المسلمين عندما يفصلوا الدين والفتاوي على أمزجتهم ، مثل ( بدعة إقفال المحال التجارية ) والله إن هذه الفتوى لو مرت على الصغير والجاهل لضحك منها ، أخذت أبحث
في المواقع عن الرد على بدعتهم هم والذين يُريدون فتح المحال أثناء الصلاة فوجدت موضوع قوي جداً ويُفصل تفصيل وبالأدلة عن الردعلى هؤلاء وبما أن الموضوع طويل جداً فاختصرت منه قدر ما أستطيع لأننا نمل إذا كان الموضوع طويلاً ولا نقرأه بالرغم من أن له فوائد جمة والموضوع والذي يرد على مثل هؤلاء الحتسبين على الدين هو :

لقد شرع لله –بفضله ورحمته- للبشر ديناً قويماً ، يحقق لهم مصالح الدنيا والآخرة ، ويجعلهم ينعمون بحياة هانئة بقدر ما يلتزمون به من شرائعه ويطبقون من أحكامه ، فقد جاءت الشريعة بتحصيل المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها ، والأمر بكل ما من شأنه تحقيق ذلك ، ومن ذلك ترك الصفق في الأسواق وإغلاق المحلات والتوجه إلى بيوت الله والاجتماع فيها لأداء الصلاة جماعة بمجرد سماع داعي الفلاح ينادي حي على الصلاة استجابة لأمر الله تعالى القائل (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) ، جمعاً بين عمارة الأرض والتزود للآخرة فكان السلف الصالح كذلك ، فقد روى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله):كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المساجد فصلوا. وثبت مثل ذلك عن ابن مسعود وابن عمر وغيرهما رضي الله عنهم ، ومن خالف ذلك ولم يجب داعي الحق فقد استحق العقوبة الرادعة كما ثبت في الصحيحين (أنّ النبي صلى الله عليه وسلم همّ أن يحرّق بيوت من تخلف عن صلاة الجماعة، لولا مافيها من النساء والذرية ) فأيهم أشد تحريق البيوت على أهلها،أم إغلاق محل ؟!! وهذا يدل على أنّ فتح المحلات ، والمجاهرة بترك صلاة الجماعة وإشغال الناس عنها-بعد سماع النداء- أشد من التخلف عنها في البيوت ، وهو موجب للعقوبة ، إن لم يستجب فاعله بالحسنى ، كما جاءت بذلك السنة النبوية ، ودلت عليه عموم الأدلة – كما سيأتي- وليس أمراً مستحدثاً لاأصل له

" فإغلاق المحلات التجارية لأداء الصلاة " عمل جليل له من الفوائد والمنافع والآثار ما يدل دلالة واضحة على أنَّ مشروعيته بل وإيجابه يعتبر من المصالح المرعية والمقاصد الشريعة التي تحقق روح الإسلام ومنها :-



1) أنَّ فيه تعظيماً لله -سبحانه- وإجلالاً لأمره ونهيه ، ومن الوقائع التي تشهد بذلك: ماذكرته صحفية إيطالية في مذكراتهاأنَّ سبب إسلامها أنه استرعى انتباهها قفل المحلات وقت الصلاة ، واستدلت بذلك على أن العبادة عندهم أهم من المال ، فقادها ذلك إلى التعرف على الإسلام ثم اعتناقه)،ويقول أحد المسلمين الجدد" كما نشرت جريدة عكاظ": (من أسباب إسلامي أني رأيت إغلاق المحلات التجارية بمجرد دخول وقت الصلاة، فأحسست بنظام غريب يطبق في هذه الدولة الكبيرة وأعجبني ذلك..) وقال أحد المسلمين الوافدينأنا من العاملين في السوق السعودي والحمد لله لقد تعلمنا المواظبة على الصلاة بسبب نظام إغلاق المحلات المعمول به في المملكة والذي يشجع المصلين على المحافظة على صلاتهم ويعطى الفرصة لمن أراد المواظبة عليها) "موقع الرياض الإلكتروني" .



2) وفي إغلاق المحلات أثناء الصلاة إحسان للتجار والعمال ، وإعانتهم على إقامة الصلاة والخشوع فيها ، ، وينجيهم من فتن الأسواق (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ، كما أن فيها تخفيف عنهم من ضغط العمل ، ، فلو تُركت المحلات مفتَّحة واستمر البيع والشراء لتكاسل الكثير عن أداء الصلاة جماعة ، وربما أخروها إلى آخر وقتها أو بعده انشغالا أو نسياناً ،وذلك يؤدي إلى تركها بالكلية وهو ما قد يصل بالمسلم إلى الكفر .



3) وفي –كذلك- تعظيم قدر الصلاة، وإظهار مكانتها ، ، ،أما المتاجرة والبيع والشراء أثناء أداء الناس للصلاة ، لما فيه من الاستخفاف بالصلاة ، وتهوين شأنها بين الناس ، وقد يؤدي ذلك إلى خلو مساجد الأسواق من المصلين ، ، وقد صحّ في الحديث " أن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة " وقد فُقدت الأمانة في كثير من ميادين الحياة فنعوذ بالله من فقدان الصلاة .



والقول بأن إغلاق المحلات أثناء الصلاة قطع للأرزاق أو إضعاف للقوة الاقتصادية مبدأ غربي مادي يقدّم الدنيا على الآخرة ويلغي أثر الصلاة والصبر عليها في سعة الرزق ، والواقع يبين خلاف ذلك ، فالأرزاق والمكاسب في السعودية "مع إغلاق المحلات أثناء الصلاة " أكثر وأقوى من غيرها من الدول التي لا تغلق فيها المحلات أثناء الصلاة ، وصدق الله القائل (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لانسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) ومع ذلك فإن الضرر الديني المترتب على إهمال الصلاة أشد من الضرر الاقتصادي المحتمل لو افترضنا وجوده ، وهل أعتبر أحد من العلماء البيع والشراء ونحوه من أعذار ترك صلاة الجماعة ؟!!



وأما الاحتجاج بالحاجة للصيدليات فإنما هي حاجة طارئة ونادرة مع وجود البديل من المستوصفات على مدار الساعة ، أما المحطات فالحاجة إليها ليست ضرورية ، ولو فرضنا تضرر البعض بذلك فهي كتأخره في زحام شديد أو بنشر ونحوه ، فليس من الحكمة إلغاء المصالح المترتبة على الإغلاق من أجلها ، لأن حاجتنا للصلاة أكثر من حاجتنا لأي شيء آخر (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) .



ولا يعارض ذلك-أيضاً-: مايقال من أنَّ إغلاق المحلات أثناء الصلاة يؤدي إلى التجمهر خارج المسجد وعدم أداء الصلاة أو ازدحام الطرقات أو التهور في القيادة أو نحو ذلك ، وليس في هذا حجة لكون أغلب تجمعات الأسواق نساء ليس عليهن صلاة أو سواق غير مسلم أو مسلم غافل لايلبث أن يتأثر بمن حوله، مع ذلك فليس الحل لذلك بتأييدهم على هذا المنكر والسماح لهم بالبقاء في محلاتهم ، بل إلزامهم بإغلاقها لئلا تكون ذريعة لهم للتهاون في الصلاة ، فقد يتأثر أحدهم بمن حولهم شيئا فشيئا ، وقد يفعلون ذلك في بداية الأمر خوفاً من الهيئة ثم يعتادون ذلك ويألفونه ، فيكون ذلك نوع من التذكير والتوجيه لهم والأطر على الحق إن دعت الحاجة ،



ولاتصح دعوى اعتراض أكثر المجتمع فهو مجتمع محافظ وأغلبه يؤيد إغلاق المحلات أثناء الصلاة ، ولو افترضنا اعتراض أكثرهم فالقضايا الشرعية لاتخضع لآراء الناس وأهوائهم فالله يقول "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله" ويقول "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ " .



وقد يستدل بعض من في قلبه زيغ بالمتشابه من النصوص كحديث (لا صلاة بحضرة طعام) وغيره ، للتدليس بها على من لاعلم عنده ، ويتهم علماء الإسلام بالجهل والسفه ، ويدعي مخالفة هذا الفعل النبيل للنصوص الشرعية التي لم يفقهها، قلباً للحقائق وتضليلاً للناس وإتباعا للهوى..



ومما مضى تبين أنَّ إغلاق المحلات التجارية أثناء أداء الصلاة يحقق المصالح والمقاصد الشرعية ، ويشهد له الواقع ، ويرتضيه العقل ، وقبل ذلك –كله– دلت عليه عموم الأدلة وآثارٌ صحيحةٌ وصريحةٌ، ومضى عليه سلف الأمة في العصور الفاضلة ولازال ينادي به أهل العقل والحكمة ، لما يترتب عليه من فوائد ومنافع ، فهو ليس ببدعة ولايخالف الشرع ، ولايضاد العقل كما يزعم من لاعلم له
- فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان ينبه الناس إلى الصلاة بنفسه .. كما روى الإمام أحمد: عن عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا خرج يوقظ الناس الصلاة، الصلاة،الصلاة) ، وروى أبو داود عن أبي بكرة عن أبيه قال: (خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حركه برجله) .
فعن أنس، قالكانت الصلاة إذا حضرت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سعى رجل إلى الطريق، فنادى:الصلاة الصلاة ) رواه بن خزيمة والطبراني
وثبت عن الحسن بن علي: أن علياً إذا خرج من باب بيته للصلاة نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك كان يصنع في كل يوم يخرج ومعه دِرته يوقظ الناس
وذكر الزمخشري في " الكشاف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد رضي الله عنه على أهل مكة وقال: انطلق فقد استعملتك على أهل الله. فكان شديداً على المريب، هيناً على المؤمن ، وقال: والله لا أعلم متخلفاً يتخلف على الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه، فإنه لايتخلف عن الصلاة إلا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد أعرابياً جافياً، فقال صلى الله عليه وسلم: إني رأيت فيما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقلقله قلقالاً شديداً حتى فتح له فدخلها)أ.هـ (وهذا يدل على إقرار النبي صلى الله عليه وسلم عتاب رضي الله عنه على ما فعله) .







- وسار على ذلك علماء الشريعة على مر العصور:


قال أبو طالب المكي في "قوت القلوب" في سياق ذكر حال أسواق السلف..إذا سمعوا الأذان ابتدروا المساجد، وكانت الأسواق تخلوا من التجار، وكان في أوقات الصلاة معايش للصبيان وأهل الذمة، وكانوا يستأجرونهم التجار بالقراريط والدوانيق يحفظون الحوانيت إلى أوان انصرافهم من المساجد)أ.هـ
- وقامت به هذه الدولة السعودية منّ أول عهدها:




ومن ذلك هذا الكتابمن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل، وعبد العزيز بن عبد الرحمن، إلى من بلغه هذا الكتاب من المسلمين:"...وقد عيَّنا نُواباً في تفقد الناس عند الصلاة، ومعرفة أهل الكسل الذين اعتادوه وعرفوا من بين المسلمين بذلك، فيقومون على من قدروا عليه بالحبس والضرب؛ومن هابوه ولم يقدروا عليه، فليرفع أمره لنا، وتبرأ ذمتهم بذلك، ولا يكون لأحد حجة يحتج بها علينا.كذلك إنا ملزمون أهل كل بلد بالقيام بذلك، ومن لم يقم به من أمير وغيره، بان لنا أمره، واتضح لنا غيه )..



وعليه فمن أنكر إغلاق المحلات لأداء الصلاة فقد جاء بفرية لادليل عليها ولابرهان إلا إتباع الهوى والمتشابه تؤدي إلى مفاسد وشرور ، واللائق بعلماء هذه البلاد نشر هذا الأمر في البلدان الأخرى وحث الآخرين عليه وترغيبهم فيه والدعوة إليه لتعود مجتمعات المسلمين كما كانت عليه من تعظيم شأن الصلاة وعدم الانشغال عنها بزخارف الدنيا وزينتها ،ذلك خير من التهوين من شأن الصلاة والدعوة إلى مايشغل الناس عنها ويحملهم على الغفلة والإعراض عنها..والله الموفق والهاديإلى سواء السبيل0




أرجوا من المشرفات ترك الموضوع في هذا القسم حتى يتمكن كل من يُقال لها أن (إقفال المحال بدعة ) أن تستطيع الرد عليه وبالأدلة0
5
739

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متيمة جدة
متيمة جدة
لاهنت على روعة الطرح

وصح لسانك


والله يعز بلادنا ويعزنا بالإسلام
عزه العمري
عزه العمري
مشكوره
رفيف 22
رفيف 22
انا بتمنى انو ينغلق جميع المحلات في كل البلدان
حايليه كول
حايليه كول
سلمت يداك
الله يعز الأسلام والمسلمين ويحفظ بلادنا