محبوبه وعسل :

نعم أنتِ أختاه يا شقيقة الرجل يـا أمٌ , يــا أخــتٌ , يــا زوجـــة يا من وصى بِكِ الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال في حديثه : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ) نعم إنهـا أنتِ يا من تحاربين اليوم لمقاومة فكر يريد تنكيرك وتجريدك من قوة وازعك الديني وكل ما في روحكِ ينفث الصمود لمواجهة فتنٍ أحدثوها هم لتهز قواك ويقذفك الهوى حيث الهاوية لا .. لا لا نخشى عليك من الانجراف كيفما يشاءون ! ولكن نبضك النقي بحاجة بين حين وآخـر إلى دفعةٌ قوية تفتك بكل عقبة تحتل طريقك نحو العلو وكم بحثنا عن تلك الدفعة ولم نجدها .. حتى أوتنا ( العزلة , الانهزامية , الهروب والاستسلام , واليأس والإحبـاط ) نداء قلبي إليكِ أخية يا أمـل الأمـة وقرة عينها لم يعد هناك من المتسع الكثير , وقد قالها أحمد شَوقي : دَقـاتُ قَلـبُ المَـرء قـَائلةٌ لـَه *** إِن الَحيَـاة دَقََـائِق وَثـَوانِ نـعم فالأيام تمر كالبرق والعقارب سريـعـةُ التعاقب لنتوقف اليوم قليلاً عن البكاء وعض الأصابع ندمـاً على ما مضى ولنعش سوياً زمناً آخـر متجدد نقرأ فيه عنكِ وعن كينونتكِ بعين الحقيقة والصواب وبعمق ومن تحت مجـهر .. نتفقدكِ و نِعماً لا تحصى بين كفيكِ ونصنع منـكِ لوحة فنية أبدية لا تفقد ألوانها الربيعية تبهج النفس , وتشرح الصدر , و تملأ حياتنا إشراقه لتطلعات أفضل قادمـة سنبحثُ عـنكِ و نقرأكِ أنتِ دون سواكِ , وبلا مرآة تخدعك ..! واجهي الذات وكل ما تحمله على أذرعها سيئ كـان أم حـسن نقبي عنه و اكتبيه اخرجيه و اجرديه احتفظي بما يرضيكِ وما خلافه اقذفيه حقدٌ , حسدٌ , وما شابهما لا نريدهم الآن اقتلعيهم فوراً من الجذور اقرأي ما قاله إمامنا الشافعي في هذه : لما عفوت ولم احقد على أحد *** أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيتـه *** لأدفع الشــر عـني بـالتحيــات وأظهر البشر لإنسان أبغضه *** كما أن قد حشا قلبي مــحبـــات الناس داء وداء الناس قربهم *** وفي اعتـزالـهم قـطـع المـودات نعـم فأمــراض الـقلـوب تلك هي الـداء الـكــبـيـر الفــتاك لنفوسـنا .. وجـهي إليـكِ هذا الاستفهـام : س / مـــن أنـــا ؟ نعم من أنتِ غاليتي هل فكرتِ يومــاً ماذا تكون تلك النفس التي بداخلكِ هل أحببتها وهل سخرتِها يومــاً فيما يرضيها أم أثقلتِ كواهلها بما يزعجها تفقدي حالها تفقدي حال تلك النفس فكما هي بحاجة إلى الطعام والشراب والزواج والإنجاب والعمل وسائر الحاجات الحسية ، والكونية بحاجة أيضاً لمن يضمد جراحها ويدفعها علواً نحو القمم بحاجة أن تشعر أن ذكر الله يغشاها , بحاجة إلى الصفاء والسكينة والطمأنينة إلى الراحة والسعادة ، بحاجة لأن تشعر أنها فى عناية الرحمن ورعايته باستجابة أوامره والابتعاد عن معاصيه ... اغرسي السين بـ قـعـر قلبك واخبريه عنك فالكثير منا من ابتعد عن قلبه حتى يكاد يضيعه , اعترفي له أنكِ أنت كما أنتِ ابحثي ونقبي ستجدين أنكِ ومهما جنيتِ ومن الذنوبِ اقترفتِ سيبقى بداخلك شيئاً ما يشبه هذا البيت : أَنا البَحرُ فِى أَحَشائِه الَدرُّ كَامنُا *** فَهَل سَاءلوا الغَواص عَن صَدفاتِي إنـها فطرة الخير التي لا زالت فيكِ باقيةٍ و لـترى النور عليكِ أيضـاً الإعتراف بشر داخلك .. لـتدلي طــريــقه وتحددين كيفية إخـراجـــه .. لن يستغرق منكِ وقتــاً هي دقائق فقط من حياتك وستجدين نفسكِ التي ترضيكِ ستجدين كم من عظيمٍ تملكين ولكن كنتِ عنه تائـهـة .. ستجدين راحـة النفس وراحـة الـبـال وأنـتِ تتخلصين من كل رديء دعي التسويف غاليتي اجعلي يومك هذا صفحـة بيضـاء في حيـاتك لا تسيء إلى نفسكِ بأي شكلٍ من الأشكال فقط كثفي الـجـهد للـبحث عنكِ عن مواهبٌ اندثرت و عن ابتسامة فارقت محياكِ وانظري كيف سيمضي هذا اليوم لــيـكون لكِ شــاهداً كــل يـــوم ..! هــيــا أخــيـة فــأنــتِ وقلبكِ في انتظارك والآن ضيفة مسرحـنا الكريمة اقتطفـنا لكِ من نبض الشارع وردة نهديكِ إيـاهــا عبر لـقاء هي أختٌ لـنـا في الله صعدت السلم درجة درجة ولا زالت تناشد الوصول للقمـة وستصل بمشيئة الله لن أطيل الحديث سأدع وردتنا هي من تتنفس ولنرى مـعـها كيف استطاعت الإلمام بما افتقده الكثير حتى لامسته حقيقة ومـنـه استطاعت التغيير

نعم أنتِ أختاه يا شقيقة الرجل يـا أمٌ , يــا أخــتٌ , يــا زوجـــة يا من وصى بِكِ الرسول صلى...

+1