ليكون بداية لرحلة إيمانية مباركة طيبة..
يعبربها الؤمن بقلبٍ صادقٍ أجواء فرح يغمر الروح
ويسكب عليها بلسماً ممزوجاًبالطاعة والخشوع
وفي مجتمعاتنا العربية تبدأ مراسيم الاستعداد لشهر رمضان ،
منذ الأيام الأخيرة لشهر شعبان
يتهيأون له بروحٍ متجددة ، ونفس مقبلة على عوالم نقية
عوالم أنوار رمضان التي تشع بالهدى والخير والبركة
فهنيئاً لمن أدّاه كما ينبغي ..
صياماً وقياماً وصدقةً وصلةً .
وتزود من خير زاد
التقوى والعمل الصالح
غاليتي الكريمات :
لقد عني المسلمون بهذا الشهر المبارك منذ بداية عهد الصوم
فأحاطوه بأنواع التكريم
ولقد كانت لكل دولة إسلامية عادات خاصة بها
بعضها لاتزال وبعضها الآخر اختفى
والعادات الرمضانية في أغلب البلاد الإسلامية متماثلة في الإطار العام
وتختلف في التفاصيل ..
فتعالين معنا في جولات لنتعرف عادات هذا الشهر بين مجتمعاتنا
وسنحل اليوم ضيوفاً على أهل مصر الطيبين
لنتعرف على عاداتهم الجميلة التي
تمتزج فيها روح الألفة والمحبة
رمضان في
-----------------------------------------------
لرمضان نكهة خاصة عند إخواننا المصريين
فما إن تثبت رؤية الهلال ويبدأ الصوم حتى يتبادلون التهنئة والترحيب ويجتمع الناس
في المساجد والساحات العامة ..
وتنشد المدائح الدينية
وعادة ما يبدأ المصريون إفطارهم بمشروب مثلج وغالباً ما يكون شراب العرقسوس أو الكركديه أو شراب ٌقمرالدين
وبعد ذلك يبدأ الأفطار بشوربة العدس أو لسان العصفور .
وللحلويات المحشوة نصيب في الإفطار وخاصة الكنافة والقطايف
ويشتهر المصريون بالعزومات في هذا الشهر بين الأهل والأقارب ،
وهذا ما يدل على شدة المحافظة على التقارب والتألف والصلات الاجتماعية
وأهم ما يميز شهر رمضان في مصر هو مدفع الإفطار
والذي أتخذوه تقليداً جميلأ من أيام الوالي محمد علي باشا الكبير
وتشهد المساجد زحاماً في إداء الصلاة
وخاصة في الأحياء الدينية مثل الأزهر الشريف
ومما تشتهر به مصر موائد الرحمن لتقديم إفطار مجاني للصائمين لوجه الله تعالى
أما من التقاليد القديمة ، والشخصيات المحببة في رمضان
فهي شخصية "المسحراتي "
الذي يوقظ الناس للسحور بصوت رتيب وإيقاع معين يحمل نبرة الخير
وتشتهر بلاد النيل بفانوس رمضان الذي له رمزية محببة عندهم
يحمله الصغار بفرح وهم يرددون (أهو جه ياأولاد)
وتبقى للأحياء الشعبية مظاهر رمضانية جميلة
توارثوها عن الأجداد وبقيت عندهم لتعطي لرمضان طابعاًجميلاً مميزاً
القرقيعان في مصر:
تختلف مصر عن بقية الدول العربية بأنه ليس للقرقيعان وقت محدد
بل قد يبدأ من بداية الشهر ويتردد الصغار على المحال وليس البيوت فقط للحصول على الحلويات
وهم ينشدون بلهجتهم المحببة :
حلو يا حلو رمضان كريم ياحلو
حل الكيس وأدينا بقشيش
لا نروح مانجيش يا حلو
نقطة من التاريخ :
في العهود القديمة في القرنين الهجريين الثامن عشر والتاسع عشر
كانت الشموع هي وسيلة الإنارة ، وكان هناك في مصر سوق اسمه :سوق الشماعين
الذي كان يعلق في حوانيته عند قدوم رمضان فوانيس متخذة من الشمع واشكال
الشموع ، مابين صغيرة وكبيرة ، ومنها شموع المواكب وبعضها كبير يزن عشرة أرطال
وتستمر حوانيته مفتوحة إلى منتصف الليل في ذلك الزمان ، لكثرة مايشترى منه.
وكان السمكريّة يعملون الفوانيس باشكال مختلفه ومبهجة ويعلقونها على واجهات
محلاتهم منذ شهر شعبان .
والحديث عن بلاد النيل الخصيب يطول ويطول
لكن رحلتنا اليوم تنتهي لنطوف معكنّ في جولات أخرى
وحتى لقاء أخر دمتم بحفظ الله
موضوع ممتع ويطلعنا على عادات المجتمعات في شتى الأقطار
قد تكون هناك ممارسات مجرد عادات ابتكرها
المجتمع نفسه وليس لها قاعدة دينية
ولكنها موجودة في المجتمعات وتمارس كظاهرة اجتماعية غير ضارة
بعضها لمجرد تسلية الاطفال
هذا يعتبر تراث اجتماعي
رغم ان الكثير من مظاهره لايزال موجوداً
شكراً لتزويدنا بهذه المعلومات من واقع المجتمع
قلم مزهر اينما حل ..!