أمون الحنووون
الله يجزاك خير كملي
دلع بودي
دلع بودي
كوكبة
درة البحر
خووله
قطعة سكر
نثر الورد
ظلال القرآن
المعشوووقه
ذكرى الغرباء
قشطه بالعسل
وفاء الجداويه
جارة القمر
شاكرة لكن متابعتكن وبأذن الله سوف اكمل لكم
دلع بودي
دلع بودي
بداية الرحلة







نظرة أخيرة على بيتها المنيف....نظرت إلى أطرافه ....السكون يحل بين جدرانه.....هل هو الوداع يحرك الأحاسيس حتى في الأشياء الجامدة.....فيجعلها حزينة ...يجعلها كأنها تريد أن تبوح.....أو أنه الصمت الذي يبحث في هذا العالم عن مكان ليسكن فيه .....فيجد زوايا بيوت المسافرين ملاذاً آمناً لمنامه.....نظرت....فكأنها أرادت تنهي هذا الوادع الصامت ....فلمست يدها مفتاح الأنوار.....فأحدث صوت إطفائها ....صوت يدوي بين جدران الصمت....و لكن لابد أن يكون آخر الأنوار هو نهاية المشوار....و بداية مشوار جديد من رحلة الحياة.....حياة القلوب....فأطفأت آخر أنوار بيتها....فاشتعل نور الإيمان في قلبها....أغلقت باب بيتها ففتحت أبواب النور في وجهها....جلست في كرسيها المخصص في الطائرة.....فقام هم الدعوة في نفسها....هي و أطفالها في كراسيهم المخصصة على الطائرة المتجهة إلى نيروبي...عبر مدينة أبوظبي....في رحلة كانت صامته....مبتداها أول الليل ....و منتهاها مقتبل الليل....تفكر....بالمسافة التي تفصلها عن أرض تمنتها....أرض لم ترها و أحبتها....ترن في أذنيها نداءات أخواتها في تلك الأرض....أصوات تمثلت لها عبر حروف الدعاة الذين يمطرون الدوريات و المجلات و الأشرطة ....فيحكون قصص أغرب من الخيال عن احتياج المسلمين هناك ليد أخوتهم في بقاع العالم الإسلامي....و إن كان لصوت الدعاة أثر .....فإن صوت زوجها الذي أمضى أكثر من ثلاثة عشر سنة متنقلاً وسط أدغال أفريقيا كان له أثراً أكبر....فكم تحدث لها و بحب عن تلك الرحلات...بل و كيف يقضون الليالي الطوال بين الغابات....و كيف أن زيارة واحدة لقرية توقد نور الهدى بين بيوتها ....فتسلم القرية في لحظة....و كيف أن التنافس بين الدعاة للوصول إلى أطراف القارة و البحث بين جبالها و أدغالها و بين أنهارها و مفازاتها....للظفر بالأجر....و دخول أخ جديد إلى رحاب هذا الدين.....عالم آخر لا يمكن أن أتصوره أنا .....أو يتصوره إنسان لم تلامس قدميه أرض تلك القارة.......
يقطع تفكيرها صوت منادي الطائرة و هو يرحب بالمسافرين على متن رحلتهم....صغيراتها يمسكن ببعض الكتيبات....و القصص ....و بعض اللعب....يتناقشون.... يلعبون.... و يمر عليهم ما يمر على الأطفال فيتشاجرون....و لكن كل حين يسألون....هل نحن ذاهبون إلى أبي....فتجيب أمهم : بنعم....و يسألون : هل أبي ذهب إلى هناك للدعوة....نعم هو هناك للدعوة....و يقولون : هل نحن سوف نكون معه في الدعوة....فتجيب نعم ....فتسأل أصغرهم ....أمي ....أنا أريد أن أكون معكم بالدعوة ....نعم و أنتي كذلك ياحبيبتي....
تمضي ساعات السفر طويلة عليها....و مملة على أطفالها....وعندما أغلقت الأنوار....هدأت الأصوات داخل الطائرة.... فلا يسمع إلا صوت بعض الركاب يتهامسون.... و شعاع الرائي يبعث ألوانه المختلفة عبر الظلام.... فتتقلب ألوان الطائرة بألوان الصور المبثوثة عبر الفلم الطويل الذي تبثه شركة الطيران عن أفريقيا بصوت مذيع غليظ... ....و بدأ الجو الداخلي يتغير بالتدريج إلى جو إفريقي....فمع الأصوات و المناظر المبثوثة على شاشات الطائرة....و مع رائحة الأطعمة الأفريقية المقدمة من النادلات....و مع بعض همس الأفارقة و الذي يوازي أصواتنا جهراً.....و مع هذا الظلام الذي يضعك بمواجهة السواد الأفريقي الحالك......كل ذلك يعطيك احساساً.....أنك قد صبغت بصبغة أفريقية جديدة....أختي و بجانبها أخي يعيشون هذا التغير السريع.....و لا يتذكرون عالمهم الأول إلا عندما يقطع أخي نظراته من المجلة التي بين يديه ....فيتذكر مع أختي بعض ذكريات الحياة....و لا تطول بهم الذكريات .........فإنما هي لحظات ثم يعود بهم الجو العام لصمت و الهدوء.... ومع هذا الهدوء و السكون أستسلم الأطفال للنوم....أما هي فبقيت لأحلامها و آمالها.....تقلب صفحات حياتها .....و كيف أن الأماني في طرق الحياة قريبة....و أن الأحلام قد بدت وشيكة.....يعيدها من تفكيرها بعض المطبات الهوائية التي تجعلها تنظر إلى بنياتها.....ثم تغرق من جديد بحلمها القديم....


تابعونا.........في الحلقة القادمة.....أول خطواتهم في القارة السوداء


ملاحظة : حرصت احبابي أن تكون الحلقات مختصرة حتى لا تصابوا بالملل....فشكر الله لكم مروركم
ام الليث
ام الليث
كملي الله يجزاك خير
ام سويلم
ام سويلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعله الله في ميزان حسناتكم
الله يقوينا على فعل الخير دائما