آآآه من حر الجمر يحرق الأيادى .. بل يحرق القلوب والأكباد .. فى زمان اختلطت فيه المعايير .. وتبدلت فيه القيم .. أمسى الحق باطلاً .. والباطل حقاً .. فأنى التفت تُفجع بالحسرات والمنكرات ..
فهــــل شعـــــرت بحــــر الجمـــــر
هل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت الشوارع وقد امتلأت بالمعاصى والفجور .. ووجدت نفسك عاجزاً عن الإنكار .. وإن تجرأت وأنكرت.. يراك الآخرون شيئاً شاذاً أو مختلاً .. وعندئذ ..
هل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت النفاق والكذب أضحى أساساً فى التعاملات.. فإن التزمت الصدق والأمانة وُصفت بالسذاجة والغباء .. وعندئذ ..
هل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت كثير ممن ظننتهم على التزام وصلاح .. ففوجئت فيهم بالغش والخداع .. وتُصاب بالحيرة بين دينك ودنياك.. هل تظل على حسن ظن بإخوانك .. أم تلازم سوء الظن فى كل من حولك ..
فهل شعرت بحر الجمر
هل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت إعلاماً فاسقاً يسيطر على عقول الناس ويظل محور مجالسهم وحواراتهم .. فتفقد الأمل فى حاضرك .. وتنظر لحال الصغار فتجدهم - بفعل الإعلام المنحرف - قد أصبحوا مُغَيَبَين .. فتفقد الأمل فى مستقبل أفضل ..
فهل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت الفجور وقد انتشر والحق وقد انزوى .. ودعاة الباطل وقد سُلطت عليهم الأضواء وصاروا القدوة والأسوة ومصدر الفتوى ووُصِفوا بذوى الرأى الصائب المعتدل .. وشاهدت دعاة الحق متهمون وموصومون بكل سيئ وقبيح بدعوى أن فكرهم تطرف وقولهم رجعية ..
فهل شعرت بحر الجمر
كلما شاهدت السفور وقد صار حجاباً .. والعهر والمجون وقد صار فناً .. والزندقة والإلحاد وقد صارت فكراً ..
فهل شعرت بحر الجمر
كلما رأيت لكع بن لكع وقد صال وجال وملك الجاه والرجال .. ورأيت صادق أمين لا يملك حد الكفاف ..
فهل شعرت بحر الجمر؟
فهل تشعر بحر الجمر
حقاً .. أم أنك أصلاً لا تبالى ولا تهتم ؟؟
فهل تشعر بحر الجمر فى يديك حقاً ومع ذلك لازلت تقبض عليه؟ .. أم أن ..
أم أن يديك يكسوها الأيس كريم؟؟
فكلما وجدت الفجور والمعاصى زاد قلبك طرباً فهى فرصة للاستمتاع والمرح؟؟
وكلما وجدت الرويبضة الناطقين بالفتاوى نهلت من تلك الفتاوى .. لأنك تبغى ديناً .. وفى نفسك الوقت لا تريد تقييداً لأهوائك .. فسعدت وطربت بهذا الدين المزيف ..
وكلما وجدت الساقطين والمنحلين منتشرين اطمأننت لحالك .. وأسررت لنفسك بأنك لا شك أفضلهم ..
وكلما توالت التهم على أهل الحق .. بررت لنفسك ضلالها ورددت ببغائية أنهم أهل تطرف وتشدد وأنك ترفضهم لأنك تبغى وسطية واعتدال ..
فهل تشاهد وتنكر وتتألم وتشعر بحرارة جمر التمسك بهذا الدين؟ .. أم أن القلوب قاسية متحجرة .. فمادامنا نأكل ونشرب ونرتع .. فعلى الدنيا السلام ؟؟
هذه ليست دعوة لليأس والقنوط ..
بل هى دعوة لإحياء قلوب غفلت فألفت فماتت
غفلت عن حقيقة حياتها .. وألفت المعاصى وعايشت المنكراتفمات فيها الإيمان ..ونذكركم هنا بالبشارة .. يقول {إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : بل منكم } ..
فهل هان الألم وبرد حر الجمر يا كل قابض على الجمر؟؟
اذا عجبكم الموضوع ارجوا الدعاء لصاحبته مسك الجنان هى بحاجه الدعاء بالشفاء.ولي صاحبتكم التي نقلت الموضوع بالشفاء.
جزاكم الله خير