طيف الأحبة
طيف الأحبة
مشاركة لجنة التوعية الاسلامية في منتديات عالم حواء

حـروف من نـور




الأخوة والأخوات الكرام ..أعضاء و عضوات عالم حواء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة مباركة ...أما بعد

يسر لجنة التوعية الاسلامية ان تقدم

هذا الموضوع الجامع لكل مايحتاجه الحاج والحاجة

من مسائل وفتاوى متعلقة بالحج ..

سائلين الله المولى عزوجل ان ييسر لكم حجكم ويتقبله منكم




أوراق حاج



أخي الحاج أخيتي الحاجه ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أوراق حاج نبعثها إلى روحك الغالية مفعمةً بقداسة المشاعر وقدسية الشعائر إنَّها رسائل حبٍ وتقدير لكل حاج يحدوه الأمل نحو هذه البقاع المباركة والديار المقدسة ليؤكد الولاء لله ويصدَّق الانتماء لهذه الأمة برغبة طلب العفو والصفح من الله جل وعلا فيسعى مع إخوانه المؤمنين نحو السعادة في الطاعة ونبذ المعصية





الورقة الأولى {أصل وأساس }...
الحج خامس أركان الإسلام التي تُبنى عليها كما في الحديث { بُنيَ الإسلامُ على خمس وذكر منها حج بيت الله الحرام } فهو أصلٌ عظيم تتألف فيه القلوب.. وتذوب به كآفة الفوارق.. وتتحطم معه مسافات الحدود.. لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا غني وفقير ولا كبير وصغير ولا مأمورٍ وأمير بل الجميع يقف بالمشاعر المقدسة بإحرام واحدٍ وهدفٍ وهم واحد...
الحج .. أصلٌ في الدين.. وأصلٌ في زوال الفوارق الدنيوية.. وأصلٌ في التوجه والمعتقد.. وأصلٌ في الأمنية والرجاء ..وأصلٌ في الخروج من الشرك وأهله وأصلٌ في التطهر من الذنب والخطيئة ففي الحديث ( من حج البيت فلم يرفث أو يفسق عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه ).. وأصلٌ لدخول الجنة والنجاة من النار ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقال: (ما من يوم يعتق الله عبيده من النار من يوم عرفة «
أخيتي الحاجه ... الحج أصلٌ لأعمال عظيمة شرّفك الله به فلا تدخر وسعاً في بذل الجهد في نيلها والفوز بها وبفضلها وأفضالها.. فالفرصة بين يديك والهدف موجود والعاقبة محمودة...





الورقة الثانية { بشارة } ...
جاءت نصوص السنة النبوية ببشارات نرسلها لكل حاجٍ وحاجة ونهديها بأصدق الدعاء أن يكونوا من أهلها...
1- دخل عمرو بن العاص رضي الله عنه ليعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمرو : أبسط يمينك لأبايعك فبسط رسول الله يده فقبضها عمرو .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مالك يا عمرو ؟ ) قال : أردت أن اشترط !! قال : (تشترط ماذا ؟ ) قال : أن يغفر لي قال : » ما علمت يا عمرو أنَّ الإسلام يهدم ما قبله .. وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله « .. -

2-روى الطبراني في الكبير وحسنه الألباني .. عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك بها سيئة ، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاؤني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني ؟فلو كان عليك مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك وأما حلق رأسك فلك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك} فما رأيك ؟؟؟





الورقة الثالثة { ثروة لا فقر بعدها } ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة» رواه الترمذي الحج طريق الغنى وأمان من الفقر بنص الحديث فمهما بذل الحاج من الأموال فهي مخلوفة أضعافاً مضاعفة بل إنَّ الحج صمام أمان من العوز والحاجة ولئن كانت المواصلات حديثة ومريحة والخيام ضخمة وعظيمة تؤمن للحاج الإقامة الهادئة والعبادة الخاشعة فإنَّ ذلك يجعل الأمانة أعظم في تحري الهدف المنشود أما التأسف أو التسويف بعدم الحج خوفاً من الفقر أو الإزدحام أو الحر أو البرد فهذا نقص مخل وتثبيط من الشيطان ...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كان له جزه ولم يحج فاضربوا عليه الجزية ما هو بمسلم ) رواه البيهقي
أخي الحاج ...أخيتي الحاجة..
الحج ثروةٌ طائلة لك في الدنيا وبعد الممات فمن يعلم وأنتِ تؤخرين الحج خوفاً من الفقر أن تكوني في عامك المقبل من أصحاب الأجداث والبلى في عداد الغرباء والأموات..
تذكري وعجلي وسجلي في ركاب الحجاج قبل فوات الأوان فالثروة معروضة والوعد من الله والضامن رسوله صلى الله عليه وسلم والشهود ملائكته والمكان مكة والجزاء الغنى في الدنيا.. والعاقبة الجنة في الآخرة..





الورقة الرابعة{ السلف الصالح } ...
أنموذج مضى في حياة من جاء بعدهم فهذا رسول الله أفضل البشرية وازكي البرية كان ينادي في الحجاج ( خذوا عني مناسككم ) وكفى لنقف مع ثلة مباركة من السلف الصالح منها :
أنس بن مالك .. أحرم من ذات عرق فما سُمع متكلماً إلا بذكر الله حتى رحل .
القاضي شريح.. كان إذا أحرم كأنه حية صماء ..
سفيان الثوري ..لا يفتر لسانه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ذاهباً وراجعاً ..
الفضل بن عياض .. كان بعرفة يبكي وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان ..
بكر بن عبدالله المزني قال : لولا أني في الحجيج لقلت قد غفر لهم ..
الأوزاعي .. كان يذكر الله على كل حالٍ خاشعاً متذللاً .. فتأمل!!





الورقة الخامسة { كلمات نورية } ..
في السنة العاشرة من الهجرة حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اليوم التاسع من ذي الحجة اجتمع حوله الناس نحو (150) ألف فألقى فيهم خطبته الشهيرة وكان منها
«أيُها الناس اسمعوا قولي .. فإني لا أدري لعلي ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً إنَّ دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع .. ودماء الجاهلية موضوعة وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث .. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله .
فاتقوا الله في النساء .. فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله .. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهنَّ ألا يطئن في فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهنَّ ضرباً غير مبرح ..ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله ..
أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمةً بعدكم ألا باعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وتحجون بيت ربكم واطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ ».
قالوا .. نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ..
فقال باصبعه السبابة يرفعها إلى السماء .. وينكثها إلى الناس «اللهم أشهد»
ثلاث مرات





الورقة السادسة { الرِّياء والسمعة } ..
لا تخلومجالس الحجاج بعد قضاء المناسك من قولهم حججت مع حملة كذا والمطوف فلان وفعلتُ وعملتُ وطفتُ ورميتُ وذبحتُ وسلسلةٌ من التباهي بالأعمال والأقوال ونسي الحاج أو تناسي أنَّ الإخلاص لله تعالى هو المقصود حقاً من الحج وأن لا يرجو به إلا الله عز وجل قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) وقال ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) وقال: ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )
وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى».
قال شريح .. الحاج قليل والركبان كثير وما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه ..
قال ابن رجب {لا يقصد الحاج بحجه رياءً وسمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء بل يقصد وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لله به}
روى أنس رضي الله عنه : حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة ما تساوي أربعة دراهم وقال : «اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة» رواه ابن ماجة





الورقة السابعة { التلبية } ..
( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك له لبيك .. إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )
بهذا الصوت الندي الشجي يهتف جمع الحجيج التي توفدت من كل حدبٍ وصوبٍ ليشهدوا منافع لهم معلنين ولاءهم لله قاصدين بيته راجين فضله طالبين رحمته ملبين نداء أبيهم إبراهيم الخليل في خشوع وطهرٍ تامين ....
( التلبية ) بها يقطع الحجاج رحلة إيمانية رائدهم فيها التوبة لله والخلوص من كل ذنب إجلالاً وتعظيماً لشعائر الله واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترديده لها ورفع الصوت بها دليلٌ ملموسٌ وإعلانٌ صادق أنَّ العظمة لله وحده وأن طاعة الله ستكون ملازمة له أينما كان وحينما توجه ..
فما أجمل النداء ... ؟؟ وما أروع الأستجابة .. ؟؟
{التلبية} .. ليست أناشيد وأهازيج وتوشحات يرددها واحدٌ ومن خلفه يردد معه دون تأملٍ وتفكر لمعناها ليفقد الجميع الخشوع في متابعة الأصوات الملبية المنشدة الذي يُعد عملاً مخالفاً لسنة رسوله وأصحابه بل فيه من التشويش على الأخرين بل أنَّ التلبية الجماعية ( بدعة ) لا دليل عليها ليعظم الأمر حين يغلب صوت النساء فيكون منكراً عظيماً فالحذر من الابتداع والحرص على الاتباع .. (رفع الصوت للرجال فقط)


يوميات حاج ..


اليوم الثامن ويسمى يوم التروية ..




يستحب له أن يغتسل ويتطيب (التطيب للرجال فقط) قبل احرامه فيحرم بالحج ويشترط إن كان خائفاً ويبيت ( بمنى ) ليلة التاسع ويكثر من التلبية .. ويقصر الصلاة الرباعية .



اليوم التاسع ( يوم عرفة ) ..
يسير إليها بعد طلوع الشمس ويصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً ( جمع تقديم ) ويجتهد في الدعاء وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. ويبذل الصدقة ويكثر منها ..




ليلة مزدلفة ..
يدفع إليها بعد مغيب الشمس بسكينة ووقار ويصلي بها المغرب والعشاء متى وصل جمعاً بأذان واحد واقامتين قبل حط رحاله وينام ولا ينشغل بصلاة سوى الوتر . ويبقى ويصلي الفجر بها ويقصد المشعر الحرام إن تيسر .. ويدعو الله حتى يسفر جداً ..





يوم العيد ..
يكثر من التلبية حتى يرمي جمرة العقبة بـ (7) حصيات فيقطعها ويكبر الله مع كل حصاة ويذبح هديه في هذا اليوم ويحلق شعره أو يقصره والحلق أفضل لغير النساء بل تقصر قدر أنملة من كل ظفيرة ويطوف ويسعى حسب النسك .. ويخلع إحرامه بالتحلل الأول ..





أيام التشريق 11 – 12 – 13
يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة الكبرى بـ(7) حصيات لكل جمرة يكبر عند كل حصاة .. ويسن له بعد الرمي عند الصغرى والوسطى أن يدعو عندهما طويلاً حسب اللوحات الإرشادية هناك رافعاً يديه ويبيت بمنى هناك وجوباً ليختم أخر أعمال الحج بطواف الوداع ..
طيف الأحبة
طيف الأحبة
مشاركة لجنة التوعية الاسلامية في منتديات عالم حواء

حـروف من نـور

حوار مع لباس الإحرام ..



أمرٌ أعجبك كثيراً ؟
كثرة من يلبسني ويتضرع ويسأل الله عز وجل ويلبي دائماً وأبداً أثناء ارتدائي .

أمرٌ أساءك كثيراً ؟
إضاعة الوقت في هذه الأيام القليلة الفاضلة بالقيل والقال وفضول الأعمال .

أمنية غالية ؟
توبة من لبسني وقبول الله له وتذكر نعمة الله عليه بي فلا ينسى شرفي وعظمتي في قلبه .

متى تكون سعيداً ؟
عندما اتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «أنَّ المحرم إذا مات يبعث يوم القيامة ملبياً بسببي» فتأمل !!!

نصيحة لمن يلبسك ..
أن يوقرني فلا يرفث ولا يفسق ولا يسب ولا يشتم ومما يسوني كثيراً حينما يدخن الحاج حالة لبسي مما يخدش لب الخشوع والسكينة والوقار .

ختاماً .. من تحب ومن تكره من الحجاج ؟
أحب داعي الخير المتقي المحسن من يحفظ عورته عن أعين الآخرين وأكره الفاسق والعاصي وأقول للجميع الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ..


الدعاء .. الدعاء ..





أخي الحاج أخيتي الحاجه .. من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .. ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له .. ففي الحديث الصحيح « إنَّ الله حيي كريم إذا رفع العبد إليه يديه يستحي أن يردهما صفراً خائبتين» فهل أجمل من مشهد الحجاج وهم يسألون الله ويرجون فضله ومغفرته بدموع ملؤها الصدق في الرجاء ..
وبايدٍ اجتهدت بالدعاء .. وألسنٍ أكثرت من الثناء .. وقلوب عظمت في الله الرجاء في بقاعٍ طاهرة .. وموسم مبارك .. وموقف عظيم ولاسيما في يوم عرفة أعظم الأيام وأفضلها كيف لا .. وهو يوم مغفرة الذنوب .. والتجاوز عن الخطوب .. والستر على العيوب .. والفوز بالمحبوب .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل«أشهدكم يا عبادي أني غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم» .. فلا تتأخر في رفع الدعاء وأبشر بالإستجابة .


ضعفاء ..



أخي الحاج أخيتيي الحاجه .. إليكِ نماذج من الضعفاء في حجهم وبصورة موجزة وطرح جديد ..
1- ضعيف في عمله .. فيحج كما يرى الناس لا يسأل أهل الذكر والفتيا والعلم .
2- ضعيف في نفقته .. حين حج من كسب الحرام ونسي أنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
3- ضعيف في احرامه .. فلا يستشعر عظمته ووقاره بل ربما أبدى الحاج تضايقه منه وتمنى التخلص منه ..
4- ضعيف في حب المشاعر .. فهو كثير السؤال عن العوده والانتهاء من المناسك وكأن البقاع المقدسة لا تعني له شيئاً ..
5- ضعيف في جوارحه .. فعيناه تنظر وتتصيد العورات .. ولسانه لم يسلم منه الحجاج غيبةً وسباً وشتماً وكذباً .. ويداه تبطش بالسرقة دون النظر لقدسية المكان والبقعة وربما اقترفت التدخين المثل المحزن على محيا متعاطيه .
6- ضعيف مع عبادته .. فلا تراه إلا غافلاً بعيداً عن كل سنة وكأن الحج حمل ثقيل يتمنى التخلص منه .
هذه نماذج ومشاهد مؤلمة في الضعف بأنواعه من خلاله ندعو الجميع إلى القوة في الأعمال الصالحة وأن يكون الحج صفة جديدة في حياة صاحبه تدعوه للتغيير نحو القوة في الإرادة والهدف والمقصد والعمل ..


المرأة في الحج ...



أختي المسلمة ..
هنيئاً لكِ حج بيت الله وقصد المشاعر المقدسة .. فلنا معك حديث في رسائل عجلى أو توجيهات إيمانية كم يسرّنا أن تتأملي ما فيها وتتقلبيها بإخلاص ودعاء ..
1- المحرمة لا تلبس النقاب ولا القفازين حالة الإحرام بل لا تكشف وجهها ولا كفيها أمام الرجال الأجانب .. قالت عائشة ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع الرسول صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت احدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه ).
2- المحرمة لا تجهر بالتلبية بل تسرُ بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء ومحارمها من الرجال .
3- تجنبي مزاحمة الرجال في عام المناسك وليس من الواجب استلام الحجر الأسود والركن أثناء الزحام .. كما ليس عليك ( رمل ) بل هو خاصٌ بالرجال ولا سعي بين العلمين في السعي بين الصفا والمروة .
4- إن كنت ضعيفة جاز لك الدفع من مزدلفة آخر الليل ورمي جمرة العقبة قبل زحام الناس .. كما يجوز لكِ أيام التشريق تأخير الرجم إلى الليل خشية الإزدحام ولا شيء في التأخير ..
5- أخيتي .. احذري النوم أمام الرجال ولاسيما في الساحات الكبرى واحترسي عند الوضوء من تكشف عورتك وكشف وجهك ويديك ورجليك أمام الرجال بلا مبالاة ولا اهتمام .. كما لا تخرجي لوحدك من المخيم أو الحملة دون محرم .


ختاماً ..
الحائض والنفساء .. ليس عليها وداع وذلك تخفيف من الشارع الحكيم وتيسير على النساء فاحمدي الله أيتها المرأة واشكريه أن اصطفاك لأداء تلك الفريضة والتعرض للرحمات والمغفرة .


الهاتف ...



جهاز الاتصال المحمول والثابت في البقاع المقدسة نعمة لا تقدر بأي ثمن ذلك أنَّ بمقدور كل حاج أن يطمئن على أهله وذويه في أسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة متى شاء وأراد .. وكأنه بينهم دقيقة بدقيقة ويوماً بيومٍ فتفاصيل حجه وصفحات يومه يعرضها لهم بشكل مستمر لتزول غربة السفر وكآبة الانتظار ..

أخيتي الحاجه .. لنا معك وقفة في رسائل الاتصال .. نبدأ بالجهاز المتنقل ( الجوال ) لنرى وبكل حزن مشاهد مؤسفة في تعامل الحجيج فقد أخذ جلَّ وقتهم الثمين ودقائقهم الغالية حتى في شرف الأماكن حين الطواف بالبيت والسعي بل وعند رمي الجمار أيام العيد وقبله في يوم عرفة وبعد العصر الوقت الذي يتجرّد فيه الحاج من كل شيء إلا الدعاء والرجاء نراه وبكل أسف يهاتف بجواله ويتحدث ويضحك وكأنه لا شيء يعنيه .. ونسي أنه في زمان لا يتكرر ولا يعوض بمليارات الدراهم والدنانير لنرى بالمقابل من أضاع وقته في صف الطوابير أمام كبائن الهاتف ولو كانت لساعات طويلة ولمرات متكررة من اليوم وكان بوسعه الاتصال في أوقاتٍ مفضولة والمحافظة على الأوقات الفاضلة ..


دروس من رمي الجمار



أولاً .. ليس من غاية الرجم رمي الشيطان بل هو تعبد لله وحده واتباع لإبراهيم واقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانياً .. امتثال أمر الله في الرجم تعظيماً له واستجابة لأمره وارغام للشيطان واستجابة لنداء الرب .
ثالثاً .. أسلوب الرجم الحسي يراد به الرجم المعنوي في نبذ وبغض وعصيان شهوات النفس ودعوات الشيطان .
رابعاً .. يد الحاج المؤمن ترمي لتصيب الهدف الأسمى في نبذ اليد العاطلة واليد الخاطئة واليد العاجزة .
خامساً .. يتذكر الحاج بالرجم قصة ذبح الخليل لولده إسماعيل .. في صدق الإمتثال .
سادساً .. يستشعر رامي الجمار بفكاك رقبته من النار وقبول عملك وأنَّ رميه لله وبراءة من الشيطان والابتعاد عنك .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما جعل رمي الجمار لإقامة ذكر الله».


(بقلم الشيخ عادل العبدالجبار بتصرف بسيط)




روابط مهمة ومفيدة تفيدكم حجاج بيت الله في تأدية مناسك الحج بيسر وسهولة




الحج خطوة خطوة مصور






الشرح الفقهي المصورللحج




مختارات من فتاوى الحج من فتاوى الإمامين عبد العزيز بن باز والعثيمين رحمهما الله في مسائل الحج والعمرة مع تعليقات الشيخ حامد بن عبد الله العلي







فتاوى نسائية في الحج






خصوصيات النساء في الحج





فضل يوم عرفة وهدي الرسول وحال السلف فيه




ارشادات
طبية لكم حجاج بيت الله






وماذا بعد الحج؟؟




نهاية المطاف ..
حجاج بيت الله .. تقبل الله منا ومنكم .. ورفع قدركم .. وغفر ذنبكم .. وأعادكم إلى أهلكم سالمين غانمين .. وأنتم ترفلون بثوب الصحة والعافية .. اللهم آمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
طيف الأحبة
طيف الأحبة
الداعية الى الحق

http://www.tohajj.com/data/steps/hajj-steps.htm
طيف الأحبة
طيف الأحبة
مجاااااهدة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ...أذلنا الله
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد



خصوصيات النساء في الحج
دار الوطن





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد:

أختي المسلمة: هنيئاً لك ماعزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، تلك الفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين، فبعضهن يجهلن أن الحج فريضة عليهن، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف حتى يفجأهن الأجل وهن تاركات للحج، وبعضهن لا يدرين شيئاً عن المناسك، فيقعن في المحظور والمحرم، وربما بطل حجهن دون أن يشعرن، والله المستعان. أما أنت أيتها الأخت الفاضلة: فلا أراك من هؤلاء، لأنك تعلمين أن الحج فريضة الله على عباده، وهو ركن الإسلام الخامس، وهو جهاد المرأة؟ لقول النبي لعائشة رضي الله عنها: { جهادكن الحج } .

وهذه أختي المسلمة بعض النصائح والتوجيهات والأحكام التي تختص بها من أرادت الحج، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلاً مبروراً، والحج المبرور كما قال النبي : { ليس له ثواب إلا الجنة } .

1 - الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج، فأخلصي لله تعالى في حجك، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة.

2 - متابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي شرط ثان في صحة وقبول العمل. لقوله : { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } . وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.

3 - احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها، فإن الشرك الأكبر يوجب الكفر وحبوط العمل والعقوبة، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة، والمعاصي توجب العقوبة.

4 - لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم، لقول النبي : { لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم } . والمَحْرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريماً دائماً بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة، فإذا توفر للمرأة المحرم مع الزاد والراحلة وأمن الطريق، وجب عليها الحج وإلا لم يجب.

5 - للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود وأخضر أو غيرهما، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه بالرجال، أو مما هو من ألبسة الكفار. ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لوناً معيناً كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل، بل هو من البدع المحدثة.

6 - يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، لا في البدن ولا في الثياب، ويحرم عليها قصد شم الطيب واستعمال الأدهان المطيبة أو الصابون المطيب. وكذلك يحرم على المرأة التطيب مطلقاً بما يظهر ريحه إذا مرت على الرجال سواء أكانت محرمة أو غير محرمة.

7 - يَحْرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر.

8 - يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب أو ما خيط على قدر الوجه، ولبس القفازين وهما ما خيط على قدر الكفين، لقول النبي : { لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين } .

9 - المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب، متعللة بأن النقاب والقفازين من محظورات الإحرام، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيء كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: { كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه } .

10 - بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رؤسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجه شيء من الخمار أو الجلباب، وهذا تكلف لا داعي له لأنه لا حرج في أن يمس الغطاء وجه المحرمة.

11 - يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج.

12 - بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض، قد لا تحرم ظناً منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض، فتتجاوز الميقات بدون إحرام، وهذا خطأ واضح، لأن الحيض لا يمنع الإحرام، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، فتؤخره إلى أن تطهر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه، فإنها إن رجعت إلى الميقات وأحرمت منه فلا شيء عليها، وإن أحرمت من غير الميقات فعليها دم لترك الواجب عليها.

13 - للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول: ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني )، فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج أحلّت ولا شيء عليها.

14 - تذكري أعمال الحج:

أولاً: إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبِّي قائلة: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ).

ثانياً: اخرجي إلى منى، وصلّي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع.

ثالثاً: إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلّي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعيةً ذاكرةً مبتهلةً تائبةً إلى غروب الشمس.

رابعاً: إذا غربت شمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلّي بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جداً.

خامساً: انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي:

أ ‌- ارمي جمرة العقبة بسبع حصيات.

ب ‌- اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس.

ج ‌- قصِّري من كل أطراف شعرك قدر أنملة.

د ‌- انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة.

سادساً: ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى ليلتين أو ثلاث.

سابعاًَ: إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.

15 - المرأة لا تجهر بالتلبية، بل تسر بها فتُسمع نفسها ومن بجوارها من النساء، ولا تُسمع الرجال الأجانب حذراً من الفتنة ولفت الأنظار إليها.

16 - وقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام ويستمر إلى رمى جمرة العقبة يوم النحر.

17 - إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.

18 - يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها.

19 - احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج، وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات، وتخيّري الأوقات التي يخف فيها الزحام، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان ثمة زحام.

20 - ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي: والرمل هو إسراع الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.

21 - احذري هذا الكتاب، وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاءً مأثوراً عن النبي صلى الله علي كان أولى.

22 - للمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية، ولو كان بها آيات من القرآن، ويجوز لها أيضاً أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف.

23 - احذري كشف شيء من بدنك وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن يراك فيها الرجال، كأماكن الوضوء العامة، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود الرجال قريباً من تلك الأماكن، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز كشفه من وجه وذراعين وساقين، وربما خلعت ما على رأسها من خمار، فتظهر الرأس والرقبة، وكل ذلك محرم لا يجوز، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال، وهو كذلك من صور التعاون على الإثم والعدوان.

24 - يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر، فقد رخص النبي لبعض النساء ولا سيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل، وذلك حتى يرمين جمرة العقبة قبل الزحام، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي ليلة جَمْع - أي مزدلفة - أن تدفع قبل حَطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة - فأذن لها، وأرسل أم سلمة كذلك، فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت وأفاضت .

25 - يجوز تأخير الرمي إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حول جمرة العقبة، وأن في ذلك خطراً على من معه من النساء، فيجوز تأخير رميهن الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك. وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة، يمكن أن يؤخرن رمي الجمرات إلى ما بعد العصر، وهو وقت يخف فيه الزحام جداً كما هو مشاهد ومعلوم.

26 - لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور:

الأول: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات.

الثاني: التقصير من جميع الشعر قدر أنملة، وهي ما يقدر ب (2 سنتيمتر) وليس على النساء حلق.

الثالث: طواف الحج (طواف الإفاضة).

فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حُرم عليها بالإحرام حتى الجماع، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل شيء إلا الجماع.

27 - لا يجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي تقصر من أطرافه، كما تفعل كثير من النساء عند المسعى؛ لأن الشعر عورة لا يجوز كشفه أمام أحد من الأجانب.

28 - احذري النوم أمام الرجال، وهذا ما نشاهده من كثير من النساء اللاتي يَحْجُجن مع أهاليهن دون مخيّم أو أي شيء يسترهن عن أعين الرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف مختلطين مع الرجال، أو قريباً من الرجال، وهذا من أعظم المنكرات التي يجب منعها والقضاء عليها.

29 - ليس على الحائض والنفساء طواف وداع، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن لم تطف طواف الوداع، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذا التيسير وتلك النعمة.

آداب الحج والعمرة

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: ينبغي لمن أراد الحج والعمرة الآتي:

1 - أن ينوي بذلك وجه الله وثوابه.

2 - أن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً.

3 - وأن يتحلل مَنْ له حق عليه أو بينه وبينه معاملة.

4 - و يستعين بالله في أموره كلها، ويسأله الهداية والتسديد والتسهيل.

5 - ويعلم أنه قد قصد سفراً مباركاً، يعد خير الأسفار وأبركها، فيحتسب كل ما أنفقه في هذا السفر على نفسه ورفقته ومن يتصل به، وما ينفقه على فقير أو مسكين، وما يقضي به حاجة مسلم غنياً كان أو فقيراً.

6 - ويحتسب تعبه ونصبه وما يصيبه من المشقات في هذا السبيل.

7 - وليحرص على مرافقة من يعينه في سفره على أمور دينه.

8 - و ليحافظ في سفره على الصلوات الخمس وإقامة شروطها وحدودها.

9 - وليكثر من ذكر الله في جميع سفره، فإن أفضل الحجاج أفضلهم لله ذكراً.

من أخبار زبيدة في الحج

هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي، امرأة هارون الرشيد، وأم ولده محمد الأمين.

كانت ذات معروف وخير وفضل، ونفقة واسعة على الفقراء وأصحاب الحاجات.

وقصه حجها وما فعلته في طريقها من الإحسان مشهورة، فقد قال بعض المؤرخين: إنها سَقَتْ أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار، وإنها أسالت المياه عشرة أميال، وغرست بعض البساتين.

وأما حجتها المشهورة فقد أنفقت فيها ألف ألف وسبعمائة ألف دينار، ما بين مساجد بنتها، أو آبار حفرتها، أو فقراء مدت لهم يد العون. فرحمها الله رحمة واسعة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طيف الأحبة
طيف الأحبة
مشاركة لجنة التوعية الاسلامية في منتديات عالم حواء

حـروف من نـور



الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله وسلم وبارك على محمد خاتم الأنبياء، وعلى آله وصحبه الأتقياء الأوفياء النجباء.

وبـعـد...

فإن مواسم الخير والبركات، وأسواق الآخرة ورفع الدرجات لا تزال تترى وتتوالى على هذه الأمة المرحومة في الحياة وبعد الممات، فإنها لا تخرج من موسم إلا وتستقبل موسماً آخر، ولا تفرغ من عبادة إلا وتنتظرها أخرى، وهكذا كما ودع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، وما إن ينقضى ذو القعدة إلا ويكرمون بعشرة ذي الحجة، العشرة التي أخبر الصادق المصدوق عن فضلها قائلاً: "ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".

فالعمل الصالح في عشرة ذي الحجة أحبُّ إلى الله عز وجل من العمل في سائر أيام السنة من غير استثناء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من الأنبياء والرسل والعلماء والصالحين والأيام والشهور والأمكنة، إذ لا يساويها عملٌ ولا الجهاد في سبيل الله في غيرها، إلا رجلاً خرج مجاهداً بنفسه وماله ولم يعد بشيء من ذلك البتة.



الأدلة التي وردت في الكتاب والسنة عن فضل هذه الأيام:
1- قال تعالى: (( والفجر * وليال عشر )). قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.

2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".

3- وقال تعالى: (( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات )) قال ابن عباس: أيام العشر التفسير ابن كثير.

4- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؟ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد .

5- وكان سعيد بن جبير رحمه الله- وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق- " إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه" رواه ا لدارمي.

6- وقال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.



* واجب المسلم نحو تلك الأيام *
على المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليتسابق المفلحون، وليتبارى العاملون، وليجتهد المقصِّرون، وليجدّ الجادّون، وليشمِّر المشمِّرون، حيث تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتتنزل الرحمات، ويُتعرض فيها إلى النفحات، وتُجاب فيها الدعوات، وتُغتفر فيها الزلات، وتكفر فيها السيئات، ويُحصل فيها من فات وما فات.

فالبدار البدار ، فماذا تنتظر؟ إلا فقراً منسياً، أوغنى مطغياً، أومرضاً مفسـداً، أوهرماً مُفَنِّـداً، أوموتاً مجهزاً، أوالدجال فشر غـائب ينتظر، أوالساعـة فالساعـة أدهى وأمر، كما أخبر رسول صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؟ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد.
فمن زرع حصد، ومن جد وجد، ومن اجتهد نجح، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.

وهل تدري أن صـاحب الصـور إسـرافيل قد التقمه ووضعه على فيه منذ أن خلـق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ، فإذا نفخ صعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ النفخـة الثانيـة بعد أربعين سنة؟!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؟ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد.
ولهذا ينبغي أن تجتهد في تلك الأيام بكل عمل صالح مخلص يحبه الله ورسوله.



* ما يستحب فعله في هذه الأيام *
1. الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليك بكثرة السجود لله ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" رواه مسلم، وهذا عام في كل وقت.

2. الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان رسول الله يصلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" رواه الإمام أحمد.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحبابا شديدا.
وكان أكثر السلف يصومـون العشـر، منهم: عبد الله بن عمر والحسن البصري وابن سيرين وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، ولا سيما يوم عرفة الذي يكفِّـر صيامه السنة الماضية والقادمة.

3. التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وقال الإمام البخاري رحمه الله: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما.
وقال أيضا: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا".
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير- وللأسف- بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.



صيغ التكبير:

الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيرأ.
الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

4. صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " رواه مسلم،. لكن من كان في عرفة- أي حاجا- فإنه لا يستحب له الصيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطرا.

5. الإكثار من تلاوة القرآن، قال تعالى:" ورتل القرآن ترتيلا".
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" وهذا الموسم فرصة لك لتكثري من هذا الأجر العظيم.

6. الصدقة وصلة الأرحام. قال صلى الله عليه وسلم : "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف". وفي الحديث: "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء". عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سـرَّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمـه" فاغتنمي هذه الأوقات بالصدقة وصلة الأرحام.

7. تعلم ونشرالعلم الشرعي، وحضور مجالس وحلق الذكر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقاً إلى الجنة)، وقال: (لأن تغدو فتتعلم بابا من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة).
ولا تحزن إن لم يتيسر لك الحج فلعلك بالنية نلت من الأجر ما ناله الحاج، وإليك بشرى الرسول صلى الله عليه وسم: (من غدا الى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاجّ تاما حجّته). فاغتنمي هذه الأيام الفضيلة بحضور مجالس العلم والذكر.

8.الإكثار من الدعاء بخيري الدنيا والآخرة لك ولإخوانك المسلمين الأحياء منهم والميتين.
قال النبي عليه الصلاه و السلام ( مامن رجل يدعوا بدعاء إلا إستجيب له ، فإما أن يعجل له في الدنيا ، و إما أن يؤخر له في الآخرة ، و إما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ، ما لم يدع بإثم أو قطيعه رحم ، أو يستعجل يقول : دعوت ربي فما إستجاب لي )، وقال النبي صلى الله عليه و سلم: (دعاء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب ، عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لاخيه بخير قال الملك : آمين و لك مثل ذلك).

9. الحرص على حفظ الجوارح سيما السمع والبصر واللسان، وكف الأذى عن الآخـرين ففي ذلك أجر عظيم، قال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولاً)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق)).

10. فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجم الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر". ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؟ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم تباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب القول الأول؟ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء. وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجا كان أم مقيما على إدراك فضله وانتهاز فرصته.



بماذا تستقبل مواسم الخير؟
1- حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه. وإن كان عنده مظالم للناس في نفس أو عرض أو مال فليرد المظالم إلى أهلها، أو يحللهم واستباحهم منها، وإن كان يترتب على ردها مفسدة أكبر فإنه يكثر الدعاء لهم بكل خير، والاستغفار لهم، والصدقة عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه .

2- كذلك تستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) .

فاحرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم، ولاتنفع ساعة ندم.
واغتنمها بأي عمل آخر يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تحصى كثيرة والسعيـد من وفـق لذلك، وكل ميسر لما خلق له، والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمة والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة التي نطق بفضلها القرآن ونادى بصيامها وإعمارها بالطاعات والقربات رسول الإسلام، وتسابق فيها السلف الصالح والخلف الفالح، فما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه، فإن فاتك الحج والاعتمار فلا يفوتنك الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار.

وإن فاتك بعض هذه الأيام فعليك أن تستدرك ما بقي منها وأن تعوض ما سلف.
وعليك أن تحث أهل بيتك وأقاربك ومن يليك على ذلك، وأن تنبهيهم وتذكريهم وتشجعهم على تعمير هذه الأيام وإحياء هذه الليالي العظام بالصيام، والقيام، وقراءة القرآن، وبالذكر، والصدقة، وبحفظ الجوارح، والإمساك عن المعاصي والآثام، فالداعي إلى الخير كفاعله، ورب مبلغ أوعى من سامع، ولا يكتمل إيمان المرء حتى يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، فالذكرى تنفع المؤمنين وتفيد المسلمين وتذكر الغافلين وتعين الذاكرين، والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والمسلمون يدٌ على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
وفقني الله وإياك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.


* بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها *
الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يضحي عنهم تبعا للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.

الثانى: أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذا لها وأصل هذا قوله تعالى:(( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم )).

الثالث: أن يضحي عن الأموات تبرعا مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياسا على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنة؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعز أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهن ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحدا منهم ضحى عن أحد من أمواته.

ونرى آيضا من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)، ويعتقدون أنه لا يجوز آن يشرك في ثوابها أحد، أو يضخون عن أمواتهم تبرعا أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضخون عن أنفسهم .. وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.



* فيما يجتنبه من أراد الأضحية *
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوما فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره " رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: "فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا حتى يضحي " وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

والحكمة في هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
وهذا الحكم خاص بمن يضحي، أما المضحى عنه فلا يتعلق به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وأراد أحدكم أن يضحي... " ولم يقل: أو يضحى عنه؟ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته، ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئا من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى و يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وإذا أخذ شيئا من ذلك ناسيا أو جاهلا أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.


* أحكام وآداب *
عيد الأضحى المبارك


أخي المسلم ... أختي المسلمة:

نحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدما بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.
أخي المسلم : الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا، والشر كلى الشر في مخالفة هدي نبينا صلى الله عليه وسلم لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:

التكبير:
يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: ((واذكروا الله في أيام معدودات )). وصفته أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) و جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلانا بتعظيم الله وإظهارا لعبادته وشكره.

ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى عليه وسلم : "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح " رواه البخاري ومسلم،. ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح ".

الاغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.

الأكل من الأضحية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته.

الذهاب إلى مصلى العيد ما شيا: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم .

الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؟ لقوله تعالى: (( فصل لربك وانحر)) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى.

مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يضحي من أراد الأضحية لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )).وختاما: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم. نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام- أيام عشر ذي الحجة- عملا صالحا خالصا لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إعداد / عضوة اللجنة سنابل العطاء.




موضوع شامل لكل ما يحتاجه الحاج والحاجة.
بتقديم لجنة التوعية الإسلامية.