رسالة إلى أم ابتهال

رسالة إلى أم ابتهال



هدى يوسف الصعيب
كنت قرب بيتك قبل اسبوعين بالمجمعة ولا يبعدني عنك الا خطوات لكن لم أجرؤ على الدخول عليك.. كيف أدخل؟ ودموعي تسبقني..؟؟ وماذا أقول لأم خطفت ابنتها من أحضانها من أمام بيتها..؟؟ كيف أعزيك وأواسيك وأنت لن يريحك الا عودة ابنتك إلى أحضانك مرة أخرى..
أم ابتهال أدعو الله لك ليلا ونهارا لكي يعيد ابنتك وفلذة كبدك إليك.. لابد أنك الآن في أشد حالات الألم والندم وتسألين نفسك كيف تركتها تلك اللحظة تخرج عند الباب لو كنت تعلمين لما تركتيها تذهب ذلك اليوم وتلك الساعة وقلبك يتفطر حسرة وقهر.. أم ابتهال اني أحس بك وبمشاعرك وكل أم تشعر بما تشعرين به. أحس بمشاعرك النبيلة، مشاعر الأم التي تتذكر ابنتها وألعابها وبكاءها وصراخها.

الباب لن يغلق، ستعود ابنتك يوما ما وباذن الله، لا تندمي على ذلك اليوم وتلك الساعة، فهذا ابتلاء من الله ومكتوب عليك، فعليك بالصبر وذكر الله حتى تفرج إن شاء الله وتكرار (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منا).

فكل هذا يحدث لحكمة لا نعلمها من الله (وحسبنا الله ونعم الوكيل) لكن أسأل وكل شخص يسأل من هذا المريض (سواء رجل كان أم امرأة) الحاقد الغادر الذي اغتال أمن هذه الأم واغتال براءة هذه الطفلة، من هذا الوحش غير الآدمي الذي فاقت جريمته أكثر جرائم الحرب شراسة.. هل عدم احساسه حتى بعد هذه الشهور من الكتابة والتوسل بارجاعها.. ألم يخف من رب العالمين (حسبي الله ونعم الوكيل) ألم يخف من الله وعقابه وكل أقطار المعمورة تدعو عليه.. اللهم زلزل الأرض من تحت قدميه كما زلزل قلب والديها واخوانها وأخواتها.. اللهم حطم قلبه كما حطم قلب هذه الأم المقهورة.. اللهم اكشف ستره عاجلا غير آجل يارب العالمين..

وأخيراً: أدعو الله لك بهذا الدعاء وانني أتوسل من الله الاجابة.. (اللهم ثبت على عقلها وقلبها وصبرها على مصابها.. اللهم فرج كربتها عاجلا غير آجلا.. ياإلهي إن لم نسألك فتعطينا فمن ذا الذي نسأله فيعطينا وإن لم ندعك فتستجيب لنا فمن ذا الذي ندعوه فيستجيب لنا.. اللهم كما فرجت كربة موسى وأنقذته من الغرق ففرج كربة أم ابتهال بفرج منك عاجلا غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين..

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..