سابح ضد تيار

سابح ضد تيار @sabh_dd_tyar

باحث اجتماعي معتمد بعالم حواء

قصة المرأة الصينية التي أوصت أن تدفن في عقلة الصقور! بالقصيم

الملتقى العام

قصة المرأة الصينية التي أوصت أن تدفن في عقلة الصقور!

بقلم/ فهد البيضاني

حدثني أحد المسعفين في الهلال الأحمر بمحافظة عقلة الصقور فقال:
قبل عدة سنوات، وكنا في نهاية موسم الحج، أتانا اتصال في ذلك اليوم يخبرنا عن حالة تستوجب الإسعاف العاجل موجودة في حافلة قد توقفت في إحدى المحطات على الطريق، انطلقنا للمحطة فوجدنا حافلة كويتية تقل حجاجا صينيين،
صعدنا فرأينا مسنة صينية في حالة خطيرة، أخبرونا أنها لم تتناول علاج الضغط بسبب السفر، قمنا بقياس الضغط والنبض فوجدناهما منخفضين للغاية، سارعنا بنقلها لمستشفى عقلة الصقور ورافقتها أخت لها قريبة من عمرها ومعهما المترجم، كنا نسمع منها ذكر الله وترديد الشهادة!
أدخلناها المستشفى ولازالت حالتها في خطر، اجتمع عليها الأطباء والممرضات يسعفونها ..
في هذه الأثناء أتانا اتصال بوجود حادث سير فيه مصابون، انتقلنا إليه وأتينا بالمصابين على عجل ..
وجدنا صاحبتنا لا زالت تحت الإسعاف والملاحظة ..
فجأة هرعت الممرضات إليها وازداد الأطباء حولها .. يبدو أن الخطر يزداد ..
رأيتهم يجرون لها تنفسا اصطناعيا .. كرروا ذلك، لكن يبدو أن ساعة الرحيل اقتربت!
أتوا بجهاز الصعقات الكربائية يحاولون تنشيط قلبها، لكن لا فائدة ..
لا زلت أسمعها تردد "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" ..
أما أختها فقد تنحت جانبا ترمقها بعيون مشفقة..
أخيرا ... لفظت أنفاسها وأسلمت روحها إلى بارئها . . .

لكن قصتها لم تنته!

اقتربت من المترجم أسأله عن هذه المرأة العجيبة التي أكرمها الله بهذه الخاتمة بعد أداء فريضته، فحدثني ببدايات قصتها قائلا:
هذه مسلمة من مقاطعة تقع أقاصي شمال الصين، منذ سنين وهي تجمع المال وتدخره شوقا لبيت الله عز وجل، بدأت رحلتها على الدواب لمدة 15 يوما حتى وصلت إلى أقرب مطار، نقلتها الطائرة ومن معها إلى إيران، ومن هناك انتقلوا إلى الكويت حيث ستكون بقية رحلتهم مجانية على حساب أهل الخير من الكويت ..

كان يحكي لي هذه التفاصيل وأنا وزميلي في حالة تأثر شديد لم نمنع معها دموعنا من أن تسيل مدرارة على خدودنا ! ..

سألته: قبل 10 دقائق من موتها كانت تهمس لأختها بحديث يبدو أنه مهم، فماذا كانت تقول؟
قال: لقد قالت لها: لقد تعبت هذه السنوات وجمعت المال لأجل هذه الرحلة، والآن قد من الله علي فأديت الحج وزرت المشاعر وصليت في مسجد رسول الله ﷺ وسلمت عليه، ووصلنا إلى هذه البلدة، فإن قبضني الله إليه فلا ترجعوني إلى الصين فإني أوصيكم أن تدفنوني هنا!

حينها بلغ تأثرنا منتهاه وأجهشنا بالبكاء!!

ومن الغد نفذت وصيتها وصلي عليها في "عقلة الصقور" ودفنت في مقبرتها بجانب أخواتها وإخوانها من المسلمين الآخرين، وقد شهد الصلاة والدفن أعداد غفيرة على غير العادة، وكان ذلك قبل تطور وسائل الاتصال!

انتهى كلام محدثي ..

وصدق الله تعالى: {وما تدري نفس بأي أرض تموت}
وصدق الله سبحانه: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
امرأة صينية من أقاصي الديار تحمل إيمانا يزلزل الجبال، ويكرمها الله بنطق الشهادة عند الموت وقد أخبرنا رسولنا ﷺ أن من قالها في تلك الحال فمآله جنات النعيم.

لقد توفيت منذ سنوات لكن هاهو ذكرها الحسن لا زال بيننا وهاهي وسائل الاتصال تتناقل قصتها؛ فتلهج الألسنة بالدعاء لها ..

سمعت العديد من القصص العجيبة لكني كنت أتأخر في تقييدها، لكنني ما إن سمعت هذه القصة إلا سارعت في تدوينها وكتابتها لكم تأثرا من القصة وتسخيرا من الله لأجل هذه الأمة من إمائه الصالحات..

اللهم ارحمها واغفر لها، واخلفها في عقبها في الغابرين، واجعلها من ورثة جنة النعيم.

الثلاثاء 1435/8/5
القصيم
__________________

ياليت يتم نشرها
25
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بدون نك وكلي لك
بدون نك وكلي لك
الله يرحمها وجميع موتى المسلمين
راقية الفكر
راقية الفكر
نفع الله بكم
أسماء
أسماء
ياااارب ارحمها وارفع درجاتها وانزلها منزلة صدق مع الانبياء والشهداء والصديقين
مس آتيكيت
مس آتيكيت
لا اله الا الله
فشفوشة
فشفوشة
الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته ,,