لهذي الدرجه امسح الحياء ... شوفوا المقال الـــ ........

الملتقى العام





الثلاثاء 23 ربيع الأول 1431 ـ 9 مارس 2010 العدد 3448 ـ السنة العاشرة

بين مهرجانين: أزمة المنتج المحلي
فاضل العماني
لم يعد حضور المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات العربية أمراً مهماً يدعو للفخر أو التباهي كما كان يحدث سابقاً، حيث كانت تلك "التجمعات الأرستقراطية النخبوية" تحظى عادة بالجدية والحرفية والتخصص وتستقطب أهل الشأن والاختصاص، وليس كما هو الحال الآن، حيث أصبحت ــ أي تلك المؤتمرات والملتقيات ــ متاحة للجميع دون استثناء، بل هي أشبه بحفل زواج والدعوة عامة.
شاركت قبل أيام في ملتقيين مهمين حرصت ومنذ عدة أعوام على حضورهما. أحدهما يُقام خارج أسوار الوطن ويُعنى بالفن والدراما صناعة وإنتاجاً وتسويقاً وهو مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون والذي أقيم في المنامة بمملكة البحرين. أما الملتقى الآخر فهو محلي حتى وإن اكتسى بصبغة دولية، ولا أجدني ميالاً للإفصاح عن اسمه ــ أي ذلك الملتقى الذي أقيم على أرض الوطن ــ وذلك لدواع كثيرة أهمها عدم التقليل من قيمة وشأن هذا الملتقى الذي قد يتعرض لبعض النقد واللمز في ثنايا هذا المقال. وأنا هنا حينما أحاول المقارنة أو المقاربة ــ لا فرق ــ بين الحدثين، إنما أكثف الضوء قليلاً على بعض السلوكيات والثقافات والعادات والأيديولوجيات التي تتمظهر عادة في مثل هذه الملتقيات التي تحدث هنا أو هناك.
ثلاث ليال غاية في السحر والجمال والمتعة، مرت كالخيال رغم أن كل تفاصيلها الرائعة التي لا يمكن ذكر غالبيتها تسكن الذاكرة للأبد. كيف لا، وأنت في محفل أهل الفن والدراما والموسيقى والطرب والجمال والأناقة والشهرة والجاذبية والفساتين الطويلة والقصيرة. كوكبة رائعة من نجوم الفن والمجتمع المخملي العربي تلتقيها وجهاً لوجه بعيداً عن بلاتوهات التصوير وأغلفة المجلات وزحمة الفضائيات الفنية. بعيداً عن كل ذلك وحينما تلتقي بهم عن قرب تجدهم غاية في البساطة والتواضع والحميمية، ولولا الأضواء المسلطة عليهم والتي ترصد كل تفاصيل حياتهم العامة والخاصة لوجدتهم أكثر شبهاً بنا، بل هم في حقيقة الأمر كذلك. الزحمة تملأ المكان، وردهات وممرات الفندق الفخم الذي يحتضن هؤلاء النجوم تكاد لا تهدأ، فهناك دريد لحام وزوجته التي لا تفارقه أبداً يُسجل مقابلة تلفزيونية مع مذيعة رائعة الجمال تُبدي أكثر مما تُخفي، والممثلة المصرية الجميلة سُمية الخشاب في حوار طويل جداً مع أحد الإعلاميين العرب الذين لا يظهرون إلا في مثل هذه الملتقيات العربية الناعمة، والفنانة الكويتية إلهام الفضالة تضحك من كل قلبها بسبب قفشات الكوميديان السعودي فايز المالكي. الجميلات في كل مكان، والتنانير القصيرة والبنطلونات الضيقة تتوزع بكل أناقة وانتظام وحرية في "القاعة الثقافية". الأضواء والكاميرات وعدسات التصوير وسحب الدخان وكأسات العصير بـ"أنواعه المختلفة" والضحكات والمقابلات والاتفاقيات وباقي المفردات الخاصة بالفن والدراما وما يتبعهما كانت حاضرة بقوة في هذا المهرجان الذي لا يريد أن يفارق المنامة، وكأن هذه المدينة الصغيرة الحالمة قد سرقت الأضواء من كل العواصم الخليجية. الكتابة عن هذا المهرجان الجميل تحتاج إلى مساحات واسعة وفضاءات حرة قد لا تتوفر الآن، سواء في الثقافة الإعلامية السائدة، أو في الذهنية العربية الجامدة.
وحتى لا أغرق في زوايا ذلك المهرجان، وأسهب في ذكر تفاصيله الممتعة والشيقة، أعرج ــ ولو مكرهاً ــ للكتابة عن الحدث المحلي الذي حمل عنواناً كبيراً: المؤتمر الدولي ......
يومان غاية في الكآبة والملل والرتابة، وجوه مكفهرة تتوزع بالتساوي على كل جوانب تلك القاعة البائسة والخالية تقريباً إلا من بعض الثقلاء والطفيليين. النظام والحرفية والمهارة والذوق والالتزام بالمواعيد والمحاور وفن التعامل وغيرها من الأبجديات البسيطة في تنظيم المؤتمرات والملتقيات تكاد تكون غائبة عن ذلك المؤتمر الذي يُقام منذ عدة سنوات وفي نفس المكان، في حين تسيطر وبشكل كبير وواضح ومعيب العشوائية والفوضى والعلاقات والخروقات والمحسوبيات، فتظهر تلك الملتقيات ــ رغم ما يُصرف عليها من مبالغ هائلة ــ كما لو كانت أشبه بحفلات مدرسية تُقام في طابور أو ساحة مدرسة ابتدائية بإحدى المناطق النائية.
أحد الإعلاميين الخبثاء همس في أذني حتى كاد يقضمها: الكل هنا يُريدها هناك. جملة قصيرة جداً قد تبدو لا تعني شيئا، ولكنها في الحقيقة تقول كل شيء، بل هي تصف بكل وضوح ودقة أزمة المنتج المحلي بأنواعه المختلفة وبمستوياته المتعددة في هذا الوطن العزيز.
ويبقى السؤال المحير الذي لا أجد له إجابة شافية: لماذا نحن بصورتين مختلفتين دائماً؟ في كل شيء تقريباً، في عاداتنا وسلوكياتنا وأفكارنا وأقوالنا وأفعالنا، في الداخل والخارج. ألم نتعب من لبس تلك الأقنعة الكثيرة؟

16
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لميس ولجين
لميس ولجين
لماذا نحن بصورتين مختلفتين دائماً؟

اسأل نفسك !!

أما نحن بوجه واحد ومبادئ ثابتة مستصحبين ديننا حيثما كنا
ماعندكم أسم
ماعندكم أسم
حسبي حسبي حسبي الله ونعم الوكيل
طالعه من صميم قلبي
why not
why not
ههههههههههههههههههههههه
لاتعليق
meme_mhr
meme_mhr
يعني كل المهرجان تركه وانتبه للفساتين القصيرة
والبناطيل الضيقة والتنانير القصيرة يعني مقال فارغ وتافه وبدون معنى
وتاعب نفسه ويكتب
انامل من ذهب
انامل من ذهب
اشكر لكم مروركم