أروانا
أروانا
وااااااااااااااااااو أمونة


ياااي حسيت إني كاتبة أدبية كبيرة ..مين قدي..

مداح نفسه يبغاله رفسه..
أمونة المصونة
القصة السادسة:

***

الحب الجديد

استيقظت فاطمه لصلاة الفجر ايقظت زوجها خالد وأديا الصلاه ثم ذهب خالد لعمله مبكرا وبقيت فاطمه تتقلب على فراشها تريد النوم ولكن لانوم في رأسها,نهظت من سريرها وذهبت تنظر من خلف زجاج النافذه ,فتحتها ببطء وحذر كانت تريد أن تشم نسيم الصباح العليل أوتسمع صوت العصافير أوصوت خرير الماء ولكنها لم تنتظر طويلاحتى أغلقتها يا إلهي لقد نسيت أنها في المدينه وأن ما أرادت أن تشمه أوتسمعه لم يعد له وجود آآآآآآآآآآآآآآه
قالتها وهي تتذكر حياتها في القريه الهواء عليل والجوصافي رائحة الأرض التي تعبق برائحة المطر صوت العصافير لاينقطع وصوت الماء المندفع من موتور لري الأرض كل شيء جميل ..
ولكن هذا في الماضي ,منذ أن تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى هذه المدينة المليئة بالصخب والضوضاء ورائحة عوادم السيارات والمصانع والبسمة فارقتها لقدملت من هذا. إنها تفكر في أمر غريب منذوقت طويل........


ترن .. ترن
ألو ؟
حبيبتي فطوم
فاطمه: أهلاً بك خالد .. خير إن شاء الله .. تتصل بي في هذا الوقت المبكر؟ألست في العمل؟
خالد: عندي لك مفاجأه .. لكن عندما أعود للمنزل سأقول لك ماهي.. مع السلامه
فاطمه: ماذا هناك؟ خالد ؟ خالد؟
أغلق خالد الخط والفرحه تملأ وجنتيه ..واتجه إلى أقرب محل للعود.. واشترى أفخم الأنواع وأحبها إلى قلب فاطمه..
ثم اشترى من المحل المجاور قطعتي قماش جميله وغلف كل منها بغلاف زاهي ووضع مع كل غلاف تولات العود الرائعه..
فاطمه: اللهم اجعله خير.. أين أنت ياخالد؟
وبدأت فاطمه تأخذها أفكارها للبعيد
فتارةً تتخيل المفاجأه ذهاب لمطعم.. وتاره تقول لا سنذهب للشاطيء ..وتارةً أخرى سيأخذها للسوق..
فأجتمعت عليها الأفكار إلى أن سمعت صوت الباب يفتح.. فقامت في عجل واستقبلت خالد وقد بدت عليه علامات السعاده..
فاطمه: ماذا هناك ياخالد ؟ لقد أشغلت بالي هداك الله؟
قال خالد بصوت عالٍ : سنذهب للقريه..
قفزت فاطمه وكأنها طفلة وجدت لعبتها وقالت في سعاده : أخيراً الحمدلله .. الحمدوالشكر لله.. ووقفت فجأه وسألت والعجب يملأها: لكن العمل؟
خالد: أخذت إجازه لمدة شهر كامل لأجلك ياحبيبتي..
لم تصدق ماقاله خالد من شدة فرحها.. وأخذت تدعو له بالتوفيق والسداد بالدارين والبسمه تملأ هذه الشفاه الرقيقه.. ذهبت فاطمه لتحظر حقائب السفر .. فقريتها لاتبعد عن المدينه إلا بضع ساعات .. وقد أحب خالد أن يذهبا مبكراً ليقضيا وقتاً في الطريق ويتنزها بين الحقول الخضراء التي قد عمت البلاد بعد هطول الأمطار بفضل الله..
وهما في الطريق إذ إنعطف خالد عن الطريق وتوقف فجأه..
فاطمه متعجبه: خير إن شاء الله ..
خالد : ارحميني قليلاً يافاطمه ..
فاطمه: ماذا هناك ياخالد؟ مالذي صنعته بك؟
خالد : نسيتي؟ إني جاااااااائع
آآآآآآآآآآآآه لقد نسيتك من شدة الفرح .. آسفه .. آسفه.. لم آتي بالطعام معي ..
خالد لاتخافي .. لقد أحضرت معي الفطار وبقي عليكي تحضير الشاي .. أتيت بكل المتطلبات..
نهضت فاطمه في سعاده وحضرت الشاي وتبادلا الأحاديث الممتعه ..
لاااااااااااااا
خالد: ماذا هناك؟
فاطمه : لقد نسيت أن أحضر هديه لأمي وعمتي -أم خالد طبعاً-
خالد : لاتقلقي ياعزيزتي لم أنساهما أبداً وقد أحضرت لهما هديه غاليه على قلبك..
فاطمه جزاك الله خيراً ياخلودي الغالي ..
لاأعرف ماذا أصنع لك لكي أجزيك بهذا الجميل..
خالد : اصنعي لي شيء بسيييييط .. جريش
ههههههههههههههههه
فتعالت ضحكات الإثنين ومضيا في طريقهما حيث الأهل والأصدقاء وكل غالٍ على الفؤاد..


بينما كان خالد ملتفتاً عيمينه محدثاً فاطمة : ناوليني الشاي يا فاطِِمة .

خـــــــــــالد انتـــــــــــــــــــــــبه ,,

طرااااااااااااااااااااااخ ..

وي وي وي وي وي وي وي وي ..

.............................

الدكتور : ألم يصحوا بعد ؟؟

الممرضة : لا للأسف .. ولكن الحمد الله حالتهم بتحسن .. ونرجو الله أن يعوضهم خيراً في جنينهم الذي فقدوه ..

إن شاء الله .. أأخبرتم أهلهم ؟

نعم أخبرناهم و هم في طريقهم للمستشفى ..


أقدام تهرول نحو باب المستشفى .. أنفاسهم تزيد .. وتزيد معها ضربات صدرهم

- لو سمحت .. كم رقم غرفة فاطمة أحمد؟

- هي بالغرفة رقم 201 .. في نهاية الممر على اليسار.

- شكرا لك.

طق طق

- هششششش .. إنها نائمة ..

بياض .. أشياء تلف وتدور .. ناس ووجوه كثيرة .. صداع شديد .. إرهاق كبير

هذا ما أحست به فاطمة عندما بدأت تفتح عيناها والكل من حولها يرتقب حركة من جفونها

- الحمد لله على السلامة حبيبتي .. كنت قلقة كثيرا عليكما .. كيف تشعرين الآن ؟

- بدأت فاطمة ترجع بذكرياتها للخلف .. لم تتذكر سوى أنها كانت مع زوجها في السيارة يشربان الشاي.. أرادت أن تعدل من جلستها لكن لم تستطع .. أحست بألم شديد ينخر عظامها..

قالت بتثاقل :
أمي لماذا أنا هنا .. ما الذي حدث .. أين خالد؟

- لا تقلقي حبيبتي زوجك بخير .. حادث بسيط هو كل مافي الأمر .. حمداً لله على سلامتكم.

اقتربت منها أمها تمسح على رأسها تخفيفا للألم .. قالت بحنية:
لكن ..... عوضك الله خيرا يا ابنتي .. فقد مات جنينك.

- ماذا !!! أنا كنت حامل ؟؟!!


ماذا انا حامل وسقط الجنين
لاتخبرو خالد لانه سوف يحزن فبالامس وهو يحدثني عن الحمل
الان ماذا حدث لخالد اذهبي ياامي وطمنيني عليه
ذهبت الام لتسأل عن خالد فأخذهاالاب وقال اسمعي لقد قال لنا الدكتور خبر مؤسف عن خالد
الأم خالد ماذا حصل له هل هو بخير
نعم إنه بخير ولكن الخبر بخصوص حياته بالمستقبل فلقدتأثر بالحادث
أنتي ادرى بمدى انتظارهم لمولود يملئ حياتهم الام ماذا هنك لقد اقلقتني جدا
الان خالد لايستطيع الإنجاب


أخذت الدمـوع تمـلأ عينيهـآ ,, وهـآمت فوق رأسهـآ الأمنيـآت ,,
وانطلقت زفرة مرتـآعة من أعمق اعماق صدرهـآ ,, ترجمتها ببكـآء حـآر ,,
انخرطت أمهـآ في تهدئتهـآ ..فـآطمه أمـر الله كـله خير.. لا تجزعـي ,, واعلمي
أن الصبر عند الصدمه الاولـى ,,
أشـآحت فـآطمه بوجههـآ عن امهـآ لتخفي دموع تألقت .. قـآئله اريد ان ارى خـآلد ,,
تجمعت دمعة كبيره في عيني الأمـ قـآئلة .. سترينه ياحبيبتى
الآن هو تحت عنايه مشدده ,,
هاجمتها غيبوبة عميــقة غرقت بلجتهـآ وارتسم على خيالها
حلمهـآ الضـآئع ,,


في صباح اليوم التالي ..

جاء الطبيب بوجه لا يُطمن ..

ألتفت أبو زايد (والد فاطِمة) بانتباه إليه ..

الطبيب : كل من عليها فان .. والبقاء لله .. رحمه الله ..

***********

بعد مرور سنة ..

الأم : ألم تغيري رأيك بعد يا ابنتي ..

فاطِمة : أمي أرجوك لا تفتحي معي هذه السيرة مرة أخرى ..

أبو زايد : بنيتي إن الزواج ستر .. وأحمد رجل متدين وذو أخلاق حميدة ..

خرجت فاطمة من الغرفة دون أن تنبس بنبت شفة ..

الأم : أظن أنه لا يجب علينا إجبارها بهذه الطريقة ..

الأب : نحن لسنا دائمين لها.. يجب علينا أن نطمئن عليها قبل أن يحين أجلنا ..


دخلت فاطمة مجدداً ..

- أبي إذا كنت أنا عبء ثقيل عليكم فأنا راضية ..

الأب : يا بنيتي أنا لا أقصد ذلك .. ولكن علينا أن نضمن مستقبلكِ ..

شعرت فاطمة بأنها عبء على والدها .. فأخفضت رأسها وقالت بحزن شديد : لكم ما أردتم ..

الأم : ولكن يا ابنتي، تذكرى أنه لقد سبق له الزواج من قبل ولديه أبناء صغار يحتاجون الرعاية ..

الأب وهو يقاطع الأم وكأنه لايريد أن يترك مجال لفاطِمة أن تجاوب : اطمئني يا ابنتي ولا تقلقي .. فأحمد رجل طيب .. وأنا أعرفه جيداً .. وأثق به ..

- أنا موافقة على الزواج منه ..!!


اليوم هو العرس ودقائق وستزف فاطمة الى زوجها ... خنقتها العبرة وتظاهرت بالقوة وداخلها يأن ويبكي عادت لذاكرتها تلك اللحظات الجميلة مع خالد تمتمت بينها وبين نفسها بأسى ( آآآآآآه ياخالد أين أنت الآن ؟!!! ها أنذا أزف الى غيرك وقلبي مازال متعلقاً بك للأبد )

استفاقت من ذكرياتها العذبة يد دافئة امتدت الى يدها بحنان , شعرت بحرارة تسري في جسدها نظرت اليه فإذا هو زوجها أحمد .. ابتسم لها مذهولاً مأخوذاً.. ( مبارك ياعروس .. لم أتوقعكِ بهذا الجمال !!!! ) تعلقت نظراتها الممزوجة بالحزن والحياء باتجاه يدها التي أخذت ترتعش من رهبة الموقف ..

شئ ما في داخلها أخذ يتجلجل تُحِس أن في أحمد شئ من خالد .. أدركت بعد تفكير قصير انها النظرات الحنونة والدافئة هي القاسم المشترك بينهما ..


بعد أسبوع عسل أعاد أحمد أولاده إلى المنزل ودخل بهما الى المنزل
ووجهه يملؤه التفاؤل في أن تكون فاطمة نعم الأم لهما.

من جهة أخرى فاطمة كانت على أحر من الجمر لكي ترى أولاد أحمد فهي بطبيعتها حنونة على كل الأطفال
فكيف بإطفال رجل تقدره وتحترمه حتى الان لانه كما قال أبيها أخلاقه جيدة.

كانت فاطمة في إستقبالهم عند الدخول... ...وهاهو زوجها يدخل ومعه طفلين
احدهما في الثالثة والأخر في السادسة
فتحت ذراعيها لهما بإبتسامة حنونة ولمعان في عينيها .
أما الطفل الصغير فقد ركض إلى أحضانها المفتوحة واما الطفل الأخر فقد أختبأ وراء ظهر أبيه.


كان أحمد يعرف إن إبنه البكر يوسف لن يتقبل بسهوله أن تكون فاطمة اما له عن أمه السابقة فقد كان متعلقا بها لدرجة لاتصدق

لكن فاطمة بذكائها و فطنتها المعهودة وبإساليبها الماهرة استطاعت ان تكسب قلب يوسف في أسبوعين فقط.

زاد تعلق الاولاد بزوجة أبيهم الحنونة فاطمة .......في الحقيقة لم يكن الاطفال فقط من زاد تعلقه بها بل حتى زوجها احمد
لم يعد يستطيع أن يستغني عنها وتعلق بها أكثر من أطفاله .
فلا ينفك يتصل بها طوال بقائه في العمل ليطمئن عليها ويسمع صوتها الحاني الجميل ويتشوق للعودة إالى المنزل ليلقى أجمل إبتسامة وأدفأ حضن.

عرفت فاطمه أن الله عوضها عن الحب الاول بحب جديد فكانت مستعدة لهذا الحب ولهذه البداية الجديدة لحياتها الحالمة.

عاد أحمد الى المنزل وكانت فاطمة في إستقباله بإبتسامة عاشق وعينان تلمعان بالحب وكأنها تقول له
"أهلا وسهلا بحبي الجديد"



أسماء الكاتبات:

وفاء رغم جحودهم - أمي نبضي ودمي - القلم الذهبي - المتفوقة دوما - lamawaleed - ربي بنت خالد - شـ غ ـوفْ - إراده 1212
أروانا
أروانا
اشكرك يا غالية
أمونة المصونة
القصة الثامنة:

***

لله درك يا بطل

تجمعت الأسرة الفلسطينية الصامدة على إثر أصوات الدبابات اليهودية تجوب المنطقة
فتُحِدث فيها الخراب والدمار وتعيث فيها الفساد ..
وقد بدت الأصوات أكثر قرباً من حيهم الذي يقطنون فيه ولم يمضِي وقتٍ قصير
حتى سمعوا أصوات طرق حادة فهرع الأب العجوز منادياً ابنيه الاثنان باسل ومجاهد وأمرهما بالاختباء فوراً في القبو السري
فحان منهما رفضاً سريعاً فهما يريدان أن يواجهان الموت ولا يختبئا .. رمقهما الأب بنظرة حادةٍ حارقة ..
متمالكاً أعصابه ما هكذا أردتُ أن تكون نهايتكما , إنما أعددتكما أن تكونا مجاهدان وشهيدان .
تعالت أصوات الطرق ( فصرخ فيهما بسرعة هيا ) ولم يجدا بدا من طوعِ أمر أبيهما ..
اقتحم المنزل أربعة من الجنود الصهاينة فأخذوا يبحثون في المنزل بجنون عن الشابين وقد قلبوا المنزل إلى حالة من الفوضى والخراب ..
بدا الأب أبو باسل وزوجته وبناته الثلاث في غاية الذعر وان كان يبدو على ظاهرهم القوة والثبات
وهم يبتهلون إلى الله في سرهم أن يعمي أبصارهم عن مكان القبو ..
مرت ساعة عصيبة على الأسرة إذ قاموا باستجوابهم فردا فردا وحين لم يجدوا إجابة شافية.


اخذ الجنود ينظرون الى الفتيات الثلاث نظرات ماكره , لم تخفى نيتهم المبطنه الخبيثة عن الاب القوي الصامد
فاخذ يدعوا بسره ان يرد كيدهم في نحورهم وان يكفيهم الله شرورهم.
وماهي الا ثواني ويسمع الجنود نداء قائدهم ان اخرجوا الان لدينا مهمة اخرى, فتنفس الاب الصعداء وحمد الله في سرة
ونادى ابناءة انه بامكانهم الخروج.

خرج باسل ومجاهد وعلامات الغضب والانزعاج باديتن عليهما .
قال باسل: اكره يا ابي الاختباء فهؤلاء جبنه , حتى الطفل الصغير يبث الرعب فيهم بمجرد ان يرفع الحجر بوجوههم فلماذا ارغمتنا على الاختباء ؟!


بعد أن نطق باسل بكلماته هذه خرج من المنزل وترس الباب بقدمه ..
صرخت والدته : يا بني أين أنت ذاهب ؟؟؟ .. الصهاينة لم يذهبوا بعد بني إنتظر ..أرجوك عد إلي .. عد لأقبلك .. بنـــــــــــــــــــي ..

ولكن قد كان باسل غادر المنزل وذهب بعيدا تاركاً خلفه قلب يعتصر خوفا وألما ..
لقد كان باسل وأخيه شجعان جداً لا يرهبهما لا جنود ولا دبابات ولا أسلحة .. فلا يخافون إلا من الذي خلقهم ..

جلس الأب على عتبة داره مهموماً مغموماً .. بينما جاء له حفيده الصغير زاحفاً .. نظر إلى جده بنظرات بريئة وكأنه يقول له لاتحزن فإن الله معنا ..
حملت نسرين ابنها صلاح الدين و ضمته لصدرها .. قبلته .. فرأت بعيونه نظرات أبيه الشهيد ..
جلس مجاهد بجانب أبيه وأخذ يصبره قائلاً : يا أبي لن يحصل لنا إلا ما كتب الله .. يا أبي لاتحزن سيعود باسل بعد دقائق قليلة بإذن الله ..
خيم الحزن والبكاء على العائلة وكأنه بنى منزله هنا ..
أتى الليل بوشاحه الأسود الحزين .. ولم يعد باسل ..
لم يغفو جفن أم مجاهد تلك الليلة .. وبقيت تتقلب على بساطها الخشن ..
بسم الله .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. تف تف تف ..
قامت لتتفقد المنزل .. رأت كل شيء على ما تركته .. ما عدا سرير باسل الذي لا يواسيه أحد ..
نظرت إليه .. سقطت دمعه على خدها المتجعد .. لمست بساط ابنها بحنان .
تمتمت: أين أنت يا بني .. هل أنت نائم أم النوم جافى عينيك مثلي.
لم تستطيع أن تخفي بكائها ..
قامت نور على صوت نشيج والدتها .
أمي أمي ما بكِ ؟؟ اهدئى يا حبيبتي اهدئي يا والدتي .. سيعود باسل غداً إن شاء الله و ستضمه حصيرته .. اهدئي يا والدتي ..
لم تجيب أم مجاهد بشىء سوى أنها قالت : يـــــــارب


عندما خرج باسل من المنزل كان يتذكر ماضي أبيه وكيف كان إرهابيا في نظر الاستخبارات الاسرائيلية .

قبل عشرون عاما كان عمر باسل سبع سنوات لكنه يتذكر كيف استقبل رجال ونساء قريته والده بالهتاف والزغاريد

بمناسبة خروجه من السجن الصهيوني الذي مكث فيه قرابة الستة أشهر لمجرد أن الله حباه بصبي فسماه فادي .

أبو مجاهد إنسان طيب ومكافح لكن ليس له في السياسة وأقل ماكان يفعله أن يسمي اولاده بإسماء تساعدهم أن يكونوا شجعانا في هذا الوطن المسلوب...فسمى مجاهد وباسل وشجاع ..
حتى احفاده سماهم صلاح الدين واسامة .واسماء لأشخاص ظلت وستظل في نظر الصهاينة مجرد إرهابيين.

كل هذا الماضي دار في ذهن باسل وتألم لمجرد أنه يتذكر أن أبيه لم يكن بيده حيلة سوى أن يسمي أبنائه بإسماء الابطال

وصك باسل على أسنانه وهو يحدث نفسه ويقول :
"ياأبي الحبيب لن أتوقف عند تسمية اولادي بإسماء أبطال سوف أكون بطلا قبل أن يولد اطفالي"


ذهب مجاهد إلى أبي صلاح قائد الحركة الإسلامية في حيفا وهي المنطقة التي تقطنها عائلة مجاهد الصامدة ...
طرق الباب : تك .. تك .. تك ..
من ؟ أنا مجاهد ... تفضل يابني ..
- السلام عليكم .
- وعليكم السلام أهلا مجاهد الحمد لله على سلامتك .
- الفضل لله
- ونعم بالله ..
شيخي أبو صلا ح .....
- نعم مجاهد وعدي لك لم أنسه فأنا لم أرفض إشتراكك في العملية السابقة إلا لإعدادك لموقف أكبر منه..
وقد حان وقتك إذهب الآن ونادي جميع الفصائل لاجتماع هام في مغارة الشهداء في الجبل الشرقي.
- حاضر ..دع باسل يساعدك.


مجاهد: باسل ليس هنا
- بل أين هو؟
تلعثم مجاهد وارتبك
أبو صلاح: مجاهد هل تخبئ علي أمرا ما قد حصل ! ؟
- الحقيقة .... أخي هرب من المنزل بعد أن دخل علينا القوات الإسرائيليه ولم يعد حتى اليوم .
- ماذا !!! ولما لم تخبرني بهذا الأمر حتى الأن يا مجاهد ؟؟؟
- الحقيقة توقعنا أنه سيعود في الليل .. ولكن لم يعد حتى الآن .. وأمي وأبي لم يغمض لهم جفن حتى اليوم .
- من متي وهو غائب؟
- من يومان.
- إذا إجمع الفصائل بالحال .. فهناك مهمة يجب أن تؤدي قبل كل شيء .


- حالاً يا عمي .

- و لكن قبل أن تذهب أكمل كأس عصيرك ..

طق طق طق طق طق
مجااااهد مجاااااهد .. أأنت هنا ؟؟
طق طق طق طق
مجاهد أفتح بسرعة

- خير إن شاء الله .. ماذا هناك ..

- ألحق يا مجاهد أمك ..

- ماذا بها أمي؟؟؟ أجب .. أجب بسرعة ..

- لقد تدهورت صحة أمك .. و تريد أن ترى باسل قبل أن ..........................
ساد الصمت في كل الأرجاء ...

رمى مجاهد من يده كأس العصير وخرج يركض لاهثاً مرعوباً.

- أمي أمي .. أين أنت أمي ؟؟

- باسل بني كح كح عرفت أنك ستعود يوماً كح كح كح كح تعال بجانب أمك يا حبيبي ..

- أمي أنا مجاهد .. باسل سيعود بإذن الله .. كيف حال صحتك يا أمي؟..

- إنني لست بصحة كح كح كح كح لست بصحة جيدة ما دام باس كح كح كح ما دام باسل بعيد عني ..
أحضروه لي بسرعة قولوا له أن أمك تريد أن تودعك .. بـ سـ رعـ ـة ..

ذرفت دمعة على وجنة مجاهد حفرت عليها معالم حزن عميق ..
خرج مجاهد من تلك الحجرة متوجها إلى أبيه
- منذ أن خرجت يا باسل .. أوه أقصد يا مجاهد .. و أمك على هذا الحال ..

- لقد كانت والدتي تنتظر عودة باسل و لديها أمل كبير برجوعه .. ربما الآن فقدت الأمل نهائياً..
فقد كانت صامدة متماسكة .. لا أعلم ما الذي حدث لها الآن ..

- هذا صحيح .. أتذهب معي يا مجاهد لنستشير الطبيب في الدواء ؟؟

- أظن أن أمي لا تحتاج لدواء .. دواؤوها هو أن ترى باسل .. أنا واثق من ذلك ..

- فعلاً أنت على حق .. أفلا تستطيع يا مجاهد أن تبحث عنه وتأتي به في أسرع وقت؟

- سأخبر عمي أبو صلاح .. ربما لديه خطة ناجحة للعثور على باسل.

حدثت نفس مجاهد في طريقه للعم أبو صلاح : أدعو الله أن تكون يا باسل على قيد الحياة .. فأنت دواء أمك ..


ذهب مجاهد الى العم صلاح وهو حزينا متألما لحالي امه

عندما راه العم صلاح قال له ماذا بك يابني اراك حزينا مهموما فرد عليه وكل الحزن بوجهه

مجاهد : ماذا اقول لك ياعماه ااقول لك عن ابي وحزنه ام اقول لك عن امي ومرضها وتألمها لفراق اخي

الذي تفكر فيه ليلا ونهارا ام اقول لك عن حالي وحزني الذي يعتصر قلبي من رؤيتي امي بهذه الحال وانا لااعلم ماذا افعل

العم صلاح : توكل على الله يابني ولاتيأس وادعوا الله تعالى ان يعود اخوك اليكم وهو سالم

وابحث عنه بكل مكان فلابد انك ستجده يوما ما ولكن لاتيأس وانا سأساعدك بالبحث عنه ولن اتخلى عنك ابدا

فكلنا معك وكلنا اخوان لك وسنبدأ غدا باذن الله برحلة البحث عن باسل اخاك

مجاهد : جزاك الله خيرا ياعم صلاح لااعلم ماذا اقول لك اوبماذا ارد على كلماتك الرائعه التي اراحتني

واحسست باني لست وحدي لانكم بجانبي وانا متوكل على الله ومتأكد اني سأجد اخي قريبا فالله معي ثم انتم

ودعوات امي الطيبه لاخي ستحفظه باذن الله وقريبا ستفرح بعودته وسنفرح جميعا بذلك فالله معنا

قال العم صلاح: نعم هكذا لااريد ان اراك مستسلما وحزينا والان لابد ان ننام كي نستيقظ مبكرا ونبدأ بحثنا

واستأذن مجاهد من العم صلاح قائلا: تصبح على خير واراك غدا باذن الله فرد عليه العم صالح قائلا ان شاء الله

وذهب مجاهد للمنزل وعندما دخل سمع صوت امه فلما دخل واقترب رآها تصلي وتدعوا الله
فابتسم وقال: نعم يااماه هكذا فدعواتك الطيبة نحتاجها دائما فلا تحرمينا منها ..
خاصة اخي باسل فقالت امه نعم يابني دائما ادعوا لكم ولن اترك دعائي لكم ابدا فقال

مجاهد : ابشرك اماه سنبدأ رحلة البحث غدا عن اخي باسل انا والعم صلاح وبعض اخواني الرجال فقالت الله يرعاكم ويحفظكم
وتجدون اخااااك وترجعون بصحة وسلام فابتسم مجاهد وقبل راس امه وذهب للفراش وكله تفاؤل بيوم الغد.


الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله

فجر يوم جمعة
إستيقظت نور على صوت المؤذن بقلب منشرح ..
رفعت ستارة النافذة لترى سواد السماء الذي يزينه قمر بمنتصفه وحوله نجومه البراقة .

ذهبت لتوقظ العائلة على صلاة الفجر كعادتها

- أمي أمي .. أمي .. قومي لصلاة الفجر .. أمي
ليس هذا من طبع أمي فهي دائما تستيقظ من أول نداء ..
- أمي لقد أذن الأذان الأول للفجر ..
لمست نور جبهة أمها لتطمئن عليها
- يالله أمي مثل الثلج .. أبـــــــــــــي .. مجـــــــــــــــــــاهد .. شجـــــــــــــــــاع .. نسريــــــــــــــــن .. هــــــــــــدى

إستيقظ الكل مذعورا على صوت أختهم نور
- خير إن شاء الله .. ماذا هناك !! ؟؟
- مجاهد تعال لتري أمك ما بها .. إنها لم تستيقظ معي للصلاة كالعادة .
مسحت نور دموعها التى انهمرت على وجنتيها وأكملت
- وجسمها بارد جدا

ــــــــــــــ

دخل الرجال المنزل وكل منهم تبدو على وجهه علامات الحزن والبكاء
هتف الأب بصوت متقطع:
عظم الله أجركن يا بناتي


بعد مرور ستة سنوات

استيقظ علي ذو الثلاث سنوات على صوت طرقات الباب
- بابا بابا .. هناك طارق بالباب

قام مجاهد مفزوع على صوت إبنه
- خير إن شاء الله .. اللهم اجعله خير .. من الطارق في هذا الوقت يا ترى !
من بالباب ؟؟
الطرف الآخر: - أنا عبد الله
فتح مجاهد الباب ورحب بالضيف الغريب
- تفضل .. تفضل بالداخل

بعد ما أيقظ مجاهد أبيه وأخوه شجاع .. وأخواته وزوجته ليحسنو ضيافة هذا الرجل الغريب دخل عليه بمائدة الطعام
عبد الله: إنا مستغرب .. فلم تسألني حتى الآن من أكون !!
مجاهد: هذا لا يهمني فأنت ضيفنا هذه الليلة إن شاء الله.
عبد الله: أنا متأكد بأن أنت مجاهد .. أليس هذا صحيح ؟ .. وأنت شجاع .. وبالتأكيد فأنت أبو باسل
بدأت نظرات الجميع تتقلب يمنة ويسرة مندهشة
شجاع: كيف عرفت ذلك ؟
طأطأ عبد الله رأسه وهتف بحزن:
- كان يحدثني باسل عنكم كثيرا .. رحمة الله عليه.

عمر المكان هدوء ليس بعده هدوء .. وصوت شهقات النساء تعالت من خلف الباب
أكمل عبد الله: نعم .. باسل الآن شهيدا عند ربه .. إستشهد من أسبوع وأوصاني بأنه اذا توفي أن أخبركم عن ذلك ..
فأنا كنت صديقه المقرب
سكت قليلا ثم أكمل:
وقد أخد مني الطريق وقتا كثيرا ..
روى لي باسل حكايته كلها .. من لحظة أن هرب فيها من المنزل حتى إلتقينا ..
رفع كأس الماء وشف منه شفة ثم أكمل:
إلتحق باسل معنا في الجهاد .. وكنا ننتقل من منطقة لأخرى .. وكانت رغبته بألا يعلم أحد من عائلته بهذا الأمر ..
ولكن كان وصيته أنه إذا استشهد أن أأتي بنفسي وأخبركم بحكايته.

لله درك يا أخي .. لم تخلف بوعدك عندما قلت لي صغيرا أنك لا ترضى المهانة لوطنك لو كلف ذلك روحك وجسدك ..
رحمك الله يا أخي .. شهيدا إلى الجنة بإذن الله
وأرض فلسطين لن تنسى أبطالها مهما مرت السنين .. مسجلين بتاريخ أرضها العظيم الشريف ..
بطل أنت يا أخي .. قتلت شهيدا رفعا لراية دين الإسلام ..
سلم على أمي في الجنة.


أسماء الكاتبات:

شـ غ ـوفْ - &الأمل& - القلم الذهبي - إراده 1212 - أروانا - المتفوقة دوما - اسطورة الامل


* ملاحظة: لون إسم كل كاتبة يدل على لون المقطع التي كتبته.