:26:كيف تحمين نفسك من الخوف المتكرر:26:
تصيب الانسان بعض المتغيرات الجذرية خلال حياته.....
مما يجعله عرضة للكثير من الصدمات والمخاوف ،
وهذا الشعور يكون تحت السيطرة او كما يقال ضمن الاطار الطبيعي ،
عندما يكون رد فعل على بعض الاحداث للدفاع عن النفس ، او في حالة رد خطر ما ،
ولكن ما زاد عن حده ينقلب الى حالة مرضية يمكن ان تعطل العديد من الوظائف الحيوية للجسم..
والخوف شعور صحي لبقاء الفرد بعيدا عن الاخطار...
ولكنه قد يصبح معطلا.... اذا وصل الى درجة لا يستطيع معها الشخص السيطرة عليه ،
مما يجعل الفرد سلبيا في ردود فعله تجاه المؤثرات او البيئة المحيطة به ،
ويؤدي ذلك الى شعور الشخص بالعجز من ناحية التكيف مع واقعه وبيئته ،
والعجز عن الانتاج والتفاعل بصورة ايجابية .
ان قلق الانفصال..... من اشهر انواع الخوف عند الاطفال ،
وهو القلق الشديد عند الابتعاد عن احد الابوين او كليهما،
وغالبا ما يظهر هذا النوع من الخوف عند دخول الطفل للمدرسة للمرة الاولى ،
فتبدو عليه اعراض مرضية ظاهرها جسدي ، كالمغص المتكرر او الصداع او الغثيان ...
وهكذا حتى يعتاد الطفل على فكرة الغياب ( المؤقت ).
وفي مرحلة المراهقة.... وهي مرحلة مليئة بالتغييرات المختلفة التي تحدث فجأة ،
وتصيب المراهق بالقلق من تحديد هويته الجديدة ،
فهو يسعى الى الاستقلال الذاتي والى التحرر من سلطة الاهل والكبار وبناء فردانيته وهويته الخاصة ،
وكل هذا يسبب له قلقا ...
لذا على الآباء التعامل مع هذه المرحلة بحذر شديد ودعمهم ومناقشتهم في حوارات مستمرة،
لتبديد مخاوفهم والوقوف بجانبهم دون التقليل من شأنهم او احتقار افكارهم ...
وهناك انواع مختلفة للخوف عند الكبار ....
ينشأ الخوف من عدم القدرة على السيطرة على الامور.....
بسبب تعرض الفرد لصدمة جعلته يشعر بأنه من الصعب عليه تنظيم حياته ،
فلا يستطيع وضع تصورات مستقبلية منتجة ،
هذه الصدمة قد يكون منشؤها طفولي مثل تعرض الطفل للاهمال من والديه
او الخوف من فقدان احدهما او كليهما ...
وقد ينشأ من تعرض الشخص لمرض مزمن او حادث جعلته يشعر بفقدان القدرة على التحكم في حياته...
وينشأ الخوف من الموت.......
عند فقدان شخص عزيز او فقدان شخص كان له اثر في الاحساس بالامان مثل فقدان الاب او الزوج ...
هذا الخوف يظهر عند حدوث تجربة مشابهة، او حتى مجرد التفكير فيها ،
او عندما يتوهم الشخص بإمكان حدوث تلك التجربة او الصدمة المؤلمة مرة اخرى.
ويظهر عند الشخص الذي يتعرض بشكل مستمر للانتقاد من افراد اسرته....
خوف من النقد او الفضيحة ..
ويحدث هذا ايضا عند الافراد الذين ينتمون الى اسر تستخدم القسوة في التعامل،
والتمييز في المعاملة بين الابناء ، فيشعر بأنه مهمش وليس له اهمية ..
مما يجعله حريصا على الوصول الى اهداف مستحيلة من اجل ارضاء اسرته او والديه ...
وقد يتعدى هذا الخوف او القلق نطاق الاسرة ليتحول الى خوف من المجتمع عامة...
هذا النوع من الخوف يؤدي الى تجنب المواقف الاجتماعية والوقوع محل ملاحظة الآخرين
ويصاحبه تقدير ذاتي منخفض وخوف من النقد...
وقد تتطور الاعراض الى نوبات هلع..
·شخص يتطلب عمله إلي حضور لقاءات وندوات فيجد نفسه محاطا بجماعة من الناس لا يعرفهم فيصاب بالتشتت والقلق وتزداد عدد ضربات قلبه بشكل مخيف ويفقد التركيز فيما حولها .
· وأم لطفلين بعد ولادتها لطفلها الثاني بدأت تصاب بالدوخة والغثيان وعدم الشعور بعدم الثبات وحالة من الذعر علي صحتها لإصابتها بأمراض خطيرة وتتأكد بعد ذلك بأن ليس بها أي شئ عضوي . وتتكرر الحالات ويعاني منها الكثيرون دون معرفة الأسباب الحقيقية لما يحدث أو الطريقة المثلي للتخلص من هذه الحالات المتكررة.
وقد يحدث الخوف من الاماكن المغلقة ...
نتيجة المعاملة القاسية غير المبررة وقت الطفولة ...
فيشعر الفرد بأنه لا يملك خيار الهرب من الوضع وانه محجوز او محبوس ..
ويتطور هذا الاحساس، فيظهر في أي مكان يشعر فيه الفرد انه محتجز ولا يملك القدرة على الهرب....
وهذه الاماكن المغلقة قد تكون مادية مثل ( المصاعد ، الطائرات ، الاشارات المرورية )
او معنوية مثل ( الزواج ، الوظيفة ، الوحدة ، الاصابة بمرض مزمن )...
وهناك خوف من المجهول ،
ينشأ عند في الطفولة عند اسر معزولة اجتماعيا ، وحريصة على عدم التواصل مع المجتمع ،
والمحافظة الزائدة على الطفل من التعرض لتجارب جديدة ...
وقد ينشأ لسبب فطري غريزي في العقل وهو غير معروف المصدر تحديدا....
ولكنه يجعل الفرد اما معزولا او غير قابل للتطور بسبب الخوف من واجهة مواقف جديدة مجهولة
ومن الجدير بالذكر....
أن بعض هذه الحالات يتعلق باصابات بيولوجية ،
وهي وجود خلل في توازن الناقلات العصبية في المخ ...
فيستخدم العلاج الدوائي ، الى جانب العلاج النفسي و المعرفي والسلوكي وجلسات الاسترخاء
لعودة الثقة الى المريض ومحاولة اعادة اندماجه في المجتمع ،
واضطلاعه بدوره في خدمة أسرته ومجتمعه.....
يقول الدكتور خليل فاضل استشاري الطب النفسي" تظهر حالات الذعر بأشكال عديدة كازدياد ضربات القلب وخفقانه بشدة أو يحدث رعشة وعرق وشعور بالاختناق والضيق وعدم الراحة أو وجود ألم بمنطقة الصدر وإحساس بالإزعاج ..... وقد يصاب البعض بحالة من غثيان وضيق في منطقة البطن وشعور بالدوخة وعدم الثبات وأحياناً حالة فقدان الوعي أو الشعور بعدم واقعة المكان أو أنه في عالم آخر منفصل عن الآخرين. وبعض الناس يفقدون السيطرة علي مشاعرهم ويصابون بحالة من الذعر خوفاً من الموت أو الجنون".
ويضيف الدكتور خليل فاضل" هناك اضطراب الوسواس القهري وفيه يشعر المريض بالخوف من أمور لا مبرر لها كالإصابة بأمراض خطيرة أو السقوط من الطائرة . وتعتبر الفوبيا بكل أنواعها من حالات الذعر والخوف فهناك فوبيا من وجود آخرين من حوله وفيها يشعر الشخص بالقلق الشديد أو الخوف من أدائه وسط الجماعة أو يشعر بأنه سيصاب بأزمة قلبية أو بأنه سيفقد عقله.
ويقسم الدكتور خليل فاضل العلاج إلي ثلاث مراحل :
أولها الدواء وهو موجود عند درجة من درجات الإكتئاب أو الوسواس القهري الشديد فقد يخفف من وطأة الأحاسيس المرهفة ويساعد علي النوم وترتيب الأفكار بشكل منطقي .
ثانياً العلاج السلوكي النفسي: وهو جزء يتم في الحقيقة أي بمواجهة المريض بالأماكن والأشياء التي يخاف منها فتحدث له صدمة وجزء يتم في الخيال وهو جلوس المريض علي كرسي وتدريبه علي تمرينات التنفس والاسترخاء الذهني والجسدي مستخدماً معه الحواس الخمس علي أن يكون لدي الطبيب المعالج تاريخ وخريطة بيلوجية واجتماعية ونفسية للمريض ...
وأخيراً العلاج الاجتماعي.
ويؤكد الدكتور خليل فاضل إن استخدام الأدوية يجب أن يكون لفترات قصيرة جداً مع العلاج السلوكي والاسترخاء ثم تسحب بالتدريج بمعرفة الطبيب المختص ويتبقى العلاج الاجتماعي عن طريق الأشخاص المحيطين بالمريض حتى يساعدوا المعالج كالزوج أو الزوجة أو الأصدقاء المقربين فإن لهم دوراً فعال جداً...
ومن أكثر الأشخاص عرضة لهذه الحالات أصحاب الحس المرهف والعباقرة.
محبوبة رنودة @mhbob_rnod
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خير ويارب تحفظنا ياكريمجزاك الله خير ويارب تحفظنا ياكريم
:26:شرفني مروركم وردودكم حبيباتي:26:
الصفحة الأخيرة
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون