زهره جوري

زهره جوري @zhrh_gory

محررة ذهبية

((((((((( الفوضى في حياتنا .. البدايه من هنا !! )))))))))

الملتقى العام

الفوضى في حياتنا هي في نظري انعكاس لحالة الفوضى في بيوتنا، فالنظام والتعود عليه يبدأ أول ما يبدأ في طفولتنا الباكرة داخل بيوتنا. ولو تأملنا في طبيعة التنشئة الاجتماعية في أغلب بيوتنا لوجدنا أنها تعزز الفوضى لدى الطفل وتشجعه عليها، لذلك من الطبيعي أن ينقل هذا الطفل حالة الفوضى التي تربى عليها في بيته إلى الشارع والمدرسة والمسجد وبقية الأماكن التي يذهب إليها.

في بيوتنا ليس هناك وقت محدد للنوم يجب على الطفل أن يلتزم به فتارة ينام بعد صلاة العشاء مباشرة وتارة لا ينام إلا بعد صلاة الفجر. وفي بيوتنا يتعلم الطفل رمي ما بيده في أرجاء المنزل دون أن يلزمه أحد بوضعه في سلة المهملات فهذا من مسئولية الخادمة. وفي بيوتنا لا نعلم أطفالنا ترتيب ملابسهم ووضعها في المكان المخصص لها بل يرميها في كل زوايا وأركان المنزل دون أن يحاسبه أحد. وفي بيوتنا لا يرتب الطفل سريره حين يصحو من النوم، فالأم أو الخادمة تقومان بهذه المهمة. وفي بيوتنا لا نعود الطفل على غسل الأواني التي يستخدمها ويعيدها إلى أماكنها. وفي بيوتنا لا نعود الطفل على ترتيب أوقات اللعب والمذاكرة ومشاهدة التلفزيون. وفي بيوتنا لا نعلم الطفل احترام ممتلكات الاخرين بل ربما نشجعه على التعدي عليها. وفي بيوتنا لا نعود الطفل على ترتيب حقيبته المدرسية ووضعها في المكان المناسب. وفي بيوتنا يرمي الطفل أحذيته في أي مكان داخل المنزل ولا أحد يطلب منه وضعها في المكان المخصص لها. وفي بيوتنا لا نطلب من الطفل إعادة ترتيب ألعابه بعد أن يستمتع بها

.

هذه مجرد نماذج من حالات الفوضى في بيوتنا التي يتربى عليها أغلب أطفالنا ثم نتعجب حين يمارسون الفوضى في مراهقتهم وشبابهم. إذن جذور الفوضى موجودة في بيوتنا أصلا ويتربى عليها الانسان في بيئته الأسرية منذ الطفولة الباكرة، لذلك من غير المستغرب أن تنتقل ثقافة الفوضى هذه إلى بقية أوجه حياتنا. فالفوضى المرورية وعدم احترام الأنظمة المرورية ورمي المخلفات في الشوارع وإزعاج المرضى في المستشفيات وعدم الانضباط في طوابير الانتظار في المؤسسات الخدمية وتكدس السيارات عند المساجد واغلاق الشوارع وتناثر الأحذية في أرجاء المساجد وعدم احترام المواعيد وإفساد جدران البيوت واللوحات الارشادية بالكتابة عليها إنما هي امتداد طبيعي لحالات الفوضى التي نعيشها في بيوتنا منذ الصغر.

هذه الفوضى العارمة في حياتنا تطرح أمامنا من جديد فلسفة الإنجاب في مجتمعنا، فهل نحن ننجب لمجرد الإنجاب وإرضاء توقعات المجتمع والتخلص من أسئلة الآخرين من حولنا؟ أم أن الانجاب يعني في نظرنا المسئولية التربوية تجاه أطفالنا بحيث نتحمل مسئولية تربيتهم وتعويدهم على السلوكيات الدينية والحضارية التي تجعل منهم عناصر بناء بدلا من إهمالهم ليكونوا عناصر هدم وتدمير؟.

من الواضح أن الانجاب في مجتمعنا هو غاية بحد ذاته للأسف وليس وسيلة لتحمل مسئولية ما بعد الانجاب من اهتمام ورعاية وتربية. فانجاب الطفل يعني لدى الكثيرون التفكير باحضار الخادمة والوصول الى مرحلة المراهقة يعني الازعاج الذي يحتاج إلى قمع، وهكذا تنشأ أجيال تفتقد إلى التربية السوية ومتمردة على القيم الجميلة في المجتمع وتمارس كل أشكال الفوضى واللامبالاة والاتكالية ... ألم أقل لكم أن فوضى بيوتنا هي سبب الفوضى في خارجها؟ إذن لنقضي على فوضى بيوتنا ونعود أطفالنا على النظام إبتداء من بيوتهم وحينذاك أنا متأكد أننا سنقضي على حالة الفوضى في كل أوجه حياتنا ... هذا وللجميع أطيب تحياتي.

منقووول ..



2
583

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نبرااس الحق
نبرااس الحق
موضوع رائع ..

بارك الله فيك
زهره جوري
زهره جوري
موضوع رائع .. بارك الله فيك
موضوع رائع .. بارك الله فيك
اسعدني مرورك:39: