هنوده الحبوبه :

أحبتي في الله سـامحنني لتأخر عليكن ولكني حرصت ألا أنام إلا وقد أكملت لكن جزءا آخر من تلك التجربة الرائعة التي أسأل الله تعالى أن يرزقني حسن شكره عليها وأن يديم علي ما أسبغه علي من نعم ظاهرة وباطنة فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. سبحان الله كم شعرت من خلال تجربتي هذه بعظمة ديننا الجميل وكم شعرت بالنعم الغالية التي حبانا بها رب العزة ( اللهم لك الحمد كله) .. ( اللهم لك الحمد حمد الشاكرين) أخواتي الحبيبات .. هآنذا أتصل بمركزتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لتحديد موعد لإجراء مقابلة مع مدير المركز وبالفعل تم تحديد الموعد.. يوم السبت القادم في الساعة العاشرة صباحاً.. وهآنذا انتظر يوم السبت بلهفة ..تمر الأيام ببطء شديد ... اقترب الموعد .. قلبي يدق ويدق ويدق حقيقة لم أنم تلك الليلة .. صليت ركعتين قضاء حاجة وطوال المدة السابقة لم أترك صلاة الإستخارة لم أستطع النوم تلك الليلة .. ليس بسبب الخوف من الإخفاق في الإمتحان وإنما لشئ مجهول لا أعرفه ربما لأن الحلم أصبح وشيكا من التحقق!!! ربما لأنني أريد أن أكمل المشوار مع أختي وصديقتي التركية بخبرة أكبر وبطريقة أفضل؟!! .. حقيقة لم أكن أعرف ولكن كان عندي شعور غريب لم أمر به من قبل وكأن شيئا في الغد سيضفي على حياتي لونا جديدا!! وجاء الغد جاء اليوم المنتظر .. أقترب الآن من بوابة المركز وقلبي يخفق .. أكاد بالفعل أسمع صوت دقات قلبي .. لساني يدعو بالتوفيق وقلبي يبتهل بشدة أخيرا دخلت المركز الساعة الآن العاشرة إلا ربع ... وهذا أول درس في حياتي .. أول خطوة إيجابية الحفاظ على الموعد والالتزام بالوقت مهما كانت الظروف أدامك الله لنا يا أبي الغالي علمتنا كيف أن الوقت هو مفتاح الحياة .. علمتنا كيف أن الشخص المسلم الحق يُعرف من خلال إلتزامه بوقته وحرصه عليه دخلت إلى ذلك المكان الجميل وأول مالفت إنتباهي لوحة جميلة كتبت بالخط الديواني (اِخلع الحذاء من فضلك )وقد وضع مكان للأحذية .. خلعت حذائي ودخلت ذلك المكان الجميل .. شعرت بقشعريرة تسري في جسدي!! .. بالفعل شعرت وكأن هذا المكان مكان خاص استقبلني السكرتير بابتسامة خفيفة وتعرف علي وطلب مني الانتظار ريثما يخبر المدير بوصولي جلست اتفحص المكان بعيني ولكن مازال لساني يدعو بأن يقدر الله لي الخير ... لحظات وعاد إلي السكرتير وطلب مني أن أملأ استمارة للتعارف وأخذ مني ال(C.V) ثم دخلت للمدير .. منذ أول وهلة شعرت بهيبة ذلك المكان وازدادت الهيبة أكثر عندما دخلت إلى المدير المدير فوجدته رجل في عمر أبي وقد ظهرت بالفعل عليه علامات الوقار رحب بي وتعرف بي أكثر وسألني كيف تعرفت على هذا المجال والعديد العديد من الأسئلة .. وبعد ذلك أخبرني أن هذه الوظيفه لا يمكن لأي شخص عادي أن يلتحق بها فازداد قلقي وطلب مني أن أخضع لامتحان ليعرف مدى تمكني من اللغة وكانت بالنسبة لي مفاجأه فلم أكن أعرف أنني سأجري إمتحانا ولكن كلها تدابير المولى عزوجل وبالفعل خضعت لامتحان وأذكر أنه كان طويلا ولكنه كان في نفس الوقت جميلا ... وحقيقة تستحق هذه الوظيفة لمثل ذلك الامتحان والحمدلله اجتزت الامتحان بنجاح .. وكانت المفاجأة !! أنهم طلبوا مني أن أحضر في الغد لآخذ دورة تدريبية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ... فخرجت من المركز والدموع تملأ عيني فرحة وسعادة أعجز عن وصفها وعرفت منهم أنهم يُعلمون اللغة العربية للكبار فقط إلا في حالات استثنائية!! وبدأت والحمدلله في الالتزام بالحضور واستمرت الدورة لمدة ثلاثة أشهر وكانت عبارة عن تعريف بالثقافة الغربية وطريقة التعامل مع كل جنسية وكيف أن الغرب لا يحبون طريقة التعامل عن قرب ولابد أن ننتبه لهذا جيدا وكيف أن الثقافة من الممكن أن تكون مختلفة للغاية من بلد لآخر .. فالغرب لا يحبون أبدا أن نسأل عن حياتهم الخاصة (كعمرهم أو دينهم أو .. أو....) وإذا حدث يعتبرون أن هذا تدخلا في خصوصياتهم ولا يجوز لأحد أن يخترق هذا الجزء الخاص من حياتهم إلا إذا سمحوا هم بذلك.. كثير من الأشياء التي تعلمتها من خلال هذه الدورة التدريبية المكثفة والتي أفادتني في التعامل مع طلابي كثيرا جداااا هذا بالإضافة إلى تعرفي على المنهج الحقيقي المتبع لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها .. وتدربت على كيفية وضع الامتحانات وفق مقاييس وضوابط محدده.. وسبحان الله كل يوم يمر علي أزداد حبا وتعلقا بهذا المجال وازداد حرصا على الأخذ منه ما استطعت وأخيرا أنهيت الدورة التدريبة .. ومن الغد إن شاء الله سأبدأ فترة العمل االتجريبة ومن خلالها سيتم تحديد بقائي في هذا المجال أو تنحيتي عنه:( وسبحان من ملأ قلبي بالطمأنية ... وسبحان من يسر لي أموري كلها وبالفعل تم تثبيتي في الوظيفة وبراتب لم أكن أحلم به..:42: فالحمد لله الذي أكرمني بكل هذا .. سبحان من رزقني بالصحبة الصالحة في هذا المكان الرائع .. سبحان من يسر وهيأ لي هذا العمل الرائع البعيد عن الاختلاط نعم نسيت أن أخبركن بشئ هااااام جدا أن نظام عملي نظام والحمدلله متميز للغاية فالمعلمات في مكان منفصل عن المعلمين والمعلمات يدرسن طالبات فقط .. بالفعل (خير المكان وخير العمل) بدأت أشعر بعظم المسئولية التي وضعني الله بها.. فمن الغد عندي طالبة جديدة .. طالبة يابانية ( باحثة عن الحقيقة) هكذا أخبروني في الإدارة عندما سألت عن دينها هي بعمر أمي .. جاءت لتدرس اللغة العربية ولتتعرف أكثر على الإسلام والمسلمين عن قرب يا الله كيف الدرس معها ؟؟كيف سأستطيع أن احببها في الدين الإسلامي ؟؟كيف سأتعامل معها؟؟ كل هذه الأسئلة تدور في رأسي وتشغل بالي إلى أن قابلتها امرأة جميلة .. بشوشه .. رقيقة .. مرهفة الحس.. غاية في الذوق ( وهذا ما يشتهر به أهل اليابان) .. ولكن لا تعرف إلا القليل عن اللغة العربية !! لا تعرف اللغة الإنجليزيه !! يا الله !! ليس هناك لغة مشتركة بيننا أنا لا أعرف اليابانية أبداااااااااااااا كيف سأتكلم معها إذا غمض عليها شئ كيف سأخبرها بما أريد؟؟ ولكن سبحان من ألف بين روحينا .. دعوت الله من صميم قلبي أن يوفقني معها فحدث وأفضل من ذلك بكثير .. كنت أحرص على أن أظهر أمامها بمظهر المسلمة الملتزمة بدينها وبعملها فأكرمني الله كرما بالغا كنت أحرص على الوقت أكثر من أي شيء يقينا مني بأن المسلم الحق هو الذي يدرك أهمية الوقت ويحرص عليه أكثر من غيره حرصت على أن يكون عملي متقنا .. كما أمرنا رسولنا الحبيب المصطفى في حديثه الشريف وهذه الأمور أخواتي الحبيبات كثير منا من يغفل عنها أو ينساها ظنا منه أنها لن تؤثر في فكر الغرب عنا نحن العرب المسلمون ولكن من خلال تجربتي هذه تأكدت أن بإمكان أياً منا إذا أخلص النية إلى الله وأتقن العمل ستتغير تلك الأفكار السلبية التي يؤمن بها الغرب عنا فلن تصدقوا أن هذه التصرفات البسيطة جدااا والتي أمرنا بها ديننا كانت سببا في إسلام تلك المرأة اليابانية!!! نعم أسلمت وبعد ثلاثة شهور فقط من دراستها بالمركز .. فسبحان الله .. سبحان الذي أكرمني وأسبغ علي هذه النعمة العظيمة سبحان مؤلف القلوب ومرققها صدق المولى تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) سبحانك ربي .. أخواتي الحبيبات أعذرنني فدموعي تتساقط غزيرة !! ولكني أعدكن أنني سأحكي لكن قصة إسلام تلك الطالبة العزيزة جدااااااااااااا على قلبي والتي شعرت فعلا بقربها الشديد من الإسلام قبل أن تدخله .. فما أجملها بعد أن دخلته .. اللهم تقبل منها وثبتها على الحق.. اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبتنا على دينك صدقت يا حبيبي يا رسول الله ( خياركم في الجاهلية.. خياركم في الإسلام) أحبتي في الله لي عودة قريبة إن شاء الله لأكمل لكن ما بدأت .. لا تنسوني في صالح الدعاء وجزاكن الله خيرا:26: :26:

أحبتي في الله سـامحنني لتأخر عليكن ولكني حرصت ألا أنام إلا وقد أكملت لكن جزءا آخر من تلك التجربة...