انتهى شهر رمضان شهر الخير و الرحمة و البركة و الغفران
شهر العتق من النيران
و بـدأت الحياة الرتيبة و لا شك أن الكثير يشعر بالملل و الحزن
و الفراغ الروحي
فقد انتهى شهر التنافس و التسابق و بدأت شهور العمل
الفردي و تسابق الإنسان مع نفسه و جهاده معها
فما أجمل أن نتذكر دائماً أن أحب الأعمال إلى الله أدومها
و أن لا ننسى بأن الحياة لعب و لهو و زينة و تفاخر
بالأموال و الأنساب
و أن نتأكد و نقر بأن أجمل ما فيها
هي الباقيات الصالحات
قال تعالى ,,,
فنحن ألآن في شهور يبعد الكثيرون فيها عن الدين
نسياناً أو تجاهلاً وتكاسلاً
فلنقف وقفة جادة و نتذكر بأن,,
النجاة بالتمسك بالدين بشدة و العظ عليه بالنواجذ
و الحرص على القيام بواجباته
و قــــفـــــة ،،،
في يوم من الأيام
خرجت عائلة في رحلة إلى مدينة ما
وفي الطريق
قابلوا شخصا واقفا في وسط الطريق يريد أن يركب معهم
فسأله الأب من أنت ؟
قال الرجل : أنا المال
فسأل الرجل زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا ؟
فقالوا جميعا : نعم فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء وان نمتلك أي شيء
فسمحوا له فركب معهم وسارت السيارة حتى
قابل شخصا آخر
فسأله الأب : من أنت ؟
فقال : أنا السلطة والمنصب
فسأل الأب زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا ؟
فأجابوا جميعا : نعم فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل أي شيء وان نمتلك أي شيء
فركب معهم السلطة والمنصب وسارت السيارة تكمل رحلتها
وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا
حتى قابلوا شخصا فسأله الأب : من أنت ؟
قال : أنا الدين
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد : ليس هذا وقتك ،،،
نحن نريد الدنيا ومتاعها
وأنت ستحرمنا منها وستقيدنا وسنتعب في الالتزام بتعاليمك
و حلالك وحرامك و الصلاة و الحجاب و الصيام
وسيشق ذلك علينا لا ليس هذا وقتك ...
ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها
و نعمل ما نريد
فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها ...
وفجأة وجدوا على الطريق
نقطة تفتيش ,,,
ووجدوا رجلا يشير للأب يأن ينزل ويترك السيارة
نزل الأب ووقف أمام الرجل
فقال الرجل أيها الأب : انتهت الرحلة بالنسبة إليك
وعليك أن تتركهم و تذهب معي
فنظر الأب في ذهول ولم ينطق بكلمة ولكنه بدأ يتمنى وهو يحدث نفسه
هل لي بالسلام عليهم و ضمهم إلى صدري قبل الذهاب معه ؟!
ولكن كيف ذلك ؟!
كيف أطلب ذلك ؟!
و أنا لا أستطيع أن أنطق كلمة أو حرفاً ؟!
و فجأة أيقظه من خياله و أمنياته صوتاً ؟!!
إنه صوت الرجل ...
و قال له بحزم : أنا أبحث عن الدين ؟
هل ... معك الدين ؟
قال الأب : لا لقد تركته على بعد مسافة قليلة من هنا فدعني أرجع و آتي به
فقال له الرجل : لا فإنك لن تستطيع فقد انتهت بك الرحلة و الرجوع مستحيل
فقال الأب : ولكنني احمل معي المال والسلطة و المنصب والزوجة و الأولاد !!
فقال له الرجل : إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و ستترك كل هذا خلفك
و تأتي معي وحدك لا مال و لا منصب و لا أولاد و زوجة
و قد كنت ستحمل معك الدين وهو الذي كان سينفعك
فسأله الأب : و من أنت ؟
قال الرجل : أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه
و لم تجتهد لمقابلته براحة و طمأنينة و سكينة
فنظر الأب نحو السيارة و دموع غزيرة تتساقط ..
فقد رأى من بعيد ... من بعيييد
زوجته و هي تقودها وتكمل الرحلة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
استغفر الله العظيم و أتوب إليه
اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين
اللهم لا تشمت بنا عدوا ولاحاسدا
اللهم إنا نسألك من البر و التقوى ومن العمل ما ترضى
اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك
ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك
اللهم اجعل أخر كلامنا في الدنيا لا اله إ لا الله محمد رسول الله
و لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون ا نهم
يحسنون صنعا
" اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك
و السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار "
و صل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وسلم أجمعين
اللهم آآآمين
دمتن بحفظ الرحمن ورعايته
& أم أنوسي &
