السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله
و آله وصحبه ومن والآه
أخواتي الغاليات قد تقولين وأنتي تقرأين هذا الموضوع أن
أغلب مشاركاتي
تدور حول هذا الأمر ومعك حق في قولك ولكني أحب أنقل لكن
أمور حدثت معي ليس لجلب الأنظار والتسميع بما عملت لا
والله ولكن هذه مواقف حصلت معي منها الصواب ومنها الخطاء
وأحب أن نستفيد كلنا من الصواب ونتعلم من الخطاء لتصحيح
مسارنا الدعوي تجاه الغير ويجب علينا جميعا أن ننقل
ت
جاربنا ومواقفنا في مجال الدعوة لتعم الفائدة
قال تعالى (أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هوأعلم بمن
ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
يقول الله تعالى آمرا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
أ
ن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة ,قال ابن جرير:
"وهو ماأنزله عليه من الكتاب والسنه
الحسنة] أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس
وذكرهم بها ليحذروا بأس الله
تعالى،وقوله أي من أحتاج
منهم مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين
وحسن خطاب
كقوله تعلى
أحسن إلا الذين ظلموا منهم]
فأمره تعالى بلين الجانب كما أمر به موسى وهارون
عليهما السلام حين بعثهما إلى إلى فرعون،
في قوله
تفسيـــــــــــــر إبــن كثيــــــــــر
هنا أخواتي تكمن عظمة هذا الدين وما يدعوا إليه من اللين في
المعا ملة بين الناس والتراحم وبث روح المحبة والمودة بينهم
نعم أخيتي قد ترين أحد على معصية فتكرهينه ولا تحبين
ا
لجلوس معه وهذا خطاء نقع فيه كثيرا ،فيجب علينا
ألا نكره أي أحد لشخصة بل نكره المعصية أو الفعل الذي هو
عليه أي نفصل بين الإنسان وفعله فأنت تحب أهل الصلاح
لصلاحهم وتكره أهل الفساد لفسادهم !!
بل الواجب علينا أن نرحم أهل المعاصي والذنوب ونحاول
مساعدتهم في الخلاص منها
وبهذا تساهمين بفضل الله على تخليصهم من النار
،
وهذا خلق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
كما في قصته مع الصبي اليهودي
عن أنس أن غلاما من اليهود كان مرض فأتاه النبي
صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم
فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فأسلم فقام النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه بي منالنار
يا الله ما أر حمك يا رسول الله حقا إنك الرحمة المهداة هذه شفقتك
بهذا الغلام اليهودي وفرحك بإنقاذه من النار فداك نفسي يارسول الله
أ
عتذر أخواتي عن الإطالة ولكني أحببت أن أبين النهج الذي يجب أن نكون عليه في الدعوة
فلننظر لحالنا ولنأخذ العبرة من سيرة قدو تنا في مجال
الدعوة فداه نفسي عليه الصلاة والسلام
الآن أحكي لك ماحصل لي مع أختي "ريم" الممرضة السورية
ذهبت في يوم لأحد المستوصفات الخاصة وكان فيها عيادة
خاصة بالنساء لايدخلها الرجال أبدا ذهبت مبكرة لأخذ الرقم
الأول لأن نظام العيادة ليست به مواعيد مسبقة وأنا لاأحب
الإنتظار الطويل في المستشفيات والمستوصفات !دخلت العيادة
وكانت هناك ممرضة مسئولة عن فتح العيادة وتجهيزها قبل
وصول الطبيبة والمراجعات وبعد فترة قصيرة ارتفع صوت
التلفاز بالغناء والموسيقى كان الصوت عاليا لدرجة أن كان له
صدى في العيادة!!تملكني الغضب الشديد "وهذا خطاء"
وتوجهت للغرفة التي بها الممرضة فإذا المطربة ترقص
وتتمايل بشكل مقزز في مايسمى "بالفيديو كليب "وهي تمايل
معه فصرخت عليها بصوت
عالي " أنتي مسلمة ولا مسيحية"؟؟؟؟
التفتت إلي
المسكينة وتغير وجهها من السؤال وقالت لا انا مسلمة
قلت مسلمة إذا اخفضي هذا الصوت وأستمعي لهذا الفساد
لوحدك "وهذا أيضا خطاء" فقالت لي بصوت هادي وبرد
أخجلني حاضر حاضر ولا يهمك!!
أنهيت موعدي في العيادة وخرجت ولكني والله ندمت على
موقفي وردت فعلي المندفعة وأخذت الوم نفسي وقلت في نفسي
الآن ماهي الفائدة التي أوصلتها لهذه المسكينة هل بهذه
الطريقة ستترك الإ ستما ع للغنا ء؟هل بهذا الأسلوب حببتها
في أهل الخير والصلاح؟ هل هذا أسلوب من يريد الخير؟
ياالله ماذا فعلت؟؟وكيف أصلح خطئي مع هذه الأخت ؟
قررت أن أذهب إليها في العيادة وأعتذر منها وبالفعل ذهبت
للعيادة مبكرة حتى أتكلم معها قبل البدء في عملها
دخلت العيادة وسلمت عليها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومددت يدي لأصافحها ردت علي بكل أدب قلت لها هل
عر فتيني؟ قلت لا!!قلت لها أن التي جئت هنا قبل يومين
وصرخت فيك !قالت آه أهلين!!قلت أنا جئت أعتذر منك على
ماحصل مني والله كان خارجا عن إرادتي !
فأنا عندما أرى أختي المسلمة على معصية اتألم لذلك وكما
أحب الخير لنفسي أحبه لها ولكني أعترف ان أسلوبي معك كان
خاطئ !!قالت جزاك الله خير..
قلت لها:هل تسمحين لي ان أبين لك بعض الأمور عن الغناء؟
قالت :تفضلي
قلت لها هل تعلمين أن الإ ستماع للغناء حرام ولا يجوز
أريد منك حبيبتي أن تستمعي لهذا الحديث..
(
عن عبد الرحمن بن غنم قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك
الأشعري سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
{ ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف }
أخرجه البخاري وفي لفظ : { ليشربن ناس من أمتي ا
الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم
بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل
منهم القردة والخنازير } رواه ابن ماجه ،
قلت لها أسمعتي من عظم حرمتها أن الرسو ل قرنها مع الخمر
والحر الذي هو الزنا ولبس الحرير و هذه الأموركلها
حبيبتي من كبائر الذنوب
قالت أعوذ بالله !!قالت أنا كنت نازلة العيادة وكلموني الأخوات
في السكن وقالوا لي حطي على قناة" الخراااب "فيه المطربة
الفلانية اللي بتحبيها
قلت لها وهل أنتي تحبينها قالت إيه !!قلت لها هل
سمعتي حديث لنبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه سلم : "المرء مع من أحب" متفق عليه
.
وأنت تحبين هذه هذه المطرية المسيحية الفاسقة فهل تحبين أن
تحشري معها ؟قالت لا أعوذ بالله ماكنت أعرف أنوهيك!!
قلت لها:أم تحبين أن تحشري مع النبي وأزواجه في الجنة؟
ثم نظرت لها فوجدتها قد أغروقت عينيها بالدموع فحمدت الله
أن الموعظة أثرت فيها فقلت لنفسي لأغتنم هذه المشاعر
الخائفة من الله ولأقول لها عن مخالفتها الثانية وكانت نامصة
لحاجبها فقلت الحمد لله أنتي فيك خير كثير بدليل أنني ارى
دموع الندم والخوف من الله في عينيك وأسمحي لي من منطلق
محبتي لك أن أبين لك أمرا آخر قالت تفضلي بكل سرور قلت
لها أنتي تنمصين حواجبك قالت: إيه!!
قلت لها هل سمعتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم
النامصة و المتنمصه] هل تدرين ماهو اللعن إنه الطرد والإبعاد
عن رحمة الله !هل تبيعين رضا الله والجنة ببعض شعيرات
تنتفينها من حاجبك ؟قالت أنا بس برتبها وأنضفها !قلت لها هذا
مدخل من مداخل الشيطان علينا يسهل
لنا المعصية ويجعلنا ندخل لها من عدة أبواب بأعذار واهية
أن رضى الله والجنة أغلى من الدنيا وما فيها أسئلي نفسك هل
تريدين الجنة وتعملين لها؟أم تريدين النار وتعملين لها؟
!!أخذت تبكي
وقمت لها وأحتضنتها وقلت لها الحمد الله حبيبتي هذا
دليل الخير الموجود في داخلك !وأعذريني وسامحيني على
أسلوبي القاسي معك في البداية
قالت :لاوالله أنا سعيدة أني تعرفت عليك وبدي ما تقاطعيني
وتزوريني دايم وتنصحيني جزاك الله خير
قلت لها بإذن الله فأنا كسبتك أختا في الله واخذت رقم جوالها
وأخذت أتبادل معها الرسائل
وأزورها من حين لآخر والله يا أخوات لن تصدقوا كيف تغيرت
أخذت تقوم الليل !!فقد قالت لي كلميني وقت الصلاة آخر الليل
حتى أقوم للصلاة فأخذت أرسل
لها رسائل عن قيام الليل وفضله فكانت ترد علي برسالة أعرف
منها انها قامت للصلاة وهنا أود أشير لفضل رسائل الجوال
واستغلالها في الدعوة !! أ
ثم أخذت تصوم الأثنين والخميس وتابت من النمص ووضع الزينة والعطور
وكلما زرتها وجدتها ممسكة بالقرآن وتسالني دائما عن امور في
الدين ، الحمد لله كنت اخذ معي كتيب من الكتيبات أو مطوية
وأقرأها عليها وكانت تنادي بعض زميلاتها ولله الحمد لاني
لست طالبة علم ولا داعية ولكن بما عندي من العلم البسيط
فليس ضروري أن تكوني داعية لتدعي وتنصحي وكما قلت
سابقا الآن يوجد المطويات والأشرطة المساعدة لمن أراد الدعوة
وقد عرفتها على أخت لي داعية وأحضرتها لها في يوم إجازتها
وزميلاتها والقت عليهن درسا وفرحن به أشد الفرح
وقد طلبت مني أن أحضر لها أشرطة وكتب ومطويات
ففعلت احضرت لها أشرطة وكتب وكانت تأخذها معها لبلدها
لتوزعها فلله الحمد والمنة
احببتها جدا في الله للهفتها على الخير ومسابقتها عليه !وحزنت
جدا عليها يوم أن رحلت لبلدها وأنهت تعاقدها
وعملنا لها أنا ,أختي "أم عبد الحمن "الداعية الخلوق حفلة وداع
و
أحضرنا لها هدايا لنعبر لها عن حبنا الشديد لها
لقد رحلت ريم ولكن لازلنا على تواصل عن طريق الإتصال
والرسائل على فترات !
وفقك الله ياريم وأسعدك وثبتك على الحق إلى الممات!!
والله إني كنت أنا وهي نضحك دائما على طريقة تعارفنا ونعلق عليها!!
اختاه هناك مجال كبير عندك للدعوة أنتي غافلة عنه إنه في المستشفيات والمستوصفات
مع اخواتنا المسلمات المقيمات عندنا والله إنهن يحببن الخير ويتلهفن عليه
وأنا لي تجربة مع أخوات مصريات وهن أكثر الأخوات إستجابة للنصح والشكر عليه
وكذلك أخواتي السوريات والأردنيات وهذا من خلال تجربتي معهن
ولكن أحذري من أسلوب التنفير الذي سلكته في بدايتي مع اختي
ريم فلو لم أتدارك الأمر
لكنت سببا في تنفيرها من الدين وتعاليمه أوصيكن أخواتي
ونفسي بالأخلاق الحسنة واللين في النصح وتحمل الأذى فيه
وقدوتنا حبينا وشفيعنا صلى الله
عليه وسلم.
بارك الله لي ولكن في مسعانا وجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر مباركات أينما كنا
وجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم اللهم آمين
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأوصيك بالدعاء للجميع ان نكون داعيات مخلصات