"دعوها فإنها منتنة"

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعلم أنه لا ضير بان يتعرف الشخص على نسبه ويفاخر به ويكون داعيا لصلة الارحام والتقارب بين ابناء القبيله دون تعصب او احتقار للاخرين وهذا انشاء الله ما نحن عليه في هذا المنتدى.
ولكن احذروا من التكبر واحتقار بقية الخلق بالحسب والنسب والطعن في انساب الناس واعراضهم والدعوة للعصبيه القبليه المنتنه حتى وان كان فاسقاً وتاركا للصلاة.
ولا ننسى قوله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فاساس التفاضل هو بالتقوى والاخلاق الفضيلة.
ولما وقعت مشكلة بين الأنصار والمهاجرين في إحدى الغزوات كما يروي البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال: ( كنا في غزاة فكسع (أي ضرب ) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما بال دعوى الجاهلية" قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: "دعوها فإنها منتنة".
فلم تكن نظرة النبي إلى هذا الحدث الخطير نظرة سطحية بسيطة (أن الأمر هو رجل ضرب رجلا وانتهى الأمر) لكنه نظر إلى هذا الأمر نظرة عميقة وتحليلية مما استدعى تدخله المباشر والسريع لحسم الأمر.
واليوم مع الأسف الشديد ومع تقدم المجتمعات العربية والإسلامية ومع سنوات من التعليم والثقافة والتنمية ومع وجود العلماء والمثقفين والمفكرين وانتشار المعرفة والمعلومات، ومع وجود الجامعات ومراكز البحث ووسائل الإعلام، نشهد الرجوع إلى إحدى الدعوات المنتنة وهي الدعوة إلى العصبية القبلية التي تسبب انقساماً مقيتاً.
إنني أدعو إلى وقفة شجاعة من هيئة كبار العلماء ومن مجلس الشورى وكافة المؤسسات الإعلامية والتربوية ضد الدعوات التي تثير الانقسام من كافة الأطراف وأن يتم رصد تلك الدعوات والتنديد بها حتى يستنكرها الناس، ومحاولة احتواء تسرب هذا الفكر وتغلغله في المؤسسات الثقافية وفي منابر الخطابة، وهذه ليست دعوة للتخلي عن عقائد الناس ولكن الإيمان والتمسك بثوابت الدين وما يعتقده كل فريق شيء وإثارة الخلاف من خلال التركيز على الخلافات أو على مواقف سياسية حدثت في التاريخ الإسلامي شيء آخر. إننا نستطيع أن نبني بلادنا وأن نقدم نموذجاً عملياً من خلال احترام الآخرين داخل المجتمع قبل أن نحترم العالم الخارجي، وعلينا أن نعي أن العالم ينظر إلينا اليوم من زوايا مختلفة بعضها سلبي وقائم وبعضها إيجابي وحضاري، والأكثر من ذلك ينتظر كيف نقدم أنفسنا للعالم في هذا الزمن العصيب.
6
640

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خوخه 15
خوخه 15
موضوع مميز ومفيد

بارك الله في الكاتبه وجعل ذلك في ميزان حسناتها
طي السنيين
طي السنيين
يزاج الله خير
هيوووفة
هيوووفة
الاحظ انه كلما تقدم الزمن كلما تركت هذه العادة اكثر
خصوصا ان الناس لم يعودوا كالسابق من ناحية ان الرجل لايتزوج الا من قبيلته وكذالك المراة
فاصبح هناك تساهل
وبالتالي سيندمج المجتمع اكثر
طيف الأحبة
طيف الأحبة
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
( شـــذراتـ الـذهـبـ)
بارك الله فيك