لقد أعددنا هذا الكتيب من أجل مساعدتك على فهم سرطان المبيض بصورة أفضل، ونأمل أن تجدين فيه إجابات علىبعض الأسئلة التي قد تدور في ذهنك حول تشخيص سرطان المبيض وعلاجه.
لا بد أن تعلمين أننا لا نستطيع أن نقدم لك نصائح حول العلاج الأمثل لحالتك، إذا لابد لهذه المعلومات أن تأتي من طبيبك المطلع على تاريخك الطبي بالكامل.
إذا شعرت بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتيب أنه مفيد لك فحاولي أن تعطيه لأي شخص قريب أو صديق قد يجده مثيراً للاهتمام. فقد تكون لديهم رغبة في الإطلاع على هذا الموضوع ومعرفة المزيد عنه ليتمكنوا من الوقوف إلى جانبك ومساعدتك في التغلب على أية مشاكل قد تواجهينها.
ماهو السرطان:
تتكون أعضاء وأنسجة الجسم من وحدات صغيرة جداً تسمى خلايا. والسرطان هو مرض يصيب هذه الخلايا. ومع أن الخلايا قد تختلف من حيث الشكل والوظيفة في أجزاء الجسم المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن انقسام الخلايا يحدث في العادة بطريقة منظمة ومحكمة بيد أنه لو حدث أن خرجت هذه العملية لسبب ما عن نطاق السيطرة، فإن الخلايا ستواصل الانقسام مكونة كتلة تسمى ورماً. ويمكن للأورام أن تكون حميدة أو خبيثة.
في حالات الورم الحميد، لا تنتشر الخلايا إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهي بالتالي ليست سرطانية. بيد لو أنها واصلت النمو في الوقع الأصلي فقد تسبب مشكلة لأنها ستضغط على الأعضاء المجاورة.
يتكون الورم الخبيث من خلايا سرطانية لها القدرة على الانتشار بعيداً عن الموقع الأصلي، وإذا ما تركت دون معالجة فقد تغزو الأنسجة المحيطة وتسبب تلفها. تنفصل بعض الخلايا أحياناً عن السرطان الأصلي (الأولي) وتنتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم عن طريق مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي. وعندها تصل هذه الخلايا إلى موقع جديد فقد تستمر في الانقسام وتكون ورماً جديداً يشار إليه غالباً بالورم "الثانوي" أو "الانتقالات".
يستطيع الأطباء تحديد ما إذا كان الورم حميداً أو خبيثاً بواسطة فحص عينة صغيرة من الخلايا (خزعة) تحت المجهر.
لا بد لنا أن نعرف أن السرطان ليص بمرض واحد له سبب واحد وعلاج واحد. بل هناك ما يزيد على 200 نوع مختلف من السرطان، لكل منها اسمه الخاص وعلاجه الخاص.
المبيض:
المبيض عبارة عن عضو صغير بيضاوي الشكل، ويوجد لدى المرأة مبيضان يشكلان جزءاً من جهازهاالتناسلي. وعندما تصل المرأة إلى سن الإنجاب تخرج بويضة واحدة كل شهر من أحد المبيضين وتذهب إلى الرحم عبر قناة فالوب. وإذا لم يتم إخصاب البويضة بواسطة حيوان منوي فإنها تخرج من الرحم، بمحاذاة بطانة الرحم، كجزء من الدورة الشهرية.
كما ينتج المبيضان الهرمونات الجنسية الأنثوية، الإستروجين والبروجسترون، ومع اقتراب المرأة من سن اليأس (انقطاع الطمث) فإن إنتاجها من هذه الهرمونات يقل وتبدأ دورتها الشهرية بالتوقف تدريجياً.
مالذي يسبب سرطان المبيض؟
إن سبب سرطان المبيض غير معروف، ولكنه أكثر شيوعاً بين النساء اللاتي لم ينجبن أطفالاً. جدير بالذكر أن هناك أدلة قوية تشير إلى أن النساء اللواتي يستخدمن أقراص منع الحمل أقل عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان. ومن الممكن أيضاً أن احتمال الإصابة بهذا المرض يزداد قليلاً لدى النساء اللاتي أصيبت أمهاتهن أو إحدى قريباتهن بالمرض، خصوصاً إذا حدثت الإصابة بالمرض دون سن الخمسين. وفي حالة إصابة أكثر من قريبة مباشرة بهذا المرض، فقد يكون من الأفضل التفكير بمراجعة طبيبك لإجراء مجموعة من الفحوص الاستقصائية (التقصي)، علماً بأن قيمةمثل هذه الاستقصاءات لا تزال غير واضحة.
التقصي:
لا يوجد حتى الآن برنامج فعال لاكتشاف سرطان المبيض. مع العلم أن هناك محاولات تبذل لاكتشاف سرطان المبيض في مراحله المبكرة، خصواصاً لدى النساء الأكثر عرضة للإصابة به. وفي حالة مراجعتك للصبيب، فقد يجري لك فحص للحوض، وقد تسحب منك عينة دم للكشف عن مادة تسمى المستضد الكيميائي 125، وقد يجرى لك مسح بالموجات فوق الصوتية لتجديد ما إذا كان لديك شذوذ في المبايض. علماً بأن الحكم على قيمة هذه الاستقصاءات غير ممكن قبل مرور عدة سنوات.
ماهي أعراض سرطان المبيض؟
تظل غالبية النساء المصابات بسرطان المبيض من دون أعراض لفترة طويلة. وعندما تظهر الأعراض، فهي في العادة غامضة وغير محددة.
عسر هضم غامض وغثيان وشعور بالانتفاخ.
انتفاخ البطن: قد يعود إلى تجمع سائل في البطن يعرف بالاستسقاء.
فقدان الشهية.
إمساك مستمر أو إسهال.
أعراض المثانة المتمثلة بالشعور بحاجة ماسة ومتكررة للتبول.
إذا كنت تعانين من أي الأعراض المبينة أعلاه فيجب أن تراجعي طبيبك، ولكن عليك أن تتذكري أن هذه الأعراض تدخل ضمن العديد من الحالات الأخرى، وأن غالبية النساء اللاتي تظهر لديهن هذه الأعراض لا يعانين من السرطان.
كيف يتوصل الطبيب للتشخيص؟
تبدأ الخطوة الأولى غالباً بمراجعة طبيب الأسرة (طبيب عام) الذي سيقوم بالكشف عليك ثم اتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء المزيد من الفحوص أو التصوير بالأشعة حسب الضرورة. وقد يقوم بإحالتك إلى المستشفى لإجراء هذه الفحوص وإلى طبيب مختص لمزيد من التقييم والمعالجة.
في المستشفى، يقوم الطبيب بأخذ معلومات كاملة حول تاريخك الطبي قبل أن يكشف عليك. يتضمن الكشف البدني فحصاً داخلياً (للمهبل) للكشف عن أية كتل أو تورمات وفحص الشرج أيضاً.
هناك عدة فحوص يمكن إجراؤها لتشخيص سرطان المبيض وتظهر هذه الفحوص ما إذا كان المرض قد امتد إلى أجزاء أخرى من الجسم أم لا.
ويعرف ذلك بتحديد مرحلة المرض، وهي تساعد طبيبك على تحديد الطريقة المثلى لمعالجتك من السرطان.
وقد يتخذ طبيبك ترتيبات لإجراء أي من الفحوص المبينة فيما يلي. بيد أن الوسيلة الوحيدة للتأكد من أن المرض هو السرطان، هي أن يتم استئصال المبيض الشاذ لدى فتح البطن ومن ثم فحصه تحت المجهر.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
تستخدم في هذا الفحص موجات صوتية لتكوين صورة عن داخل البطن والكبد والحوض. ويتم هذا الفحص في قسم الأشعة بالمستشفى.
سيطلب منك تناول كمية كبيرة من السوائل قبل إجراء الفحص لكي تمتلئ المثانة ويتم الحصول على صورة أفضل. وبمجرد أن تستلقي على ظهرك سيقوم فني التصوير بوضع مادة هلامية على بطنك، ثم يقوم بترير جهاز صغير فوق بطنك ينتج موجات صوتية ويشبه الميكروفون. ويتحول الصدى إلى صورة باستخدام الكمبيوتر.
يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن أي تضخم أو شذوذات في المبيضين قد تشير إلى وجود كيس أو ورم. كما قد يستخدم لقياس حجم الورم وتحديد موقعه.
التصوير المقطعي بالكمبيوتر
التصوير المقطعي هو نوع من أنواع التصوير بالأشعة السينية يتم بواسطة التقاط عدد من الصور وإدخالها في الكمبيوتر لتكوين صورة مفصلة عن البطن من الداخل والكبد والحوض، وبذلك يستطيع المسح بالكمبيوتر إظهار حجم موقع السرطان.
سيطلب منك في يوم الفحص الامتناع عن الأكل والشرب لمدة أربع ساعات على الأقل قبل موعد الفحص. كما ستعطين سائلاً خاصاً يزيد من وضوح صور الأشعة السينية، لتشربيه قبل التصوير بعدة ساعات وفي قسم الأشعة أيضاً. كما يتم قبل التصوير بعدة ساعات وفي قسم الأشعة أيضاً. كما يتم قبل التصوير مباشرة تمرير سائل مماثل عبر فتحة الشرج، باستخدام أنبوب صغير، وإدخال قطعة من القطن في المهبل. والهدف من ذلك هو ضمان الحصول على صورة واضحة. يبدأ التصوير بمجرد أن تستلقي على السرير بشكل مريح. ومع أن التصوير نفسه غير مؤلم، إلا أنه يتطلب أن تظلي مستلقية دون حراك لمدة 30-40 دقيقة.
يتمكن معظم المرضى من العودة إلى المنزل بمجرد انتهاء التصوير.
التصوير الوريدي للجهاز البولي
يظهر هذا الفحص أية شذوذات في الكليتين أو الجهاز البولي، وهو يجري في قسم الأشعة ويستغرق ساعة تقريباً.
تحقن صبغة في أحد الأوردة في الذراع عادة، وتذهب هذه الصبغة بواسطة الدم إلى الكليتين. وبذلك يستطيع الطبيب مراقبة سير الصبغة على شاشة الأشعة السينية وملاحظة أية شذوذات.
قد تشعرين أحياناُ، نتيجة للصبغة، بسخونة واحمرار في الوجه لعدة دقائق ولكن هذا الشعور لا يتلاشى تدريجياً. وسيكون بإمكانك العودة إلى المنزل بمجرد انتهاء الفحص.
ارتشاف سائل البطن
في حالة تجمع سائل في البطن، يمكن أخذ عينة منه للكشف عن أية خلال سرطانية. يقوم الطبيب بإجراء تخدير موضعي ثم إدخال إبرة صغيرة في الجلد لسحب عينة من السائل وفحصها تحت المجهر.
ماهي أنواع العلاج المستخدم؟
يمكن استخدام واحد أو أكثر من الأساليب الثلاثة التالية لمعالجة سرطان المبيض وهي: الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
وسيقوم طبيبك بوضع خطة العلاج آخذاً في الاعتبار عدة عوامل من بينها عمرك، ووضعك الصحي العام، ونوع حجم الورم وشكله تحت المجهر، وما إذا كانت هناك انتقالات ورمية خارج المبيض (مرحلة المرض).
قد تشاهدين في المستشفى نساء أخريات يستخدمن أنواعاً من العلاج تختلف عن العلاج الذي تتلقينه. ويعود سبب ذلك في الغالب إلى أن مرضهن في مرحلة مختلفة من مرضك، علماً بأن وجهات نظر الأطباء تتفاوت أحياناً حول العلاج. فإذا كانت لديك أسئلة حول العلاج الذي تتلقينه، فلا تترددي في طرحها على طبيبك أو الممرضة المسئولة عن حالتك. ومن المفيد أن تدوني هذه الأسئلة على ورقة لتعرضيها على طبيبك وأن تصحبي معك إحدى قريباتك أو صديقاتك.
تفضل بعض النساء الحصول على رأي طبي آخر لمساعدتهن في اتخاذ قرار حول العلاج. ولا يمانع معظم الأطباء في إحالتك إلى أخصائي آخر لكي تستمعي إلى رأي طبي ثان إذا كنت ترين ضرورة ذلك.
الجراحة
سيناقش طبيبك معك أنسب أنواع الجراحة لحالتك تبعاً لنوع وحجم ومدى انتشار السرطان. وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه المعلومات لا تتوفر أحياناً إلى أثناء العملية الجراحية نفسها، ولذلك فإنه من المهم مناقشة جميع الخيارات المحتملة مع طبيبك مسبقاً. وعليك أن تتذكري بأنه لن يتم القيام بأي عملية أو إجراء دون موافقتك.
الجراحة هي الوسيلة الأولى لمعالجة سرطان المبيض في العادة، وهي أيضاً الوسيلة الأهم لمعالجة سرطان المبيض. ومن أجل إجراء تقييم ملائم للبطن من الداخل وخصوصاً الجزء الأعلى منه فإنه يتم إحداث شق عمودي في البطن في خط المنتصف.
يتم أثناء عملية فتح البطن أخذ عينة من السائل البطني (السائل البريتوني) لفحصه بالمجهر. كما يقوم أخصائي الجراحة بمعاينة جميع الأعضاء الموجودة في البطن التي تشمل المبيض الآخر والرحم والعقد اللمفية والأمعاء والحجاب الحاجز. وإذا ما تبين أن السرطان قابل للاستئصال يتم استئصال المبيضين وبوقي فالوب والرحم. كما سيقوم الجراح بإزالة أنسجة دهنية تسمى الثرب خلال هذه العملية أيضاً. وقد يأخذ كذلك عينات من أنسجة أخرى، كالعقد اللمفية مثلاً لمعرفة ما إذا كان السرطان قد امتد إليها.
بعد العملية
بعد العملية سيشجعك الطبيب والممرضات على مغادرة السرير والحركة في أقرب وقت ممكن لأن ذلك ضروري حتى تستردي عافيتك وتتماثلي للشفاء من العملية الجراحية. وحتى لو اضطررت للبقاء في السرير فمن المهم أن تواظبي بانتظام على تحريك ساقيك والتنفس العميق.
سيتم إعظاؤك سوائل عن طريق الوريد لتعويض سوائل الجسم حتى تصبحين قادرة على الأكل والشرب ثانية. تصبح حركة الأمعاء بعد التخدير أبطأ، ولذلك يجب ألا تبدئي في شرب السوائل حتى تستعيد الأمعاء وضعها الطبيعي الذي يستغرق عدة أيام في العادة.
يتم أحياناً إدخال قثطار في المثانة لتفريغها وتجميع البول في كيس. وقد يتم أيضاً تثبيت أنبوب تصريف في موقع الجرح لمنع تراكم أية سوائل زائدة. ويتم نزع هذا الأنبوب خلال 48 ساعة في العادة.
من الطبيعي جداً أن تعاني من بعض الألم أو الانزعاج لعدة أيام، بيد أن هناك عدة أنواع من الأدوية الفعالة جداً في تسكين الألم.
وفي حالة استمرار الألم لديك يجب أن تخبري الطبيب أو ممرضة الجناح بأسرع وقت ممكن لكي يتم تغيير الأدوية.
تستطيع غالبية النساء مغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل بعد 8 أو 10 أيام من العملية، وذلك بمجرد إزالة الغرز أو المشابك. وإذا كنت تعتقدين بأنك قد تواجهين مشاكل عند العودة إلى المنزل، إذا كنت تعيشين بمفردك مثلاً، أو إذا كنت مضطرة لصعود درج طويل، فيجب أن تخبري الممرضة أو الأخصائية الاجتماعية بذلك لدى تنويمك في الجناح لكي يتم اتخاذ الترتيبات الكفيلة بمساعدتك.
بإمكان الأخصائيات الاجتماعيات تقديم النصائح العملية، كما أن العديد منهن مؤهلات لتقديم المساندة لك ولأفراد أسرتك، في المستشفى وفي المنزل على حدٍ سواء. وإذا ما رغبت في التحدث مع أخصائية اجتماعية يمكن أن تطلبي ذلك من ممرضتك أو طبيبك. كما أن باستطاعة العديد من ممرضات الجناح الذي تقيمين فيه مساندتك عاطفياً خلال وجودك في المستشفى وتزويدك بالمعلومات.
يجب أن تتجنبي ممارسة الأعمال الشاقة أو رفع الأشياء الثقيلة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
قبل أن تغادري المستشفى سيحدد لك موعد لمراجعة العيادة الخارجية للمتابعة بعد الجراحة. ويمثل هذا الموعد وقتاً مناسباً لمناقشة أية مشاكل لديك بعد العملية. أما إذا كانت لديك مشكلة أو ساورك قلق ولا ترغبين في الانتظار حتى الموعد المحدد لك في العيادة الخارجية، فيجب ألا تترددي في الاتصال مع ممرضات الجناح أو طبيب المستشفى في أي وقت من الأوقات.
هل تسؤثر العملية على نشاطي الجنسي
من الأسئلة المألوفة التي تطرحها النساء بعد عملية استئصال الرحم، السؤال التالي. هل ستؤثل العملية على حياتي الجنسية؟. تنصح غالبية النساء بعدم ممارسة الجنس قبل مرور ستة أسابيع على العملية، وذلك حتى تتاح الفرصة للجرح للالتئام بالصورة الملائمة مع العلم أن العديد من النساء لا يواجهن صعوبة في استئناف العلاقة الجنسية بعد هذا الوقت، بينما تحتاج أخريات لمزيد من الوقت من أجل الشعور بالاستقرار النفسي.
بعد عملية استئصال الرحم، يصعب على الشابات من النساء، بشكل خاص، تقبل الواقع الجديد، وهو فقدان القدرة على الإنجاب بعد العملية. وقد يساورهن قلق بأنهن فقدن جزءاً من أنوثتهن، علماً بأن الشعور بمثل هذه الأحاسيس شيء طبيعي وعادي في مثل هذا الوقت. وقد يكون من المفيد لك مناقشة أية مخاوف أو شكوك تساورك مع صديقة تتعاطف معك أو مستشار مؤهل.
في بعض الأحيان يكون هناك سبب جسدي يجعل المرأة غير راغبة في ممارسة الجنس فاستئصال المبايض لدى النساء الصغيرات، اللاتي لا زالت تأتيهن الدورة الشهرية، يؤدي إلى انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة. علماً بأن انقطاع الطمث يترك تأثيرات جسدية تشمل إحساساً بالسخونة مع احمرار في الوجه وجفاف الجلد وجفاف المهبل مما يجعل من ممارسة الجنس عملية غير مريحة ويقلل الشهوة الجنسية.
بيد أنه يمكن منع معظم هذه التأثيرات ومعالجتها بتعويض نقص الهرمونات بالأقراص واستخدام المراهم. وفي الغالب لا يتطلب الأمر أكثر من استعمال مرهم بسيط مثل كيه واي جيلي (KY JELLY)، الذي يمكن الحصول عليه من معظم الصيدليات، للتغلب على أي انزعاج خلال الجماع.
من المخاوف الشائعة أن السرطان قد ينتقل إلى زوجك أثناء الجماع. لكن هذا ليس بصحيح، ولا خطر إطلاقاً من استئناف العلاقة الجنسية مع زوجك.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو عبارة عن استخدام عقاقير خاصة مضادة للسرطان من أجل القضاء على الخلايا السرطانية. وهي تعتمد في مفعولها على وقف نمو الخلايا السرطانية.
تعطى العقاقير عن طريق الفم أو عن طريق الوريد (بالحقن). ويعطى العلاج الكيميائي بشكل دورات، الدورة الواحدة تستمر بضعة أيام وتليها فترة راحة تستمر بضعة أسابيع مما يتيح لجسمك فرصة التعافي من أية تأثيرات جانبية للعلاج. مع العلم أن عدد الدورات التي ستأخذينها تعتمد على نوع السرطان الذي تعاني منه وعلى مدى استجابتك للعقاقير. يمكن أحياناً إعطاء العلاج الكيميائي لك في العيادة الخارجية، ولكنه يستدعي في كثير من الأحيان تنويمك في المستشفى عدة أيام.
التأثيرات الجانبية
في الوقت الذي تؤثر فيه العقاقير على الخلايا السرطانية في جسمك، فإنها قد تقلل مؤقتاً مؤقتاً عدد الخلايا الطبيعية في دمك. وعندما ينخفض عدد هذه الخلايا فإنك تصبحين أكثر عرضة للإصابة بمرض التهابي وقد تعانين من الإجهاد بسهولة. ولذلك سيتم فحص دمك بانتظام أثناء العلاج الكيميائي، كما سيتم إعطائك دماً إذا اقتضت الضرورة أو مضادات حيوية لمعالجة الالتهاب.
تتضمن التأثيرات الجانبية الأخرى الغثيان والتقيؤ والإسهال وأحياناً تساقط الشعر. وقد تسبب بعض العقاقير تقرحات صغيرة في الفم. ولذلك فإن غسل الفم بانتظام باستخدام بيكربونات الصودا مهم جداً، وستشرح لك الممرضة كيف تقومين بذلك بالطريقة الملائمة. وإذا لم تشعري برغبة في الأكل يمكنك الاستعاضة عن وجباتك بالمشروبات المغذية الغنية بالسعرات الحرارية. مع العلم أن باستطاعة طبيبك أن يصف لك أدوية مضادة للقيء.
وعلى الرغم من صعوبة احتمال هذه التأثيرات الجانبية أحياناً، إلا أنها تتلاشى بمجرد إيقاف العلاج. وفي حالة تساقط شعرك فإنه ينمو ثانية بسرعة مدهشة. وترتدي الكثير من النساء شعراً مستعاراً أو قبعة أو غطاءً للرأس (منديل).
لا تسبب جميع العقاقير نفس التأثيرات الجانبية، والواقع أن بعض النساء لا يعانين من أية تأثيرات جانبية على الإطلاق. هذا وسيخبرك طبيبك عن المشاكل التي قد يسببها لك العلاج.
يؤثر العلاج الكيميائي على الناس بأشكال مختلفة. إذ يواصل العديد منهم حياته بصورة طبيعية أثناء المعالجة، بينما يجد آخرون أنفسهم مرهقين جداً وبأن عليهم أن يخففوا من نشاطاتهم. لذلك قومي بما تستطيعين القيام به ولا تحاولي إجهاد نفسك.
العلاج الإشعاعي
تتم معالجة السرطان بالأشعة باستخدام أشعة عالية الطاقة للقضاء على الخلايا السرطانية مع محاولة إلحاق أقل قدر ممكن من الأذى بالخلايا الطبيعية.
يعطى العلاج في قسم العلاج بالأشعة في المستشفى بشكل جلسات يومية قصيرة جداً (تستغرق بضع دقائق في العادة) وذلك من السبت وحتى الأربعاء مع استراحة يومي الخميس والجمعة. وتعتمد مدة العلاج على نوع وحجم الورم.
التخطيط للعلاج
يجب التخطيط للعلاج الإشعاعي بدقة متناهية لكي تضمني الاستفادة القصوى منه. سيطلب منك خلال مراجعتك الأولى لقسم العلاج بالأشعة أن تستلقي تحت جهاز كبير يسمى المشباه "جهاز التشبيه" لالتقاط صور بالأشعة السينية للمنطقة المراد معالجتها. مع العلم أنه سيوضع لك، قبل البدء بالتصوير، قطعة من القطن في المهبل كما سيتم إدخال سائل في فتحة الشرج والمثانة لزيادة وضوح صور الأشعة. إن الغرض من هذه التحضيرات هو ضمان الحصول على صور واضحة قدر الإمكان. يشكل التخطيط وحده عدة مراجعات للمستشفى إلى أن يقتنع أخصائي العلاج بالأشعة، الطبيب الذي يضع الخطط لمعالجتك بالنتائج.
ستوضع علامات على جلدك لكي تحدد للمصور، الشخص الذي يعطي العلاج، المنطقة التي يجب تعريضها للأشعة بصورة دقيقة. ويجب الإبقاء على هذه المنطقة جافة قدر الإمكان طوال مدة العلاج وذلك لمنع احمرا أو التهاب الجلد.
سيقوم المصور، قبل البدء بالعلاج، بتعديل وضعك على السرير بعناية والتأكد من أنك مرتاحة. ستبقين في الغرفة بمفردك خلال المعالجة، التي لا تستغرق سوى بضع دقائق، علماً بأنه سيكون بإمكانك التحدث مع المصور الذي سيراقبك من غرفة مجاورة.
لا يسبب العلاج الإشعاعي أي ألم، ولكن يجب عليك أن تظلي مستلقية لبضع دقائق أثناء العلاج.
التأثيرات الجانبية
يمكن أن يسبب تعريض منطقة الحوض والبطن للعلاج الإشعاعي بعض التأثيرات الجانبية كالغثيان والإجهاد والإسهال والشعور بحرقة عن التبول. علماً بأنه يمكن معالجة الكثير من هذه التأثيرات الجانبية بالعقاقير، ولذلك يجب أن تقومي بإبلاغ طبيبك عن أية مشكلات لديك. هذا مع العلم أن التأثيرات الجانبية تختفي في العادة بعد 2-3 أسابيع من انتهاء العلاج.
يجب أن تشربي، خلال مدة العلاج، كميات كبيرة من السوائل مع الحرص على تناول غذاء صحي. إذا لم تكن شهيتك جيدة، يمكنك بالإضافة إلى وجباتك الغذائية، تناول المشروبات الغنية بالسعرات الحرارية المتوفرة في معظم الصيدليات. كما يجب أن تأخذي قسطاً كبيراً من الراحة خلال فترة المعالجة خصوصاً إذا كنت مضطرة لقطع مسافة طويلة يومياً لكي تصلي إلى المستشفى.
إن العلاج الإشعاعي لا يجعلك نشطة إشعاعياً، وبالتالي لا خطر إطلاقاً من مخالطة الآخرين، بمن فيهم الأطفال، طوال فترة المعالجة.
الأبحاث والتجارب السريرية
هناك أبحاث تجرى باستمرار حول إيجاد طرق جديدة لمعالجة سرطان المبيض. ونظراً لعدم وجود علاج في الوقت الحاضر يؤدي إلى شفاء جميع المرضى، فإن الأطباء يبحثون باستمرار عن طرق جديدة لمعالجة المرض وذلك من خلال الدراسات السريرية.
وفي حالة ظهور بوادر تشير إلى أن العلاج الجديد قد يكون أكثر فعالية من الاعتيادي، فإن الأطباء يقومون بإجراء دراسات لمقارنة العلاج الجديد بالعلاجات المتوفرة حالياً، علماً بأن أكثر من مستشفى يشارك في هذه الدراسات في الغالب.
إن الطريقة المعتادة للقيام بهذه الدراسات تتمثل بإجراء مقارنة بين العلاج الجديد وبين أفضل علاج اعتيادي متوفر. وتعرف هذه الطريقة بالدراسة السريرية المضبوطة، وهي الطريقة العلمية الوحيدة لاختبار أي علاج جديد.
وحتى تتم المقارنة بين العلاجات بدقة فإن عملية تحديد نوع العلاج الذي سيتلقاه المريض تتم عشوائياً بواسطة الحاسب الآلي وليس بواسطة الطبيب المعالج، وذلك لأنه ثبت أن الطبيب قد ينحاز لنوع معين من العلاج عندما يختار العلاج أو يعرض من أكثر من علاج على المريض.
في الدراسات السريرية المضبوطة عشوائياً، يتلقى نصف المرضى أفضل علاج اعتيادي متوفر بينما يتلقى النصف الآخر العلاج الجديد، الذي قد يثبت أو لا يثبت أنه أفضل من العلاج الاعتيادي. إن تفضيل علاج على آخر يتم على أساس أنه أكثر فعالية ضد المرض، أو لأن له نفس الفعالية ولكن تأثيراته الجانبية أقل.
إن السبب الذي يجعل طبيبك يرغب في أن تشاركين في دراسة تجريبية هو أنه مالم يتم اختبار العلاج الجديد بهذه الطريقة العلمية، فإنه يستحيل على الأطباء معرفة العلاج الأفضل لمرضاهم.
تجدر الإشارة إلى أن طبيبك سيطلب منك التوقيع على نموذج إقرار بالموافقة قبل تسجيلك في أي دراسة سريرية. والهدف من هذا الإقرار بالموافقة هو التأكد من أنك تعرفين طبيعة الدراسة وسبب القيام بها وسبب دعوتك للمشاركة فيها وا،ك قد أعطيت فرصة كافية لمناقشة العلاج مع طبيبك.
حتى بعد موافقتك على المشاركة في الدراسة، فإنه سيكون بإمكانك الانسحاب منها، إذا ما قررت ذلك في أي وقت تشائين.
هذا مع العلم أن قرارك لن يؤثر بأي حال من الأحوال على موقف طبيبك منك. فإذا قررت عدم المشاركة في إحدى هذه الدراسات، كوني مطمئنة تماماً إلى أنه لن يعرض عليك أي علاج إلا بعد أن يكون قد خضع لبحث دقيق أثناء الدراسات الأولية التي تسبق الدراسات السريرية المضبوطة العشوائية. كما أن مشاركتك في هذه الدراسات تعني مساهمتك في تقد وتطور العلوم الطبية وبالتالي تحسين إمكانيات شفاء المرضى في المستقبل.
مشاعرك وأحاسيسك
يشعر معظم الناس بإبحاط تام عندما يعلمون عن إصابتهم بالسرطان إذ ينهمر على الإنسان فيض من المشاعر التي تختلط معاً والتي تتغير بسرعة. كما تختلف ردود الفعل بين شخص وآخر، وهذا أمر طبيعي. فليس هناك ماهو صحيح أو خطأ بالنسبة للمشاعر والأحاسيس التي تعد جزءاً من التجربة التي يمر بها الناس وهم يحاولون التعايش مع مرضهم. ومن الجدير ذكره أن الأصدقاء وأفراد الأسرة يحتاجون في الغالب إلى نفس القدر من التوجيه المساندة خلال هذه الفترة الحرجة.
الصدمة
" لا أصدق ذلك . لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً ".
هذا هو في الغالب رد الفعل الفوري عندما يقال لشخص ما أنه مصاب بالسرطان. قد تشعرين بخدر، وأنك غير قادرة على استيعاب مايحدث لك أن التعبير عن شعورك. وقد تشعرين أيضاً بأنك لا تستطيعين سوى استيعاب القليل من المعلومات، وستجدين نفسك ترددين الأسئلة نفسها مرة تلو الأخرى. إن هذه الحاجة للتكرار هي رد فعل طبيعي للصدمة.
الرفض
"أنا سليمة تماماً" " إنني لا أعاني من السرطان".
إن إنكار ما يحدث، هو بالنسبة للكثير من الناس، وسيلة لمواجهة موقف مخيف. فقد ترفضين في هذه المرحلة سماع أية معلومات جديدة. وقد يتصرف أفراد الأسرة بهذه الطريقة أيضاً، فيبدو عليهم وكأنهم يتحجاهلون مشاعرك، " لا تكوني سخيفة، ليس هناك ما سيتحق القلق ". إن إتاحة الفرصة للحدث حول هذه المشاعر يمكن أن يكون مفيداً بحد ذاته.
الغضب
" لماذا أنا؟ كان يجب ألا يحدث هذا أبداً ".
يمكن للغضب أن يخفي مشاعر أخرى كالخوف والحزن فقد تشعرين بالغضب أو نفاذ الصبر أو ضيق الصدر تجاه أقرب الناس إليك أو مع الأطباء والممرضات والقائمين على رعايتك. علماً بأن هذا ليس سوى رد فعل طبيعي ودليل على مدى انزعاجك من مرضك. وبالتالي يجب ألا ينظر الناس من حولك لهذا التصرف وكأنه هجوم شخصي عليهم. وإذا شعرت أنت أو أفراد أسرتك بوجود صعوبات نتيجة لهذه المشاعر، فقد يكون من المفيد التحدث إلى شخص غير معني بمرضك مباشرة. هذا مع العلم أن الأطباء والأخصائيات الاجتماعيات على استعداد دائم للتحدث معك ولمساعدتك وتزويدك بالنصح والمشورة حول أية مشاكل لديك.
لوم النفس والشعور بالذنب
" لو لم ....... لما حصل هذا " . " إنها غلطتي أنا "
يلقي الناس باللوم على أنفسهم أحياناً وعلى الآخرين أحياناً أخرى بسبب مرضهم. وقد يعود سبب ذلك إلى أننا كثيراً ما نشعر بقدر أكبر من الارتياح عندما نعرف سبب حدوث شيء ما. وبما أن الأطباء نادراً ما يعرفون سبب إصابة شخص ما بالسرطان، فليس هناك داع لأن تلومي نفسك.
الامتعاض ( الاستياء )
" لا بأس، لست مضطرة لتحمل كل هذا "
إن هذا الشعور يجعلك تشعرين بتعاسة لأنك أصبت بالسرطان دون غيرك. كما يمتعض الأقارب أحياناً من التغيرات التي أدخلها مرض المريضة على حياتهم. وقد يكون من المفيد مصارحة الآخرين بمشاعر الامتعاض هذه، وإلا فإنها ستثير الغضب والشعور بالذنب عن الجميع.
الخوف والشك
" ترى، هل سيظهر السرطان مرة أخرى؟ هل سينجح العلاج؟ "
السرطان كلمة مخيفة تحيط بها المخاوف والأساطير والصمت. علماً بأن المخاوف والأوهام هي في الغالب أسوأ من الأمر الواقع. كما أن الخوف من المجهول يمكن أن يثير الفزع بصورة هائلة. لذا فإن الحصول على بعض المعلومات حول المرض الذي تعانين منه يساعد في معظم الأحيان على التقليل من هذه المخاوف وقد تشعرين أيضاً بالخوف من المستقبل ومن احتمال عودة المرض علماً بأن هذه المخاوف، تظهر أحياناً على شكل أحلام مفزعة.
ومن المخاوف الأخرى الشائعة هي أن السرطان يسبب الألم دائماً. بيد أن العديد من مرضى السرطان لا يعانون إلى من ألم بسيط أو لا يعانون من أي ألم على الإطلاق. وأما بالنسبة لمن يعانون من الألم، فهناك الآن العديد من العقاقير الحديثة المخففة للألم التي أظهر نجاحاً كبيراً في السيطرة على الألم.
الانطواء على النفس والانعزال
"أرجوك اتركوني لوحدي"
قد تمر عليك فترات تريدين أن تكوني خلالها بمفردك لكي تتأملي وتراجعي أفكارك ومشاعرك. وقد يكون هذا الأمر مزعجاً لأفراد الأسرة والأصدقاء الذين يرغبون في الوقوف إلى جانبك خلال هذه الفترة العصيبة من حياتك. فإذا شعرت بأنك تواجهين صعوبة في التعامل مع مشاعرك وأحاسيسك، فيجب ألا تترددي في مصارحة طبيبك الذي يستطيع أن يقدم لك نصائح مفيدة.
الإحساس بالضياع
" لن أعود كما كنت أبداً " " إنني امرأة غير كاملة لأنني غير قادرة على الإنجاب "
إن هذه المشارع أمر طبيعي تماماً، خصوصاً إذا كنت في مقتبل العمر وكنت تأملين في الحمل أو إ،جاب المزيد من الأطفال. ومن المفيد أن تعطي نفسك فرصة كافية للشعور بالحزن تجاه هذا الواقع الجديد وأن تتحدثي بشأنه مع زوجك أو صديق/ صديقة مقبة منك. فهو في الواقع يشبه الفجيعة.
التغلب على المشكلات والمصاعب المرتبطة بالمرض
على النساء اللاتي يعانين من سرطان المبيض التعايش مع مشاكل متنوعة. فبالإضافة للتأثيرات البدنية للمرض، يجب عليهن مواجهة العواقب الوجدانية والعاطفية. وعلاوة على كل المشاعر والأحاسيس التي تطرقنا لها، فقد يساورك القلق بأن زوجك لن يتقبلك بعد الآن. والواقع إنك لو استجمعت قواك وتحدثت عن هذه المخاوف بصراحة لربما وجدت أن لا أساس لها من الصحة. فالعلاقات الحميمة تقوم على أشياء عديدة كالحب والثقة والتجربة المشتركة وأشياء أخرى كثيرة. ولربما تجدين أن العلاقة ازدادت دفئاً بعد هذه المصارحة.
يجب ألا تترددي في طلب المساعدة من المختصين إذا وجدت أنك لا تستطيعين التعامل مع الوضع. عندما تتحدثين من مشاعرك، فإنك ستجعلين أفكارك أكثر وضوحاً، وستوفرين للآخرين الفرصة لتفهم هذه المشاعر. وقد تجدين فائدة في التحدث مع امرأة مرت بنفس التجربة.
لا تعتبري نفسك فاشلة إذا لم تستطيعي التغلب على المصاعب المرتبطة بالمرض بمفردك. عندما يدرك الآخرون حقيقة مشاعرك، فإن باستطاعتهم أن يكونوا أكثر عوناً لك.
من يجب إخباره وبماذا؟
تجد بعض الأسر صعوبة وحرجاً في التحدث حول السرطان أو مصارحة غيرهم بما يشعرون به. إن رد الفعل الأول للعديد من الأقارب هو أن المريضة يجب ألا تعلم بأنها مصابة بالسرطان لأنها قد لا تحتمل مثل هذا الخبر المزعج. وفي حالة اتخاذ قرار بعد إخبار المريضة، فإ، الأسرة ستضطر إلى طمس الحقيقة وحجب الخبر عنها. علماً بأنه من الصعب جداً الإبقاء على مثل هذه الأسرار داخل الأسرة الواحدة، وهي قد تؤدي إلى عزل المريضة وجعلها تشعر بخوف أكثر مما ينبغي علاوة على أنها قد تسبب توتراً بين أفراد الأسرة. هذا مع العلم أن العديد من الأشخاص قد يشتبهون بمرضهم حتى لو لم يبلغوا به.
وسواء كنت أنت المريضة أو إحدى قريباتك، عليكما أن تبحثا عن الأصدقاء أو الأقارب من ذوي المواقف الإيجابية لأنهم أكثر عوناً في العادة من المبتئسين والمتشائمين.
إ، باستطاعة الأصدقاء والأقارب تقديم العون والمساعدة من خلال الاستماع بعناية لما تريد المريضة أن تقوله. لذا يجب عدم الضغط على الناس لكي يتحدثوا عن مرضهم. وفي كثير من الحالات فإنه يكفي مجرد الاستماع للمريضة وإعطائها الفرصة للتحدث عندما تكون مهيئة لذلك.
ماذا تستطيعين أن تفعلي؟
يشعر العديد من الأشخاص بالعجز عندما يقال لهم لأول مرة بأنهم يعانون من السرطان ما يشعرون أنه ليس بوسعهم فعل أي شيء باستثناء تسليم أنفسهم للأطباء والمستشفيات. الواقع أن هذا ليس صحيحاً. فهناك العديد من الأشياء التي بوسعك القيام بها في هذه الفترة أنت وأسرتك.
الأشياء العملية والإيجابية
قد لا تستطيعين أحياناً القيام بأشياء كنت تقومين بها بسهولة. لكن عندما تبدأ حالتك بالتحسن، يمكن القيام ببعض الأشياء البسيطة واستعادة ثقتك بنفسك تدريجياً.
يتحدث الكثير من الأشخاص عن إصرارهم على "محاربة مرضهم" وهذا رد فعل سليم يمكن تنفيذه من خلال اهتمامك بكل ما يتعلق بمرضك. ومن الطرق السهلة لتحقيق ذلك أن تتقيدي بنظام غذائي صحي ومتوازن، وهناك طريقة أخرى وهي أن تتعلمي أساليب الاسترخاء التي يمكنك ممارستها في الممنزل باستخدام الأشرطة.
تجد العديد من النساء فائدة كبيرة في ممارسة بعض التمارين بانتظام. مع العلم أن نوعية وشدة التمارين التي ستقومين بها تتوقف على ما أنت معتادة عليه وعلى وضعك الصحي، ضعي لنفسك أهدافاً واقعية وانطلقي منها تدريجياً.
إدراك طبيعة المرض
إذا تفهمن أنت وأسرتك طبيعة مرضك وعلاجه فستكوني مهيئة للتعامل مع الوضع بصورة أفضل. بهذه الطريقة يكون لديك على الأقر فكرة عما تواجهين.
حتى تكون للمعلومات التي تحصلين عليها قيمة، يجب أن تأتي من مصادر موثوقة لتفادي أية مخاوف لا داعي لها. فالمعلومات الطبية الشخصية يجب أن تأتي من طبيبك الخاص الملم بتاريخك الطبي. وكما سبق وذكرنا فقد يكون من المفيد عمل قائمة بالأسئلة قبل مراجعة الطبيب أو الطلب من إحدى صديقاتك أو قريباتك مرافقتك لتذكيرك بالأشياء التي تودين الاستفسار عنها، والتي يمكن أن تنسيها بسهولة.
من هم القادرون على المساعدة؟
تذكري بأن هناك أشخاصاً مستعدون لمساعدتك دائماً. وقد تجدين سهولة أكثر في التحدث إلى شخص غير معني بمرضك مباشرة، والأخصائيات الاجتماعيات على استعداد دائم لمناقشة أية مشكلة لديك وبوسعهن إرشادك إلى مجموعة مساندة محلية لمرضى السرطان أو مستشار مؤهل يمكنه تقديم النصح والمشورة حول مشاكل مختلفة. كما تستطيع الأخصائيات الاجتماعيات العاملات في المستشفى المحلي أو طبيب الأسرة تقديم النصح والمشورة أيضاً، بالإضافة إلى إرشادك إلى كيفية الحصول على المزايا والخدمات الاجتماعية التي يمكنك الاستفادة منها أثناء مرضك.
قسم الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي